آثار

الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

عرفت اليمن في العصرِ الرسولي: (626-858ه/1229-1454م) نهضة علميَّة دعوية، حيث شهدت المدن اليمنية توسعًا في النهضةِ العلمية، ويرجع السَّبب في ذلك إلى ملوك الدولة الرسولية الذين حرصوا على تدريس أولادهم في المدارس التي شيدوها، وعينوا كبار العلماء للتدريس فيها، وكان كل ملك يعين أشهر هؤلاء العلماء لتدريس الأمراء في القصر.

كان الملوك من بني رسول علماء اجتهدوا في طلبِ العلم وجَدُّوا في اكتسابِ العلوم والمعارف حتى بلغوا درجة العلماء ومكانتهم العظيمة، فصنفوا المؤلفات النافعة المفيدة في مجالات وفروع العلوم المختلفة، وكرموا العلماء، وأنزلوهم في المكانة التي تليق بحالهم، وكافئوهم على مصنفاتهم، واستضافوا الكثير من العلماء والدعاة واستقدموهم من مختلف أقطار العلم الإسلامي، وحببوا إليهم البقاء والعيش في اليمن بغية الإفادة والاستفادة من علومهم.

انتشرت في عصر هؤلاء الملوك الدَّعوة إلى الله تعالى، وظهرت وانتشرت مئات المنشآت التعليمية المختلفة من المساجد والمدارس، وزخرت الجوامع والمساجد بحلقات العلم، بل تحولت منازل بعض الفقهاء إلى مدارس علم، وتعلم الملك والغني، والأمير، والفقير، واليتيم.

ويعد القيام بإنشاء وعمارة المساجد والمدارس ودور العلم، أولى وأهم الخطوات التي قام بها ملوك الدولة الرسولية لنشر الدعوة إلى الله تعالى، في العديد من المدن والمناطق اليمنية، وقد بدأ ذلك مع بداية حكم هذه الدولة لليمن، والحقيقة أن حرص الملوك على نشر العلم والدعوة إليه، والاهتمام بالعلماء، وطلبة العلم والإنفاق عليهم بسخاء يعد واحداً من أبرز مظاهر مشاركتهم الرائدة في تطوير الحياة العلمية الدعوية في اليمن في عهدهم الذي دام (229) سنة(1).

إذاً حكام الدولة هم قادتها وقدوتها، وحماة الشريعة، وديننا الإسلامي الحنيف يحث على العلم وطلبه، وخاصة علوم الشريعة الغراء، ويفضل فيمن يلي أمر المسلمين أن يكون على علم وفهم بعلوم الشريعة، التي يكون تطبيقها في الرعية من أوجب واجباته.

فلا غَرْوَ إذن والحال هذه أن تنوه المصادر التاريخية، مدى حرص سلاطين الدولة الرسولية ودأبهم الحثيث في سبيل طلب العلم، بل وسعيهم المتواصل في الطلب والسماع عن المبرزين من العلماء في اليمن وخارجها.

وسأتناول في هذا المقال نبذة عن الجهود العلمية والدعوية لبعض ملوك الدولة الرسولية، وذلك على النَّحو الآتي:

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية7 الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

أولاً: الملك المنصور عمر

الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول، مؤسس الدولة الرسولية وأول ملوكها.

وفي هذا المقام سأتناول شيئًا من جهوده العلميَّة والدَّعوية على النَّحو الآتي:

1- اهتمامه بالعلم

عُرِفَ عن الملكِ المنصور شغفه بالعلمِ وصحبته واهتمامه بالعلماء، فكان يجالسهم ويسمع منهم ويستفيد من خبراتهم ومعارفهم العلمية، وله إسهام جيد في ازدهار الحياة العلمية والدعوية في اليمن رغم انشغاله بأمورِ الدولة الوليدة، وفي عصره وضعت النواة الحقيقية لسياسة علميَّة ازدهرت باستمرار حكام هذه الدولة من أبنائه وأحفاده طيلة حكمهم لبلاد اليمن، بل إنَّ الاهتمام بالحركة العلمية أصبح سمة من سمات عصر بني رسول، وأصبح مظهرًا بارزًا من مظاهر اهتمامهم بالحركة العلمية والدعوية على كافة الأصعدة في اليمن، وكان للملك المنصور شيوخ أجلاء استفاد منهم في العلم والمعرفة، ومن أشهر هؤلاء ما يلي:

1- الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي (ت617ه/1220م)(2) 

2-  الفقيه محمد بن حسين البجلي (ت621ه/1224م)(3)

3- الفقيه محمد بن مضمون بن عمر بن أبي عمران(ت633ه/1235م)(4)، سمع منه الفقه والعربية والحديث. 

4- المحدث محمد بن إبراهيم الفشلي(ت661ه/1262م )(5)، سمع منه في الحديث والسنن، وأكد الجندي في كتابه “السُّلوك” أنَّ المنصور سمع على الفشلي، بعضًا من كتب الحديث مع جمع كثير، وهذا يفيد اختلاف المنصور إلى مجالس الحديث بزبيد، والحرص والرغبة الأكيدة في السماع والتلقي، ذلك أنَّ الفشلي كان صاحب إجازات ورحلة في طلبِ الحديث(6).

2- اهتمامه بناء المساجد

كانت المساجد التي عمرها نور الدين لا تُحصى في اليمن، وجعلها مركزًا مهمًّا للنهوض بالحركةِ العلميَّة والدعوية، وسعى جاهدًا لجلبِ العلماء المسلمين من خارجِ اليمن للتَّدريس في هذه المساجد التي أنشأها في اليمن وغيرها من البلاد الإسلامية المجاورة، قال عنه الجندي في كتابه “السُّلوك”: وابتنى في كلِّ قرية من التهائم مسجدًا ووقف عليها أوقافًا جيدة.

وأشهر المساجد التي شيدها الملك المنصور “مسجد النوري” حيث جعل فيه إماميْن واشترط لمن يسكن معهما مساحة فيما يزرعه فسكن الناس معهما حتى صارت هنالك قرية كبيرة وانتفعَ الناس بها نفعًا عظيمًا، قال عنه الخزرجي: وأظنها إنما سميت النوري نسبة إليه، لكونه الذي أحيى ذلك الموضع، وكان يلقب نور الدين، وتذكر المصادر أنَّ السلطان نور الدين عمر بنى عدة مساجد في اليمن عامَّة(7).

3- اهتمامه ببناء المدارس، وتحبيس الأوقاف عليها

لقد أولى الملك المنصور بناء المدارس أهمية كبيرة، حيث قام ببناءِ العديد من المدارس لتعليم أبناء المسلمين ما يهمهم من أمور دينهم ودنياهم وقد حظيت هذه المدارس بالدَّعم المباشر واللامحدود من الملكِ المنصور، كما أنه أوقف على المدارس أوقاف تدُر عليها أموالًا تساعدها في القيام بمهماتها التي أنيطت بها وأبرز هذه المدارس ما يلي:

1- المدرسة الغُرَأبية: تقع في مَغْربة تعز، وتعرف أيضًا بالمنصورية، أوقف عليها من الأوقاف الجيدة ما يقوم بكفايتها، وكفاية جميع المرتبين فيها، درّس فيها، الفقيه يحيى بن زَكَرِيَّا الكلالي(ت668ه/ 1269م)(8)

2- المدرسة المنصورية العليا: تقع في مدينة زبيد، خصها بأتباع مذهب الإمام الشافعي، وقد رتب فيها الموظفين، كما أوقف عليها وعلى المرتبين فيها ما يقوم بالكفاية، وتعتبر هذه المدرسة من أطول المدارس عمراً، حيث استمرت إلى العهد الطاهري. 

3- المدرسة المنصورية: تقع في مدينة عدن، وقد رتب فيها الموظفين، وأوقف عليها من الأوقاف ما يقوم بالكفاية، وقد قسمت هذه المدرسة إلى قسمين، أحدهما: لتدريس الفقه الشافعي، والأخر لتدريس الفقه الحنفي، وتعتبر هذه المدرسة من المدارس المهمَّة في مدينة عدن، نظراً لوجود أكثر من تخصص فقهي فيها، إضافة لقلة المدارس في مدينة عدن آنذاك.

وتعتبر هذه المآثر العلمية والدعوية من مميزات هذا الملك الداهية الذي لم ينسه الجهاد والحرب والبناء والتأسيس حظه من العلم والثقافة العلمية والدينية، وتلك هي النُّفوس العظيمة التي لاتكل ولا تمل(9).

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية8 الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

ثانياً: الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول

ولادته:

ولد في مكة المكرمة سنة(619ه/1222م)، وتولى الحكم بعد مقتل والده عام: (647ه/1249م)، وفي هذا المقام سأتناول شيئًا من جهوده العلمية والدعوية على النَّحو التالي:

1- اهتمامه بالعلم، وتبجيله للعلماء

نشأ الملك المظفر نشأة علمية، وتشرب حب العلم والعلماء عن والده، يصفه الخزرجي في كتابه العقود اللؤلؤية: “كان مشتغلاً بالعلم، أخذ من كل فنٍّ بنصيب”، اشتغل بطلب العلم على كبار علماء عصره، لافي اليمن فحسب، بل وعلى علماء الحرم، ويروى عن الملك المظفر أيضًا أنه كان يقول لابنه الأشرف لا بارك الله في والٍ في رعيته من هو أعلم منه، واقتنى نفائس الكتب، وسعى في سماع الأسانيد الحديثية العالية، إذ يذكر الفاسي: “أنه سمع الحديث بمكة”(10)، وعده البعض من أفضل السلاطين الرسوليين، وقد تتلمذ الملك المظفر على عدد كبير من جهابذة العلماء وأساطين الفقهاء، مما أكسبه ثروة علمية هائلة، ومن أشهر هؤلاء ما يلي:

1-  المحدث محمد بن إبراهيم الفشلي(ت661ه/ 1262م) أخذ عنه الحديث. 

2-   الفقيه إسماعيل الحضرمي(ت676ه/ 1277م)، سمع منه صحيح البخاري. 

3-  الفقيه يحيى بن إبراهيم بن العمك، (ت680ه/ 1280م)(11)، درس عليه النحو واللغة. 

4-  ومن شيوخه أيضًا الفقيه محمد بن إسماعيل ( ت640ه/ 1242م)(12)، أخذ عنه في الفقه الشافعي. 

5-  وأما شيوخه من خارج اليمن، فجلهم من علماء الحرم الشريف، منهم القاضي إسحاق بن أبي بكر بن محمد الطبري(ت670ه/ 1271م)(13)، سمع عليه المظفر شيء من العلم(14)، ومحدث الحرم الحافظ المحب لدين الله الطبري (ت694ه/ 1294م)(15)، الذي وفد اليمن بدعوة من السلطان المظفر، فقدمها فسمع عليه السلطان أمهات الحديث كما أخذ عنه أغلب مصنفاته، منها الأحكام الكبرى، وأكد هذه الهمة العالية للمظفر في الاشتغال بالعلم قول شيخه محمد بن إسماعيل الحضرمي فيه ” كان المظفر يكتب كل يوم آية من كتاب الله تعالى، وتفسيرها، فيحفظها ويحفظ تفسيرها عن ظهر قلبه غيباً”(16).

2- اهتمامه ببناء المساجد

كان الملك المظفر مهتمًّا ببناء المساجد على طريقة أبيه الملك المنصور، ومن أشهر المساجد التي شيدها في عصره ما يلي:

أ‌- جامع المظفر بتعز:

 يعتبر جامع المظفر في مدينة تعز من أقدم المساجد الكبيرة، التي بناها الملك المظفر في القرن السابع الهجري، والذي لا يزال إلى وقتنا هذا شاهدًا علميًّا دعويًّا للدولة الرسولية وحضارتها الإسلامية. 

ويعتبر هذا المسجد الكبير من قلاع العلم والدعوة، وقد قصده العلماء وطلاب العلم من كل حدب وصوب، وكان وجهة لهم حيث العلم والعلماء المشهورين، وقد تخرج فيه عدد كبير من العلماء على أيدي المشايخ الفضلاء، وقد ساهم مساهمة فاعلة في نشر الدعوة والعلم وإشاعته بين الناس، وقد مر على هذا الجامع نخبة من العلماء، وأعداد هائلة من طلاب العلم الذين نشروا الدعوة الإسلامية في أنحاء المعمورة(17).

ب‌- بناء الجامع الكبير بمدينة المهجم(18)، وأوقف عليه وقفًا عظيمًا أسهم في نشر العلم والدعوة في العديد من أنحاء تهامة(19).

3- اهتمامه ببناء المدارس

اِهتم الملك المظفر ببناء المدارس، كونها لا تقل أهمية عن بناء المساجد، ولتكون مركزًا يشعُ منها العلم الذي ينير للمسلم الطريق إلى الله تعالى ومن أشهر هذه المدارس:

المدرسة المظفرية: والتي تقع في مغربة تعز، ورتب فيها مدرسًا، وعشرة من الطلبة، وإمامًا، ومؤذنًا، وأيتامًا يتعلمون القرآن الكريم، ووضع عليها من الأوقاف ما يقوم بكفاية الجميع، وحرص الملك المظفر على تعيين أعلم فقهاء العصر للتدريس بهذه المدرسة(20).

4- اهتمامه باقتناء الكتب ومطالعتها.

إنَّ شخصًا له عناية بالعلم لا بد وأن تكون له عناية باقتناء الكتب التي تساعده على حفظ العلم، وتثبيته، ونشره بين الناس، وهذا ما نجده ظاهراً عند الملك المظفر وقد كانت له عناية بجمع الكتب والمقابلة بين نسخها المختلفة، ويتجلى هذا الأمر فيما ذكره الخزرجي بقوله: إن الملك المظفر طالع في تفسير الرازي فوجد في نسخته نقصًا في بعض المواضيع فأرسل في طلب أربع نسخ أخرى من مصر فوجدها كذلك ناقصة ولم يهدأ له بال حتى أرسل في طلب نسخة المؤلف من خرسان فوجد النقص كما في سائر النسخ، وهنا تيقن أن النقص من عند المؤلف وليس من الناسخ(21).

5- اهتمامه بالتأليف والتصنيف.

كان الملك المظفر إمامًا عالمًا فقيهًا متقنًا له من المصنفات في شتى العلوم تشهد بتضلعه في العلم ومنها ما يلي:

1- الأربعين: جمع فيه أربعينَ حديثًا (منها عشرين حديثًا في الترغيب، وعشرين حديثًا في الترهيب). 

2- المعتمد في الأدوية المفردة، كتاب في الطب والتداوي بالأعشاب. 

3- العقد النفيس في مفاكهة الجليس 

4- البيان في كشف علم الطب للعيان، في الطب. 

5- المخترع في فنون الصنع(22)

6- اهتمامه بأمور الرعية.

كان الملك المظفر ملكًا عادلًا يأمر ولاته بالعدل، وكان محسناً ومحباً للرعية يحسن إليهم، كما كان محبوبًا بين الناس، إذا شكا أحدهم عامله عزله وأدبه، ولا يعيد تعيينه مرة أخرى(23)، قال ابن الفرات: ” كان جواداً عفيفاً عن أموال الرعايا، حسن السَّيرة فيهم”(24).

وفاته:

توفي بقلعة تعز سنة694ه، قال الإمام المطهر بن يحيى الزيدي، حين بلغه خبر وفاته: مات التُّبَّع الأكبر، مات معاوية الزمان، مات من كانت أقلامه تكسر رماحنا وسيوفنا!(25).

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

ثالثاً: الملك عمر بن يوسف بن عمر بن علي الرسولي.

هو الملك الأشرف (الأول) ممهد الدين عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، ثالث ملوك الدولة الرسولية، تولى حكم البلاد بعد وفاة والده الملك المظفر، عام 694ه/1294م، وسأتناول في هذا المقام شيئًا من جهوده العلمية والدعوية وذلك فيما يلي:

1- اهتمامه بالعلم.

كان الملك عمر عالما بارعًا كثير الاطلاع وكان قد اشتغل بطلب العلم في أيام والده حتى برع في عدة من الفنون، منها: الفقه والحديث والنحو، وأكثر من الاطلاع على كتب الأنساب والطب، وقد تتلمذ هذا الملك الهمام على عدد من علماء عصره، ومن أشهرهم:

أ‌- الفقيه علي بن أبي السعود (ت652ه/1252م)(26)، درس عليه النحو. 

ب‌- الفقيه إبراهيم بن عيسى ابن مُفَلَّت (ت690ه/1291م)(27)، أخذ عنه الفقه(28).

2- اهتمامه ببناء المدارس وتحبيس الأوقاف عليها.

إن ملكاً عالماً له عناية بالعلم وتوقير أهله لابد وأن يقوم بنشره بحسب ما عنده من إمكانيات وقدرات، وقد كانت المدارس الوسيلة المهمَّة لنشر العلم وتدريسه(29)، وهذا ما قام به الملك الأشرف حيث ابتنى المدرسة (الأشرفية) أو مدرسة السلطان الملك الأشرف “الأول” في حافة الملح من حي الحميراء في مغربة تعز(30)، وقد أجرى لها الأشرف الماء من جبل صبر، وجعل فيها بركه للماء، وخصصها لتدريس المذهب الشافعي، ويذكر بامخرمة في هذا الصدد أن بانيها رتب فيها “إماماً ومؤذناً وقيماً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن، ومدرساً للفقه الشافعي وجماعة من الطلبة، وأوقف على الجميع ما يقوم بالكفاية”(31)، وأول من دَرَّس بها الفقيه أبو العباس أحمد بن عبد الدايم بن علي الصفي الميموني الشافعي الملقب بشهاب الدين(ت707ه/1307م)(32)، وكان معلمًا لأحد أبناء الأشرف الأول، فلما ابتنى الأشرف مدرسته، رتبه فيها مدرساً، وكان الأشرف دائم العناية به “يتفقده ولا يغفل عنه”، فلما توفى الأشرف أشار عليه بعض أصحابه بترك التدريس بالأشرفية لضعف وقفها والانتقال إلى غيرها من المدارس التي خصص لها وقف جامل، فرفض ما عرضوه عليه وقال “لا أغير صحبة الأشرف حيًّا ولا ميتًا” وظل على التدريس بالأشرفية حتى توفى في التاريخ المذكور، ودرس فيها أيضًا، أبو عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن محمود بن أبي المعالي النزاري نسبًا، الصبري بلدًا (ت742ه/ 1342م)(33).

3- اهتمامه بالإفتاء والتأليف.

ذكر الخزرجي بأنَّ الأشرف أفتى، وألف في عشرة علوم، وكان يحب العلم والعلماء، ويقدر الفقهاء ويجالسهم، ألف الكثير من الكتب والمصنفات في عدة علوم، حيث ألف في الطب والعقاقير الطبية وصنف في البيطرة والزراعة والتاريخ والأنساب وغيرها(34)، ومن هذه المؤلفات ما يلي:

أ‌- طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب في ذكر العرب وقبائلها وأنساب بني أمية، وبني العباس، ثمَّ أنساب بني رسول، وسائر قبائل اليمن من معاصري المؤلف، قال في المقدمة “هذا مختصر في علم الأنساب يسهل حفظه على أولي الألباب، محتوٍ على أصول أنساب العرب، مقرب حفظها لأولي الطلب، مضافاً إليه نسب النبي المختار مشفوعُا بصحابته الأبرار، نبهنا على أوصلهم نسبًا وأقربهم منه سببًا، ثم تلوناه بالخلفاء بني أمية وبني العباس ثم بني رسول”. 

ب‌- الأبدال لما علم الحال في الأدوية والعقاقير، قال في مقدمته “وبعد هذا الكتاب جمعت فيه ما وجدت من الأدوية المفردة في الطب إذا كان شيء منها عند الحاجة قد يعلم فيبدل عند ما قالت العلماء إنه بدله أو قريب منه أو في درجته، وألفته على حروف المعجم(35).

 ت‌- الإسطرلاب. 

ث‌- الجامع في الطب، ورد ذكره في رسالة بعثها والده الملك المظفر إلى الظاهر بيبرس. 

ج‌- التفاحة في علم الفلاح، وقيل ملح الملاحة في معرفة الفلاحة، قال عنه الأكوع: “أحسن من وضع في علم الفلاحة فيما أطلعت عليه، كتباً نافعة الملوكُ الغسانيون آل رسول الذين عمروا اليمن وخلفوا ذكراً حسناً منها كتاب، التفاحة في علم الفلاح”(36)

ح‌- تحفة الآداب في التواريخ والأنساب. 

خ‌- الإشارة في العبارة في علم تعبير الرؤيا، وله عدة تصانيف في فنون كثيرة، أكثرها في الطب(37).

4- اهتمامه بأمور الرعية:

كان الأشرف ملكاً فاضلاً، عادلاً عاقلاً، وَرِعاً، مُهَاباً، أديباً، حسن السيرة، محبوباً بين الناس، كثير التسامح، رؤوفاً بالرعية، وعطوفاً عليهم، أعفاهم من دفع الزكاة حينما ضاقت أحوالهم، وفسدت محاصيلهم بسبب القحط والجراد(38).

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية2 الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

رابعاً: الملك المؤيد داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول.

ولادته:

ولد في مدينة الجند بالقرب من مدينة تعز سنة662ه/1268م، وتولى الملك سنة 698ه/1296م، بعد وفاة أخيه الملك الأشرف (الأول) عمر بن يوسف، كان الملك المؤَيد عاقلاً شجاعاً مقداماً شهماً جواداً كريماً، عالي الهمة وشريف النفس، وفي هذا المقام سأتناول شيئاً من جهوده العلمية والدعوية وذلك فيما يلي:

1- اهتمامه بالعلم وتبجيله للعلماء

كان الملك المؤيد داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول مشاركاً في كثير من العلوم قد أخذ في كل فن، وشارك في كل علم، وكان يحفظ مقدمة طاهر بن بابشاذ، وكفاية المتحفظ في اللغة، والجمل للزجاجي، وأخذ التنبيه أيضاً لأبي إسحاق الشيرازي، وطالع الكتب المبسوطة في كل فن، وسمع الحديث النبوي من الشيوخ الموثوق بهم ممن علا سنده، وأجازه الشيخ الإمام المبجل أبو العباس أحمد بن محمد الطبري شيخ السنة بالحرم الشريف في البخاري، والترمذي، وناوله صحيح مسلم، وأجازه في باقي الأمهات على حكم روايته من الكتب التي سمعها، واستجازها، وما صنفه في كل فن وما وجد له، ومما يدل على تبجيل الملك المؤيد للعلماء، ومعرفته لقدرهم ومنزلتهم عندما هاجر الفقيه أبو العتيق أبو بكر بن محمد بن عمر الهزاز (ت707ه) من مدينة تعز بسبب إساءة بعض الولاة على جيرانه فخرج منها قصداً الحج،  فلقيه الملك المؤيد في المهجم وقد علم أسباب رحيله وما كان منه إلا أن تلطف به حتى رده إلى مدينة زبيد وتركه بها وأوصى واليها بعدم مخالفته، فكانت فرصة الفقيه أن أقام حدود الشرع وذلك بوضع حد للمنكرات، التي شكلت ظاهرة خطيرة بين أفراد المجتمع آنذاك، إذ تصدى لها بكل شدةٍ وحزم(39).

وقد أخذ الملك المؤيد العلم عن عدد من العلماء ومن أشهرهم ما يلي:

أ‌- محمد بن حسين الحضرمي (ت681ه/1282م)(40)، لازمه المؤيد فكان مؤدبه فأخذ عنه الخط والأدب 

ب‌- الفقيه أحمد بن علي ابن الجنيد (ت727ه/1326م)(41)، أخذ منه الفقه والأصول والنحو. 

ت‌- أحمد بن أبي الخير بن منصور الشماخي (ت729ه/1328م)، سمع منه سنن أبي داؤود. 

ث‌-  ومن شيوخه خارج اليمن محدث الحرم محب لدين الله الطبري، والذي أجازه برواية صحيح مسلم مناولة، ثم أجازه في باقي الأمهات على حكم روايته، كما أجازه إجازة عامة في رواية كافة مروياته ومصنفاته(42).

2- اهتمامه ببناء المدارس، وتحبيس الأوقاف عليها

كان الملك المؤيد مهتمًا ببناء المدارس كسابقيه من الرسوليين، فقد ابتنى عدد من المدارس الضخمة التي يدرس في جنباتها فنون العلوم وألوان الثقافة الإسلامية، ومن هذه المدارس:

أ‌- المدرسة المؤَيَّدِية(43)

تقع في غربي مَغْرَبَة تعز، وخص الملك المؤيد هذ المدرسة لتدريس المذهب الشافعي، وكذلك تدريس القراءات السبع، بالإضافة لعلم النحو، وعيّن فيها مدرسين لهذه العلوم ومعيدين لهم، بالإضافة لمعلم ومجموعة من الأيتام يعلمهم القرآن الكريم، وإمام ومؤذن، ووقف عليها من أحسن الأراضي في مِخلاف جعفر وبساتينها في وادي ظُبا والوَحْص، وقد اكتسبت هذه المدرسة شهرة فائقة، ووفد إليها الطلاب من أماكن شتى لتلقي العلوم، وقد تفقه بها جمع كثير(44)

ب‌- مدرسة أم عفيف، كانت في مدينة زبيد، لتدريس العلوم الإسلامية. 

ت‌-  المدرسة المظفرية الصغرى، ابتناها الملك المؤيد بطلب من ابنه المظفر حسن بن داود، وتسمى مدرسة المحاريب نسبة إلى الحيّ(45) الذي تقع فيه، وهو أحد أحياء مدينة تعز القديمة وكان يقع في الجانب الشرق منها، وكان يدرس فيها العلوم الشريعة(46).

3- اهتمامه ببناء المكتبات.

عندما ابتني الملك المؤيد المدرسة (المؤيدية) بنى لها مكتبة قيمة ضمت مجموعة من الكتبِ النفيسة في شتى العلوم.

وكانت لديه مكتبة نفيسة اشتملت على مئةِ ألف مجلد(47).

4- اهتمامه بالشَّعر والأدب:

كان الملك المؤيد أديباً وشاعراً، وله شعر جيد، ومن ذلك قوله:

خذ ما تراه ودع عنك الذي غابا

واقطع زمانك أفراحاً وأطرابا

 قالوا أتاك نذير بالمشيب فتب

أما قضيت من العصيان آرابا(48).

5- اهتمامه بالتأليف والتصنيف:

بما أنَّ الملك المؤيد قد أخذ من العلمِ حظًّاً أوفر، فقد ترجمه هذا العلم في مؤلفات عدة تشهد له بتضلعه في العلم، من مؤلفاته:

أ‌- مختصر كتاب الجمهرة في البيزرة، يقول عنه الخزرجي “أبان فيه مالم يبينه صاحب الكتاب من عمل التدقيق ووصل الجناح”. 

ب‌- نقولات من أشعار الجاهلية والمخضرمين والمولَّدين. 

ت‌- شرح طردته إلى أبي فراس شرحاً شافياً وهي التي أولها، ما العمر ما طالت به الدهور … العمر ما ثمَّ به السرورُ(49).

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية6 الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

خامسًا: علي بن داود بن يوسف الرسولي.

ولادته:

ولد الملك المجاهد في دار السلطنة بمدينة زبيد سنة 706ه/1206م.

1- اهتمامه بالعلم:

نشأ الملك علي بن داود نشأة علمية منذُ نعومة أظفاره، فبدأ بحفظ القرآن الكريم حتى ختمه، ثم حفظ كتاب التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي، وقرأ المنظومة والمصباح لابن مالك، وأخذ العلوم المختلفة على يد علماء وفقهاء عصره، ومن أبرز شيوخه:

أ‌- الفقيه أحمد بن عبد الرحمن الظفاري (ت729ه/1328م)(50)

ب‌- الفقيه عبد الباقي بن عبد المجيد اليمني (ت743ه/1342م)(51)، أخذ عنه علم النحو. 

ت‌- من شيوخه من خارج اليمن، الفقيه محمد بن أحمد الغساني الدمشقي(ت785ه/1383م)(52) أخذ عنه الفقه والأصول.

وصفه الخزرجي بأنه أعلم بني رسول، ويبدو أن الخزرجي نقل هذا الكلام عن اليافعي، دونما تمحص، وقد توقف الفاسي المكي في قبول هذه المقولة على إطلاقها حيث أشار إلى ذلك بقوله “وعندي في ذلك نظر، بالنسبة إلى جده المظفر”(53).

2- اهتمامه ببناء المساجد، وتحبيس الأوقاف عليها.

للمساجد أهمية عظيمة في ديننا الإسلامي الحنيف، وهذا هو الأمر الذي لم يغفله ملوك بني رسول الواحد تلو الاخر، ولقد قام الملك علي بن داود ببناء عدة مساجد منها:

أ‌- جامع ثعبات: فرغ من بنائه عام 734ه، وقد سعى السلطان إلى نشر العلم من خلاله فرتب فيه العلماء، واشتهر الجامع بشكل جعل طلاب العلم يسعون للوصول إليه والدراسة على العلماء المتواجدين فيه، وقد أوقف السلطان الأوقاف الجليلة عليه حتى قامت بكفاية المرتبين فيه والزائرين، وظهر الجامع كمنشأة علمية دعوية كبيرة، وقد مر على هذا الجامع علماء كبار أسهموا مساهمة كبيرة في نشر العلم والدعوة من خلاله، بل إن بعضهم يورث أبناءه التدريس فيه.

ب‌- جامع النويدرة: بناه في زبيد ورتب فيه إماماً وخطيباً ومؤذناً وقيماً ومعلماً وأَيتاماً يتعلمون القرآن، ونزاحاً للماء، ومدرساً للفقه وطلبة(54).

3- اهتمامه ببناء المدارس، وتحبيس الأوقاف عليه.

لقد قام الملك علي بن داود ببناء مدارس ضخمة، أشهرها:

أ‌- المدرسة المجاهدية: تقع في راحة الشريف في حَبِيْل المِجَلِّيَة، شرق مدينة تعز، وهي عبارة عن مجمع يضم، مدرسة وجامعًا، ورتب فيها الوظائف التي تحتاجها، فجعل فيها مدرساً للفقه، وشيخاً للحديث، وطلاباً يدرسون عليهم، ومعلماً يعلم بعض الأيتام القرآن الكريم، بالإضافة لإمام ومؤذن وخطيب، وقد خصَّ الملك المجاهد لهذه المدرسة الأوقاف التي تقوم بكفاية جميع المرتبين فيها، وحاجيات المدرسة، وقد بقيت هذه المدرسة تؤدي الدور المنوط بها إلى أواخر القرن التاسع الهجري، وممن درس في المدرسة المجاهدية، المحدث سليمان بن إبراهيم العلوي (ت825ه/1422م)(55).

ب‌- بنى مدرسة في مكة المكرمة سنة 740ه، في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام على فقهاء الشافعية، وتاريخ وقفها سنة 739ه، ووقف عليها وقفاً جيداً يقوم بكفاية الجميع(56).

4- اهتمامه بالشعر والأدب.

كان الملك علي بن داود أديباً لبيباً وشاعراً فصيحاً، فقد ذكر الخزرجي أن له ديوناً، ومن شعره: نلت أنا العز بأَطراف القنا … ليس بالعجز المعالي(57).

5- اهتمامه بالتأليف.

للملك علي بن داود، العديد من المؤلفات، منها:

أ‌- معين الفقيه. 

ب‌- كتاب في الخيل وصفاتها وأنواعها وبيطرتها. 

ت‌- الأقوال الكافية في الفصول الشافعية، قال فيه “أحببت أن أجمع مختصرًا أودعه ما أحاط به معرفة علمي ومعرفتي عياناً أو مباشرة”(58).

6- اهتمامه بأمور الرعية:

كان محبوبًا بين الرعية، محبًّا لهم، مشفقًا عليهم، وله في العدل والرفق بهم أوصاف حسنة وأفعال مستحسنة(59).

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية5 الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

سادساً: الملك الأفضل العباس بن علي بن داود بن يوسف الرسولي.

بيعته:

هو الملك الأفضل العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، سادس ملوك الدولة الرسولية، تولى الملك بعد وفاة والده الملك المجاهد سنة 764ه/1363م، وقد اتفق كبار الدولة على توليته الحكم لأنهم رأوا بأنه كان الأصلح للبلاد والعباد، فبايعهُ الحاضرون من الخاصة والعامة ووجوه أهل الدولة يومئذ، وسنذكر جانبًا من جهوده العلمية والدعوية وذلك فيما يلي:

1- اهتمامه بالعلم وتبجيله للعلماء.

كان الملك الأفضل الرسولي من الذين اقتدوا بالعلماء، ومشاركاً لهم، دقيق النظر في فنون العلم المختلفة، وتعاهد العلم طلبًا ورعاية، وكان من المبرزين في النحو والأدب والأنساب والتاريخ، أما درايته بالتواريخ فيبدوا أنه أخذها وجادةً، نظراً لنقول الواردة في مؤلفاته التاريخية(60)، أخذ العلم عن عدد من العلماء، من أبرزهم:

أ‌- الفقيه النحوي أحمد بن عثمان بن بصيبص (ت768ه/1366م)(61)، قرأ عليه النحو. 

ب‌- الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أسعد بن علي (ت769ه)(62).

2- اهتمامه ببناء المدارس، وتحبيس الأوقاف عليها.

كان الملك الأفضل الرسولي شديد الاهتمام ببناء المدارس، يعتبرها محطةً تعكس ثقافة الدولة ومدى اهتمامها بالعلم والتعليم ومن أبرز المدارس التي شيدها ما يلي:

أ‌- المدرسة الأفضلية: كانت في حَبيل المِجَلِّية شرق مدينة تَعِزّ، بجوار المدرسة (المجاهدية)، وذكر ابن الديبع في بغية المستفيد بقوله: “ليس لها نظير في البلاد”، ورتب في المدرسة المذكورة إماماً ومؤذناً وقيماً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن ومدرساً في الشرع الشريف ومعيداً وعشرة من الطلبة ومحدثاً ونقيباً وفقراء وطعاماً للفقراء الوردين فأوقف عليهم أطياناً ونخلاً وكروماً ورباعاً ما يقوم بكفاية الجميع منهم.

ب‌- ابتنى مدرسة في مكة المشرفة قبالة باب الكعبة المعظمة قال الفاسي: بالجانب الشرقي من المسجد الحرم على الفقهاء الشافعية(63)، وقفت قبل سنة سبعين وسبعمائة، ورتب فيها مدرساً ومعيداً وعشرة من الطلبة وإماماً ومؤَذناً وقيماً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن الكريم وأوقف عليها وقفاً جديداً، وله كثير من الآثار الحسنة والسير المستحسنة(64).

3- اهتمامه بالتأليف والتصنيف.

كان الملك الأفضل قد أخذ قسطاً كبيراً من العلم، ولم صلبَ عوده بالعلم توجه إلى التأليف والتصنيف، فخلفَ عددً من الكتب، منها:

أ‌- العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية، وهذا الكتب من أهم الكتب التي ألفها الملك الأفضل، ويعد مصدرًا مهمًّا من المصادر التاريخ اليمني بوجه خاص والتاريخ العربي الإسلامي بوجه عام. 

ب‌- نزهة العيون في تاريخ طوائف القرون، قال عنه الخزرجي في العقود اللؤلؤية: “لم يحذ على مثاله ولم ينسج على منواله وهو كتاب نافع جدّاً”. 

ت‌- نزهة الأبصار في اختصار كنز الأخيار، اختصر فيه المؤلف كتاب “كنز الأخيار” للشريف إدريس بن علي بن عبد الله الحمزي (ت714ه). ث‌- مختصر تاريخ ابن خلكان. 

ج‌- نزهة الظرفاء وتحفة الخلفاء، وهذا الكتاب عبارة عن رسالة في سياسة الدولة، رتبه المؤلف على ثلاثة أبواب: 

الباب الأول: في آداب خدمة الملوك وجلسائهم وعلمائهم. 

الباب الثاني: في آداب الملوك في أنفسهم وما يجب عليهم. 

الباب الثالث: فيما لا يسع الملوك والرؤساء جهله من أنواع العلوم. 

ح‌- بغية ذوي الهمم في أنساب العرب والعجم. 

خ‌- الوسائل في ألغاز المسائل، ويسمى “الألغاز الفقهية”. وتؤكد هذه المؤلفات القيمة التي اشتهر بها الملك الأفضل العباس من بين الملوك الرسوليين على غزارة علمه وعظيم ثقافته وحبه للعلم وللعلماء، ولعل هذا هو الذي دفعه إلى القيام ببناء المدارس والمساجد وتجهيزها بما تحتاج لتقوم بدورها خدمةً للعلم والتعلم(65).

4- اهتمامه بأمور الرعية.

كان الملك الأفضل من خيرة ملوك الدولة الرسولية، أقام العدل في مملكته، وأزال الظلم، وأرسى دعائم حكمه، وقضى على الفتن في جميع البلاد حتى أصبحت الدولة الرسولية تعيش في عهده العصر الذهبي(66).

العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية9 الجهود العلمية والدعوية لملوك الدولة الرسولية

سابعاً: الملك الأشرف (الثاني) إسماعيل ابن العباس.

ولادته وبيعته:

هو الملك الأشرف (الثاني) إسماعيل ابن العباس بن علي بن داوود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، سابع ملوك الدولة الرسولية، ولد سنة 761ه/1360م، وتولى الحكم بعد وفاة والده الملك الأفضل سنة 778ه/1376م، بايعه العلماء وكبار الدولة وعامة الناس، وسنذكر جانباً من جهوده العلمية والدعوية وذلك فيما يلي:

1- اهتمامه بالعلم وتبجيله للعلماء.

كان الملك الأشرف ملكاً حازماً ذو سيرة محمودة، مشاركاً في علوم مختلفة، برع في الكثير منها، يقرب العلماء منه ويجلهم، ويكرم الغرباء، شارك في علوم جمة، وكان يحب جمع الكتب، يذكر المؤرخ الخزرجي في كتابه “العقود”، بأن الملك الأشرف كان ملكاً أديباً ظريفاً، حسن السيرة، ليس له مثيل في عصره، فقد كان عالماً جواداً كريماً، يقدر العلم وأهله، فقد كان أخذاً بنصيحة والده(ت778ه/1376م)، الذي قال: “ينبغي للملك أن يعتني بسائر العلم دقيقها وجليلها، ويعظم شأنها ويحث عليها(67)، وقد تلقى السلطان الأشراف الثاني العلم على كبار علماء عصره، ومن أبرزهم ما يلي:

أ‌- الفقيه علي بن عبد الله الشاوري (798ه/1395م)(68)، قرأ على يديه كتاب التنبيه في الفقه الشافعية. 

ب‌- عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد الشرجي(ت803ه/1400م)(69)، قرأ عليه السلطان عدة كتب منها مختصر الحسن بن عباد(70)، ومقدمة طاهر، واللمع لابن جني، والجمل للزجاجي، كما سمع صحيح البخاري عدة مرات على الإمام ابن المقرئ في قصره. 

ت‌- ومن أبرز شيوخه من الوافدين، القاضي مجد الدين الفيروز آبادي (ت817ه/1414م)، أخذ عنه صحيح البخاري سماعاً في مجلس الحديث المنعقد في زبيد في شهر رمضان سنة (798ه/1395م)(71).

2- محاربته للبدع والمحدثات.

في أيام الملك الأشرف أمر النساء بعدم اتباع الجنائز والنياحة على من مات، ويبدوا أن هذا الأمر كان متبع من قبل من بعض سلاطين بني رسول، والله أعلم(72).

3- اهتمامه ببناء المساجد.

اهتم الملك الأشرف (الثاني) ببناء المساجد، وقد سار في ذلك على سنة أبائه وأجداده، ومن أشهر المساجد التي شيدها(جامع المملاح)، يقع غرب باب سهام بجوار السور(73)، قرية على باب زبيد، وهو جامع فيه منارة طويلة، رتب فيه إماماً، ومؤذنين، ومعلماً، وأيتاماً يتعلمون القرآن الكريم، وخطيباً، ومدرساً على مذهب الإمام الشافعي ومعيداً، ومدرساً في الحديث النبوي، ومقرئاً في القراءات السبع، ومدرساً في النحو والأدب، ومدرساً في الفرائض(74).

4- اهتمامه ببناء المدارس، واقتناء الكتب، وتحبيس الأوقاف عليها.

كان الملك الأشرف (الثاني) مهتمًا ببناءِ المدارس، ويقوم برعايتها ويوفر لها احتياجاتها حتى تؤتي ثمارها، ومن أشهر المدارس التي شيدها (المدرسة الأشرفية الكبرى)، تقع في مدينة تعز، وتعد المدرسة الأشرفية الكبرى من أضخم المدارس في العصر الرسولي، فكانت تضم الكثير من التخصصات، كالفقه، والنحو، والأدب، والحديث، ورتب فيها إماماً ومؤذناً وقيماً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن ومدرساً على مذهب الإمام الشافعي ومعيداً وعدة من الطلبة ومدرساً للحديث الشريف، ومدرساً في النحو والأدب،  ووقف فيها عدة من الكتب النفائس في كل فن وأوقف عليها وعلى المرتبين فيها وقفاً جيداً يقوم بكفايتهم(75).

5- اهتمامه بالتأليف والتصنيف.

يتحدث السخاوي عن طريقة الملك الأشرف في التأليف فيقول: “إنه يقوم بكتابة أصول الكتاب الأولى ثم يدفعها إلى من يتمها ويهذبها فإذا عرضها عليه زاد فيها وما شَذَّ عَن مَقْصُوده حذفه وما وجده ناقصا أتمه”(76)، ووصف الخزرجي طريقة الملك الأشرف بأنه يضع وضعاً ويحد حدًّا ويأمر من يتم على ذلك الوضع(77).

له عدة مصنفات في مجالات العلوم المختلفة، وأهم هذه المؤلفات هي:

1- العسجد المسبوك والجوهر المحبوك في أخبار الخلفاء والملوك، تاريخ موسع في أخبار اليمن والبلاد الإسلامية عامة.

2- التاريخ: يقول عنه العيني إنه تاريخ حسن لطيف في تراجم معاصريه(78)

3- فاكهة الزمن ومفاكهة ذوي الآداب والفطن في أخبار من ملك اليمن، ويسمى أيضًا “مرآة الزمن في تخالف أخبار اليمن”. 

4- تاريخ اليمن من ظهور الإسلام إلى نحو سنة802ه.

كما تجدر الإشارة إلى أن ما ثبت في حق السلطان الأشرف في استعانته بالعلماء في التأليف لا ينبغي تعممه على كل من ألف وصنف من الملوك الرسوليين، إذ في التعميم غمط للحق، كما لو أنه ثبت في حق أحدهم هذا الأمر لاشتهر وانتشر وما سكت عنه مؤرخو العصر، وما قول الخزرجي ببعيد(79).

6- اهتمامه بأمور الرعية.

في عهد الملك الأشرف استقر أحوال الناس في عصره، حيث كان واسع الحلم، كثير العفو، متحرياً عن سفك الدماء إلا بحق، محبوباً عند الخاص والعام.

أما السلاطين بعد الأشرف الثاني فقد كانت لبعضهم مشاركات علمية، ومحاولات في التحصيل ومجالسة العلماء، بيد أنها لا ترتقي إلى سابقيهم المحاكين للعلماء في الاشتغال بالعلوم، ويبدوا أن هذا الأمر طبيعياً إزاء الظروف التي واجهتها الدولة آنذاك، وانشغال السلاطين بأمور الحكم ومواجهة الفتن(80).

ختامًا:

1. نخلص مما سبق إلى التوقف إزاء هذه الهمم العالية، والدأب الحثيث المتواصل في طلب العلم ومشاركة العلماء فيه من قبل سلاطين الدولة الرسولية، ولعل هذا يزيل الريب والتعجب عند الحديث عن رعاية هؤلاء السلاطين للعلم والعلماء والطلاب، والعناية بدور العلم، بل لا أبالغ إن وصفتهم بالملوك العلماء، ولهذا كانت رعايتهم للعلم والعلماء نابعة من دراية، وتفطن، بل رأوا أنها من واجبات السلطان، يقول في ذلك الملك الأفضل: “وينبغي للملك أن يعتني بسائر العلوم دقيقها وجليلها، ويعظم شأنها وشأن أهلها، ويحث عليها، فلم تَزَل الملوك قديماً وحديثاً تعتني بسائر العلوم، وتُناظرُ بين أربَابها في كل فنٍ من الفنون؛ سواءٌ أكان يتعلق به شيءٌ من الأحكام أم لا”، ومن المؤكد بأن اشتغال هؤلاء العلماء الملوك بالعلم لم يؤثر على أدائهم في الحكم، بل كانت علومهم وثقافتهم الواسعة من أهم عوامل نجاحهم في حكم البلاد وحمايتها وتطويرها وبنائها، كانوا قريبين من الرعية يعالجون قضاياهم ويخففون معاناتهم. 

2. إن ما قام به سلاطين الدولة من مناجزة العلماء في العلم والتأليف، ليس بدعاً في تاريخ الحضارة الإسلامية، فهناك العديد من الحكام الذين ضربوا بسهم وافر في العلم والتأليف، وازدانت بهم كتب التراجم على مر العصور. 

3. أدركوا ملوك الدولة الرسولية عِظام المسؤولية الملقة على عاتقهم في نشر الدعوة الإسلامية، فسلكوا شتى الأساليب والوسائل في نشرها، فقاموا ببناء المساجد، والمدارس في أنحاء دولتهم، وشجعوا على التأليف في فنون العلم المختلفة، واهتموا بتعين الخطباء، والواعظين، الذين اعتلوا المنابر يدعون إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. 

4. اهتمَّ ملوك الدولة الرسولية بحبس الأوقاف على المساجد، والمدارس، ودور الأيتام، وهو الأمر الذي أسهم في نشر الدعوة الإسلامية، واستمراريتها طيلة فترة حكمهم. بل إن بعضاً منها لايزالُ قائماً إلى يومنا هذا.

الهوامش:

  1. ( ) ينظر: العلماء الملوك: محمد علي العروسي، (ص45).
  2.  أصله من حكماء حرض، وقدم إلى عواجه، شهر عنه التصوف، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص364، الشرجي: طبقات الخواص، ص264. 
  3.   كان أحد فقهاء الشافعية، وهو من أوائل من شهر بالعلم في قرية عواجة، وأخذ عنه جمع من أبناء عصره، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص363، 364. 
  4. أحد فقهاء الشافعية المبرزين، برع في الحديث والفقه والاصول وعلوم اللغة، وزوال التدريس بالمدرسة الوزيرية بتعز، ينظر: الجندي: السلوك، ج1، ص460. 
  5.  أحد أعلام زبيد في علم الحديث، أخذ الحديث عن: علي بن محمد الموصلي، وارتحل إلى مكة والمدينة، وسمع الحديث من علمائها ومن أبرزهم، ابن أبي الصيف الزبيدي، كانت له مكانة عند المنصور وابنه المظفر، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص29-36، الخزرجي: العقود، ج1و ص130.
  6.  ينظر: جهود الدولة الرسولية في الدعوة إلى الله في بلاد اليمن: سامي منصور محمد سيف، (ص:196)، رسالة ماجستير، قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، سنة: 1439، 144.ه، غير مطبوعة. 
  7.  ينظر: المرجع السابق: نفس الصفحة. 
  8. هو يحي بن زَكَرِيَّا ابْن مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الله الكلالي الْحِمْيَرِي، كان فَقِيها فاضلاً، عَارِفًا بالفقه نقالا لَهُ توفّي على التدريس، ودرس بالمدرسة الْمَعْرُوفَة بالغرأبية من مغربة تعز، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، 110. 
  9.  ينظر: بامخرمة: ثغر عدن، ص179، السنيدي: المدارس اليمنية، ص80، جهود الدولة الرسولية في الدعوة إلى الله في بلاد اليمن: سامي منصور محمد سيف، (ص:196). 
  10. العقد الثمين، ج6، ص489. 
  11.  أحد أعلام تهامة في علوم اللغة العربية والنسب، مشاركاً في الفقه، وله تصانيف مشهورة في اللغة والأدب، منها البيان في النحو، والكافي في العروض والقوافي، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص261-263، كحالة: معجم المؤلفين، ج13، ص181. 
  12.  من فقهاء تهامة المعدودين، استوطن زبيد، وهو والد الامام إسماعيل، وكان يقرئ الفقه والحديث، فقصده الطلاب من أنحاء اليمن، الجندي: السلوك، ج2، ص115. 
  13.  القاضي فخر الدين الطبري المكي الشافعي، أخذ عن علماء الحرم، وسمع بحلب ودمشق ومصر ودخل اليمن واستوطن زبيد، وتوفى بها، ينظر: الفاسي: ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد، ج1، ص479، الفاسي: العقد الثمين، ج3، ص291-293. 
  14.  قيل إنَّ الفقيه أحمد بن على السرددي، أنكر على الحافظ المحب لدين الله الطبري، عدم ذكر للقاضي إسحاق بن أبي بكر الطبري، في مشيخة السلطان المظفر، مع ذكره لمن هو دونه في المرتبة، وأول الفاسي صنيع المحب لدين الله بقوله “ولعل الذي حمل المحب على عدم ذكره كونه لم يجز المظفر” غير أن سماع المظفر على القاضي إسحاق ذكره السرددي أحد شيوخ المظفر. ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:200).
  15.  هو أحمد بن عبد الله الطبري المكي، فقيه شافعي محدث، صاحب تصانيف عديدة في فنون متعددة، أخذ عنه جمع من علماء عصره، درس في المسجد الحرام وفي المدرسة المنصورية الرسولية بمكة، ينظر: الفاسي: العقد الثمين، ج3، ص61-62، ابن قاضي شهبة: طبقات الشافعية، ج2، ص162، الرفاعي: المحب لدين الله وأثره، ص83-107. 
  16.  الخزرجي: العقود، ج1، ص234، الذهبي: معجم الشيوخ، ج1، ص51. 
  17. ينظر: علي بن علي: الحياة العليمة في تعز، ص232، جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:202). 
  18.  ‌‌‌مدينة المَهْجَم: من المدن التاريخية الأثرية التي تقع في تهامة بمحافظة الحديدة، وتقع في وادي ‌‌‌سُرْدُدُ إلى شرق من مدينة ‌‌‌‌‌الزَّيدِيّةُ، يرجع تأسيس مدينة المهجم إلى قبل القرن الثالث الهجري. ينظر: معجم البلدان: ياقوت (5/ 229)، معجم البلدان والقبائل اليمنية: المقحفي، (2/1671). 
  19.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:201). 
  20.  ينظر الخزرجي: العقود اللؤلؤية، ج1، ص276، الشرجي: طبقات الخواص، ص212. 
  21.  العقود اللؤلؤية، ج1، ص234. 
  22. ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:202). 
  23.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:203). 
  24.  ينظر: الزركلي: الأعلام، ج8، ص243. 
  25.  ينظر: المرجع السابق: ج8، ص244. 
  26.  كان فقيهاً فاضلاً نحوياً لغوياً، وهو أول من درس في المدرسة النجمية بجبلة، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، 171، الأكوع: المدارس، ص68. 
  27.  أحد الفقهاء المبرزين، كان فقيهاً بارعاً عارفاً بالفروعِ والأصول، برعَ في علومٍ شتى، عرضت عليه مناصب الدَّولة فرفضها زهدًا فيها، أخذ عنه جمع من علماء عصره، ينظر: الخزرجي: العقود، ج1، 221-222، والجندي: السلوك، ج2، ص221. 
  28.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:204). 
  29.  ينظر: المرجع السابق: (ص:205). 
  30.  ينظر: الأكوع: المدارس، ص184. 
  31.  بامخرمة: ثغر عدن، ج2، 183. 
  32. كان فقيهاً، فاضلاً، ذاكراً للفقه، تفقه بداية على يد فقهاء تعز، ثم ارتحل إلى تهامة، ثم عادَ إلى تعز، وانتهت إليه رئاسة الفتوى في تعز، ونال من الملك الأشرف عمر بن يوسف مكانة جيدة لأنه كان أحد شيوخه، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص124، الخزرجي: العقود، ج1، ص309، الأكوع، المدارس، ص33. 
  33.  كان مُحققاً في الفقه، والنحو، واللغة، والحديث، والتفسير، والقراءات السبع، والفرائض، درّس في المدرسة الأشرفية في تعز، وناب في القضاء، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص134، الأكوع: المدارس، ص184. للمزيد عن هذه المدرسة الأشرفية. ينظر: الأكواع: المدارس، ص186-187.
  34.  ينظر: الخزرجي: العقد الفاخر، ج3، ص1635، الأكوع: المدارس، ص184. 
  35.  ينظر: الحبشي: حكام اليمن المؤلفون المجتهدون، ص117-118، الزركلي: الأعلام، ج5، ص69.
  36.  الأكوع: اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص73-74. 
  37.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:207). 
  38.   ينظر: المرجع السابق: (ص: 208). 
  39.   ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:209). 
  40.  أحد فقهاء الشافعية بزبيد، برع في الفقه والأدب، وأشتهر بجودة الخط، ينظر: الخزرجي: العقود، ج1، ص195، الجندي: السلوك، ج2، ص31. 
  41. كان فقيهاً أصولياً، تولى التدريس بالمدرسة الأسدية بتعز، وحظي بقرب السلطان المؤيد فناله خير كثير، ينظر: الجندي: السلوك، ج2، ص91-92، الأكوع: المدارس، ص139. 
  42.   ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:210). 
  43.  ذكر القاضي إسماعيل الأكوع أنَّ مكان هذه المدرسة معروف إلى اليوم، وتقع عند باب النصر خارج السور ما بين حصن القاهرة شرقاً، ونوبة (برج) السراجية غرباً. ينظر: الأكواع: المدارس، ص202. 
  44.  ينظر: الأكوع: المرجع السابق، ص203، جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:211). 
  45.  تقع في الشرق الجنوبي من تعز أسفل وادي المدام. 
  46.  ينظر: الأكوع: المرجع السابق، ص212، 
  47.  ينظر: الزركلي: الأعلام، ج2، ص336.
  48.  ينظر: ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:211). 
  49.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:212). 
  50.  فقيه فاضل، أصله من ظفار ثم قدم تعز، فلبث بها مدة ثم غادرها إلى زبيد وتوفى بها، ينظر: عبد الله العبادي، الحياة العلمية في مدينة زبيد، ص105. 
  51. فقيه، أديب، مؤرخ، غلب عليه علم الأدب أخذ عن علماء الحرم ولازمهم، وارتحل إلى مصر والشام، وأقام للتدريس بهما، له مصنفات عديدة، ينظر: الفاسي: العقد الثمين، ج5، ص321-324، ابن حجر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ج3، ص102-103. 
  52.  فقيه، شافعي محدث، مشاركاً في علوم أخرى، أصله من دمشق الشام، ودخل اليمن صحبة السلطان المجاهد سنة(742ه/1341م)، فأخذ عنه أهل اليمن، وولاه المجاهد القضاء العام، وبقي في رعاية السلاطين حتى وفاته، ينظر: ابن حجر: إنباء الغمر، ج2، ص150. 
  53.  الفاسي: العقد الثمين، ج6، ص173.
  54.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:214). 
  55.  هو الإمام العلامة الحافظ سليمان بن إبراهيم بن عمر بن علي العلوي الحنفي، شيخ شيوخ المحدثين في عصره قال عنه البريهي “وقد أثنى الفقهاء كافة، على الإمام سليمان على أنه لم يكن في اليمن أعلم منه في الحديث، وطرقه، ومتونه، ومعرفة رجاله. ينظر: البريهي: طبقات صلحاء اليمن، ص207. الأكوع: المدارس، ص224. 
  56.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:214). 
  57. الخزرجي: العقود، ج2، ص105 
  58.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:216). 
  59. ينظر: المرجع السابق: (ص:217). 
  60.  ينظر: الأفضل الرسولي: العباس بن علي: نزهة الظرفاء وتحفة الخلفاء، ص10. 
  61.  كان إمام الحفَّاظ وشرف النحاة وختام الأدباء انتهت إليه رياسة الأدب، وكان بارعاً في فهمه وله تصانيف مفيدة وأشعار جيدة شرح مقدمة ابن بابشاذ، واخترته المنية قبل تمامه وهو شرح جيد مفيد انتحل فيه الأسئلة الدقيقة وأجاب عنها بالأجوبة الحقيقة وهذب منهاجها ونشر مقاصدها، وأيضا، صاحب منظومة في العروض. ينظر: الخزرجي: العقود، ج2، ص118. 
  62.  هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أسعد بن علي بن منصور النظاري، حسن السيرة، كان كثير التلاوة، تتلمذ على يده الملك الأفضل الرسولي، توفي مبطوناً، ينظر: الأفضل الرسولي: العطايا السَّنيَّة، ص619. 
  63.  وهذا الأمر يدلُّ على أنَّ ملوك بني رسول قد اهتموا بنشر المذهب الشافعي، لأنه المذهب الذي تربوا عليه ودرجوا عليه. 
  64.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:218). 
  65. ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:220). 
  66.  ينظر: المرجع السابق: (ص:221). 
  67.  ينظر: الأفضل الرسولي: نزهة الظرفاء وتحفة الخلفاء، ص123. 
  68.  أحد فقهاء الشافعية بزبيد، كَانَ فَقِيها نبيها عَارِفًا متفنناً محققاً عَالماً بالأصول والْحَدِيث والقراءات والنحو واللغة وَالْعرُوض والفرائض، ولي التدريس ببعض المدارس، طلب للقضاء العام فامتنع. ينظر: الخزرجي: العقود اللؤلؤية، ج2، ص233، السيوطي: بغية الوعاة، ج2، ص173. 
  69.  أحد أعيان الحنفية بزبيد، برز في علم النحو والعربية، درّس ببعض المدارس في زبيد، وكان مقصد الرحلة للطلاب من أنحاء اليمن، له عدة تصانيف في النحو، نظم مُقَدّمَة ابْن بابشاذ، وَشرح ملحة الْإِعْرَاب، وَله مُقَدّمَة فِي علم النَّحْو، ينظر: الخزرجي العقود، ج2، ص257، ابن حجر: إنباء الغمر، ج2، ص121، السيوطي: بغية الوعاة، ج2، ص1.07، الشوكاني: البدر الطالع، ج1، ص142. 
  70.  مختصر في النحو من تصنيف الحسن بن إسحاق بن أبي عبد النحوي اليمني، وكان موضع اهتمام طلاب العلم في اليمن، (ت590تقربياً)، ينظر: ابن سمرة: فقهاء اليمن، ص114، القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، ج1، ص325. 
  71.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:223). 
  72.  ينظر: المرجع السابق: نفس الصفحة. 
  73.  جددت عمارته سنة 1350ه بعد اندثاره. ينظر: الحضرمي: زبيد مساجدها ومدارسها، ص79. 
  74.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:223). 
  75.  ينظر: المرجع السابق: نفس الصفحة. 
  76.  السخاوي: الضوء اللامع، ج2، ص299. 
  77.  الخزرجي: العقد الفاخر، ج2، ص527. 
  78.  ينظر: السخاوي: الضوء، ج2، ص299. 
  79.  ينظر: جهود الدولة الرسولية: سامي منصور، (ص:225). 
  80.  ينظر: المرجع السابق: (ص:223).

سامي منصور

سامي منصور محمد سيف حاصل على شهادة الليسانس من جامعة تعز، كلية الحقوق عام 2009م. حاصل علىٰ شهاد الماجستير بتقدير «ممتاز» مع مرتبة الشرف الأولى، من قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، كلية الدعوة وأصول الدين، بالجامعة الإسلامية. وعنوان رسالة الماجستير (جهود الدولة الرسولية في الدعوة إلىٰ الله في بلاد اليمن). باحث في مرحلة الدكتوراة، قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، الجامعة الإسلامية. لديه بعض الأبحاث العلمية والمقالات في العديد من المواقع المتخصصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى