عندما تنفجر الحروب إبَّان أزمات سياسية عميقة ومتراكمة سيعاني أصحاب الوعي من قلقِ المستقبل، ومعاناة التفكير في فروض السَّلام. هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى: إنَّ مراوحة النُّخبة بالكيدِ السِّياسي عما قبلَ الحرب، واستدعائها في صراع سياسي مستمر؛ وموازي لعجلة الحرب. يعني المزيد من إفساد الوعي، وتعميق حالة الحرب، وتهيئة القابلية لإنشاء القوى المتمردة.
هذا الافتراض يلوح في الخاطر عندما أتابع موقع «حكمة يمانية»، وأتصفح المادة المنشورة فيه؛ وأطالع تلك الأسماء؛ لأقلام فكرية قديمة متجددة! وعقولٍ أخرى صاعدة، ويُدهشنا ما نلمسه من أفكار حيوية، وقراءاتٍ محورية ترفع من وعي التغيير. وجُلّ الأقلام اللامعة شبابية يافعة؛ ومشدودة نحو “صناعة الحكمة”، مع تنوع العقول بمشاربها؛ إذ تصنع روحًا متدفقة نحو التَّوازن الفكري، والتَّوافق النفسي بتحليلِ المشكلات، واستشراف مستقبل اليمن.
وثمَّتَ تحولات لاحظتها بقوة، لم تكن واضحة من قبل؛ في مرحلة التنافس السياسي قبل الثورة، وأثناء مؤتمر الحوار الوطني. ومن هذه التحولات ما يأتي:
1- المراجعات السياسية، بخلق الآراء الأكثر فاعلية؛ مما صار ملموسًا لدى رموز الكُتَّاب مختلفي الاتجاهات السياسية. إذ يمثل نهوضًا فكريًا متعافيًا بحالة صحوية جيدة؛ حيث استعادت بعضُ الأقلام الوعيَ إلى العقل الجمعي التوافقي؛ ونأت بنفسها عن مناكفات الكيد السياسي. وتسمو فوق شعارات الحزبية. وتتألق بالحكمة في قراءات الواقع، وتعالج بالأولوية كل رواسب الطائفية.
فهذه هي طبيعة التحولات السِّياسية؛ إذ تفرض التعديلات الجادة في الخطاب والتفكير والنقد. حيث صار الكثير من المثقفين يميلون إلى مبادئ الهُوية الوطنية؛ أكثر من التعبئة السِّياسية؛ لأنَّ المرحلة تقتضي التوازن مع متغيراتها، بعد أن أخرجتها الأحداث عن مسار التنافس داخل الحياة السياسية؛ إلى حالة الاحتراب، وهو الأمر الذي يفرض التموضع بمسؤوليةٍ مشتركة؛ لأنها الأرضية السياسية الأكثر صلابة.
2- المصالحات الفكرية؛ بين الحركات الإسلامية؛ والانفتاح الفكري على المحيطِ الإسلامي الواسع، وإحداث المرونة في الفكر المتخيل لـ “الأحقية”؛ والتفكير في القضايا الكبرى بالوعي المشترك. وربما حركة النقد في الوسط الإسلامي؛ حول بعض المفاهيم التي طرأ عليها الإشكال والتوظيف السلبي، أو الدخيل الفكري الذي حل محل الأصول؛ حتى تشظت حولها بعض التيارات.
كل هذه المصالحات ستساعد في التئام شقوق الذهنية الإسلامية؛ بعد محنة الاختلافات المهدرة، والتغافل عن ضرورة فقه التَّوافق الدعوي؛ لأنَّ الاستفراد بتمثيل الإسلام أو الإقصاء للآخر.. كلاهما أصابا الحركات الإسلامية بالغرور؛ ومن ثمَّ الوهن في اللحظةِ الحرجة.
3- تكوين حالة صحوية واعدة؛ بمشاريع فكرية أجدر من مشروع التَّعدد الحزبي الصدامي، أو تفريخ الكيانات الوظيفية لخدمة النافذين سياسيًا. حيث صرنا اليوم نستشرف عقولًا متوقدة؛ تفرض التصحيح الفكري بشروط الهوية الإسلامية، والذي يبدأ بالتصحيح من “عمق الوجدان الإنساني”، مرورًا بـ “الوعي الوطني”؛ وينتهي بمنازلة “الاستبداد” في كل ميادينه.
فالشباب المثقفون يزحفون باتجاه صحوي واضح، ويتوافقون مع مبدأ الدولة السيادية من جهة، وبروح المواطنة الكريمة من جهة أخرى.
4- اليقظة مع كل التَّحديات؛ وهذا ما نستشفُّه من الموجات النقدية التي يتدافع حولها المثقفون. والتي تكشف عما وراءها من الوعي الحيوي، والإصرار على معالجة مظاهر التطرف الفكري، وتهذيب الموروث الطائفي، وعزل الجمود المذهبي، وتذويب الفجور السياسي.
وثمَّتَ تحديات سياسية عميقة؛ لم تغب عن كتابات المثقفين، كرفض الارتهان السياسي للخارج، أو تطويع الوعي الشعبي لمرجعيات الهوية والسيادة الوطنية، والإعلاء من شأن الاستقرار السياسي.
هذه المحاور وغيرها؛ تمثل استراتيجية فكرية فاعلة من خلال موقع “حكمة يمانية“؛ بكتابات رُوَّاد الموقع، ودراسات الباحثين المنشورة في صفحاته.. وهو الأمر الذي يبشر أنَّ طاقات الشباب هي شعلة المراحل، ما داموا يحملون عقولًا تفيضُ بالوعي، وينأون بأنفسهم عن الارتهان لغير المسؤولية الوطنية.
هذه المحاور وغيرها؛ تمثل استراتيجية فكرية فاعلة من خلال موقع “حكمة يمانية“؛ بكتابات رُوَّاد الموقع، ودراسات الباحثين المنشورة في صفحاته
هذه المحاور وغيرها؛ تمثل استراتيجية فكرية فاعلة من خلال موقع “حكمة يمانية“؛ بكتابات رُوَّاد الموقع، ودراسات الباحثين المنشورة في صفحاته
هذه المحاور وغيرها؛ تمثل استراتيجية فكرية فاعلة من خلال موقع “حكمة يمانية“؛ بكتابات رُوَّاد الموقع، ودراسات الباحثين المنشورة في صفحاته