ما الفرق بين التعصب والإلتزام؟
الفارق بين التعصب والالتزام أن الإلتزام انحياز إلى قطعيات لا تقبل الجدل، أو مبادئ عامة وقع الإجماع عليها. وبصورة عامة فإن الالتزام يكون بما علا على دوائر الاجتهاد، كما يكون التعصب – عادة – فيما يقبل النظر والتأمل. وكلما كان عدد الجزئيات التي عزم المتعصب الدفاع عنها كثيرا كانت مخاطرته أكبر، وكان تعصبه أشد. (1). وفرق بين أن تحترم الآخرين وتقدرهم وأن تتعصب لهم.
والتعصب المذهبي إن كان بناء على قناعة مطلقة في قضية بأنها الحق، وبالتالي أن يتمسك بها صاحبها قولا وعملا، ويدافع عنها بمنطق الحق والعدل لا بمنطق الهوى، وبمنطق الإخلاص لا بدافع دنيوي، وبروح الأخوة الإسلامية لا بروح الفرقة الكافرة، فذلك لا حرج فيه، بل ذلك الذي عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن أي يضيِّق الإنسان واسعا، بأن يسفّه من ليس على رأيه، ويضللهم ويجهلهم، في قضية للاجتهاد فيها محل، فذلك الخطأ كل الخطأ. (2).
ما هو المعنى الحقيقي للتعايش؟
إن التعايش لا يعني ترك رأيك الخاص الفردي، فضلا عن عقيدتك ودينك، فالرأي الذاتي هو جزء من شخصية المرء، ولا يملك أحد أن يطالب الآخرين بتغييره أو مخالفته، إلا أنه يبقى في النهاية مجرد رأي شخصي، والمطلوب هو التخلي عن التعصب المحتقن، والانفعال الجاري في غير قناته، وإحلال الحوار والدعوة بالتي هي أحسن محله، فالتعايش ترك التعصب للرأي والإكراه فيه، لا ترك الرأي نفسه أو المساومة عليه، وبين هذا وذاك بون شاسع. (3). إن التخلص من آفة التعصب هو الطريق الوحيد لإدراك فضل الغير، ومعرفة مزية المخالف، والوقوف على وجوه إحسانه حيث يحسن، ووضع إساءته في موضعها الصحيح، بغير زيادة ولا نقصان.
ما هو علاج التعصب؟
ليست المشكلة في الاختلاف في الرأي بقدر ما هي في التعصب للرأي الواحد مع إنكار غيره، وهنا يحتاج الباحث إلى أن يتعلم أدب الخلاف ما دام الوفاق متعذرًا من الناحية العلمية. ولقد كان الفقهاء من أئمة المذاهب يختلفون فلا ينكر بعضهم على بعض، وكانوا يصوبون المصيب، ويستغفرون للمخطئ، ويحسن الظن بالجميع، ويسلمون بقضاء القضاة على أي مذهب كانوا، ويعمل القضاة بخلاف مذاهبهم عند الحاجة من غير إحساس بالحرج…، وكثيرًا ما كانوا يصدرون اختياراتهم بنحو قولهم: هذا أحوط أو أحسن، أو هذا ما ينبغي، أو نكره هذا، أو لا يعجبني، فلا تضييق ولا اتهام ولا حجر على رأي.
ذلك أن الاختلاف في الفروع ضروري، ويكون محمودا إذا استند إلى دليل وخلا من التعصب، فإذا صادفه هوى، وتحكم فيه التعصب فيكون عندئذ مذموما. فهذه العاطفة التي تدفع الفرد للاصطدام بالواقع نتيجة لهوى في نفسه، تجعله أيضا يفقد عناصر التمييز فلا يرى سوى رأيه، ولا يسمع إلا صوت نفسه، وهذا مذموم ويودي بصاحبه مورد الخطأ، فالعاطفة إذا سيطرت على العقل أفقدته تقويم الأمور، والحكم بها من أسباب التدهور وعدم الحكم السليم.
ولا نريد أن نتخفى وراء شعار التقريب، حسب تعبير الدكتور محمد كمال الدين إمام، لنهوِّن من شأن الخلاف، ونقلل من خطورة التعصب المذهبي، ولا نريد أيضًا أن نتكئ على العوامل الخارجية لتفسير خلاف اتسعت شقته، وأمتد قرونًا تكاد تستوعب تاريخ الإسلام كله، فالخلاف بين الشيعة والسنة أمر واقع، والخلاف بين الشيعة والشيعة أمر واقع، والخلاف بين السنة والسنة أمر واقع، وهو في جانب منه مركوز في بنية معرفية اعتُبرت من الدين، أو في ذهنية ثقافية “شخصنت” الفقه بقدر بعدها عن الأدلة، ولا يتعلق الأمر بقضية “إمامة” مغلوبة أو خلافة مغصوبة، فقد غابت الإمامة، وسقطت الخلافة وبقى النـزاع على أشده. (4).
ولقد جمع القرآن بين أمرين يظنهما كثير من الناس متناقضين لا يجتمعان: الاعتزاز بالدين إلى أقصى حد، والسماحة في التعامل مع المخالف في الدين إلى أقصى حد كذلك:﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ {فصلت: 23} ، ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ {الكافرون: 1-6} ، ففي آية “فصلت” اعتزاز بالإسلام ومباهاة به وبالانتماء له وبالعمل له وبه، وفي آيات “الكافرون” تكرار وتوكيد مقصود لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على دينهم، والتشبث به، والاعتزاز به إلى آخر مدى، ثم يختم هذه الآيات بسماحة عجيبة، وحسم صارم معاً:﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)﴾أي: لا خلط بين الأديان، لا خلط بين الحق والباطل، لك شأنك ولي شأني، أي: أن الحياة تتسع لي ولكم وإن اختلفت أدياننا، لكنَّ المشركين المتعصبين قالوا له بلسان الحال: لا، لنا ديننا وليس لك دينك! وهذا هو التعصب بعينه، أن تثبت نفسك، وتنفي من عداك. (5).
ولكون التعصب مشكلة راسخة في أعماق العربي غالبًا، فإن أولى خطوات الحل هو التفطن لهذه العادة الثقافية، التي رسخها الفراغ السياسي، وغياب الأنظمة الواضحة، ونقص العدالة، مما جعل كثيرين يلجؤون للاستعانة بانتماءاتهم القبلية أو العائلية أو المذهبية أو الطائفية. والنقد الذاتي يخفف ويقلل من حدة التعصب، ويقلل من إمكانية استغلال العواطف والمتاجرة بها، لكن هذا يحتاج إلى قدر كبير من الإخلاص والشجاعة الأدبية والرؤية الموضوعية. والمرونة الذهنية وعدم الحسم في المسائل المحتملة تمنحك وقتًا للمزيد من البحث ومحاورة الآخرين، وتحميك من التعصب للنتيجة التي حصلت عليها وكنت تظن بأنها نهائية، وهي ليست كذلك!
ورأي الإسلام لإنشاء الفكر الحر البعيد عن التعصب والغلو، هو أن ينشأ في الإنسان العقل الاستدلالي، الذي لا يقبل فكرة دون بحث، ولا يؤمن بعقيدة ما لم تحصل على برهان، ليكون هذا العقل الواعي ضمانا للحرية الفكرية، وعاصما للإنسان من التفريط فيها بدافع من التقليد أو التعصب، أو الركون إلى الخرافة. (6). بمعنى آخر، أن يقرأ الإنسان في غير خضوع، ويفكر في غير غرور، ويقتنع في غير تعصب، فالإيمان القوي الرشيد يحمي نفسه بالتسامح والفهم، بينما يبحث الإيمان الضعيف المهلهل عن سناء من التعصب والجهل. (7). وإذا كان الخلاف أمراً واقعاً، وضرورة خلقية، فإنه لا يحدث الفرقة ما دام منضبطاً بميزان الشرع، بل إن الذي يحدث الفرقة هو بطر الحق، والتعصب للرأي، والاستعلاء على الآخرين. (8).
صوت الحكمة:
إن الناس مختلفون، هكذا خلقهم الله. وهكذا يريدهم الله أن يبقوا مختلفين.﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ {هود: 118-119} فالاختلاف ليس مشكلة في حد ذاته، بل تغييب ثقافة احترام الاختلاف هي المشكلة. وفي كل مجتمع حكماء يحسنون تقدير الأمور، ويجيدون وزنها، ويتقنون فنون إدارة طوائفهم إذا ما اتيحت لهم الفرصة، ولكنهم تارة يَغيبون، وأخرى يُغيبون، يُغيبون إذا علت أصوات البنادق ودقت طبول الحرب الإعلامية، ويَغيبون عندما لا يجدون أحياء يستمعون لصوت الحكمة، فكما ليس بالضرورة أن كل صوت يعلو ويسود قد يعرف طريق الحكمة، كذلك ليس بالضرورة أن كل من يعرف طريق الحكمة له حظ من التأثير والحضور. وليس الصمت دائما من الحكمة، بل قد يتحول الصمت إلى مقتلة لصاحبه ومجتمعه. (9). وما كل الأفكار مقيض لها أن تتجاوز النخبة إلى المجال العام.
ومع علمنا أن الطائفية هي مسألة نفوس، قبل أن تكون مسألة نصوص، إلا أنه لا بد لنا من معرفة الطائفية في كل أبعادها وتاريخها وأهدافها، باعتبار أن حل المسألة الطائفية ليس بالأمر السهل، وانطلاقتنا تبدأ بنقد الفكر الطائفي والمذهبي والنزعة الطائفية، وعدم استغلال الدين في السياسة أو السياسة في الدين، لأن المسألة ليست في الطائفية أولا، إنما في السياسة التي هي الأصل والحل إذا اعتبرنا السياسة هي فن إدارة الاختلاف. (10). والتسامح ليس تنازلا متعاليا، كما يعتقد البعض، بل هو اعتراف متبادل بالحق في الاختلاف، وتعايش الآراء والمعتقدات المتمايزة بناء على الاعتراف المتبادل.
إن الفكر ليس منحبسا في منطق (إما أبيض وإما أسود)، فهناك بين الأبيض والأسود ألوان طيف متعددة، ومن ثم فإن التمسك والانغلاق داخل منطق (إما… أو) الضيق يعبر عن “تعصب” لا عقلاني، يرفع سيف الإرهاب الفكري، والاغتيال المعنوي!! كما يجب ألا نكتفى بتتبع الأفكار المعيبة والممارسات غير السوية التي تصدر عن العقل البشرى سواء كان فردياً أم جميعاً (من قبيل القول بالتميز العرقي، والتكفير والاستباحة، والتميز الطبقي، والتعصب الطائفي، والتحزب الفكري، وتبديل الانتماءات) لإصلاحها، بل يجب أن نكثف جهودنا أيضاً لفحص مصنع تلك الأفكار (العقل)، للوقوف على أوجه الخلل فيه سواء كانت تتصل بأساليب إنتاج تلك الأفكار، أو معايير مراقبة صلاحيتها، فضلاً عن أوجه القصور التي تكتنف منهجية البحث، وهى العملية التي يتم بموجبها توظيف النشاط العقلي والقواعد والمعايير التي تحكم حركته، في الحصول على المعارف المستحدثة وابتكار الأفكار الجديدة.
التعايش في التاريخ الإسلامي:
لقد اعترف أمين معلوف بتفرد التجربة التاريخية الإسلامية في هذا المضمار، بتجردٍ ونزاهة قلَّ أن نجد لهما نظيرا في الخطاب القومي والطائفي المتشنج اليوم، فكتب يقول: “لو كان أجدادي مسلمين في بلد فتحته الجيوش المسيحية، بدلا من كونهم مسيحيين في بلد فتحته الجيوش المسلمة، لا أظن أنهم كانوا استطاعوا الاستمرار في العيش لمدة أربعة عشر قرنا في مدنهم وقراهم محتفظين بعقيدتهم. ماذا حدث فعليا لمسلمي إسبانيا وصقلية؟ لقد اختفوا عن آخرهم، ذُبحوا أو هُجِّروا أو تم تعميدهم بالقوة. يوجد في تاريخ الإسلام – ومنذ بداياته- قدرة مميزة على التعايش مع الآخر.” (11). وهناك تخوم للتسامح في كل مجتمع لا يمكن تعديها، فلا يمكن أن نتسامح ـ مثلاً ـ مع التعصب الطائفي أو العنصري لأنه يشعل الفتن والحروب الأهلية داخل المجتمع. وقبل أن يكون التسامح حركة توجهنا نحو الآخر، فهو حركة تبعدنا عن ذواتنا، فتحول بينها وبين كل أشكال الإعجاب بذاتها من سباحة في اليقينيات، وتعصب لآراء، وتشبّث بأفكار، وتعلق بنماذج بعينها. (12).
أهمية التحرر الفكري في التخلص من التعصب:
علينا تجاوز مرحلة المراهقة الفكرية والعلمية، وتجاوز التعصب الحضاري أيضا، فكل المحاولات تفشل لأننا لا نرى حلا غير المستورد، وكل المحاولات تفشل أيضا لأننا إذا تصورنا أن كل ما لدى الآخر خطأ وشر يجب الابتعاد عنه، ولذلك فالبداية هي تحديد موقفنا من الآخر، وهو موقف يحتاج إلى قبول الآخر كتجربة بشرية ناجحة دون الانبهار به، والاستفادة منه دون الاستيراد عنه، ومتابعة أعماله دون التعبد في محرابه، ومن هذا الموقف الجدلي مع الآخر نستطيع أن نتعلم منه، دون أن نصبح مثله، ونستطيع أن نحاوره دون أن نشعر بالدونية، ومن التعلم والاستفادة الندية والنقدية، يمكن أن نبدأ الطريق الذي بدأ بالفعل، باستيعاب ما وصل إليه الآخرون، حتى نبدأ من النقطة التالية لهم. (13).
إن قوة المثقف وأثره الفاعل تكمن في تلك الحالة من الحرية الحقيقية التي تتمتع بها ذاتيته الثقافية، التي لم تأسرها العبودية للمضمون الثقافي، ولم تأسرها التبعية الهزيلة لمقروءات ومسموعات الإنتاج البشري واجتهاداتهم، فاستسلم لها خاضعا ذليلا، لأنه يؤكد بذلك أنه لا يملك فكرا وإبداعا متميزا، فقوة المثقف في قوة فكره وطرحه ومعالجاته وتناولاته وتعاطيه مع الواقع، في معزل عن تلك الصنمية الخفية التي ربما صنعت له تراكمه الثقافي وخلفيته التعصبية، الموروثة والمكتسبة، من بيئاته التي ترعرع فيها، ففي اللحظة التي يتحرر فيها المثقف من تلك الحالة الآسرة الخفية فإنه يتحول على الفور إلى قوة جبارة، وشيئا آخر لم يكن معهودا عليه من قبل. (14).
الهوامش:
- د. عبد الكريم بكار، فصول في التفكير الموضوعي، منطلقات ومواقف، دار القلم، دمشق، ط3، 2000م. ص186.
- سعيد حوى، جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما، أبحاث تجيب على أهم الأسئلة في نظريات الثقافة الإسلامية، دار القادسية بالإسكندرية، الطبعة الأولى، 1400هـ 1980م. ص130.
- سلمان فهد العودة، شكرا أيها الأعداء، الرياض، الطبعة الأولى، 1431 هـ ـ 2011م. ص245.
- د. محمد كمال الدين إمام، التعصب المذهبي – قراءة معرفية، مجلة المسلم المعاصر، العدد 123، بيروت – لبنان، 2007م. ص135.
- د. يحيى رضا جاد، الردة وحرية الاعتقاد: رؤية إسلامية، مجلة المسلم المعاصر، العدد 143، بيروت – لبنان، 2012م. ص134.
- د. سعيد إسماعيل علي، نظرات في التربية الإسلامية، مكتبة وهبه، القاهرة ـ مصر، الطبعة الأولى، 1420هـ ـ 1999م. ص159.
- د. خالد محمد خالد، الوصايا العشر، دار المقطم، مصر، ط7، 2003م. ص150.
- د. عبد السلام مقبل المجيدي، لا إنكار في مسائل الخلاف. ص58
- د. كاظم شبيب، المسالة الطائفية، تعدد الهويات في الدولة الواحدة. ص287.
- مجموعة مؤلفين، تحرير وتقديم: عبد الإله بلقزيز، الطائفية والتسامح والعدالة الانتقالية من الفتنة إلى دولة القانون. ص75.
- 71ـ أمين معلوف، الهويات القاتلة، قراءات في الانتماء والعولمة. ص52.
- عبد السلام بنعيد العالي، التسامح والحرية، مجلة يتفكرون، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، المغرب، العدد الأول، ربيع 2013م. ص7.
- د. رفيق حبيب، العلوم الإنسانية بين التحديث والتغريب: نموذج علم النفس، إشكالية التحيز، رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد، د. عبد الوهاب المسيري (تحرير)، الجزء الأول، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، فرجينيا ـ الولايات المتحدة الأمريكية، الطبعة الثالثة، 1998م. ص49، 50.
- المهندس أحمد قائد الأسودي، الحالة الصنمية المدمرة (السقوط المدوي للأفراد للجماعات للأمم للحكام)، مركز عبادي ـ صنعاء، ط1، 1999م. ص34، 35.