تناولنا في الجزء الثاني من هذه المقالات أكذوبة الاصطفاء الإلهي التي يتشبث بها السلاليون العنصريون في اليمن لتبرير حقهم المزعوم في احتكار الحكم والثروة، ويستخدمونها في تزييف وعي العامة من الأتباع وتعبئتهم تعبئة خاطئة ضد خصومهم تستبيح دينهم ودماءهم وأموالهم وأعراضهم.
وفي هذا الجزء الثالث نواصل الحديث عن هذه الأكاذيب ذات المرجعية المذهبية التي اتكأ عليها السلاليون العنصريون في الدولة الهادوية الزيدية في فرض حكمهم الدموي على اليمن واليمنيين، وشنوا خلال 1200 سنة حروبا لا تكاد تنتهي لتحقيق غايتهم هذه دمروا خلالها الكثير من مظاهر الحضارة والتطور، وزيفوا حقيقة الدين الإسلامي وفرضوا مذهبهم العنصري السلالي، وقتلوا عددا لا يحصى من أبناء اليمن قربانا لطموحاتهم وأحلامهم في الحكم والتسلط.
ب/ أكذوبة الوصية الإلهية لعلي بن أبي طالب إماما وخليفة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وتشمل هذه الوصية المزعومة أيضا أن يكون الحسن والحسين ابنا عليّ بن أبي طالب خليفتين بعده ثم الأئمة من أولادهما، على خلاف كبير بين فرق الشيعة في تعيين هؤلاء الأئمة وصل بهم إلى درجة خطيرة من الهذيان والغلو والكفر، وتكفير بعضهم بعضا، واستحلال الدماء والأعراض والأموال.
وبصرف النظر عن الروح الكسروية القيصرية التي تتلبس هذا المبدأ الوراثي الإبليسي التي تجعل الإسلام متاعا يتوارثه أهل سلالة واحدة؛ فإن الوصية المزعومة لا تستند على أي نص قرآني أو نبوي قاطع الدلالة بل لا يوجد نص معتبر علميا منسوب لعلي بن أبي طالب نفسه يوثق هذه الوصية، والنص الوحيد الصحيح الذي يتشبثون به هو حديث [ من كنت مولاه فهذا علي مولاه] رواه الترمذي وابن ماجة، وهو نص على صحته لكن يختلف حتى فقهاء الهادوية الزيدية في دلالته على الإمامة، ولا تساعد ملابسات واقعة قول الرسول عليه الصلاة والسلام له في كونه وصية لعلي بالخلافة بعد وفاته وإلا كان الأولى أن يتم الإعلان عنها يوم الحج الأعظم في خطبة الوداع بحضور جميع الحجيج وليس في بلدة صغيرة في طريق العودة إلى المدينة المنورة وبحضور جزء منهم، والفهم الأصوب له أنه كان توجيها بمحبة علي وموالاته وتذكيرا للناس بفضله بسبب ما حدث من منازعات بين علي وبعض الصحابة والحجاج اليمنيين.
وكذلك لم يثبت أبدا أن عليا أعلن أو نافح وحاجج أو دل أصحابه في حياته بعد وفاة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أو زمن خلافته أو أنه أوصى قبيل وفاته على وجود وصية إلهية ونبوية بأن يكون هو خليفة وإماما للمسلمين بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وأن يكون ابناه الحسن والحسين خليفتين من بعده تنفيذا للوصية الإلهية النبوية، وكل تلك مناسبات كانت توجب أن يتم التصريح بذلك، وتبليغ الأمر الإلهي للناس بالوصية حتى يصير الأمر من المعلوم في الدين بالضرورة. ولما كان الثابت أن عليا لم يقل ذلك ولم يفعل ولو تلميحا إلى اللحظات الأخيرة قبل وفاته فإن الزعم طوال 1200 سنة من قبل السلاليين الهادويين الزيديين بوجود وصية مزعومة هو نوع من السلوك الإبليسي وطبائع الملوك الجبابرة وسلاطين وأمراء الجور في التزييف والتزوير والبهتان والإفك شهوة للسلطة والمال بأي وسيلة، واستخدام الاكذوبة لتجييش مشاعر العامة ضد الرافضين لوجود وصية بأنهم مخالفون لأمر الله تعالى ونبيه مخالفة متعمدة لا يستحقون عليها إلا التكفير والإخراج من الملة.
وأهمية الإفصاح عن الوصية المزعومة في تلك المناسبات يفهم في ضوء العذر الشائع في السردية الشيعية أن اختيار أبي بكر الصديق خليفة للمسلمين قد تم في سقيفة بين ساعدة في غياب آل النبي الكريم لانشغالهم بتجهيزه للدفن، أو أن عليا فضل ترك حقه الشرعي(!) خشية إثارة فتنة بين المسلمين في ظروف خطيرة أو لقلة الداعمين له؛ فإن هذه المناسبات التي توفرت لإظهار الوصية والتذكير بها ومحاججة المسلمين بها كانت في زمن لم يكن المسلمون أثناءها يمرون في ظروف حرجة أو يعانون تحديات خطيرة، أو لم تكن مناسبة اختيار خليفة جديد مفاجئة ولا فلتة. وهذه إلمامة سريعة عن أبرز فرص ومناسبات توفرت لعلي بن أبي طالب وذريته لحسم موضوع الوصية حسما لا يدع شبهة حولها:
1- كانت الفرصة الأولى عندما مرض الخليفة أبوبكر قبل موته قرابة أسبوعين، وعندما استشعر أنه مرض الموت عزم على ترشيح خليفة له، واستشار قادة الصحابة من المهاجرين والأنصار في مرشحه عمر بن الخطاب، ولم يثبت أبدا أن عليا (أو أحدا من بني هاشم) بادر في تلك الفرصة لتذكير المسلمين بالوصية المزعومة بالخلافة له ولابنيه من بعده، وتنبيهم أنهم بتجاوزهم لهم إنما يخالفون أوامر الله تعالى ورسوله الصريحة، ويعرضون أنفسهم للوقوع في معصية كبرى وكبيرة من الكبائر بل يقعون في الكفر كما تعتقد معظم فرق الشيعة. ولان السردية الشيعية تقول إن الأنصار اعتذروا للسيدة فاطمة بنت النبي الكريم عندما جاءتهم تحدثهم بشأن أحقية عليّ بالخلافة أنهم رغم اقتناعهم بأحقية عليّ إلا أنه قد سبق لهم مبايعة أبي بكر.. فقد كان مناسبا تذكيرهم أثناء مرض أبي بكر ومشاوراته بأن الوقت قد حان لتصحيح غلطتهم.
2- كذلك لم يفعل عليّ مثل ذلك في الفرصة الثانية أثناء اختيار الخليفة عمر له مع خمسة من إخوانه من كبار الصحابة الذين رشحهم عمر لاختيار خليفة من بينهم بعد طعنه وتأكد اقتراب أجله، وقد كانت هذه فرصة ثمينة قبل الحوارات وأثناء الحوارات لتذكير الناس بالوصية الإلهية النبوية، وخاصة أن حظه في الخلافة يومها كان كبيرا وليس كما كان الأمر مع وجود الشيخين أبي بكر وعمر اللذين كانت مكانتهما لا تضاهى عند الصحابة ولا تقارن معها لا مكانة علي ولا غيره. وفي أقل تقدير كان الواجب على علي عدم قبول ترشيحه والمشاركة في مشاورات اختيار الخليفة الجديد لأن مشاركته هي تأكيد على عدم وجود وصية مزعومة، ولا شك أن عدم قبوله الترشيح وعدم مشاركته كانت ستثير اهتماما وجدلا وتلفت انتباه المسلمين للوصية المزعومة، وخاصة أن كثيرين منهم كانوا موجودين في واقعة غدير خم.
3- الفرصة الثالثة كانت بعد قتل عثمان على أيدي المتمردين الخوارج (الذين سيقتل واحد منهم عليا نفسه بعد خمسة أعوام)، فقد رفض علي مبايعتهم له بالخلافة، وظل يرفض ويتهرب منهم أياما كما هو مقرر في كتاب نهج البلاغة (الذي يؤمن الشيعة بأنه صحيح كله)، وعندما انشقوا عليه حاجج علي الخوارج المتمردين عليه بأنهم هم الذين تآلبوا عليه وأصروا على مبايعته للخلافة رغم إصراره على الرفض وطلبه منهم أن يبحثوا عن خليفة غيره. ولو كانت هناك وصية إلهية وتوجيه نبوي بأن عليا هو الإمام والخليفة بعد النبي لما جاز أصلا أن يرفض الطلب فقد كان الوقت مناسبا للحديث عنها والاستناد إليها.
4 – والفرصة الرابعة التي توفرت لإظهار الوصية المزعومة كانت في زمن خلافة علي لمدة خمسة أعوام كان فيها الخليفة المطاع والحاكم المتبع في جزء كبير من الدولة الإسلامية ولدى أغلبية كبيرة من المسلمين، فقد كانت كذلك فرصة ثمينة لاستخدامها في محاجته للرافضين والمتحفظين على توليه الخلافة، لكن الثابت أنه لم يستند أبدا إلى وصية إلهية ولا تحدث عنا بل حاججهم بأن من بايعه هم المهاجرون والأنصار الذين بايعوا الخلفاء قبله فشرعية بيعته مستمدة من المسلمين وعلى طريقة شرعية من سبقه وليس من وصية إلهية ولا نبوية ولا سلالية. وفي كل مواطن الخلاف بينه وبين أنصاره الذين اختلفوا معه وانشقوا عنه وكفروه وحاربوه لم يحدث أبدا أن أعلن أو حاججهم بأنه خليفة بوصية إلهية ووصي وإمام معصوم لا يجوز مخالفته وإلا كانت مخالفة لله تعالى والرسول. وخلال سنوات خلافته خطب فيها على الأقل قرابة 250 خطبة جمعة ( فضلا عن خطب العيدين)، وألقى مئات المواعظ والحكم، وكتب عشرات الرسائل لخصومه ومؤيدييه على حد سواء، وخاض معارك كبرى ضد الرافضين والمتحفظين على بيعته وخلافته، وكانت كل الظروف مهيئة لإعلان حقيقة الوصية المزعومة، ومن نافلة القول إن ذلك لم يحدث أيضا.
5- الفرصة الخامسة توفرت عند طعن علي بن أبي طالب على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم، فقد عاش بعد تلك الضربة ليلتين، ولم يثبت أنه أكد على الوصية المزعومة بحقه وذريته بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أنه أوصى بالخلافة بعده لابنه الحسن ومن بعده للحسين ولا للأخرين المزعوم أنهم أئمة بالوصية ذاتها .
6- والفرصة السادسة توفرت بعد اختيار أصحاب علي للحسن بن علي بن أبي طالب خليفة بعد أبيه لإعلان حقيقة تلك الوصية المزعومة، فلم يحدث أن تم الإعلان أن اختيار الحسن خليفة تم تنفيذا للأمر الإلهي والوصية النبوية بذلك، كما أن تصالح الحسن مع معاوية بن أبي سفيان وتفاصيل اتفاق تنازله عن الخلافة له (مهما كانت المبررات والاتفاقات) هو إقرار غير مباشر لكنه صريح بأن لا صحة لتلك الوصية الإلهية النبوية وإلا لما حق للحسن أن يتنازل عنها وصار آثما، ولا حق لغيره من ذرية علي ولا أنصاره أن يوافقوه على عمله.
وفي السياق نفسه فإن رفض الحسين بن علي مبايعة يزيد بن معاوية خليفة بعد والده، وخروجه على الكوفة لقيادة ثورة ضد يزيد رفضا لتوريث الخلافة ونبذ الشورى لم يكن مبررا أبدا بالوصية الإلهية والنبوية المزعومة، وقد كانت المناسبة سانحة لإعلان ذلك، والمشهور أن الحسين برر خروجه بأنه يطلب الإصلاح في أمة جده النبي الكريم وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فضلا عن قناعة بأن يزيد لا يصلح لأمر الخلافة.
هذه ست فرص توفرت لعلي بن أبي طالب ولابنيه الحسن والحسين في وقت مبكر جدا لإظهار حقيقة الوصية الإلهية المزعومة وإشهارها على الملأ بأن عليّ وذريته هم خلفاء وأئمة هذه الأمة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام.. ولكن لم يحدث في ذلك شيء ثابت بأسانيد علمية معتبرة غير تلك الحكايات الهابطة التي ترددها بعض الفرق الشيعية التي لا يتفق معها حتى بعض الفرق الشيعية.
ج/ أكذوبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد لإعلاء كلمة الله
وهذه من الأكاذيب التي يروجون لها لدفع الناس إلى محارق القتل والموت تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو عندهم السعي إلى السلطة والخروج للقتال والحرب ضد من يتولى السلطة سواء أكان من حكام الزيدية أو غيرهم. ولا يعنيهم من شروط الأمر والنهي إلا ما وافق هواهم وسهل لهم الاستيلاء على السلطة والثروة والجاه ثم فلتكن النتيجة ما كانت دمارا لليمن وتخريبا لكل مظاهر الحياة وقتلا لليمنيين ولإفناء مظاهر الحياة في أرضهم.
وهذه السنوات العشرين منذ ظهورهم المسلح الأخير عام 2004م في صعدة، وخوضهم حروبا دموية مهلكة وصولا إلى شنهم حروب التمدد والانتشار من صعدة إلى حجة والجوف ومارب وسفيان وصولا إلى حصار دماج فعمران وحتى اقتحام صنعاء فكل ذلك جنوا على اليمن واليمنيين بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفساد ورفض رفع سعر المشتقات النفطية تخفيفا عن كواهل المواطنين! ومن يومها واليمن في هاوية الحروب والدمار والقتل والفقر والمجاعة، ولم يتحقق من أهدافهم المزعومة في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف إلا وصولهم إلى السلطة الاستحواذ عليها والانغماس في نهب المواطنين وجباية أموالهم وإفقارهم وإذلالهم!
ومثلما فعلوا طوال تاريخهم ( منذ دخول يحيى الرسي إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م) من جرائم وقتل ونهب ضد كل من يعارضهم أو يرفض جبروتهم ومظالمهم فها هم منذ أحكموا سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014 قد منعوا الشعب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصارت المطالبة بحقوق أساسية مثل صرف رواتب الموظفين، أو الاحتجاج على حملات النهب والجباية، أو كشف عورات حماة الزيدية الهادوية الناهبين المستولين على أقوات الناس، أو حتى مجرد الدعوة إلى الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر ورفع علم الجمهورية اليمنية على سياراتهم .. كل ذلك وغيره كثير صار جريمة كبرى في ميزان من زعموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عقيدتهم ودينهم ومذهبهم، وصار معارضوهم باغضين لآل النبي وللإسلام وعملاء لأمريكا واليهود يريدون بيع اليمن للنصارى والكفار، وقريبا سيقال لهم ما قيل للأحرار في الثلاثينات والأربعينات أنهم نواصب اتباع الأمويين وملاحدة ويريدون اختصار القرآن وتحريف الإسلام!
وللإنصاف فإنهم لم يأتوا بجديد فقد تعلموا ذلك من مذهبهم الذي يجعل مبدأ طاعة الأئمة مبدأ دينيا، وطاعة أئمتهم من طاعة الله رسوله وأي تمرد أو خروج أو رفضا لهم بغي يجب ردعه بالقوة بل هو جهاد أفضل من جهاد الكفار، وجوزوا لنفسهم حتى الاستعانة بالكفار والفسقة ضد من خرج عليهم رفضا لمظالمهم (سيأتي الحديث عن كيف أجازوا لأنفسهم الاستعانة بالكفار ضد اليمنيين في حرب الجمهورية والملكية). وهذا تاريخ الأئمة القدامى والجدد يقوم على هذه القاعدة في سياسة القمع ومعاقبة من يتمرد ضد مظالمهم بالقتل ونهب أموالهم وهدم أو تفجير بيوتهم ومساجدهم ودور القرآن الكريم، ورميهم في السجون والمعتقلات المظلمة بلا محاكمات وفي ظروف بالغة القسوة مات فيها كثيرون، لا فرق بين أبرياء أو متهمين أو بين رجال ونساء وأطفال.. فلا يهم هذه الطائفة إلا ضمان استقرار حكم سلالتهم وسيطرتها! فمن يومها لم تعرف اليمن إلا فتنة سوداء محرقة مدمرة قذفت بها وباليمنيين إلى هاوية الفقر والتخلف والتناحر القبلي والمذهبي.
الهوامش:
- للاطلاع على تفاصيل تلك الخلافات ينظر كتاب مختصر التحفة الاثني عشرية، شاه عبدالعزيز غلام الدهلوي، اختصره محمود شكري الألوسي، الباب الأول، ص3، ط1399ه 1979م. وينظر أيضا كتاب الزيدية والإمامية وجها لوجه، محمد إبراهيم المرتضى وهو مكرس للرد على أقاويل الإماميين ضد الزيدية.
- شاع في تاريخ الأئمة الهادوية الزيدية في اليمن تقاتل الآباء مع الأبناء والاخوة مع الاخوة وأبناء العم مع قرنائهم على من يستحق الإمامة.
- تراجع سلسلة مقالات الإمامة في الفكر الهادوي لكاتب هذه السطور في موقع حكمة يمانية.
- على حد وصف عمر بن الخطاب لبيعة أبي بكر في سقيفة بني ساعدة بسبب عدم الاستعداد لتلك اللحظة بسبب مفاجأة المسلمين بموت النبي الكريم، وتجمع زعماء الأوس والخزرج في السقيفة للتداول فيمن يخلف الرسول الكريم في قيادة الدولة دون أن يكون عندهم علم بمن يخلفه ولا بالطريقة التي يتم بها ذلك، ومع كل ذلك فقد حسم الجدال يومها باختيار أبي بكر مرشحا للخلافة.
- انظر مثلا كلامه في نهج البلاغة عن إيمان أهل الجمل وصفين والنهروان ورفضه تكفيرهم، ووصفه لهم رغم الحروب معهم ب( إخواننا بغوا علينا)، وتأكيده أن الخلاف مع أهل صفين هو حول مقتل عثمان وإلا فالكل كان يؤمن بالله ورسوله والقرآن. ولو كانت هناك وصية إلهية ونبوية لكانت معارضته معارضة لله ورسوله.
- كما لم يحدث ايضا أن أظهر علي بن أبي طالب ما يروج له عتاة الرافضة من وجود المصحف الحقيقي الكامل المزعوم (المسمى مصحف فاطمة) المزعوم أنه لم يتعرض على أيدي الصحابة للتحريف والزيادة والنقص في الآيات التي تتحدث عن الوصية والفضائل الخاصة لعلي وأهل بيته واستحقاقهما للخلافة هم وذريتهم من بعدهم.
- لا يجد الباحث عن حقيقة الوصية المزعومة أي إشارة إليها في كتاب المجموع الحديثي والفقهي المعروف باسم: مسند الإمام زيد الذي يعده زيدية اليمن أصح كتاب بعد القرآن الكريم.
- هؤلاء الذين منحوا أنفسهم الحق في محاربة الدولة ونشر الدمار في صعدة وما حولها بدعوى أنهم تعرضوا للظلم والتعسف هم أنفسهم الذين جردوا وما يزالون يجردون حملات القتل والقمع والنهب ويحرقون الأخضر واليابس ضد كل ما ينتفض ضد مظالمهم وتعسفاتهم وقتلهم للأبرياء.
- ومقابل ذلك صارت الاحتفالات بذكرى انقلابهم المشؤوم مشروعة ومقننة، ووصل الشذوذ في أفعال حكام الهادوية الزيدية الجدد إلى تحريم رفع علم اليمن والسماح برفع أعلام حزب الله اللبناني ووصر قادته وقادة إيران في كل مكان وعلى كل وسيلة.