إنَّ من أهم أسئلة اللحظة الراهنة مع الأحداث الدائرة في العديد من الأقطار الإسلامية هو: ماذا يمكنني أن أقدم وسط هذه الجراحات المتناثرة على أطراف الوطن الإسلامي الممتد؟ ماذا عساني أصنع أمام هذه الأهوال التي تبكي القلب وتفتت الصخر؟ وكما يقول شيخنا أحمد السِّيد: “من خلال أسئلة الشباب، ستعرف اهتماماتهم وعقلياتهم، أخبرني سؤالك أقول لك من أنت” (بتصرف يسير).
وما أجمع عليه العقلاء وأهل التَّجرِبة أن المنحة الكبرى هي بناء النَّفس، والابتعاد عن كل ما يشغل عن فترةِ البناء والتَّأسيس. يقول كثير من أهل غزة: “لم ينفعنا في هذه النَّوازل سوى ما حفظناه من كتاب الله وتعلمناه؛ فهو الذي ربط على قلوبنا”. ومع ذلك نجد اليوم الكثير من شباب الأمة يتابعون الماجريات السياسية والشبكية بنهم، دون عمل بنائي ينفعهم وينفع أمتهم فيما بعد. وهذه حيلة يهرب بها الشَّخص من الواجب الحقيقي الذي يقع عليه، وبعضهم يبحث عن حلول سريعة، والتي ليست موجودة في ديننا. “ولكنكم تستعجلون”، وصية الحبيب لخباب الذي انطفأت الجمرات على ظهره.
منذ فجر البشرية، وسُنَّة التَّدافع بين الحق والباطل جارية على كل الأمم المتعاقبة على ظهر البسيطة، وستبقى كذلك حتى يأذن الله بقيام السَّاعة. وما يحدث اليوم من مصائب لإخوتنا في شتى البقاع هو مقدِّمة لسنن الله الماضية في عباده.
إذن، ما واجب الوقت على الفرد المسلم اليوم؟
سنحاول الإجابة على هذا السؤال من نواحٍ عدة، أو لنقل بتسلسل معين يصل بنا إلى حزمة حلول متكاملة، إن شاء الله، على خطى من كان له باع طويل في مقارعة الاحتلال حتى خروجه من الجزائر عام 1962م.
أين تأثيرك؟
دائرة التأثير، هذا المفهوم تحدَّث عنه المهندس أيمن عبد الرحيم (فكَّ اللهُ أسْرَه) في إحدى محاضراته، ويعني اشتغال المرء بدائرته الصغيرة التي يستطيع التَّأثير عليها. وأول هذه الدوائر هو الشَّخص ذاته؛ فعلى الفرد أن يبدأ ببناء نفسه، وينقل ذلك البناء لمن حوله من المقربين، ويسعى للتأثير عليهم ولو كانت تلك الدائرة مجرد صديق واحد فقط. فما فعله المكي الإبراهيمي كان العمل على البشير بكل الوسائل المتاحة والوقت الموجود، فصنع الله على يديه مُصلح الجزائر.
والمكي الابراهيمي هو عم البشير الابراهيمي الذي قام على تربيته، وتعليمه منذ طفولته وحتى سن الرابعة عشر وَفقَ برنامج مكثف جدًا لا تخلو فيه ساعة من النهار إلا في تلقين نكتة علمية، وفي الليل تنقضي الدقائق في تسميع محفوظه من الأشعار، وما درسه خلال النهار، ونستطيع تكثيف ذلك البرنامج العلمي الخارق في لحظة فارقة في حياة البشير، فيقول:
“ولما بلغت أربع عشرة سنة، مرض عمي مرض الموت، فكان لا يخليني من تلقين وإفادة وهو على فراش الموت، بحيث أني ختمت الفصول الأخيرة من ألفية ابن مالك عليه وهو على تلك الحالة”(1) .
هذا الموقف هو لحظة كاشفة، تبين لنا الاهتمام الذي كان يوليه المكي في تعليم ابن أخيه، ولعلها تكفي لفهم طبيعة ذلك البرنامج العلمي، فإذا كانت هذه حالة المعلم مع تلميذه في لحظات الموت، فكيف ستكون وقت الراحة والقوة.
دائرة المكي التي يؤثر عليها؛ مجموعة من التَّلاميذ منهم البشير، وقد أولى جهده لهذه الدائرة، وإذا قمنا بتوسعة هذه الدائرة قليلًا لتشمل الأسرة، فسيكون الوضع مختلف بالتأكيد. يعرف الجميع أنَّ الأسرة المسلمة تعرضت في السَّنوات الماضية لغزو فكري وثقافي من كل النَّواحي غيَّر عليها كثير من المعايير والمفاهيم، ونجحوا في ذلك إلى حدٍّ بعيد، ومع ذلكَ قوة الحق تنسفُ جبروت الباطل مهما علا، والانسان يتبع فطرته، فالعمل على الأسرة فقط ستكون له نتائج عظيمة، وهذا معلوم.
من أهداف جمعية القرآن الكريم والسُّنة في غزة عند تأسيسها أن يكون في كل أسرة غزاوية حافظ، ونتائج ذلك العمل لسنوات عديدة كشفتها لنا الأحداث، بحيث قامت الجمعية بفتح تحفيظ القرآن الكريم في كافة نواحي قطاع غزة، ولجميع الفئات حتى المكفوفين، وأصحاب الهمم.
ويقول الدكتور عبد الرحمن يوسف الجمل رئيس الدار وشيخ عموم مقارئ فلسطين، عن نشأت الدار ومسيرتها:
“أنشئت دار القرآن الكريم والسنة عام 1992م؛ لتنشر خيرية القرآن الكريم والسنة النبوية في فلسطين، وقد منّ الله عليها فوفقها في هذه المسيرة المباركة، فلا يكاد يخلو بيت من بيوت قطاعنا الحبيب اليوم إلا وفيه حافظ للقرآن أو قارئ بالسند والقراءات، أو حافظ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عالم بسنته وهديه، وفي كل سنة يتضــاعف الجهد بفضل الله، وتتضـــاعف فـــي مقابلــه أعداد الخريجين والخريجات، متجاوزًا مئات الآلاف سنويًّا” (2).
وفي يوم الثلاثاء بتاريخ 15 أغسطس 2023، شاهدنا بشجن اليوم القرآني في القطاع بسرد 1471 حافظ وحافظة، وذلك للعام الثاني على التوالي. وصفوة الحفاظ يعني أن هنالك غيرهم من لم يتجاوزوا الاختبارات التي تضعها الجمعية ليكون الحافظ من الصفوة، وهذا تتويج لجهود مباركة استمرت سنوات ليكون عدد الحفاظ في قطاع غزة حوالي 50 ألف حافظ وحافظة من مختلف المجالات، والفئات . (3)
عودًا إلى الفكرة الرئيسة، فإن دائرة تأثير الجمعية كانت القطاع، ومنه الأسرة الغزاوية التي وُجد في كل بيت منها تقريبًا حافظٌ، أو من يسعى للحفظ. وهذا من تهيئة الحاضنة الشعبية لتكاليف الجهاد والتحرير. وبنظرة بسيطة على العهد المكي من السيرة النبوية، يظهر من سماته الكبرى تهيئة الصحابة لتحمل أعباء بناء الدولة وفتح الأرض.
وبالعودة إلى نموذج البشير الإبراهيمي، نجد أنه استغرق عشر سنوات يمهِّد لافتتاح جمعية العلماء. وكان العمل في هذه السنوات تهيئةً للحاضنة الشعبية لتقبُّل الخطاب الذي سيبثه الإبراهيمي وسط شعب عاش سنوات على الخرافات والدجل والارتهان للمحتل.
وفي حالتنا، يجب العمل على الأسرة بادئ ذي بدء لتكوين تلك الحاضنة الشعبية التي سيكون من السهل المراهنة عليها عند الصدام مع القوى المهيمنة، كما راهنت المقاومة على حاضنتها التي كانت ولا تزال خير سند وظهر لها. وفي المقابل، رأينا ولا نزال نرى كثيرًا من الدعوات التي تموت في مهدها بسبب سلبية الحاضنة الشعبية تجاه تلك الدعوات، وأقصد بذلك دعوات إصلاحية تغييرية في أحد المجالات.
المتاح يكفي، وبشدة
“سقف المُمكن مُذهل، وأعلى بكثير من جهد جميع الأفراد مُجتمعين.. المطلوب إيه؟ استنفاد أكبر قدر من المُتاح لأنه مش هيظل مُتاح”(4) .
مقولة أخرى للمهندس أيمن، هذا ما يجب تفعيله في كل الدوائر التي نستطيع تكوينها، من الفرد وحتى الجمعيات والمؤسسات الكبرى. العمل بالمتاح يصنع الفارق، ويقلب الموازين، وهذا المُشاهد في قطاع غزة “من الطوبة للصاروخ”. أدّوا الذي عليهم، استنفدوا كل جهودهم المتاحة، وتمنوا القبول، وهذا ليس مقتصرًا على الجانب العسكري فقط، بل كل الجوانب المتاحة للأفراد داخل القطاع تم تفعيلها لمساندة الجانب العسكري الذي هو ذروة السنام، وغاية المُنى.
وقد قام البشير الإبراهيمي بما أتيح له في ذلك الوقت. ويقول عن رحلة إنشاء المدارس التي قام بها بعد خروجه من منفاه:
“فأنشأت في سنة واحدة ثلاثًا وسبعين مدرسة في مدن وقرى القطر كله، كلها بأموال الأمة وأيديها، واخترت لتصميمها مهندسًا عربيًا مسلمًا فجاءت كلها على طراز واحد لتشهد للأجيال القادمة أنها نتاج فكرة واحدة، وتهافتت الأمة على بذل الأموال لتشييد المدارس حتى أربت على الأربعمائة مدرسة” (5) .
وعبارة “كلها بأموال الأمة وأيديها” نحتاج لتفعيلها بشكل أكبر خاصة في قطاع التعليم، فالدولة ليست (ماما) كما يقول المهندس أيمن عبد الرحيم، وهذا ما أثبتته الأيام، وكشفته الأحداث. والدولة القومية الحديثة لم تأت لخدمة الإسلام بالطبع.
في أثناء إنشاء المدارس، كان البشير يلف على القرى ومناطق القطر الجزائري بإقامة الخطب والدروس حتى بلغ إلى عشرة دروس يلقيها في اليوم، ولم يغفل البشير جانب الإعلام فقام بإصدار مجلة البصائر، وبعد عشر سنوات من هذه الأعمال كان تأسيس جمعية العلماء المسلمين الثمرة. وهذه الأعمال التي قام عليها البشير ورفاقه في الدعوة تتلخص في ثلاثة عناوين، وهي التعليم المنظم، والإعلام الإصلاحي، ومأسسة العلماء.
هل كانت هذه الأفعال ستطرد الاحتلال الفرنسي أيام البشير، في تلك اللحظة كان ذلك هو المتاح لدى البشير فقام بكل جهده، لم يتوان في عمل ما يستطيع، وغرس ما يمكنه، حتى تحقق الاستقلال.
هذا ما يجب على الأفراد فعله، وفي كل الدوائر المتاحة، القعود عن العمل، والبكاء لم ولن يصنع شيئًا، ولا يزال المتاح ممكنًا. الخطى المستمرة على قلتها تصل.
لا تضع فكرة عظيمة في رأس تافه، لن تنجح
بذرة جمعية العلماء المسلمين كانت في لقاءات استمرت لعدة أشهر بين ابن باديس والبشير. هكذا يجب في أي مشروع إصلاحي أن يكون للإنسان صحبة تتقاسم الهموم والأهداف. المشاريع يحملها أفراد، والعظيمة منها يحيا ويموت من أجلها الأفراد.
ما كان للجمعية أن تظهر لولا تكاتف الإبراهيمي وابن باديس حتى نهضت الجمعية وظهرت. وهذا ما يجب أن يفهمه المربي والعامل في الدِّين، أنَّ الصحبة ليست شيئًا ثانويًا أو رفاهية، وإنما ركيزة أساسية في بناء أي مشروع إصلاحي، وتقويمه، وتحسينه.
ومع هيمنة الحضارة الغربية علينا، أصبح فينا ممن لفحته بعض مفاهيمها، ومنها الفردانية التي غزت كثيرًا من أبناء الجيل، فأصبح العديد منهم لا يملك الصحبة التي نتحدث عنها، تلك التي تنصحه، وتعاتبه، وتخبره بأخطائه وبما يجب عليه. فمن صفات هذا الجيل عدم تقبل الأحكام عليهم، كما ذكر ذلك الأستاذ إسماعيل عرفة في كتابه “الهشاشة النفسية”. فمن كانت هذه حالته، فكيف سيقوم على مشروع إصلاحي يختلط فيه بالناس ويلقى الأذى منهم، ولابد.
إعادة المركزة
وخير ما يبدأ به العامل مشروعه الإصلاحي هو، كما قال الإبراهيمي: “تعزيز الشعور الديني لدى الناس”.
يوجد حالة من الخصي الديني لدى الكثير من المسلمين اليوم، وأكثرهم الشباب. وفي غزة كانت المعادلة تختلف؛ فكما ذكرنا، أعمال جمعية القرآن في تعليم الناس والمساندة الجماعية لكل أفراد القطاع من دعاة وعلماء وأساتذة، رفعت تلك الأعمال من الشعور الديني العام، ومن وجوب طرد المحتل بوسيلة واحدة فقط، وهي الجهاد والقتال. وكان الشباب في مقدمة صفوف الفاتحين في السابع من أكتوبر.
وبالرغم من فجاجة ما يحدث في غزة، إلا أن بعضًا لا يزال يحاول تنحية الدين من القضية، وهي في أصلها ومبعثها الأساسي قضية عقدية.
ما يجب علينا هو إعادة الشعور بالانتماء لهذا الدين، والاعتزاز بتعاليمه، والاحتكام لمرجعيته الصافية، وتسفيه كل من وما يحاول تعكير هذا النبع الصافي الزلال، الذي عاينه أبناء الغرب الجائع، الخاوي، فما كان منهم إلا أن أقبلوا عليه يكرعون منه بجنون. ومن المركزيات التي يجب علينا ضبطها اليوم، وقد حدثت في زمن البشير كذلك مثل هذه الحالة التي نعشيها اليوم، وهي ظهور أشخاص ممن ينسبون أنفسهم للعلم والدين يشرعنون ما يقوم به المحتل، ويتهمون أهل الحق بالتقصير، ولا يريدون رؤية ما يقوم به المعتدي ويرمون بألسنتهم في أعراض الضحايا والشهداء ومن يقوم بواجب الجهاد الذي تقاعس عنه 2 مليار مسلم، بالإضافة إلى تمجيد ما يقوم به الحكام من ظلم، وتجبر، وإباحة المنكرات، والتضييق على المعروف في مناسبات كثيرة، وخذلان القطاع لأكثر من 400 يوم، دون أي تحرك يُذكر لهو أكثرها خساسة ودناءة من كل فعل آخر.
هذه الحالة قال عنها البشير في وقته:
“اتفقنا على البدء بالاستعمار الروحي الداخلي، ونحن نعلم أن قوته والتفاف 70% من الأمة على الأقل حوله، ومعه الحول والطول، والحكومة تقارضه تأييدًا بتأييد”(6) .
والاستعمار الروحي لهو أشد من العسكري بمراحل، وما شهدناه خلال سنة من الحرب يصرخ فينا بذلك، وفي موضع آخر يحكي البشير عن أهمية توظيف المحتل للحالة الدينية أو طرف من أطرافها لشرعنة وجوده، وفي وقت كان المحتل الفرنسي قد استعمل بعض الطرق الصوفية في ذلك:
“ابحثوا في تاريخ الاستعمار العام، واستقصوا أنواع الأسلحة التي بها في الشعوب، تجدوا فتكها في استعمال هذا النوع الذي يسمى الطرق الصوفية، وإذا خفي هذا في الشرق، أو لم تظهر آثاره جلية في الاستعمار الإنكليزي، فإن الاستعمار الفرنسي ما رست قواعده في الجزائر، وفي شمال أفريقيا على العموم؛ إلا على الطرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائد عسكري فرنسي معروف، كلمة أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه قال: (إن كسب شيخ طريقة صوفية أنفع لنا من تجهيز جيش كامل)”(7) .
مات البشير قبل أن يرى كيف وظف المحتل أنظمة برمتها لخدمته، وتحج سنويًا لعاصمته لتقديم صكوك الولاء، وكيف أملى على بعض الإمعات ما يقولونه للناس من دين ربهم، يقوضون بذلك معالم الإسلام الكبرى، ويخفون نصوص واضحة تزخر بها كتب السلف والسنة والقرآن الكريم قبل تلك الكتب، كالولاء والبراء الذي لأجله قتل أبو عبيدة بن الجراح والده في أول معارك الإسلام، والجهاد في سبيل الله، وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يغز بنفسه في سبع وعشرين غزوة آخرها كانت في أطراف الشام ليقارع أكبر إمبراطورية في ذلك الوقت.
وفي ختام هذا المقال هناك خلط شديد في كثير من الدول العربية والإسلامية، وحتى ما بين الحركات الإسلامية في فهم السياسة الحقيقية، والتي تنفع المجتمع قبل الطبقة الحاكمة، وتجد الحلول للناس قبل الساسة أنفسهم. هذا الخلط بيّنه البشير الابراهيمي في نص أقتبسه على طوله لأهميته:
“نقول لبعض إخواننا وساستنا الذين يناوئون جمعية العلماء: إن السياسة لباب وقشور، وإن حظ الكثير منكم -مع الأسف والمعذرة- القشور دون اللباب، أما {لباب السياسة} بمعناها العام عند جميع العقلاء فهو عبارة واحدة (إيجاد الأمة) ولا توجد الامة إلا بتثبيت مقوماتها من جنس ولغة ودين، وتقاليد صحيحة وعادات صالحة وفضائل جنسية أصلية، وبتصحيح عقيدتها وإيمانها بالحياة، وبتربيتها على الاعتداد بنفسها والاعتزاز بقوتها المعنوية والمغالاة بقيمتها وبميراثها، وبالإمعان في ذلك كله حتى يكون لها عقيدة راسخة تناضل عنها وتستميت في سبيلها وترى أن وجود تلك المقومات شرط لوجودها، فإذا انعدم الشرط انعدم المشروط، ثم يفيض عليها من مجموع تلك الحالات إلهام لا يغالب ولا يُرد، بأن تلك المقومات متى اجتمعت تلاقحت، ومتى تلاقحت ولدت {وطنًا}.”(8)
هذه حزمة من الحلول، حاولت فيها تغطية بعض الجوانب التي رأيت أنها تشابه ما قام به البشير الابراهيمي في ذلك الوقت ويمكن إسقاطها على واقعنا اليوم وقد استعنت بنموذج البشير الابراهيمي من كتاب الماجريات للشيخ إبراهيم السكران في إعداد هذا المقال، وركزت على الأولى منها. وأجزم أنه لو تم العمل بهذه الحزمة مجتمعة بصورة جدية، سنرى النتائج في سنوات قليلة، وقد رأيناها في قطاع غزة، وحاولت المقاربة قدر المستطاع ما بين حالة البشير وما يحدث اليوم في غزة لكيلا يكون مجرد تنظير لا طائل منه.
نسأل الله العزيز الحكيم القدير أن ينصر أهلنا في غزة، وإدلب، والسوادان وكل بقاع الإسلام، ونسأله التوفيق والعون والسداد، ونسألك يا ربنا أن تستعملنا فيما تحبه وترضاه، وأن تجعلنا من المرابطين على ثغور الدين في كل وقت وحين دون أن نمل أو نستكين.
الهوامش:
- الماجريات، دار الحضارة للنشر والتوزيع، إبراهيم السكران، ص92
- تقرير جمعية القرآن الكريم والسنة بغزة لعام 2022.
- مقال على موقع القدس العربي «صفوة الحفاظ 2»: أضخم مشروع قرآني في غزة يسرد خلاله آلاف الحفاظ القرآن على جلسة واحدة بتاريخ 19 – أغسطس – 2023.
- دورة تأسيس وعي المسلم المعاصر.
- الماجريات، دار الحضارة للنشر والتوزيع، إبراهيم السكران، ص107.
- الماجريات، دار الحضارة للنشر والتوزيع، إبراهيم السكران، ص109
- الماجريات، دار الحضارة للنشر والتوزيع، إبراهيم السكران، ص111
- الماجريات، دار الحضارة للنشر والتوزيع، إبراهيم السكران، ص125.