حيثيات أكذوبة بغض أهل البيت النبوي وذريته
كان أخطر الأكاذيب التي ارتكز عليها المشروع العنصري للهادوية الزيدية في صراعها للاستيلاء على السلطة في اليمن هي منظومة متشعبة من الاكاذيب تناسلت من أكذوبة بغض الأمة وعموم المسلمين لآل النبي الكريم ﷺ وحقدهم عليهم ومحاربتهم وإخفاء فضائلهم التي بدأنا الحديث عنها في الجزء الخامس، ومهدنا لفضح حقيقتها بذكر حقائق ثابتة عن حب المسلمين لآل بيت النبي ﷺ ومودتهم من زمن الخلافة الراشدة إلى الوقت الراهن، وفي أساسيات مذاهب أهل السنة الذين يشكلون غالبية الأمة المسلمة، وفي أقوال رموز علمائهم ورجالاتهم ممن يتعرضون لتزييف العنصريين وبهتانهم والطعن في حبهم لرسول الله ﷺ ولأهل بيته والصالحين من ذريته.
ولا ريب أن مثل هذه التهمة الشنيعة تفعل فعلها في نفوس عوام أبناء المجتمعات الجاهلة بحقيقة دينها وتاريخها التي سيطر عليها العنصريون السلاليون في اليمن وغيرها، وفرضوا عليها أسوارا من الجهل والتعميم والحرب المذهبية لكل من يبدر منه معارضة ورفضا للعبودية والخضوع للمذهب الإبليسي الذي جعل من الإسلام مجرد معبد لتقديس صنف من البشر ورفعهم فوق مستوى عباد الله على أساس فكرة إبليس اللعين: (أنا خير منه) ليس لدين ولا خلق وعمل صالح ولكن لكونهم فقط ينتسبون صدقا أم كذبا لذرية رسول الله ﷺ.
في أكذوبة بغض الأمة آل رسول الله ﷺ تتفق كافة المذاهب الشيعية المتناحرة المكفِّرة ضد بعضها البعض على مجموعة من الأخبار والأحاديث المكذوبة والموضوعة التي يتداولونها أبا عن جد لتسميم عقول الأتباع الجهلة وتعبئتهم بأوساخها ليسهل استخدامهم كقنابل متفجرة تستحل دماء المسلمين بأكذوبة بغض الآل. وهذا استعراض لعديد من هذه الأكاذيب والافتراءات مما يروج لها فقهاء الهادوية الزيدية ويصطنعون لها أسانيد مزورة ما أنزل الله بها من سلطان:
أ/ التآمر على حق علي بن أبي طالب ومحاربته في سقيفة بني ساعدة
وهذه الفرية تفترض أن اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي ﷺ كان مؤامرة دبرها أبوبكر وعمر لمصادرة الخلافة وحق علي بن أبي طالب فيها. ولو كانت هناك مؤامرة لكان الداعون للاجتماع هم المتهمين بها، والثابت أن الأنصار هم الذين بادروا إلى الاجتماع وكانت النية تتجه لاختيار سعد بن عبادة خليفة، فهم كانوا الأكثر استشعارا لأهمية الإسراع في ترتيب وضع القيادة بعد وفاة النبي ﷺ بحكم أنهم أصحاب المدينة، ولأن تاريخهم في أشكال القيادة كان قد أكثر تقدما من قبيلة قريش، وكان قد وصل بهم الأمر قبل الإسلام إلى مرحلة التحضير لتنصيب عبد الله بين أبي سلول ملكا على يثرب أي توحيد يثرب تحت قيادة واحدة، وهو طور متقدم من السلطة وأشكال القيادة لم تعرفه قبيلة قريش رغم مكانتها الروحية بين العرب. وكذلك يؤكد براءة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح من التآمر حقيقة أن ذهابهم إلى السقيفة كان مفاجئا بعد أن بلغهم الخبر بطريقة عارضة، ولم يحضر غيرهم من المهاجرين اجتماع السقيفة معهم، ومن نافلة القول إنه لو كانت هناك مؤامرة وتدبير مسبق للاستحواذ على الخلافة لكان قد تم الترتيب مسبقا لمثل تلك اللحظة والاستعداد لها وليس ترك المبادرة للأنصار.
ومجريات ما حدث في سقيفة بني ساعدة لا يدل على مؤامرة ولا خديعة فقد حضرها كما ورد 300 من الأنصار إضافة إلى المهاجرين الثلاثة، ويستحيل عقلا أن يتفقوا على خيانة عهد للرسول ﷺ ونبذ وصية له في أن يكون علي خليفته من بعده ولكن الهوى والشغف بالملك والسلطة الذي أغوى الشيطان به المتعصبين السلاليين أعماهم ودفعهم لتزوير ووضع عشرات الأحاديث المكذوبة على رسول الله بكل ما فيها من أحكام تكفير الصحابة الكرام والأمة من بعد وفاة الرسول إلى اليوم، وهي روايات تبيح لهم استحلال دماء المسلمين وأموالهم بوصفهم كفارا، وهذه نماذج من تلك الروايات:
1- ( لا يتقدمك بعدي إلا كافر ولا يتخلفك بعدي إلا كافر، وإن أهل السموات يسمونك أمير المؤمنين).(1)
2- ( من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر).(2)
3- (علي خير البشر فمن أبى فقد كفر) (علي خير البشر لا يشك فيه إلا كافر).(3)
4- ( عليك بعلي فإنه الهادي المهتدي الناصح لأمتي المخبر بسنتي وهو إمامكم بعدي فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه ومن غير وبدل لقيني ناكثا ببيعتي عاصيا لأمري جاحدا لنبوتي لا أشفع له عند ربي ولا أسقيه من حوضي).(4)
ولينظر القاريء الكريم كيف يبلغ التعصب الأعمى والعنصرية السلالية بفقيه يعده أتباعه من نجوم العلماء وهو يردد هذه الأحاديث الباطلة عن تكفير من يتقدم على علي في الخلافة وتصفهم بأنهم محاربون لله ورسوله وعلي نفسه بايع أبابكر وعمر وعثمان الذين تقدموه في الخلافة بل وزوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء من عمر بن الخطاب. فكيف يبايع عليّ خلفاء كفارا تقدموه ومحاربين لله ورسوله؟ وكيف يزوج ابنته كافرا جاحدا للنبوة؟ وكيف صدق هذا الفقيه أعمى البصيرة أن عليا خير البشر بكل ما يعنيه ذلك من أن علي بن أبي طالب أفضل من الأنبياء كلهم بمن فيهم محمد خاتم النبيين؟
[ من غرائب خرافات الهادوية الزيدية أنهم يروجون لصحة كتيب آثار منسوبة لعلي الرضا فيه حديث ينص على أن موسى عليه السلام كليم الله وأحد الرسل أولي العزم وأحد الأنبياء الذين أمر الله تعالى نبيه محمدا ﷺ أن يقتدي بهم.. لا يستحق أن يكون من أمة محمد ﷺ .. ففي النص رقم 175 ص 97 جاء ما يلي: [ وبإسناده قال: قال رسول الله ﷺ: إن موسى بن عمران سأل ربه عز وجل فقال: يا رب اجعلني من أمة محمد فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى إنك لن تصل إلى ذلك!].(5)
وفي تاريخ سرديات الهادوية الزيدية القديمة والجديدة يروجون أن حدث سقيفة بني ساعدة وما نتج عنها هو سبب نكبات الإسلام إلى اليوم وأن انحراف المسلمين وضياعهم هو بسبب ذلك.
فهذا الفقيه مجد الدين المؤيدي ينسب في لوامع الكذب والبهتان الذي كتبه إلى عمار بن ياسر أنه قال عما جرى في السقيفة:
يا ناعي الإسلام قم فأنعه
قد مات عُرف وبدا منكر
ما لقريش لأعلى كعبها
من قدموا اليوم ومن آخروا
ومما حمل وزره حسين الحوثي في بعض ملازمه قوله عن اختيار أبي بكر خليفة لرسول الله ﷺ في السقيفة:(6)
[.. عن الانحراف الذي بدأ والذي يرى البعض بل ربما الكثير يرون في تلك البداية وكأنها بداية لا تشكل أية خطورة لكن شاعر ك(الهبل) مرهف الحس عالي الوعي راسخ الإيمان يمتلك قدرة على استقراء الأحداث وتسلسل تبعاتها يقول كلمة صريحة في بيت صريح:
وكل مصاب نال آل محمد فليس سوى يوم السقيفة جالبه
ويؤكد الحوثي مضمون البيت الشعري بالقول: (أعتقد أن الفساد في العالم كله المسلمون الأوائل الذين تخاذلوا الذين حرفوا قعدوا عن نصرة دين الله هم من يتحملون جريمة البشرية كلها….
هذه قضية ليست جديدة نحن عندما نربط سقوط الإمام علي عليه السلام بحادثة السقيفة على الرغم من قربها فليست قضية مستبعدة…
لماذا استشهد علي؟ لماذا قتل علي وعلى هذا النحو في المسجد في شهر رمضان في ليلة القدر بسيف محسوب على المسلمين رجل محسوب على هذه الامة وبمؤامرة من رجل حكم فيما بعد هذه الامة؟ إنه الانحراف السابق الذي أدى إلى ماذا؟ على الرغم من تأكيدات الرسول ﷺ لأولئك الذين كانوا على يقين من صدقه من نبوته كانوا على يقين من حرصه على المؤمنين كانوا على يقين من حرصه على هداية هذه الامة وأن لا ترتد هذه الامة وأن لا يسيطر الضلال على هذه الأمة….. نحن متأكدون والمسلمون جميعا يعرفون أن الإمام عليا أقصي أزيح أبعد عن المقام الذي اختصه به الرسول وحل محله أبو بكر وعمر وعثمان.. فعندما نرى الرسول ﷺ يقول علي مع القرآن والقرآن مع علي فعندما يقصى علي على جنب فبالتأكيد أن القرآن أقصي معه أيضا..
[ لو قدم الحق في هذه الدنيا وترك لمثل علي ذلك الرجل الكامل الإيمان لما عاش الضلال ولما عشش في أوساط هذه الامة ولما أوصلها إلى ما وصلت إليه من حالتها المتدنية)
( يقول هذا وكأن علي بن أبي طالب لم يحكم خمس سنوات ولم يكن مقربا من الخلفاء. وكأن المنتسبين لعلي لم يحكموا ولم يؤسسوا دولا حكمت في الشرق والغرب بل إن أطول الدول عمرا هي الدولة الهادوية الزيدية التي حكمت منذ 1200 سنة ومع ذلك فلم يعرف اليمن واليمنيون منها إلا الذل والفقر والجهل وأنهار الدماء التي أسالوها ولم يصب الإسلام بمقتل مثل ما أصيب به في اليمن على يد هذه الدولة المنتسبة لعلي فبسببهم انتشر التخلف والفقر وانتشرت الضلالات والخرافات والجهل بالإسلام وبسببهم كانت صورة الإسلام هي الأسوأ والأكثر تخلفا)
ب/ إنكار إسلام أبي طالب
ومما يروج له عموم الشيعة والهادوية الزيدية أن أبا طالب عم رسول الله ﷺ مات مسلما، وأن إنكار ذلك والقول إنه مات كافرا هو في سياق بغض أهل البيت وابنه علي رغم أنه هو الذي حمى النبي الكريم ودافع عنه ولم تستطع قريش النيل منه إلا بعد موت عمه. ويستفز العنصريون السلاليون حمية الجهلة بأن إنكار إسلام أبي طالب يجعل مصيره في الآخرة أسوأ من مصير أمثال أبي سفيان حرب الذين حاربوا الإسلام ورسوله لمجرد أنهم أسلموا!
وتفنيد هذه التهمة الظالمة من وجهين فالأول أن إسلام المرء يجب ما قبله ويخلقه من جديد إنسانا صالحا وطاهرا من كل ما فعله كائنا من كان، وقد تعرض رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه لأشكال من العذاب النفسي والجسدي من قبل كفار قريش والعرب واليهود ولكن ذلك لم يمنع من قبول إسلام من أسلم منهم وانضمامهم إلى الجماعة المسلمة، وكثير ممن كانوا أشد عداوة صاروا من رموز الإسلام وقادته، وواحد منهم تزوج بنت علي بن أبي طالب نفسه.
وقد ثبت أن النبي ﷺ حفظ لعديد شخصيات صنائع المعروف التي فعلوها معه في المرحلة المكية في مواجهة جبروت عتاة كفار قريش، واحترم المسلمون بعده ذكرى تلك الشخصيات وفي مقدمتهم عمه أبو طالب. وكما أن أبا طالب دافع عن رسول الله ﷺ وحماه وصد عنه أذى قريش بدافع الحب لابن أخيه وغيرة عليه؛ فكذلك كان هناك من كفار قريش وسادتها من كان لهم مواقف إنسانية مشهود لها ضد تعنت جبابرة كفار قريش ومواقفهم اللاإنسانية ضد المسلمين لكن لم يقل أحد إن تلك المواقف أعفتهم من الإسلام وضمنت لهم الجنة في حالة أنهم ماتوا كفارا. فهذا حكيم بن حزام (أسلم يوم فتح مكة) كان يحمل الطعام إلى عمته خديجة بنت خويلد سرا في شعب أبي طالب، وهؤلاء خمسة من سادة قريش ورجالتها (7) أغضبهم المقاطعة الشاملة التي فرضتها قريس على المسلمين وبني هاشم وبني المطلب فتشاروا بينهم وقرروا العمل على نقض صحيفة المقاطعة المعلقة في جوف الكعبة وإبطال المقاطعة، ونفذوا فكرتهم وخرجوا شاهرين سيوفهم متحدين قادة قريش، وكان ذلك الموقف سببا في إنهاء المقاطعة.
وعند عودة رسول الله ﷺ من الطائف أحب أن يحتاط لنفسه من بطش قريش وجبروتها ومنعها له من دخول مكة فأرسل إلى المطعم بن عدي ليجيره فقبل وتسلح هو وبنوه ودخل رسول الله ﷺ مكة في حمايتهم وطاف بالكعبة وصلى ركعتين ثم انصرف إلى بيته والمطعم وبنوه محدقون به بالسلاح. وبعد انتصار المسلمين في غزوة بدر وأسرهم لسبعين من المشركين ورغم أن المطعم مات مشركا إلا أن رسول الله ﷺ قال: (لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني (طلب الشفاعة) في هؤلاء النتنى لتركتهم له) رواه البخاري. وفي رواية أبي داود: (لأطلقتهم له).
وفي دلائل النبوة للبيهقي أن النبي ﷺ نهى عن قتل أبي البختري بن هشام الذي كان في صف المشركين يوم بدر لأنه كان أكف القوم عن رسول الله ﷺ وهو بمكة وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام بنقض الصحيفة. وفي يوم بدر أعطى النبي ﷺ قميصه لعمه العباس عندما جيء به أسيرا وفاء لمواقفه في حمايته ووقوفه معه وحضوره معه موقف البيعة الثانية.
اختلاف الشيعة بشأن إسلام أبي طالب
والوجه الآخر أن الشيعة أنفسهم مختلفون في واقعة إسلام أبي طالب، ولولا التعصب الأعمى والعصبية السلالية ما افتروا أن علماء الشيعة أجمعوا على إسلامه فجعلوا منها قضية خلاف ديني ومذهبي تجرهم إلى تكذيب أنفسهم ومذهبهم حتى أن العنصريين الحوثيين جعلوا من ثبوت إسلام أبي طالب درسا في مناهج الدراسة كما وردت الأخبار الموثقة من مناطق سيطرتهم. وهذه نقول عن موت أبي طالب كافرا من مراجع شيعية معتبرة عند القوم:
– [ في تفسير المرجع الشيعي القمي لقوله تعالى: ( إنك لا تهدي من أحببت) القصص 56 قال: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله ﷺ كان يقول: يا عم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة فيقولك يا بن اخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله ﷺ أنه تكلم بها عند الموت فقال رسول الله ﷺ : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجو أن أنفعه يوم القيامة.] تفسير القمي 2/ 142 والبرهان 3/230.
– وقال فضل الله الراوندي الشيعي في كتابه نوادر الراوندي ص 10: ( قال رسول الله ﷺ أهون أهل النار عذابا عمي أخلاجه من أصل الجحيم حتى أبلغه به الضحضاح، عليه نعلان من نار جهنم يغلى منه دماغه). وجاء مثلها في مستدرك الوسائل لنوري.
– وقال المجلسي نقلا عن ابن حديد في شرح نهج البلاغة شرحا لاختلاف الناس في إسلام أبي طالب بما يفيد عدم ثبوت مسألة إسلامه وإقرار الخلاف حوله. (8)
– وفي البحار 35/ 155 جاء فيه: رووا أن عليا ع جاء إلى رسول الله ﷺ بعد موت أبي طالب فقال له: إن عمك الضال قد قضى فما تأمرني به؟ وروا عن النبي ﷺ قال: إن الله وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقي وإنه في ضحضاح من نار. ورووا عنه أيضا أنه ثيل لهك لو استغفرت لبيك وأمك فقال: لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب فإنه صنع إليّ ما لم يصنعا، وأن عبد الله وآمنة وأبا طالب في حجرة من حجرات جهنم.
أبو طالب مات كافرا في مسند الإمام زيد!
المفاجاة الكبرى أن مسند الإمام زيد بن علي المعتمد عند الهادوية الزيدية أنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم ورد ت فيه رواية تؤكد أن أبا طالب عم النبي ﷺ رفض اعتناق الإسلام، وأنه اكتفى بمدحه لكنه رفض إعلان إسلامه لكيلا يضطر إلى السجود ويبرز مؤخرته للسماء! ومسألة أنه مدح دين الإسلام معقوله فقد فعلها غيره منهم وأشهرهم الوليد بن المغيرة الذي قيل إنه لما استمع إلى القرآن بهره إعجازه فقال إن عليه لطلاوة وإن له لحلاوة وإنه يعلو ولا يعلى عليه.
وهاكم الحديث المروي في مسند الإمام زيد النص 648 فقد جاء فيه: [ حدثني الإمام أبو الحسين زيد بن علي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: كنت أنا ورسول الله ﷺ نرعى غنما ببطن نخلة قبل ان يظهر الإسلام فأتى أبو طالب ونحن نصلي فقال: يا بن أخي ما تصنعان؟ فدعاه رسول الله ﷺ إلى الإسلام وأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ﷺ فقال (أي أبو طالب): ما أرى مما تقولان بأسا ولكن والله لا تعلو آستي أبدا….]. (9)
والملفت للنظر أن د. المرتضى المحطوري على عصبيته المذهبية إلا أنه في كتابه عن السيرة النبوية اكتفى بالحديث عن الخلاف بين الشيعة والسنة ومواقفهم حول إسلام أبي طالب من عدمه، إلا أنه تجنب التصريح بموقفه تصريحا واضحا وترجيح أي موقف ترجيحا واضحا رغم إشادته بمواقف أبي طالب في نصرة الرسول ﷺ ودفاعه عنه في مواجهة قريش واكتفى بالقول إنها مسألة لا يترتب عليها حكم ضروري لكنه عندما ذكر عام الحزن ووفاة أبي طالب وخديجة بنت خويلد لم يتطرق أيضا إلى مسألة إسلامه من عدمه والحديث الذي دار عند احتضاره، والأكثر دلالة أنه ترضى في الكلام على أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ولم يفعل مثل ذلك مع أبي طالب ولو كان مقتنعا أنه قد آمن كما يقول الشيعة لترضى عنه. (10)
الهوامش:
- لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم اولي العلم والأنظار، لمجد الدين محمد المؤيدي، ج1، ص132 وما بعدها. وهو كتاب من 3 أجزاء حشد فيه المؤيدي كل أكاذيب الهادوية الزيدية على مدى 1200 سنة حت أنه يستحق عن جدارة لقب إمام الحشوية في التاريخ.
- نفسه.
- نفسه.
- نفسه.
- ينظر صحيفة الإمام الرضا المنسوب لعلي بن موسى الرضا، تحقيق عبد الكريم جدبان، ط1، 2003، مكتبة التراث الإسلامي بصعدة.
- من ملزمة منهجية الدعوة في القرآن الكريم.
- هم هشام بن عمرو بن الحارث وزهير بن أبي أمية المخزومي والمطعم بن عدي وأبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود.
- شبكة الدفاع عن السنة
- ينظر مسند الإمام زيد ص 317.
- السيرة النبوية التاريخ والقدوة والعبرة والعظة، د. المرتضى زيد المحطوري، انظر صفحات 56 و 79.