د. شكيب الحمادي
أستاذ جامعي
استهلال:
نشأتُ في عائلةٍ صغيرة راعيًا للأغنام، ملامح قريتنا حديثة العمران باستثناء بعض المنازل القديمة، كنَّا نطلق عليها اسم ” دار”. ما أدهشني في طفولتي عدد المقابر وآثار الرُّفات، ثلاث مقابر كبيرة سعة الواحدة منها 270 قبرًا . ثمَّ علق في ذهني مبكرًا هذا السؤال:
من أين جاء هؤلاء الأموات وأين دورهم؟
ومن قتلهم، ولم؟
ولأني راعٍ ماهر , كانت لي طريقي ولأغنامي أيضًا، لقد شاهدت ما تبقى من منازل هدمت وآثار رفات لأموات، إنها قبورٌ بلا ملامح.
لقد ارتوت أرض اليمن بدماءِ الجائعين, كان التَّشريع للعنف واستباحة أموالهم, وأعراضهم أحد السمات الشخصية للفكْر الزَّيدي في اليمن.
هذا المقال يستعرض الشواهد التَّاريخية للفكر الزيدي والأثر الثقافي الذي أحدثه في اليمن.
مقدمة:
رسخَ في العقلِ العربي أنَّ اليمنَ موطنُ العربِ الأوائل، وفيه برزت حضارات سبأ وحمير سياسيًا.
انقسمت اليمن خلال العهد الإسلامي إلى قسمين: عهد “الولاة السلاطين” وعهد “الأئمة”. وفي مرحلة العهد العثماني انقسمت اليمن إلى عهدين: العهد “العثماني الأول”، والعهد “العثماني الثَّاني”، ثم انقسمت المدرسة الزيدية سياسيًا إلى فترتين: بيت شرف الدين، وبيت محمَّد بن القاسم، وفي عهد الحضارة اليمنية القديمة كانت الدولة اليمنية ذات طابعين: الرَّخاء والتَّمزق، وبهذا أصبح التمزق مأساة جماعية، تشتت فيها اليمانيون، فكانو مضْرب المثل لكلِّ تفرُّق ”تفرقوا أيدي سبأ“.
نشأت المدرسة الزيدية في بيئةِ صراع, ومن هذه البيئة تشكَّلت هويتها وتمددت جغرافيًا، في هذا المقال نستعرض التَّطور التَّاريخي للفكر الزَّيدي من خلال المصادر الأساسية لميلاد الفكر الزيدي ونشأته، ومن أهم هذه المصادر مؤلفات المؤسِّس، كما نستعرض مصادر أخرى نقلت صورة مختلفة للحالةِ اليمنية من الفترةِ نفسها إسهامًا في خلْقِ صورةٍ واضحةٍ للقارئ.
أولًا: مصادر الفكر الزَّيدي:
1. سِفْر[1] الإمام يحيى بن الحسين المتوفى سنة (298 هـ – 911 م), والملقب بالرَّسِّي.
تؤسِّس سيرة الرجل خلفية تاريخية هامة[2] وهي أهم مصادر الفكر الزيدي نظرًا لوفرة المعلومات التي يحتويها مرحلة نشأة الدولة الزَّيدية، إلا أنه ينقل جزءًا واحدًا من حياةِ المؤسِّس، في تأسيسِ الدولة الزيدية، وموقفه من القبائل المناوئة له، والصراع بين الزيدية والإسماعيلية والقبائل القريبة من ساحةِ الصراع في صنعاء.
2- سِفر الأحكام في الحلال والحرام.
ومؤلفها يحيى بن الحسين، ويعتبر هذا السِّفْر المصدر الأول في التشريع الزيدي، حيث يحتوي على العديدِ من الأحكام والمعاملات التي كان ينفذها يحيى بن الحسين في دولته النَّاشئة في اليمن.
ثانيًا: مصادر أخرى نقلت الوجة الآخر للدولة الزيدية وفكره السياسي:
1- الإكليل[3] لمؤلفه لسانُ اليمنِ الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني ويُعرف بابن الحائك, المتوفي سنة (334هـ ـ 945م)[4] وهو من أهمِّ مصادر تاريخ اليمن، حيث نقلَ لنا رؤية تختلف كثيرًا عن المصادر التي عرضناها سابقًا، ويقع هذا الكتاب في عشرة أجزاء، وصلت منها أربعة أجزاء، واندثرت الأخرى مع مؤلفاته.
يرى أنَّ الدولة الزيدية دخيلة على اليمن، وقد ذكر في كتابه “الإكليل” النِّزاع الذي دار مع قبائل خولان في القرْنين الثَّاني والثَّالث للهجرة.
2 –صفة جزيرة العرب: وهو أشهر مؤلفاته بعد الإكليل، ويحتوي معلومات جغرافية مهمَّة، عن بلدانِ اليمن، وقبائلها، وجبالها، ووديانها، وسهولها، وحصونها، وإنتاجها الزراعي والصناعي، وقد عُنيَ بضبطِ أسماء النَّواحي، وبطون القبائل، ونواحيها المختلفة.
3- الجوهرتين العتيقتين: للهمداني أيضًا وفيه استعرض النِّزاع بين الهادي، وأسعد بن أبي يعفر من أجل السيطرة على مناجم الفضة في وادي الرضراض[5]. وربما السبب في اختفاء كُتب ابن الحائك ”الهمداني” معارضته لنظام الحكم القائم في اليمن خلال فترة ظهور مذهب الإمام الهادي كدين ودولة في صعدة، حيث تقول الروايات بأنه مات مسجونًا في سجن الإمام النَّاصر أحد أبناء الهادي يحيى بن الحسين مؤسس الدولة الزيدية في صعدة[6].
4- تاريخ اليمن المسمى ”المفيد في تاريخ صنعاء و زبيد”: ومؤلفه نجم الدين أبي محمد عمارة ابن أبي الحسن الحكمي[7] اليمني المتوفى سنة (569 هـ ـ 1174م).
5- المفيد في أخبار زبيد: ومؤلفه جياش بن نجاح[8] أحد حكام دولة بني نجاح في تهامة المتوفي سنة (498 هـ ـ 1105م)، وهو من الكتب المفقودة، كما استقى عمارة الحكمي كثيرًا من الأحداث التي أوردها في كتابه، بحيث أصبح كتابه أساسًا لمعظم المعلومات التَّاريخية، وذكرها غيره من المتأخرين عنه مثل بامخرمة[9].
وخلاصة القول: إنَّ اليمن مخزون واسع وهو أكبر متحف مفتوح لدراسة تجارب الإنسان وتغييراته, فالصراع والسَّلام والمذاهب والجماعات والفرق والملل تنتشر وتتوسع في أرضه فهي حقل معرفي خصب لدراسة تجارب الإنسان وطموحه وتحولاته.
التطور التَّاريخي للفكر الزيدي
يعود تاريخ الفكر الزيدي في اليمن إلى إبراهيم بن موسى، حيث يذكر مؤرخو الزيدية بأنه قَدِمَ إلى اليمن كداعيةٍ، أمَّا مصادر التَّاريخ العام فوصفته بالجزار لكثرةِ الدِّماء التي انتهكها خلال حكمه.
تُشير بعض الروايات بأنَّ خروج الجزَّار إلى صنعاء كان بداية عام ٢٠٠هـ وكانت صنعاء تحت طاعة البيت العبَّاسي، لكن الوالي العبَّاسي لم يرغب في قتاله فغادر صنعاء إلى مكة. وبخروج الوالي العباسي صنعاء دخلت صنعاء في طاعة إبراهيم بن موسى الكاظم طواعية، وهذا ما أشار إليه المؤرخ الهمداني: “كان وصوله إلى صعدة على رأس المائتين من التَّاريخ“[10].
بعد وصوله إلى اليمن دخلت القبائل في طاعته، يقول الهمداني: “وانضمَّ إليه بنو فطيمة وهم قبائل خولان (صعدة)، لكنه ما لبث إلا أن نكَّل بزعمائها [11] وانضمَّ تحت لوائه الأبناء“[12].
كانت سياسة الجزَّار الدَّاعية قاسية حيث قام بهدم سد الخانق[13] في صعدة الذي يستخدم للري، وقضى على القبائل التي رفضت الدخول في طاعته، ونكل بالإكليليين الذين يميلون إلى الخلافة العباسية[14]. وكان يلقب بالجزار لكثرة ما قتل من اليمانيين واستولى على بلادهم[15].
تميز عهد المأمون بكثرة الولاة على اليمن، وكثرة الاضطرابات أيضًا، فقد أحصى الباحث عدد وُلاة المأمون على اليمن خلال حكمه خمسة عشر واليًا، منهم أربعة قادة خلعوا طاعة البيت العباسي، وبعضهم غادر اليمن طواعية، والبعض الآخر قُتلوا.
كما تميز هذا العهد بالنَّهضة العلمية، وانتشرت الفرق والجماعات الدينية المختلفة والتي رافقها طموح القادة العسكريين الساعين إلى الاستقلال، فظهرت إمارات في خراسان ونشأت الدولة الزيدية كقوة ثقافية وسياسية في اليمن الشمالي، وفي الغرب اليمني ظهرت دولة بني زياد على الساحل الغربي- البحر الأحمر- واتخذت من زبيد عاصمة سياسية وثقافية، أما القبيلة فكانت صنعاء والمناطق القريبة منها ميدان لتوسعها.
برزت قوتان في اليمن: الدولة الزيدية، والدولة الإسماعيلية, كما ظهرت زعامات قبلية لها طموح سياسي فتحالف بعضها مع الدولة الزيدية والبعض الآخر تحالف مع الدولة الإسماعيلية.
نشأة الدولة الزيدية :
الهادي هو المؤسس, وسبب خروجه إلى اليمن كما أشار الهمداني: “أنَّ وفدًا من خولان صعدة خرجوا إلى الهادي يحيى بن الحسين بالرَّس من أرض الحجاز لدعوته إلى اليمن، وساروا بصحبته، وكانوا خير عون له في تنظيم دولته[16].
أما عن الأحوال السياسية قبيل وصوله صعدة فكان بين قبائل خولان والإكليليين منازعات وحروب، وربما أنَّ دعوة قبيلة خولان ليحيى بن الحسين كانت كيْدية ونكاية بأبناء عمومتهم الذين يدينون بالولاء للعباسيين، والذين لا يرغبون أن يتولى أمر دينهم ودنياهم أحدًا من آل البيت[17].
نقد النَّص: من خلال التتبع التَّاريخي لمشهد الصراع يتضح أن:
– قبائل صعده غارقة في الجهل ودعوتهم للإمام يحيى بن الحسين ليس لأجل الحرب، وإنما للصُّلح ولما يتميز به الهادي من بلاغة, وأنَّ أول عمل قام به هو إصلاح ذات البيْن, بين القبائل المتصارعة، وأصبح خطيبًا وولى نفسه إمامًا[18] عليهم.
– أنَّ وصوله صعدة كان برفقة بضعة أشخاص وليس بقوة عسكرية. أي لم يكن بصحبة الهادي عند وصوله صعده إلا جموعًا قليلة.
ويؤيد ذلك أنَّ البيئة اليمنية آنذاك كانت خالية من المرشدين الدينيين وغياب مدارس التعليم والتنوير في المناطق اليمنية، وفي المقابل يوجد العشرات من الزعماء القبليين ورؤساء القبائل الذين لهم نفوذ سياسي في أغلبِ مناطق اليمن.
– إنَّ البيان الذي أعلنه الهادي يحيى بن الحسين لأتباعه في صعده “الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وأن يؤثر أتباعه على نفسه، فلا يتفضل عليهم وأن يُقدمهم عند العطاء قبله، وأن يتقدمهم عند لقاء عدوه وعدوهم، وشرط عليهم الطاعة ما أطاع الله فيهم[19].
نلاحظ أنَّ المرحلة الأولى من وصول الهادي يحيى بن الحسين صعدة كانت إصلاحية خالصة فاحتوى الخلافات بين النَّاس، وأصلح دينهم, فكان زعيمًا روحيًا ثم تحول إلى زعيمٍ سياسي بعد ذلك، والذي ساعده على هذا النفوذ السياسي في اليمن الشمالي موقف القبيلة اليمنية.
المرحلة الثانية: تتخلص في طموح المؤسس حيث كان للهادي تطلعات في التوسع نحو “بَرَط“ وهي منطقة تسكنها قبائل همدان حيث أصيب الهادي بسهم إلا أنه انتقم منهم[20] وعين عليهم رجلًا يقال له عبدالله من أهل نجران ليدير شؤنهم ويجبي عليهم زكاة العُشر حيث قدرها الهمداني بـ٥٠٠٠ فرق[21].
ويذكر مؤلف كتاب ”سيرة الهادي“، علي بن محمد بن عبيدالله العباس العلوي وكان شاهدًا لأحداث اليمن خلال حكم الإمام الهادي يحيى بن الحسين، حيث يقول: أنَّ أحد أسباب عصيان القبائل اليمنيه “حتى لا يتولى أمرهم الهادي فيأخذ منهم ما أوجب الله عليهم من الصدقات “[22].
”حتى لا يتولى أمرهم …”, كان هذا وصف واقعي لتمرد القبائل اليمنية على الهادي يحيى بن الحسين وكانت قبيلة همدان من طلائع القبائل التي عارضت دعوة الهادي الدينية ونفوذه السِّياسي.
وكان التَّوسع السياسي سببًا في الصراع خاصة عندما امتدَّ نفوذه إلى صنعاء، وبهذا وقفت القبيلة ضد مشروع دولة يحيى بن الحسين.
بدأت القبائل اليمنية بالتَّمرد على الدولة الزيدية الوليدة وظهرت بوادر هذا التمرد في نجران[23], ودارت مواجهات مسلحة بين الطرفين، أمَّا صعدة فكان زعيم الإكليليين على اتصال بسلطة بغداد لطلب النُّصرة[24].
ويذكر بعض المؤرخين أنَّ دخوله صنعاء كان في المحرم (٢٨٨هـ) وخطب الجمعة في جامعها الكبير[25] وبهذا نجح الهادي من بسط نفوذه على صنعاء وقام بدعوة النَّاس لمبايعته ونقش اسمه على الدراهم والدنانير[26] ودانت لحكمه أغلب مناطق اليمن.
موقف سلطة بغداد من نفوذ الهادي في اليمن
تجاهلت السُّلطات السياسية في بغداد مناشدة القبائل اليمنية, ولهذا يشير شاهد العيان بقوله ”أخلفَ ظنهم” وهو تعبير للحالة السياسية للقبيلة اليمنية التي عجزت عن صد نفوذ الهادي يحيى بن الحسين وغياب الوالي العباسي في صنعاء وربما سبب تجاهل بغداد لدعوة القبيلة اليمنية هو انشغالهم بالأوضاع الداخلية وترتيبها، لكن القبائل اليمنية استمرت بالتمرد على سلطات الهادي وأُسِرَ أحد أبنائه، فخرجت صنعاء عن طاعته، واستولت القبائل على ما فيها من أمتعة ودواب[27].
يتضح من خلال قراءة سيرة الهادي أنَّ الحرب كانت سجالًا بين القبيلة اليمنية ودولة الهادي يحيى بن الحسين وبهذا ساءت الأحوال الاقتصادية “وكان النَّاس في ضيقٍ من العيش وانقطاع الطريق“[28]، فقد أنهكت هذه الحرب أطراف النزاع فالطرق الوعرة, والجبال كانت عوامل طبيعية مساعدة لاستمرار الحرب، وبهذا فقد الهادي الكثير من رجاله وعلى رأسهم عامله في صنعاء وأحد أبنائه.
هذه الحروب أنهكت ميزانية الدولة الوليدة، فالجبايات وحدها لا تكفي لتغطية نفقات الحروب، وبهذا يشير الهمداني: ”أنَّ أسباب الحروب بين الهادي وأسعد بن يعفر كانت حول مناجم الفضة في وادي الرضراض”[29].
وبهذا اكتفى الهادي يحيى بن الحسين بإقامة دولته في الجزء الشمالي من اليمن حتى وفاته عام (٢٩٨هـ ٩١١م) أما عن دولته فقد استقرَّ بها الحال في صعدة حتى نجران .
المؤثرات الثقافية للدولة الزيدية على اليمن
هناك عدد من المؤثرات المشتركة أهمها المدرسة السُّنية – فقهًا – داخل البيت الزَّيْدي، حيث بلغ الجدل أوجه في القرن التَّاسع، وكان متنوعًا ومواكبًا للصراع السياسي وأهم رواده ابن الوزير, ففي كتابه “إيثار الحق على الخلق” وهي إشارة من المؤلف لنفي عصمة الأئمة واحتمال وقوعهم في الخطأ.
من هذا الخط انحدرت المدرسة الفقهية السُّنية داخل البيت الزيدي التي تجاوزت التقليد بنفيها عصمة الإمامية، كما ظهر كتاب ”العَلَم الشَّامخ في إيثار الحق على الآباء والمشائخ ”لصالح المقبلي” وهذا الكتاب كان أكثر جرأة من سابقيه، حيث تجاوز التقليد لدى رموز المدرسة الزيدية، ثم ظهر كتاب ”سبل السَّلام” للصنعاني، وهو إشارة منه أن اتباع الهَدْي النَّبوي هو طريق السَّلام. حيث عززت مؤلفات الشوكاني السُّنة النبوية وأصول الفقة ومن أهم مؤلفاته “نيْل الأوطار” كأشمل موسوعة نبوية، بالإضافة إلى كتابه “إرشاد الفحول في علم الأصول” وهو كتاب في أصول الفقه لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة بدلًا من المذهب. وأخيرًا الإمام محمَّد بن اسماعيل العمراني الذي أحيا أفكار قاضي القضاة “الشوكاني ليصبح أحد أهم روافد التراث اليمني الجامع في الاستنباط الشَّرعي”[30].
ھذا التَّباين عند الحركة العلمية الجديدة لا يمت إلى الزيدية بصلة[31]. أي أنها مدرسة فقهية سنية ومدرسة إصلاحية شكلت ظاھرة لم تكن قائمة من قبل.
وخلاصة القول: إنَّ الفكر الزيدي سياسيًا نجح في تمدُّده داخل جغرافيا اليمن, إلا أنه اصطدم بالإرثِ الثَّقيل للمدرسةِ الشَّافعية التي أعادت انتاجه ثقافيًا من خلالِ الفقه وأصوله.
سنتناول في مقالٍ قادم ملامح وطبيعة الصراع الصوفي و الزيدي.
هوامش:
- مجموعة رسائل الإمام الهادي تحتوي على الخطابات التي بعثها لأهلِ صنعاء، وجواب مسألة النُّبوة والإمامة، ودعوة الإمام الهادي أحمد بن يحيى بن زيد عندما عَزَمَ على الخروج إلى اليمن سنة (284هـ ـ 897 م)، وهذه الرسالة توضح نظرة الإمام الهادي تجاه الخلافة العباسية، وهي تعاني من حالة الضعف، فضلًا عن أنها تعطي فكرة عن آراء الهادي ومبرراته في الخروج على هذه الخلافة.
- مؤلفها علي بن محمد بن عبيد الله العباس العلوي، وقد قَـدِمَ أبوه محمد بن عبد الله إلى اليمن في صحبة الإمام الهادي (284 هـ – 897 م) وكان من كبار رجاله، فكان شاهد عيان، وسجل مشاهداته كمذكرات يومية للأحداث في صعدة ويطغى على هذا الكتاب الفضائل، والخوارق المنسوبة للهادي، ونجاحه في تأسيس الدولة الزيدية، وموقفه من القبائل التي عارضت قيام دولته والصراع بين الزيدية، والإسماعيلية، حول السِّيادة على صنعاء.
- كتاب الإكليل، لمؤلفه الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان بن عمرو بن الحارث الهمداني. يقع في ثمانية مجلدات، طبع منها مجلدان، وهما الأول و الثامن، أما باقي الأجزاء فهي مفقودة وقد أقرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بأن هذه المخطوطات تراث مفقود.
- خير الدين الزركلي، الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، جـ2 ، ص 179 .
- يقع منجم الرضراض في السَّفح الشمالي لجبل صلب في شِعْب يُسمى المجني في نهم، وهو عبارة عن منجم قديم للفضة، بدأت قصة الرضراض عندما ذكره “الهمداني” في كتابه” الجوهرتين العتيقتين من الذهب والفضة “، فقد ذكر أنَّ معدن الفضة في الرضراض لا نظير له، وقد قدم وصفًا بإسهاب عن المنطقة التي يقع فيها، وما تحتوي من أشجار ومصادر مياه والقبيلة التي يقع في أراضيها المنجم. وبالاعتماد على وصف ” الهمداني ” تمكنت البعثة الأثرية الفرنسية برئاسة ( كرسيتان روبان، ومجموعة من الجيولوجين الفرنسيين العاملين في اليمن من تحديد موقع المنجم، في جبل صلب في ” مديرية نهم ” والواقع في الوادي الفاصل بين منطقة نهم ويام ، ويبعد عن العاصمة صنعاء 40 كيلومترًا شرقًا.
- خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي، الاعلام : دار العلم للملايين : ط: 5 : 2002م جـ2 ،صـ 179 .
- عمارة بن علي بن زيدان الحكمي ، النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية ، المتوفى: 569هـ تحقيق : هرتويغ درنُبرغ ، مطبعة مَرْسَوْ بمدينة شالَوْن ، باريس : 1897م .
- هو صاحب اليمن وأبو أصحابه الملك أبو فاتك جياش بن نجاح الحبشي ، مولى حسين بن سلامة النوبي مولى آل زياد ملوك اليمن ، كان أبوه قد استولى على اليمن . محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، مؤسسة الرسالة ، ج 19 ، صـ 232 ، 2001م
- عبد الله بن عبد الله بن أحمد مخرمة، المتوفي947هـ، ، تاريخ ثغر عدن وتراجم علمائها، دار الجيل بيروت ، 1987م ، طـ2 .
- الإكليل، مرجع سابق ، جـ2 صـ 142.
- الاكليل مرجع سابق، ، صـ 326 .
- والأبناء: هم بقايا الجيش الفارسي الذين قدموا اليمن وسموا بذلك لان سيف بن ذي يزن قال هم أبنائي وقيل لأنهم تزاوجوا وأصبحوا أبناء وقد اختلطوا بالمجتمع .
- يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد بن علي ، غاية الأماني غاية الأماني في أخبار القطر اليماني، تحقيق : سعيد عبد الفتاح عاشور، دار الكتاب العربي ، مصر ، ١٩٦٨م جـ1، د.ت ، صـ 149.
- الإكليل ، مرجع سابق جـ1 ،ص 416 .
- ابن كثير، مرجع سابق، ج5 ،صـ 684
- سيرة الهادي، مرجع سابق ، جـ1 ، صـ 328.
- أحمد بن أحمد محمد المطاع، تاريخ اليمن الإسلامي، تحقيق: محمد عبدالله الحبشي، منشورات المدينة ، بيروت، ط١، ١٩٨٦م ، صـ 80.
- سيرة الهادي، مرجع سابق، صـ 42
- المرجع نفسه، صـ 48
- المرجع نفسه، صـ 84
- الفرق ثلاثة أصوع، ويسمى المكيال عند أهل اليمن . الهمداني، صفة جزيرة العرب ، صـ 311.
- سيرة الهادي، مرجع سابق، صـ 98
- المطاع، تاريخ اليمن الإسلامي، مرجع سابق، صـ 92 .
- سيرة الهادي، مرجع سابق، صـ 197
- محمد بن محمد زبارة، أئمة اليمن بالقرن الرابع عشر للهجرة، المطبعة السلفية ومكتباتها، القاهرة ، ١٩٥٥م . صـ 21
- سيرة الهادي، مرجع سابق، صـ 18
- سيرة الهادي، مرجع سابق، صـ 116
- عبدالعزيز قائد المسعودي، إشكالية الفكر الزيدي في اليمن المعاصر، مكتبة مدبولي ، ٢٠٠٨م ، نقلاً عن كتاب فاكهة الزمن، لابن رسول صـ 78 .
- الهمداني، الجوهرتين العتيقتين، مرجع سابق صـ 126 – 128 .
- اسماعيل الأكوع، الزیدیة نشأتھا ومعتقداتھا، ط٣ [ دمشق: دار الفكر، ١٩٩٧م ( ٣٧ – ٥١. ]
- المقالح، قراءة في فكر الزیدیة، مرجع سابق، صـ ٥٤.
لا أدري ما علاقة كتاب “الناسخ والمنسوخ” لعبدالله بن الحسين، بكتاب تاريخ الهادي؟