قام ساعٍ أهمه أمر الإسلام، فتفكَّر في نفسه أين يحط وأين يذهب، فاهتدى لدور العلم، وقال منها قيام الأمة وبها ثباتها، فراح يتتبع قُرّاء الأمة وعلماءها فوجدَ خلقاً كثيراً، ثُم اطلع فعرف تعداد طلبة الفقه والحديث وعلوم الإسلام فاستنارت نفسه، وحسب أنه استند على قصرٍ مشيد وحصن عتيد لا تطيق نقبه أمّة!
ثُم حدّث نفسه فقال أنزلُ إلى الشوارع وأتسمع الأخبار، فما طاف في البلاد يوماً وليلة حتى انحطَّ عزمه ووهنت عزيمته وأدرك أن لا محالة يُفضي هذا المواتُ إلى أمر عظيم وخطر داهم…!
حدّثني أن ليس قارئهم بعالم، وليس عالمهم بحاذق، وليس الطالب إلا عاميًّا يتشبث بطيلسان على جمادٍ كالوثن، ينفخُ فيه الشيطان فيتكلم مرةً ويسكت مرارًا.. شأنُ قوم؛ وآخرين حدثت بأرضهم الحوادث الكبار، وظهرت عندهم الشؤون العظام، وهم ليس لهم فيها رأي، ومعرفتهم بها معرفة العامّي تراثه وتراث أهله. وآخرين ما لهم إلا في كلام فلانٍ وفلان، وقولهم قال فلان وردَّ علان، فهم لا يخرجون بشيء، لا يدركون من العلم إلا قشوره، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ظهر التعالم والتنفخ منذ القِدم، على أنه ما قامت بهم آلاتهم وأدواتهم فسرعان ما سقطوا، ودرست آثارهم؛ وظهر عندنا ما كان عندهم، فقامت الآلات وكانت الكاميرات والشبكات فتكلّم كل أحد حتى تجمهر حوله الناس واجتمعوا إليه، فقال ما شاء، ونقل ما شاء، وطمس ما شاء، حتى أظهر شيئًا وأخفى آخر، وجاء بنصٍّ وحرَّفَ آخر، فكلامه أخلاطٌ وضربٌ من ضروب الخطل، إلا أنه ما مِن عليم ولا معلّم، وما من ناقد بصير ولا فقيه عالم، وإن وِجِد فلا آلة له ولا ثلة حوله، فليس لكلامه في الناس طائل!
❃❃❃
يقول الله عزَّ وجل في محكم التنزيل مخاطبًا سفيهي العقول ضعيفي الأفهام:
﴿قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [ الأنعام: 148]
و ﴿لِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [سورة الأنعام: 149] فلا يحسبن أحدهم لضعفه في فنه وعلمه، وضعف أهله وقومه، أنَّ الحق يضعف بهم، فإنَّ الحق الذي أقره الله تعالى قائم بنفسه، والقصور عنه إنما هو من ضياع الهداية، ولو صدق العبد بـ ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [ سورة الفاتحة: 6] لَما استعصت عليه حجة، ولا ضاق بيان عليه، وكان السَّلف رضي الله عنهم متى ما زلّت أقلامهم وكبت عقولهم رجعوا إلى الله عزَّ وجل فاستغفروه فيفتحُ عليهم؛
والمحاجة للحق أصل من أصول الدين، وهي من الجهاد الثابت، لقول النبيُّ ﷺ: جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم.
على أنَّ الجهاد لا يقوم به كل أحد، قال تعالى: ﴿فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ﴾ [سورة النساء: 95] قال الإمام الطبري في جامع البيان في تفسير القرآن (ولو كان القاعدون مضيعين فرضا لكان لهم السوأى لا الحسنى)؛ بل قد يحرُم الجهاد على طائفة، قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: (من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح)؛ والجهاد من أجلِّ العبادات، فمتى كانت بغير علم كانت مفسدة عظيمة، والعلم لا يحصُلُ للمتعلم إلا أن يقرّ له العلماء به، فإن ما أقروا له، فما عليه جهاد، بل وجهادُه مردودٌ عليه، لأنه ليس بصاحب علم، وإنه يفسد لا يصلح، وقد قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رضي الله عنه: “أيها الولد، العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون” إذًا فلا يحاج أهل الباطل إلا من شهد له العلماء بقدره وقدرته في فنه وميدانه.
وقد دخل فسادٌ كثير على الأمة لمّا تكلّم فيها من لا يصلح لمجالسِ العلم، علاوة على أن يصلح لنقله، فـقُلْ: ﴿ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [ سورة الأنعام: 148] فإمّا أخرجوا لك العلم، وإلا فأعرض.
❃❃❃
وقد سمعنا من العُلماء مَن ينصح بمحض دافع الخير، يقول “ما عندك علمٌ فانقل”؛ وما “انقل” في العلم!؟ والعلم محتاجٌ إلى تدريس ومدارسة حتى يكشف لطالبه عن دقائقه، وهذا إن كان فيه من الخير ما فيه فهو إلى الشرِ -ولو بعد حينٍ- أقرب، لأن الناس في هذا الزمان اعتادوا المعلومة السريعة، ولربما تلقّى القارئ السطر فطار ببصره إلى آخره فأعجبه فنقله لا يدري حقيقة ما فيه، والعلم لا يكون إلا بطول السهر وعظم المشقة، ولا يعتّدُ بعلم العالم حتى يكون لضوء الشمع وكدِّ الذهن أثر لا يخفى عليه، وأخبارُ العلماء من السَّلف والخلف، ومن آسيا لأوروبا، معلومةٌ مشهورة، ونستأنسُ بخبر يحيى القطّان رضي الله عنه، قال: “كنت أخرج من البيت قبل الغداة فلا أرجع إلى العتمة.” وقال الإمام النووي رضي الله عنه في وصفه لطالب العلم: “ينبغي أن يكون حريصًا على التعلم، مواظبًا عليه في جميع أوقاته، ليلاً ونهارًا، وسفرًا وحضرًا، ولا يُذهب من أوقاته شيئًا في غير العلم إلا بقدر الضرورة، لأكل ونوم قدرًا لابد له منه ونحوهما، كاستراحة يسيرة لإزالة الملل، وشبه ذلك من الضروريات، وليس بعاقل من أمكنه درجة ورثة الأنبياء ثمَّ فوتها!”
وأنبأ مَن بعده الإمام الشافعي رضي الله عنه، فقال:
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمـانِ
فهذا ما كان عليه أهل الزمان الأول، ثُم يؤمرُ ناسٌ من طلبة علمٍ وعامة بالنقل! وما حاجة الناس اليوم للنقل والكتب متوفرة والوصولُ للمواقع والعلوم أيسرُ على الناس من شربة الماء، وما الفائدة من أن يكثُر زخم المواعظ الباردة، التي لا تُحرِّك قلب الواعظ أو الموعوظ!
إن في النقل مفاسد، أولها أن ترى الناقل يحسبُ ألا صحيح إلا الذي نقله عن فلان، حتى وُقّفت أحكامٌ في الإسلام كثيرة لأن علماء مِصرٍ من الأمصار ما خرجوا من دائرتها، ما عن سوءٍ إنما عن قِلة أو ضعف، وقد كان رهطٌ رُحّلٌ حنفيةٌ في بلاد، فمكثوا زمناً صلّوا فيه وقاموا وفعلوا ما يفعلون في بلادهم، فأُنكِرَ عليهم حتى كُفِّر بعضهم، فلما ضعفوا عن أمرهم ارعووا عن فعلهم، حتى إذا رجعوا وتعلموا وتمكّنوا من شأنهم، أدركوا أن الحافظ الناقل لا يعلّم أن بين مذهب وغيره بيون بعيد، فعنده هذا كافر وذاك منافق والآخر يعبد الله على حرف! وعنده أن الفرقة الناجية أهله وأهل بلده ومن تبعهم، وما عدى ذلك فهم يدخلون النار زمراً…!
وقد يقول قائل: ما أراكَ إلا تريد تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنهي عن نقل العلم!
وهيهات هيهات، فإنّا نقول: إن تُعظّم حرمة العلم ويُعرف شأوه وشأنه حتى لا يدخل ميدانه إلا كفؤ لحمله، ولولا أن قد تطاول عليه مَن لا يصلح له، وانفرد عنه أصحاب العقول والأذهان إلى الهندسات والطب، لَـما خرج لنا من نقل وجاء على كلمات العلماء فطمر نورها وقلب فهمها بفساد نظره وانطماس بصيرته.
ثُم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمودٌ من أعمدة الشريعة، لا يبطله إلا عاصٍ مخالف، بل وتكاد تكون خيرية الأمة موقوفة عليه، قال عزَّ وجل ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [ آل عمران: 110] قال عمر بن الخطاب: لو شاء الله لقال: “أنتم “، فكنا كلنا، ولكن قال: “كنتم ” في خاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صنع مثل صنيعهم، كانوا خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال رسول الله ﷺ: خير الناس أقرؤهم وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم.
لكنما نخشى مغبّة أن يذيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطمس ضوابطه وآدابه، فينكّرُ المعروف أو لا يعرَّف إلا طرف منه، فيشقُ ذلك على الناس، وما أنكى عاقبة الشق على الأمة، قال رسول الله ﷺ: لا تشدِّدوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم، فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامع والدِّيار؛ رهبانيَّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم. فتنكير مسكوت عنه، وتجريم مختلف فيه، فيه اجتراء على الإسلام وملته، وليس أسلم من أن يجمعَ العالمُ عِلمَ أهل كل بلد وكل مذهب وطريقة، وإن الإنسان كلما اتسع علمه قلَّ إنكاره، وكلما قلَّ علمه زاد إنكاره، ومن صوّت في الفراغ فسمّع وأسمع وذاع صوته، فلا يحسبنَّ ذلك من حسن صوته أو من تشنيف الناسِ إليه، إنما هو الصدى والفراغ! ونستعير قول الإمام البحر، مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، لمّا قال: “يكبر بعض الأدباء من صِغر المحيطين بهم” كذلك فإن علماءً كبروا من صِغر المحيطين بهم، والغرفة الضيقة عظيمٌ كل شيءٍ فيها، فإذا أُخرِج تبين حقيقة حجمه، وعرف قدره، ورجع إليه الصدى مخذولا يطأطئ…!
إن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب حدها الشرع وضوابط أقرها، وقال العلماء في ذلك وأكثروا، قال الإمام ابن تيمية رضي الله عنه: لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر الا من كان فقيها فيما يأمر به فقيها فيما ينهى عنه.
وقال في ذلك الإمام النووي رضي الله عنه: فإن كان من الواجبات الظاهرة أو المحرمات المشهورة، كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها فكل المسلمين علماء بها، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه ولا لهم إنكاره، بل ذلك للعلماء.
ومن أحكامه كذلك ألا يكون مؤدياً إلى منكر أعظم منه، أخذ العلماء ذلك من أمور، منها قول النبي ﷺ: يَا عَائِشَةُ لَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ وَأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ؛ “وفي الحديث دلالةٌ واضحةٌ على ترك الصواب خشية فوات ما هو أبلغ وأهم منه أو خشية وقوع فتنة بين الناس” وكَم وكم من أمرٍ ونهي في مباح أو مسكوت عنه أو كيت وكيت أوقع مصائباً في الأمة وفتناً كقطع الليل المظلم ما يبين فيها نور أو ضياء!
وانظر عظيم حكمة النبي ﷺ؛ لما قالَ عدو الله بن أبي: أوقد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل؛ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله، أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.
فهذا رجل منافق، اشتهر نفاقه، أنزلت فيه آيات ووعيد شديد، وشاع شره في المسلمين وعظُم خطره، وقتله أهون على الصحابة، ثُم يقول النبي الكامل ﷺ “دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه”،
فهلّا نهى ﷺ عن منكره وأمضى الخطاب رضي الله عنه في المعروف…! أم أنها حِكمة خلّدها التاريخ لهذه الأمة، تنقش له في كل صفحة تقول “فكِّر قبل أن تعمل” واحسب ألف حساب.. ولو كان في العمل صلاح!
فهذا علمٌ فوق علم، وفهم فوق فهم، ولو أن الصحابة فهموا القرآن وسنة الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه فِهم أهل اليوم لَـما وصلنا الإسلام.. بل لانمحى من الجزيرة ببطش فارس والروم، لكنما قادتهم الحكمة المصونة، والفهم الرفيع، ولو أنهم قوم سمعوا وحفظوا ثُم نقلوا، لما كان للإسلام هذه القدم الضاربة في مشارق الأرض ومغاربها.
إن الإسلام قام على الحجة أول أمره، وظلّت هذه الحجة تقوّم ويُقوّم حاملوها حتى ما قام لهم أحد في ميدان علمٍ وجدال إلا كانت عليه الدائرة، حاج النبي ﷺ قومه في مكة، وحاج اليهودَ، وحاج النصارى، وحاج الخلفاءُ من بعده، واحتج الصحابة واختلفت مذاهبهم واتسعت آرائهم فأدخل الله بهم الإسلام كل بيت ودار، ولولا أن للإسلام عمادٌ ثابت وأصلٌ قويم، وفيه شجرات لينات يُملن بجريان الدهر يمنى ويسرى، لَـما سرى هذا الدين، وإن رمتَ صدّاً عن شرِ الجدال والمماراة فانظر خيرها، واسمع قول إمام العربية الجاحظ؛ قال: المماراةُ على ما فيها من أقلُّ ضراراً من المساكتة التي تورثُ البُلدة، وتخل العقدة، وتفسد المُنّة، وتورثُ عللاً، وتولدُ أدواءً أيسرها العِيّ. فليست العقدة اليوم، والمنة والعي هي داء رجلٍ أو اثنين، إنما هي اليوم داءٌ أصاب الأمة جمعاء لَـما تركوا إقامة الحجة بالجدال والبرهان.. إلا من رحم ربك!
إن النقل بغير فهم، قريب من الضلال، إن لم يكن هو الضلال نفسه، وهذا ابن الخطاب عمر رضي الله عنه يقول: أيها الناس إني قائل لكم مقالة… فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي ألا يعقلها فلا أُحِلُ لأحدٍ أن يكذب علي.
وهل فسد أمر النصارى ودينهم وتزندقوا وألحدوا.. ومرقوا من الدين كله إلا لـمّا كان شعبهم وسواد أمتهم كلهم نُقّالاً لا فقيه بينهم ولا عالم! وهل فسد أمرهم إلا لـمّا انحصر علمهم وأبى أن يجاري ويماري مَن يظاهيه أو يخالفه!
إن في الاقتصار على النقل فساد، اللهم إني بلغت!
مَن كان له من الأمر شيءٌ فقل ﴿هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾؟
وليس هذا -الجدال- للعامة، وليست هذه دعوةٌ لترك النصح والدعوة، إنما هي دعوة تهتفُ بالناسِ أن افهموا وتعقلوا يصلح حالكم، تعلّموا وزيدوا في العلم، وكفاكم قعوداً تقولون فعل أبي وفعل جدي، فإن جدّك فعلَ لوقته وجده، فافعل لوقتك فقد ظهرت أمور عِظام، واحتاج الإسلام رجالاً بأذهان تكِد، لا بأذهان تحفظ وتحفظ، ثم لا يكون علمها إلا كالغثاء.. لا ينتفع به، ولو رُجع لغيره لكفى!
ماشاء الله تبارك الله بورك يراعك وزادك الله تعالى فهما وعلما الموضوع الذي طرحته عظيم و مهم وجَب تقويمه وإصلاحه لنفع الأمة عامة، بالإضافة لروعة الألفاظ وسلاسة السياق، وقرب المعاني وفخامتها، طرح المشكلة مع الحل أمر وُفقتَ به فلله الحمد والمِنة…
الأسلوب الجميل الشيق الرفيع المستوى كما هو حال سائر ماخطته يمينك المباركة ،حفظك الله ورعاك وجزاك الله خيرا ونفع بك