أدب

الأدب الإسلامي: وصراع القبول والرفض

هناك اليوم، في السَّاحة الأدبية والنقدية، وكذلك في الساحة الفكرية، نقاش حول (الأدب الإسلامي)، حول التسمية والاصطلاح والمفهوم. وهذا النقاش ليس محصورًا بين أنصار الأدب الإسلامي وبين خصومهم، بل نجده موجودًا داخل معسكر المؤيدين أنفسهم، بين متشدد وبين معتدل، بين داع إلى توسيع النَّظر والمرونة والتخفيف من طغيان الجانب العقدي في المفهوم، وبين متشبث بالمفهوم العقدي الرسالي، لا يتركه إلا في بعض الأمور الثانوية أو الشكلية التي لا تمس الجوهر.

طبعًا، ليس من شأني في هذا المقالة أن أخوض في تفصيلات هذه النقاشات والصراعات والجدالات القائمة بين مؤيدي الأدب الإسلامي وخصومهم، أو بين المؤيدين أنفسهم، لأن ذلك، في تقديري، لا يفيدنا في بحثنا شيئًا كثيرًا، فضلًا عن أنه لن ينتهي بنا إلى نتيجة ذات وزن، ما دام النقاش والجدال محصورًا في الجوانب النظرية والإيديولوجية، وما دام لكل طرف من الأطراف المشاركة في هذا النقاش والجدال دوافعه وقناعاته وأهدافه التي تفرض عليه أن يستمر في الحجاج والتَّدافع، وفي بعض الأحيان، أن يشتد في الخصام، لا يلين ولا يظهر ميلًا لاعتدال أو موقف وسط.

وما يمكن تسجيله في هذا الباب، وهو من المعطيات الثابتة التي لا سبيل إلى إنكارها أو التشكيك فيها، هو أنه لم يكن هناك أي اختلاف بين النُّقاد، ولا أي انقسام بين الباحثين والدارسين، في شأنِ اصطلاح أو تسمية (الأدب الإسلامي)، حينما كان مفهوم النعت الإسلامي مقصورًا على المفهوم الزَّمني المنقطع، الذي يحصر زمان الأدب الإسلامي بين زمان المخضرمين وزمان المحدثين، كما هو مشهور في التقسيم الذي وصلنا بخصوص العصور الأدبية[1].

وما تزال، إلى اليوم، كثير من جامعاتنا تدرس مادة (الأدب الإسلامي) بتحديد الفترة الزمنية في عصر صدر الإسلام، أي في عصر النبوة والخلافة الراشدة، وهناك من يجعل هذه الفترة تمتد لتشمل العصر الأموي.

لم يبدأ الخلاف والانقسام بين الأدباء والنُّقاد والدارسين المحدثين حول تسمية (الأدب الإسلامي) إلا بعد أن تجاوز مفهومُ العبارة/التسمية الدلالةَ الزَّمنية للعبارة، وأصبح يحيل على الإسلام، بما هو قرآن وسنة، وبما هو إيمان وشرائع والتزام ودعوة ونضال، وبما هو أحكام وواجبات وحقوق، والتزامات، وأخلاق، وآداب.

قبل الإعلان عن تأسيس (رابطة الأدب الإسلامي العالمية)، في سنة 1984، لم يكن هناك نقاش ذو بال حول (الأدب الإسلامي)، وإن كان هناك صراع إيديولوجي حاد وخصام فكري محتدم بين “الإسلاميين”، من جهة، وبين “اللادينيين”، بكل ألوانهم ومشاربهم وتوجهاتهم، من جهةٍ أخرى.

نعم، كانت هناك كتابات تظهر بين الحينِ والآخر، وخاصة في شكل مقالات ودراسات قصيرة، في بعض الجرائد والمجلات، تناقش موضوع إسلامية الأدب وموضوع الإسلام والفن بصفة عامة[2]، في ظروف سياسية واجتماعية كان يطغى فيها الصوت “اللاديني” المناوئ للإسلاميين، تتقدمهم حركة (الإخوان المسلمون)، في مصر وخارجها.

لكن حدة الاعتراض على (الأدب الإسلامي) ستزداد- بل سيصبح الرفض والاعتراض والاتهام الأصل والمقصد في مواقف الخصوم اللادينيين- حينما ستتحول الأماني والرغبات المتعلقة بالأدب هو الإسلامي من مجرد مقالات في ثنايا بعض المنشورات ذات الانتشار المحدود، ومن مجرد خطابات وطموحات يعبر عنها في بعض المحافل واللقاءات، إلى رابطة عالمية، لها أهدافها ومبادئها، وإلى منظمة إسلامية لها قانونها الأساسي، ولها هيئات ومجالس ومكاتب، محلية ومركزية، للتشاور والتداول والتقرير، وإلى منبر مسموع وآليات إدارية وإعلامية للدعوة وللتواصل والنشر على نطاق واسع.

يقول الدكتور حسن الأمراني، في التقديم الذي كتبه، في شتنبر 1991م// ربيع الأول 1412هـ[3]، لـ(دليل مكتبة الأدب الإسلامي في العصر الحديث)، الذي أعده الدكتور عبد الباسط بدر: “في أقل من عشرين سنة، صار للأدب الإسلامي مريدوه، كتابًا وجمهورًا، ووجد طريقه إلى القلوب، وصار، في نظر الخصوم، يمثل-على الأقل- ظاهرة أدبية من الصعب تجاهلها.

وتوالت الكتابة في الأدب الإسلامي، إبداعًا ودراسة، وظهرت لأول مرة- مجلات متخصصة للأدب الإسلامي، فظهرت (المشكاة) بالمغرب، ثم تبعها ملحق (الأدب الإسلامي) بالهند، ثمَّ مجلة (الأدب الإسلامي) في تركيا، وبدأت تتحقق عالمية هذا الأدب عموديًا وأفقيًا، ودخل الأدب الإسلامي الجامعات، وأصبحت تنجز بحوث ورسائل وأطروحات تتناول هذا الأدب، مما جعل وجود دليل لمكتبة الأدب الإسلامي ضرورة ملحة”[4].

إذن، الأدب الإسلامي، بعد تجربة سنوات من التنظير والإبداع والنقد والنشر، بات، في عين خصومه، في أضعف التقديرات، “ظاهرة أدبية يصعبُ تجاهلها”، بعد أن كان وجوده في الستينيات والسبعينيات، وكذلك بعض سنوات الثمانينيات، من القرن الماضي، لا يتعدى حدود الأماني والكتابات الإنشائية الطامعة الطامحة.

16 الأدب الإسلامي: وصراع القبول والرفض

فيم الخصام والجدال؟

يمكن تصنيف الرَّافضين للأدب الإسلامي، كليًا أو جزئيًا، إلى فريقين: الرافضين من منطلق إيديولوجي لاديني، يغلب عليه التطرف في كثيرٍ من الأحيان، والرَّافضين بدافع يغلب عليه الجانب الأدبي النقدي الفني، أي أنهم لا يرفضون من أجل الرفض، كما هو حال أصحاب الإيديولوجيا اللادينية، وإنما يقدمون بين يدي رفضهم تعليلات وتفسيرات ومبررات تمتُّ بسبب إلى الأدب ونقده.

رفض إيديولوجي لاديني

الملاحظ على هذا الصنف من الرافضين أن آراءهم في موضوع الأدب الإسلامي لا نجدها إلا كلمة هنا وهناك، وتصريحات مقتضبة مبعثرة في هذا الحوار أو ذاك، وإشارات مختصرة مبثوثة في كلام على هامش لقاء، أو في مقالة مضمومة إلى مقالات أخرى في هذا المنشور أو ذاك المطبوع.

وهذه الصورة التي تظهر بها آراء هؤلاء الرافضين إنما هي، في تقديري، دليل على أنها آراء لا تستند إلى أساس نقدي علمي قائم على البحث والتحري والتتبع والاهتمام، وأن أصحابها لم يكلفوا أنفسهم أن يعرفوا حقيقة الموضوع الذي يحكمون فيه، ولا أن يقرأوا أدبيات هذا الخصم الذي ليس له عندهم إلا الرفض والاتهام والإنكار.

وقد يتعذر على الباحث أن يجد لهؤلاء دراسة جادة منشورة، تعتمد قواعد البحث الأكاديمي، أو كتابًا مطبوعًا ينم عن مجهود معتبر في البحث والنقاش والحجاج [5]، وإنما الأمر، باختصار، كلام إنشائي ملقى على عواهنه، تحكمه العداوة الإيديولوجية العمياء، وتستدعيه أهداف لا علاقة لها بالأدب والنقد، ولا بالحوارات الفكرية الجادة، والنقاشات الفنية المعقولة المقبولة.

هذا هو حال المعترضين على (الأدب الإسلامي)، لأسباب إيديولوجية؛ فهم، في غالبيتهم، ينتمون إلى التيار اللاديني-وهو تيار يجمع الملحدين الأقحاح إلى جانب المسلمين المتذبذبين المتشككين والغافلين اللاهين ومن ثم فهم يرفضون هذا الأدب، لأنه يحيل على الدين، الذي يعتقدون-طبعًا بمنظارهم الإيديولوجي-أنه والفن ضدان متعاديان متنافران لا يلتقيان.

وفيما يلي مثال على مقالات هؤلاء الرافضين، التي لا علاقة لها بالبحث البناء، والنقد الموضوعي، والكلام المسؤول.

فهذا محمد بنیس، أحد أعلام “الحداثة”، الذين رفعهم الإعلام اللاديني إلى مصاف المشهورين- وأي شهرة؟ وأي حداثة؟ وأي إنتاج؟!! – يصف، في مقالة له بعنوان “أولياء بدون ولاية”، الدعوة إلى الأدب الإسلامي بأنها “حركة يؤلف أصحابها كتبًا يدعون فيها إلى أدب المؤمنين، تمييزًا له عن أدب الكافرين، المفسدين، المغضوب عليهم[6] “لاحظ الطّنْزَ والكلامَ اللامسؤول، ويسمي دعاة الأدب الإسلامي “أولياء بدون ولاية”[7]، “وهم من مظاهر المرحلة الحالية، في الثقافة العربية، التي تتخلى عن القيم الكبرى للحداثة”[8]، ويصف الدعوة إلى أدب إسلامي بأنها “رد فعل جاهل بالأدب، وبالأدب العربي، وبالثقافة العربية…”[9]، و “أنَّ أهل الأدب الإسلامي خارجون عن الأدب. وبخروجهم أعفونا من النقد والنقاش والسجال. إنهم من أهل اللاأدب”[10]. وينتهي، في آخر المقالة، إلى أن دعاة الأدب الإسلامي “جاؤوا إلى الثقافة العربية والأدب العربي من خارجهما. والذي يجعل من نفسه الأديب الإسلامي في العالم العربي ليس صديق الأدب، ولا صاحبه، ولا قريبه، ولا حليفه، ولا ناصحه. إنه من خارج الأدب يتكلم، جاهلًا بأسس ومعرفة، ونحن ساكتون”[11].

لاحظ، أولًا، هذه الجرأة في الحكم على الآخر، وهذا التعالم والأستاذية المزيّفة في النظر إلى مخالفيه ممن اختاروا غير اختياره، واجتهدوا في غير سبيله، واستندوا إلى غير مرجعيته وهواه. ولاحظ، ثانيًا، مستوى هذه اللغة والتعابير التي يصوغ بها ضغائنه وسخائم صدره، التي تنزل، في أحيان كثيرة، إلى مستوى الكلام الركيك.

سئل مرة عن الأدب الإسلامي فأجاب بأنه “دعوة إيديولوجية عمياء ومتعارضة مع جوهر الأدب”[12]. “رمتني بدائها وانسلّت”، مثلٌ عربيّ يُضرب لمن يسبق إلى تعيير خصمه بعيب هو أولى بأن يُعَيَّر به.

هل يعقل أن يصدر مثل هذا الجواب من رجل يزعم أنه “شاعر”، وأنه “منفتح”، وأنه من أهل العاطفة والذوق والوجدان؟

12 الأدب الإسلامي: وصراع القبول والرفض

وهذا مثال آخر من مقالة كاتب لاديني مغمور، لا يزال يسعى ويجتهد في السعي، ليصبحَ مشهورًا، على طريقة مثاله الأعلى، الذي لا يفتأ يدافع عنه، (أدونيس) وأمثاله من الملحدين المناضلين المحترفين.

اسم هذا الكاتب (محمد بودويك)، ولا عجب أن يكون مصنفًا في “الشُّعراء”، لأنَّ الشعر في هذا الزمان بات حمى مستباحًا لكل من هبَّ ودب، يدعيه هيُّ بنُ بيّ، وطامرُ بن طامر، وصَلْمعة بن قلْمعة، وأمثالهم من المجاهيل، ما دام الأمر فوضى، والباب مشرعًا يدخله كل من شاء، بلا قواعد، ولا مقاييس، ولا مفاهيم، ولا أهداف.

فعند هذا الرجل، “إضافةُ الأدب إلى “الإسلامي”، معناه تديينه، وإلباسه جبة الداعية، ووضع سبحة “النَّظم” والوعظ في يده، وقسره على أن يكون “بوقًا” زاعقا للدين، ومشروطًا -حتمًا-بالمناسباتية، ومنسلكًا-بإجمال- في العرض والطلب. من هنا، تفطن الأصمعي بنباهة الناقد الحصيف، إلى معاني هذه الحقائق، لما اعتبر أنَّ “الشعر شرٌّ بابه النَّكد إذا دخل باب الخير لانَ”…”[14].

وقال في موضع آخر من المقال: “تنبغي الإشارة إلى أنَّ “فرية” الأدب الإسلامي، نادى بها السيد قطب، ومصطفى صادق الرافعي في ماكتبوا ونظموا، ودبجوا. وتبعهم نجيب الكيلاني وغيره كثير، إلى أن طرحت الفكرة على بساط الجد والدعوة، والإيديولوجية العارية في منتصف القرن العشرين، فالتأم جمع الدعاة إلى هكذا “أدب”، فيما سموه بـ “رابطة الأدب الإسلامي العالمية”…”[15]

ويشهد هذا الكلام أن صاحبه لا يملك معلومات صحيحة عن الموضوع الذي يتكلم فيه، فكيف يمكن إصدار أحكام موضوعية ومنصفة استنادًا إلى معلومات غير صحيحة؟ وكيف يمكن بناء استنتاجات معتبرة ومقبولة على مقدمات مختلقة أو محرفة أو متخيلة؟ فهو يذكر هنا أن تأسيس (رابطة الأدب الإسلامي العالمي) كان في منتصف القرن العشرين، وهو خطأ يؤكد أنَّ صاحبه لا يعرف عن هذه الرابطة إلا التخرصات النَّاجمة عن التخيلات والأوهام والإشاعات، ولا علاقة لها بالبحث العلمي والتحري الموضوعي والقراءة الفاحصة الناقدة المتتبعة.

ويختم مقاله بقوله: “لا يوجد أدب إسلامي، ولا أدب مسيحي، ولا أدب يهودي، ولا بوذي، ويختم ولا زرادشتي… كدت أقول: بدأ الأدب وثنيًا وسيظل، أي “لا دينيًا”، وتلك ميزته وتفرده”[16].

وهذا بيت القصيد من كلامه: “بدأ الأدب وثنيًا وسيظل، أي “لا دينيًا”، وتلك ميزته وتفرده . “!!

وأختم هذه الأمثلة من مقالات الرفض الإيديولوجي المتطرف للأدب الإسلامي بمقتطف مما أجاب به سعيد عيوش حينما سئل عن التحفظ الذي كان منه، على تسمية الأدب الإسلامي في كتابه (نقد المركزية العقائدية في نظرية الأدب الإسلامي)؛ قال: “تصور أنَّ مائة سنة التي قضاها العرب في النهضة، وفي البحث عن وسائل النهوض بالأدب العربي، ولم يتوصلوا رغم ذلك إلى نظرية عربية محضة، نجد دعاة الإسلاموية [تأمل هذه الصياغة وما تختزنه من شحنات إيديولوجية] يتوصلون إلى نظرية في عقدين، تحت تسمية نظرية الأدب الإسلامي. هل هذا يسمى نظرية؟ هذه النظرية دون مرجعية، أتحدى أصحاب هذا التوجه أن يقدموا مرجعية أكاديمية أو جامعية، بل كل ما قاموا به مجرد تجميعات عقائدية، وأظن أنها دون المستوى الأكاديمي، بل تخدم توجهات إيديولوجيا وظرفية ومحددة”[17].

“التحدي”، و”تبريق العينين”، و”الجبهة” في الدفاع عن الباطل، فضلًا عن الفجور في الخصام، خصال ثابتة في سلوك معتنقي الإيديولوجية اللادينية المتطرفة.

هذا الصنف من الرافضين للأدب الإسلامي لا مجال معه للنقاش والحوار والتواصل، لأنه ينطلق من موقف إيديولوجي “عدمي” تجاه الإسلام وكل ما يتعلق به من معتقدات وتصورات، وأحكام، وأخلاق، وآداب. ويضم هذا الصنف أخلاطًا من الناس- من الملحد المناضل عن اعتقاد واقتناع إلى المسلم الغافل اللاهي المتبع عن تقليد وإمّعية-تجمعهم رابطة اللادينية والنضال الإلحادي، حيث لا يكتفي الملحد بإلحاده لنفسه، بل يسعى، بكل الطرق والوسائل والأدوات، بما فيها الاختلاق والتزوير والافتراء والرجم بالغيب، للطعن على الدين، والتشكيك في نيات المتدينين، والطعن على معتقدهم، وتناول مقالاتهم وسلوكاتهم ومساعيهم بالتشويه والاتهام.

فموقف هذا الصنف من المعترضين المناوئين لـ(الأدب الإسلامي)، في اعتقادي، بعيد أن يوصف بأنه رأي واجتهاد ونظر من زاوية مختلفة، وإنما هو رفض من أجل الرفض، وتشكيك واتهامات وتلفيقات من هنا وهناك، فضلًا عن لغة السخرية والتجريح البذيء.

15 الأدب الإسلامي: وصراع القبول والرفض

رفضٌ معلَّل في حوارٍ أدبي مثمر

أما الصنف الثاني من المعترضين على تسمية الأدب الإسلامي، فيشهد خطابه ولغته في النقاش والحجاج بأن الحوار والتفاعل والتواصل معه ممكن؛ لأنه لا يعترض ولا يرفض من منطلق إيديولوجي أعمى، ومن موقف لاديني جاحد، وإنما هو اعتراض قائم على اعتبارات، منها ما هو شرعي وتاريخي، ومنها ما هو أدبي ونقدي.

ويمكن أن أمثل لهذا الصنف بالأديب الباحث السعودي الدكتور (مرزوق بن صنيتان بن تنباك)، الذي حاور أنصار (الأدب الإسلامي) وناقشهم نقاشًا واسعًا وغنيًا ومفيدًا، عموما، وإن كان حادًا ومتحاملًا، في بعض الأحيان، في بعض ما قال وكتب في نقاشه، لكنه لم يجرح العواطف والمشاعر، أو يتطاول على المعتقدات والمقدسات، بل إنه ناقش واعترض ورفض من داخل الدائرة الإسلامية، اعتقادًا وأحكامًا وأخلاقًا، وتاريخًا وأدبًا ونقدًا.

وقد نتج عن حوار الدكتور بن تنباك مع الدكتور وليد قصَّاب، وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وأحد أعلام الأدب الإسلامي الحديث، مادةٌ أدبية نقدية مهمة نُشرت، باسم المتحاورين، في كتاب بعنوان “إشكالية الأدب الإسلامي”، ظهر في طبعته الأولى سنة 2009، عن دار الفكر بدمشق.

أذكر هنا أن تمثيلي بالدكتور مرزوق بن تنباك إنما هو للوقوف على نموذج من نماذج الحوارات الأدبية النقدية، التي اشتهرت، منذ تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، بين أنصار الأدب الإسلامية ومناوئيه.

وليس من غايات هذه المقالة أن تفصل فيما طرحه الخصوم المناوئون من شبهات واعتراضات وملاحظات وانتقادات على مقالات أنصار الأدب الإسلامي وكتاباتهم وتعليلاتهم وحججهم ومبرراتهم وتصوراتهم وسائر أشكال دفاعاتهم لتسويغ وجود نظرية في الأدب الإسلامي.

ليس من غايات هذا المقال أن يتحدث بتقصّ واستفاضة عن شبهات الرافضين المعترضين وما رد به المؤيدون المدافعون، لأن هذا الموضوع-أقصد شبهات الرافضين ورد المؤيدين عليها-قد كتب فيه الكثير، بين مختصر مركز ومطول مفصل، وهذه الكتابات منشورة وميسرة لكل طالب باحث ومتابع مهتم.

لكن الذي يجب تسجيله هنا هو أن أنصار الأدب الإسلامي قد كتبوا ما لا يحصى من المقالات دفاعًا عن اختيارهم، وشرحًا وتوضيحًا واحتجاجًا وتبريرًا لحق وجود كائن اسمه (الأدب الإسلامي)، ونشروا كذلك خلال ثلاثة عقود، العديد من الكتب والدراسات الأدبية والنقدية في مجالي التنظير والتطبيق، فضلًا عن الأبحاث والأطاريح الجامعية، في الاتجاه نفسه، منظرين ومدافعين ومُحاجّين، حتى ملوا من كثرة الرَّد؛ يقول الدكتور عبد القدوس أبو صالح، رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية[18]، في أحد حواراته الصحفية: “نحن مللنا من كثرة ما ردّدناه في وسائل الإعلام المختلفة حول التهم والشبهات التي أثارها معارضو الأدب الإسلامي…”[19].

أما خصومهم، فلا نعثر لهم إلا على آراء ومقالات مبعثرة هنا وهناك، لا تسعف الباحث في الوقوف على حقيقة آرائهم وحقيقة الأسس الأدبية والنقدية التي بنوا عليها اعتراضهم ورفضهم.

وقد أشرت، في الفقرة السَّابقة، إلى أنَّ أصحاب الموقف الإيديولوجي المتطرف ليس عندهم إزاء “فكرة” الأدب الإسلامي وأصحابها إلا الرفض القائم، في جوهره، على رفض الدين بما هو دعوة تشمل الوجود والإنسان والمجتمع، وبما هو عقائد وشرائع وأخلاق تخص الإنسان، في خاصة نفسه ودخيلة عواطفه وقناعاته، كما تخصه في علاقاته مع الناس، في مجتمعه، وفي العالم الذي يعيش فيه، كما تخصه في إيمانه وعمله، في معتقده الباطني وسلوكه الخارجي، في حاجاته الروحية والمادية، في شؤونه الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتربوية والفنية، أي في جميع مناحي وجوده الروحي والمادي، وجميع تجليات هذا الوجود في الدنيا حياة، وفي الآخرة بعد الممات.

قلت: لقد نشر أنصار الأدب الإسلامي، على الأقل منذ تأسيس الرابطة إلى اليوم، كما هائلًا من الكتابات، في الرد على دعاوى الخصوم وشبهاتهم وتخوفاتهم وانتقاداتهم، وقد تراوحت ردودهم بين المقالات الإنشائية القصيرة والبحوث الأكاديمية المتعمقة المستقصية المعتمدة على لوائح طويلة من المصادر والمراجع والشهادات والمقالات، لتفنيد مزاعم الخصوم، وتثبيت رؤيتهم وتقوية حجتهم.

ولستُ أشك في أنَّ الذين قرأوا هاته الكتابات وتابعوها، الواحدة تلو الأخرى، وتأملوها ووقفوا عندها بما تفرضه الدراسة الجادة والبحث الموضوعي، قبل إصدار أي حكم أو اتخاذ أي موقف، يمثلون قلة القلة، بل أكاد أزعم، بحكم ما وقفت عليه من كتاباتهم المنشورة، على ندرتها، أنهم يعدّون على رؤوس الأصابع.

وهذا هو المؤسف حقًا؛ أحكام ومواقف واتهامات بناء على ماذا، إن لم تكن بناء على تتبعٍ وبحثٍ واهتمام، وبناءً على قراءة علمية متأنية، وفحص علمي موضوعي؟ وأين الرافضون المعترضون من كل هذا؟ وأين هم من الدراسة العلمية والتتبع الموضوعي؟

وسيعرف قارئ هذه السطور، فيما سيأتي من الكلام، أني لا أقول هذا في حق رافضي الأدب الإسلامي ومناوئيه، لأني من أنصار هذا الأدب. كلا، أنا أقول ما أقوله في حق هؤلاء الرافضين الإيديولوجيين المتطرفين، لأني أرى ومقالاتهم وتصريحاتهم بين يدي-أن موقفهم لا علاقة له بالموضوعية والإنصاف، بل لا علاقة له أصلا بالعلم وقواعده وأخلاقه، والبحث، وأدواته، ومعاييره. إني أنتقدهم لهذا أساسًا، أما موقفي أنا من الأدب الإسلامي ومقالات أنصاره، فسيظهر، شيئًا فشيئًا، في أثناء كلامي في الفقرات اللاحقة هذا من الكتاب.

وأرجع، بعد هذا الاستطراد، إلى مثال الدكتور مرزوق بن تنباك. فهذا الباحث واحد من القلائل، الذين كتبوا ما كتبوا عن الأدب الإسلامي عن معرفة وتتبع وقراءة واعية فاحصة ناقدة، لا عن هوى إيديولوجي، أو عداء مبيت، أو عصبية عمياء.

لقد ذكرت أنه اشترك مع الدكتور وليد قصاب، أحد أعلام رابطة الأدب الإسلامي العالمية، في إصدار كتاب (إشكالية الأدب الإسلامي)، سنة 2009، الذي ضم دراسة لابن تنباك عرض فيها رأيه بشيء من التفصيل تجاه “مصطلح” الأدب الإسلامي، وعرضًا للدكتور وليد قصاب، يرد فيه على أبرز الانتقادات والشبهات والاعتراضات التي وردت في دراسة الدكتور بن تنباك.

ولا بد أن أذكر هنا أن مشاركة الدكتور بن تنباك في هذا الكتاب “الحواري” لم تكن المرة الأولى التي يكتب فيها بن تنباك في هذا الموضوع، لأن موقفه من “مصطلح” الأدب الإسلامي قديم، عبر عنه في مقالة مطولة نشرها في مجلة (الدارة) السعودية قبل صدور الكتاب المشرك مع الدكتور قصاب بحوالي سبع عشرة سنة.[20]

الدكتور بن تنباك، في كتاباته وحواراته، لا يرفض الأدب الإسلامي جملة وتفصيلًا، كما يفعل أصحاب الإيديولوجيا اللادينية المتطرفة، وإنما اعتراضه يتركز على التسمية/المصطلح؛ يقول في هذا المعنى: “الاعتراض كان على مبدأ تصنيف الأدب إلى إسلامي وغيره، وقد كان رأيي ينطلق هذا من المعنى(…)لم أنظر للمضمون، لأن المضمون في الأدب يعبر عنه في جملته وضمن المعنى العام. وقد وجدت المعاني والمضامين الإسلامية وغير الإسلامية منذ القدم، ولم يعترض النقاد على الاتجاهات أيا كان موضوعها، وإنما التصنيف هو موضوع الاعتراض(…)إنني لا أصادر حق المبدعين في مضامين الأدب ورسالته الإنسانية إن كان محتواه يحمل رؤية إسلامية. . . [21].

14 الأدب الإسلامي: وصراع القبول والرفض

يلخص لنا الدكتور بن تنباك، في الجزء الأول من كتاب (إشكالية الأدب الإسلامي)، أسباب رفضه لمصطلح الأدب الإسلامي في ثماني نقط:

الأولى: المصطلح خروج على كل ما أقرته الأمة الإسلامية وقبلته من فنون الآداب، ولم يكن للمصطلح مسوغ شرعي أو نقدي، ولم يعرف مثله في تاريخ الآداب الإنسانية والعربية والإسلامية.

الثانية: المصطلح يعلن الأسس الطائفية والمذهبية في الأدب، الأمر الذي لم يسبق مثله في كل العصور وفي كل الأمصار، ولا يمكن إقرار مثل هذه الطائفية الأدبية.

الثالثة: قتل ملكات الإبداع لدى الشباب بما يسمونه الالتزام، وتحديد أطر ضيقة للشعر والنثر لا يتجاوزها المبدع إلى غيرها من فنون الأدب كلها إلا ما يسمونه الاتجاه الإسلامي، وهو اتجاه يخصص شمول الإسلام برؤية ضيقة محدودة.

الرابعة: تضييق دائرة المباح أمام الناس، بينما القاعدة الشرعية تنصُّ على أنَّ الأصل في الأشياء كلها الإباحة.

الخامسة: حمل الناس على محامل الشك، وتلمس الأخطاء وتفسيرها بسوء الظن، وتصنيف عامة المسلمين في الحاضر والماضي إلى أصناف لا يقبلون منهم إلا صنفهم وحده.

السادسة: التشويش على الماضي الذي لا يوافق منهجهم، والتوجه إليه بالتزييف والتجريح مهما كان معناه، ومهما كان حظ قائله من العلم والفقه والتقوى.

السابعة: حمل الناس في الأدب والدين على رأي محافظ ضيق الأفق أحادي النظرة، شديد التزمت والانغلاق، بعيد عن سماحة الإسلام وسعة رحمته بالناس، والهوس النفسي بتزكية الرؤية الخاصة وعدها الصواب وغيرها الخطأ.

الثامنة: أثبتت التجربة الإبداعية عند أدباء هذا المنهج فشلها، وتحجر معانيها، وضعف قدرتها على القيام بأدنى درجات القبول الفني فيما قدموا من صور الإبداع الفني في الشعر والنثر.

لقد كان اعتراض الدكتور مرزوق بن تنباك على “مصطلح” (الأدب الإسلامي) قائمًا، أساسًا، على رفض تصنيف الأدب إلى أدب إسلامي وأدب غير إسلامي، حيث وصف هذا التصنيف بأنه بدعة، وأنَّ أصحابه يبنون رأيهم على تقديم النظرية على التطبيق، أي أنهم ينظّرون لأدب لما يوجد، على أمل أن يوجد مستقبلًا وفق الحدود المرسومة، والنظرية السَّابقة.

ومما له علاقة بتقدم النظرية على التطبيق موضوع “الالتزام” في الأدب؛ وهو موضوع، عند المعترضين على مصطلح (الأدب الإسلامي)، يحد للأديب حدودًا، ويفرض عليه الالتزام بها وعدم تعديها، وهو ما يخنق الإبداع، بل قل يضيق عليه واسعًا، ويحرم عليه مباحًا.

ومن انتقادات المعترضين على التسمية/المصطلح أنَّ خطاب أنصار المصطلح تغلب عليه العاطفة، وليس يستند إلى حجج قوية من الدين والتاريخ، والسلف، وقواعد الفن، والإبداع.

ومن هذه الانتقادات أن أنصار المصطلح ينجرون، في كثير من آرائهم، إلى الحكم على مطويات ضمائر السالفين والخالفين، وتصنيفهم، على ضوء المعايير التي وضعوها، وهي تصنيفات قد يكون فيها كثير من الرجم بالغيب، والتطاول والجرأة على الأعراض، والنبش في السرائر، والتشكيك في المقاصد والنيات المغيبة، فضلًا عما يكون في هذا التصنيف من تحقير وانتقاص لأقدار الناس.

ومما يأخذه المعترضون على مناصري مصطلح (الأدب الإسلامي) أنهم يردون الروايات التاريخية المتواترة، ويشككون في الأخبار التي تسير على غير هواهم، بل ومنهم من يرفض أو يشكك أو يتأول تأولًا بعيدًا، وبغير موجب قوي، ما أقره الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصحابته ومن سار على نهجهم من التابعين وأخبار سلف الأمة.

ويرى المعترضون أنه، في مجال التجريب والتطبيق والإنجاز الإبداعي، تبدو حصيلة الأدب الإسلامي، هزيلة في موازين الفن والإبداع، رغم مرور عقود على بداية التنظير، وبالتحديد منذ الإعلان عن تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمي سنة 1984.

في الجزء الثاني من الكتاب المشترك، ردّ للدكتور وليد قصاب على اعتراضات الدكتور بن تنباك، ومناقشة لأهم ما أورده من شبهات.[22]

الهوامش:

  1. تراجع الفقرة التي كتبتها عن “المفهوم الزمني المنقطع” للصفة الإسلامية في الفصل السابق. 
  2. من الكتابات التي ظهرت قبل تأسيس (رابطة الأدب الإسلامي
    العالمية) أذكر، على سبيل المثال، كتاب السيد قطب (النقد الأدبي أصوله ومناهجه)،
    وخاصة في طبعته المتأخرة، التي عرفت بعض الزيادات والتعديلات، مقارنة بالطبعة
    الأولى، وكتاب الأستاذ محمد قطب (منهج الفن الإسلامي)، وكتاب الدكتور نجيب
    الكيلاني (الإسلامية والمذاهب الأدبية)، وكتاب الدكتور عماد الدين خليل (في النقد
    الإسلامي المعاصر).

  3. كان يومها عضوًا بمجلس الأمناء برابطة الأدب الإسلامي العالمية.

  4.  دليل مكتبة الأدب الإسلامي في العصر الحديث، إعداد الدكتور عبد الباسط بدر، الجزء الأول، ص5-6.

  5. من الكتب القليلة المطبوعة التي وقفت عليها لهؤلاء الرافضين المتطرفين كتاب الدكتور سعيد علوش (نقد المركزية العقائدية في نظرية الأدب الإسلامي)، الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، بالرباط، 2002. وهو كتاب قائم، من أوله إلى آخره، على الاختلاق والتلفيق والاتهامات الباطلة والأحكام الجائرة المنحطة في حق الأدب الإسلامي ومؤيديه والمدافعين الكتاب والأدباء. كتاب يجري على لغة أقرب إلى السباب الدنيء وفجور السوقة والعوام في الخصام منها إلى لغة العلم والنقد والأمانة والموضوعية. كتاب، في تقديري، لا علاقة له بموضوع النقد والأدب، ولهذا لم أرد أن أثقل على القارئ بالوقوف عنده.

  6. الحداثة المعطوبة، ص124. وهذا الكتاب عبارة عن مقالات وخواطر وكتابات إنشائية، جمعت بالإكراه تحت عنوان “حداثي”، وطبعت في صورة كتاب، في رأيي وتقديري وتقويمي، لا ثرجى منه فائدة، بميزان الفن والأدب والنقد؛ وهل من فائدة في الهذر؟ وهل الثرثرة شيء غير اللغو والهباء؟

  7. نفسه.

  8. نفسه، ص125.

  9. نفسه، ص126.

  10. نفسه.

  11. نفسه، ص128.

  12. من حوار أجرته معه “طنجة الأدبية”، حاوره يونس إمغران، 12 أبريل2010. انظر الرابط التالي: http://ar.aladabia.net/article-3624

  13. (القدس العربي)، 12 أبريل2013، على الرابط التالي:  32842=http://www.alquds.co.uk/?p

  14. مقال بعنوان (الأدب والدين) منشور بالجريدة الإلكترونية المغربية (هسبريس)، بتاريخ 9 ماي 2018، على الرابط التالي:https://www.hespress.com/writers/390926.html

    وقد نقل السيد بودويك كلام الأصمعي محرفا؛ وأذكر هنا أن هناك روايتين مشهورتين لكلام الأصمعي، الأولى هي التي اعتمد عليها الكاتب، ونصها الأصلي، بلا تحريف: (الشعر نكد بابه الشر، فإذا دخل في الخير ضعف)، وهي رواية ابن قتيبة في (الشعر والشعراء)(ج1ص305)، والثانية هي رواية المرزباني في (الموشح)، وهي مختلفة في صياغتها ومضمونها عن رواية ابن قتيبة. وقد حقق الدكتور صالح أزوكاي في الروايتين، وانتقدهما، سندًا ومتنًا، بطريقة علمية موضوعية، وانتهى إلى ترجيح رواية المرزباني، التي لا يفهم منها قطعا ما نفهمه من رواية ابن قتيبة؛ وهذا نص رواية المرزباني: (حدثني عبد الله بن يحيى العسكري، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الصمد، قال: حدثنا الكراني، قال: حدثني العباس بن ميمون طابع، قال: حدثني الأصمعي، قال: طريق الشعر إذا أدخلته في باب الخير لان؛ ألا ترى أن حسان بن ثابت كان علا في الجاهلية والإسلام، فلما دخل شعره في باب الخير، من مراثي النبي صلى الله عليه وسلم وحمزة وجعفر رضوان الله عليهما وغيرهم، لان شعره. وطريق الشعر هو طريق شعر الفحول، مثل امرئ القيس، وزهير، والنابغة، من صفات الديار والرحل، والهجاء والمديح، والتشبيب بالنساء، وصفة الحمر والخيل والحروب والافتخار؛ فإذا أدخلته في باب الخير لان.”(ص71). 

    يمكن مراجعة بحث الدكتور أزوكاي، في موقع جريدة (المحجة)، على الرابط التالي:/ميزان-النقد/Almahajjafes.net/tag 

    هذا فيما يخص لفظ رواية كلام الأصمعي وصحة نسبة هذا الكلام إليه. أما الاستشهاد بالأصمعي، فهو استشهاد إيديولوجي لا علاقة له بالنقد الأدبي الفني، لأن الأصمعي كان مشهورا بأنه من رواة اللغة وغرائبها ونوادرها، وكان هواه-مثله مثل غالبية الرواة من جيله-مع القديم. قال الجاحظ: “طلبت علم الشعر عند الأصمعي فألفيته لا يعرف إلا غريبه…”(الكشف عن مساوئ شعر المتنبي، للصاحب بن عباد(إسماعيل بن عباد، ت 385هـ)، ص31). 

  15. نفسه.

  16.  نفسه.

  17. من حوار مع جريدة (الخبر) الجزائرية، في29 ماي 2014. يمكن الاطلاع على نص هذا الحوار على الرابط التالي: https://www.elkhabar.com/press/article/44513 موقع إلكتروني معطل 

  18.  الدكتور عبد القدوس أبو صالح من مواليد سوريا سنة 1932م. تولى، وما يزال، منصب رئيس تحرير مجلة (الأدب الإسلامي)، التي صدر عددها الأول سنة 1414هـ//1993م. وبعد وفاة الشيخ أبي الحسن الندوي، سنة 1421هـ//2000م، انتخب رئيسًا لرابطة الأدب الإسلامي العالمية..

  19. من حوار مع عبد القدوس أبو صالح، رئيس رابطة الأدب
    الإسلامية العالمية، منشور في موقع (لها أون لاين)، بتاريخ 27 جمادی الآخرة
    1429هـ//  02 يوليو 2008 على الرابط التالي:

    http://www.lahaonline.com/articles/view/14321.htm

  20. نشرت مقالته في مجلة (الدارة) الفصلية بعنوان “مصطلح الأدب الإسلامي”، في العدد الثالث، السنة الثامنة عشرة، ربيع الثاني/جمادى الأولى/جمادى الثانية، 1413هـ(1992م)، ص75-121.

  21. جريدة (الشرق الأوسط)، الملحق الثقافي، الاثنين، 17 رجب 1437هـ//25 أبريل 2016م.

  22. لقراءة التفاصيل عن عرض بن تنباك ورد الدكتور قصاب، يراجع كتاب (إشكالية الأدب الإسلامي). وقد رد أنصار (الأدب الإسلامي) على شبهات الرافضين واعتراضاتهم في كتابات كثيرة، منها مقالات وحوارات صحفية، ومنها كتب منشورة، ومنها أبحاث وأطروحات جامعية.

عبد العالي مجذوب

عبد العالي مجذوب/جامعة القاضي عياض/مراكش/المغرب الأقصى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى