أدب

المقامة التفسيرية

أَخبرَ مسلمُ بنُ عبدِ اللهِ قالَ: أصابتْ قلبي القساوة، ولمْ أعدْ أجدُ فيه للعبادةِ حلاوة، فلمْ أرَ لشفاءِ ما حلَّ به مِن داء، وكشفِ ما رانَ عليه من غشاء؛ إلا الفرارَ إلى المساجدِ التي تقامُ فيها حِلقُ الذِّكر، وتُداوى فيها أسقامُ القلبِ والفِكر.

فانطلقتُ إلى مسجدٍ جامعٍ بلا توان؛ رجاءَ أن أزيحَ عن فؤادي ما علاه من الرَّان، فولجتُ بيتَ الله، وصليتُ فيه ما شاءَ اللهُ، ثمّ يممتُ زاويةً في المسجدِ تُلقى فيها المواعظ، وتُعلَّمُ فيها الأحكامُ والفرائض، فرأيتُ شيخًا قد احتوشتْه عصبةٌ من السامعين، وأصغوا لحديثِه إصغاءَ الراغبين، فلما اقتربتُ من مجلسِ وعظِه، ولمْ يعدْ يخفى عليَّ رؤيةُ لفظه؛ إذا هو شيخُنا أبو الحارثِ الموسومِ بالتقوى والزهادة، والمشهورِ بالعلمِ والعبادة، فقلتُ لنفسي: خلا لكِ الجوُّ فبيضي واصفري، وادّكريْ ما شئتِ أن تدّكري.

فسلكتُ نفسي في سلكِ الجمعِ السامع، وأسلمتُ للشيخِ القلبَ والمسامع.

فصادفتُه وهو يفسِّرُ آياتٍ من القرآن، ويُملي عنها ما يعلمُ من الإيضاحِ والبيان، فسمعتُه وهو يسوقُ أسبابَ نزولِ الآيات، ويشرحُ غريبَ ما فيها من المفردات، ويُجيلُ علومَ العربيةِ على ألفاظِها الرفيعة، وتراكيبِها وأساليبِها الفذّةِ البديعة، ويُجلِّي لنا ما لها من عظمةِ الخِطاب،  ويبيِّنُ ما فيها من الأحكامِ الآداب، ويختمُ بذكرِ المعنى العامِّ للآيات، وما تُشيرُ إليه من الدروسِ والهدايات.

فسمعتُ ما يجلو غشاوةَ فؤادي، ويروي قلبيَ الصادي، وتملّكني في ذلك المجلسِ العَجبُ العُجاب، لما سمعتُ من أسرارِ آياتِ الكتاب، وجمالِها الفائقِ الذي يأخذُ بالقلوبِ والألباب، فكم نقرأُ القرآنَ مُكثرِين، ونمرُّ بآياتِه غيرَ متدبِّرين، وكم تخفى عنا من كتابِ اللهِ معالمُ العظمةِ والإبداع، ومخايلُ الأسرِ والإمتاع، وكم نُحرَمُ أثرَ القرآنِ في نفوسِنا، وزيادةَ الإيمانِ في قلوبِنا؛ بسببِ ضعفِ فَهمِنا لكتابِ ربِّنا، وغلبةِ الجهلِ علينا، وقلِّةِ بضاعتِنا في فسرِ آياتِ الذكرِ الحكيم، وإدراكِ مقاصدِ هذا المسطورِ الكريم.

ثم إن الشيخَ أردفَ مقالَه السابق، بهذا الإغراءِ الرائقِ فقال:

يا قُرّاءَ القرآن، وشُداةَ الحقِّ والإيمان، إن كتابَ اللهِ لا يكشفُ عن عظمتِه إلا علمُ التفسير، ولا يُبيِّنُ دقّةَ مسالكِه إلا نورُ السعةِ العلميةِ والتحرير، فهو العِلمُ الكفيلُ بشرحِ ألفاظِه ومعانيه، وتجليةِ مراداتِه ومراميه، وإحسانِ إيصالِ رسالتِه إلى البشرية، والتعريفِ الجليِّ بمُنزلِه ربِّ البريّة، فبمعرفةِ هذا الفنِّ الشريفِ تتضحُ السبيلُ للسالك، وتُعرفُ وجوهُ المعاطبِ والمهالك، وتُرى الجنةُ والنارُ رأيَ العين، وتُدرى حقيقةُ الدنيا قبل الحَين، ويتجذّرُ في القلوبِ اليقين، وتبسُقُ شجرةُ الإيمانِ حينًا بعد حِين، ويذهبُ عن العقولِ غبشُ الضلالة، وتنقشعُ عنها سحبُ الغفلةِ والجهالة.

quran المقامة التفسيرية

ثم أنشأ يقولُ-ممتدحًا علمَ التفسير-:

عِلمٌ له الفضلُ والتقديمُ والعَبقُ 

على العلومِ فكم يسمو ويأتلِقُ

ترنو إليه على الآفاقِ منفرداً 

يميسُ بالعزِّ لم يُدركْ له أُفُقُ

به انجلى قولُ ربِّ العرشِ وانكشفتْ 

أسرارُه وبدتْ من نورِه الطُرُقُ

ورفرفت في الرُّبى أعلامُ ما اكتنزتْ 

آيُ الكتابِ ومُدّتْ نحوَها الحدقُ

إنْ كنتَ تبغي الهدى فاسلكْ مسالكَهُ 

 فإنه النورُ للأفهامِ والأَلقُ.

قال الراوي: ثمّ إني رفعتُ يدي مستأذنًا للسؤال، فأذنَ لي من غيرِ إعراضٍ ولا إمهال.

فقلتُ: نرومُ أن تحدثَنا عن كتبِ التفسير، على جهةِ التدقيقِ والتحرير.

فقال: خذْ على سبيلِ المثال، وبه يتضحُ المقال:

البحرُ المحيطُ في التفسير،  لأبي حيانَ العالمِ النحرير، يجدُ راكبُ عبابِه بيانَ معاني الآيات، من علومٍ متعددات، غيرَ أنه غلبتْ عليه الصناعةُ النحوية، والإطنابُ في الحديثِ عن الجوانبِ اللغوية، وردُّ الآراءِ الزمخشريةِ الاعتزالية، فخذْ من البحرِ المحيط، الدُرَّ اللقيط، فإنّه الدرُُ المصون، من  علوم الكتابِ المكنون.

وللرازيِّ التفسيرُ الكبير، تفسيرٌ متداولٌ شهير، أتى فيه بالمستملَحِ العجيب، ولم يسلمْ من المستهجنِ الغريب؛ فأحيانًا نراه يبدعُ في التعليلاتِ، ويمتعُ في ابتكارِ الاستنباطات، ويُسهبُ في ذكرِ الأحكامِ والاختلافات، ويرجحُ ذاكراً بعضَ وجوهِ الترجيحات، ولكنه في أحيانٍ أخرى يخوضُ في العلومِ الرياضيةِ، والعلوم الفلسفية، والفلكية، ويوردُ الشبهاتِ عن أهلِها، ولكنّه يقصِّرُ في الجوابِ عنها وحلِّها. ومع الغثِّ الكثير، في التفسيرِ الكبير، إلا أنه فيه علمٌ غزير، وغوصٌ إلى دقائقَ تفسيرية،  وتعليلاتٍ علميةٍ لوذعية.

وللقرطبيِّ الجامعُ في أحكامِ القرآن، من يمّمَ محرابَه أدركَ ما فيه من الإجادة والإحسان، فهو تفسيرٌ فقهيٌّ جامع، وروضٌ علميٌّ ماتع، ساقَ فيه مسائلَ تلوَ مسائل، تحتوي على كثيرٍ من الفوائدِ والفضائل، من غيرِ غفلةٍ عن نكتةٍ لغوية، وفائدةٍ بلاغيةٍ أو نحوية، ولفتةٍ وعظية إيمانية، وهو مالكيُّ المذهب، غيرَ أنه إليه لا يتعصب، بل سلكَ فيه طريقةَ الإنصاف، عند ذكرِه المسائلَ والخلاف.

ولبرهانِ الدينِ البقاعيِّ: نظمُ الدُّرر، في تناسبِ الآياتِ والسور، كتابٌ في بيانِ المناسبات، بين السورِ والآيات، سلكَ فيه مؤلِّفُه طريقة مبتكرةً في التفسير، وذكرَ من أسراراً الآياتِ الشيءَ البديعَ الكثير، معتمداً في كثيرٍ من ذلك على التدبرِ وطول التفكير، وكثرةِ البحثِ والتنقير، غيرَ أنه لا يسلمُ في مواضعَ من التكلفِ، وسلوكِ طريقِ التعقيدِ والتعسف.

قال الراوي: أحسنَ اللهُ إليكم، وأسبلَ مزيدَ فضلِه عليكم، تعلمون ما في بعضِ كتبِ التفسيرِ من الجنوحِ إلى التأويل، والميلِ لدى بعضها إلى التحريفِ والتعطيل، ولا يميزُ ذلك إلا من له قدمٌ راسخةٌ في المعتقدِ الصحيح، ومعرفةٌ مشرقةٌ بالأقوالِ والترجيح، فبمَ تشيرون في كتبِ التفسيرِ على عامةِ المسلمين، وعلى الضعفاءِ في معرفةِ العقيدة بين المختلفين؛ ليرجعوا إليها، ويعتمدوا في بيانِ القرآن عليها، مما ليس فيه مزالقُ عقدية، وانحرافاتٌ علميةٌ منهجية؟

فقال: أحسنتَ في سؤالِ الاستعلام، وهاكَ الجوابَ على وجهِ النصيحةِ والإفهام.

إذا أردتَ ما طلبتَ فعليك بتفسيرِ الطبري: جامع البيان؛ فهو قمرُ السارين في تفسيرِ القرآن، ومؤلِّفُه شيخُ المفسرين، وأحسنُ من فسّرَ كتابَ الله من المتقدمين، وعلى كتابِه هذا اعتمادُ من جاءَ بعدَه من المتأخرين، مع سلامةِ منهجِه الاعتقادي، وصحةِ طريقِه الإرشادي، فهو على طريقِ السلفِ قد درج، وما على مسلكِهم قد حادَ وخرج، فقد أبدعَ في بيان الآيات، ولم يشبْ تفسيرَه بما فعلَه غيرُه في تأويلِ الصفات، والاعتمادِ على الإسرائيليات والموضوعات.

وإذا كان تفسيرُ الطبريِّ ممتدَ الغاية، بعيدةٌ عن القارئين فيه النهاية؛ لما ساقَه فيه من الأسانيدِ والروايات، وكثرةِ إيرادِ الأقوالِ والاختلافات؛ فعليك بتفسيرِ ابن كثيرٍ الذائعِ الصيت، فهو أولى ما به عُنيت، المسمى بتفسيرِ القرآنِ العظيم، فأعلامُه تخفقُ بالبيانِ الكريم، وتبرقُ راياتُه بالمنهجِ المستقيم، جاءَ على اختصارٍ بديع، وأسلوبٍ تفسيريٍّ رفيع، وتنقيحٍ وتحرير، وترجيحٍ بين الأقوالِ في التفسير، وقد أتى مصحوبًا بأحكامٍ حديثية، وفوائدَ شيّقةٍ علمية، ونصائحَ حسنةٍ إرشادية.

وقد اختصر من الطبري وأفاد، وزادَ عليه أشياءَ  فأجاد، فهو بهذا متدفّقُ السلسل، نقيُّ المنهل، يُعنى بالتحريرِ والترجيح، والتدقيقِ والتصحيح، وإن كان قد فوّتَ تفسيرَ بعضِ الألفاظِ والآيات، وساقَ بعضًا من المردودِ من الروايات، غيرَ أن ذلك لا يُعكِّرُ صفوَه، ولا يُعدُّ كبيرَ هفوة، توجبُ له عندَ القارئين الجفوة.

وإن أردتَ ثالثةَ الأثافي فيما تقصد، لتكونَ على ثلاثتِها تعتمد، فخذْ  للسعدي: تيسير الكريم الرحمن، في تفسير كلام المنان، فإنه قريبُ المادةِ إلى الأفهام، يفيدُ منه الخاصُّ والعام، مع عنايتِه بتقريرِ المعتقدِ السليم، ودعوتِه إلى سلوكِ النهجِ القويم، مع تفردِه بكثرةِ الفوائدِ المستنبطةِ من قصصِ القرآن، وردِّه المكذوبَ والضعيفَ في التفسيرِ في بعضِ الأحيان.

المقامة التفسيرية

قال الراوي: وماذا عن الزمخشريِّ في الكشاف، وما قيلَ فيه بين الناسِ من الاختلاف.

فقال: كتابُ: “الكشافُ عن حقائقِ التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل”؛ كتابٌ قد كثرَ فيه الكلام، واشتدَّ حولَه الخصام؛ بين غالين جعلوه نقيَّ الإهاب، سليمًا من النقصِ والعاب، معتقدين أنه لا عيبَ فيه إلا أنه في سماءِ البيانِ بدرُها المنير، وراقمُه أبو بجدتِها في الكشفِ والتفسير، وبين قالين عدّوه كتابَ ضلالٍ بإطلاق، ومهمهَ حيرةٍ  مظلمةً ليس فيها هدايةٌ وإشراق، فلا خيرَ فيه إلا أنه يلوي أعناقَ النصوصِ إلى مذهبِه الباطل، ويقذعُ في القولِ على مخالفِه في هذه المسائل، ويُسخِّرُ اتساعَه اللغوي، وذكاءَه الفطري، في تمريرِ معتقده الواهي في تفسير الآيات، فلا ينتبهُ له إلا ذوو العقولِ المشرقات.

والحقُّ وسطٌ بين الغلاةِ والجُفاة، الذين أضرموا حولَ الكشافِ نيرانَ المعاداة.

فنقولُ: إن كتابَ الكشافِ نسيجُ وحدِه في البلاغةِ والبيان، في بيانِ معاني آياتِ القرآن، وكشفِ ما يستكنُّ فيها من الأسرار البديعة، والتعبيراتِ العربيةِ العاليةِ الرفيعة، وكلُّ من جاءَ بعدَه فهو في هذا البابِ عالةٌ عليه، ومفتقرون في بيانِ ذلك إليه، ولا يُنكرُ ذلك إلا جاحد، ولا يهضمُه هذا الحقَّ إلا حاسدٌ حاقد.

غيرَ أنه حشاه باعتزالياتِه الكثيرة، وحملتِه على الخصومِ بجرأةٍ كبيرة، ولم يسلم أيضًا من الإكثارِ من إيرادِ الرواياتِ الضعيفةِ والموضوعة، وتبني بعضِ الأقوالِ الشاذةِ والموضوعة.

فهو مَعينٌ رقراقٌ لولا كدرُه، وأفقٌ تفسيريٌّ رحبٌ لولا قترُه، غيرَ أن بعضَ أهلِ العلمِ قد زبروا عليه حواشيَ متكاثرة، تبينُ انحرافاتِه الخفيةَ والظاهرة، فمن استنارَ بمصابيحها المشرقة، فليلجْ إلى هذه الروضةِ المونقة، ومن كان جاهلاً بالمعتقدِ الصحيحِ، غيرَ عارفٍ في التفسيرِ بين المرجوحِ والرجيح، فليعدِلْ عن هذا الكتابِ إلى سواه، وفيما ذكرنا قبلُ مطلوبُه ومبتغاه.

قال الراوي: فقلتُ: فهل في المتأخرين من المفسرين من أبدعَ في تفسيرِه، وأجادَ في تحريرِه وتنويرِه، وتقدّمَ في هذا الفنِّ على نظيرِه، وأتى من أضواءِ البيان، ما انجلتْ به آياتُ القرآن؛ لأننا نسمعُ من يقولُ: ما ترك المتقِّدمُ للمتأخر، وما يدركُ مِن شأوِ السابقِ المتعثر؟

فقال: إن فضلَ اللهِ لا يختصُّ بزمانٍ دونَ زمان، ولا يستقلٌّ به إنسانٌ دونَ إنسان، مهما تبدّل الأوان، وتغيّرَ المكان، فكم أربى الخالفُ على السالف، وزادَ الواكفُ على ما تقدّمه من واكف.

فهذا الشنقيطيُّ في أضوائِه، قد بزَّ فيه جميعَ نظرائِه، في تفسيرِ القرآنِ بالقرآن، وتأصيلِ القولِ التفسيريِّ بعلمِ الأصول، وبيانِ اعتضادِ المنقولِ بالمعقول، والترجيحِ بين الأقوالِ التفسيرية، بناءً على قواعدَ أصوليةٍ ولُغوية، وتحريرٍ بديعٍ لبعضِ المسائلِ الخلافية.

وذاك قَرِيعُ دَهْرِه، وَوَاحِدُ عَصْرِهِ في فنِّ التفسير، صاحبُ التحريرِ والتنوير، ابن عاشورٍ الذي سمى تفسيره:” تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسيرِ الكتاب المجيد، واختصرَ اسمَه بما تقدّم، ونافَ بتفسيرِه هذا وتقدّم.

فقد جاءَ في هذا السفرِ المسفرِ بعلمٍ غزير، وتنويرٍ وتحرير، فهو دائرةُ معارفَ ما أكثر ما فيها من العلوم، ودوحةٌ فيحاءُ، وروضةٌ غناءٌ للألبابِ والفهوم، يغوصُ في التفسيرِ إلى المعاني الدقيقة، ويسوقُ الحديثَ عنها بأساليبَ بديعةٍ رشيقة، فلا يدعُ آيةً إلا أروى الظامئ من بيانِ معانيِها، وتجليةِ مستورِها وخوافيها، قد عبَّ من علومِ العربيةِ حتى تزيّنَ تفسيرُه بأزهارِها، وتروّى من علومِ الشريعةِ حتى بدا ذلك في كشفِ أسرارِها، وله يدٌ طولى في علومٍ أخرى قد يستدعيها المقام، ويعتضدُ بالاستعانةِ بها تمامُ الكلام، لاسيما وكتابُه هذا قد نالَ حظًا وافراً من التحرير، وبقيَ أمداً على مسنِّ التروِّي والتفكير؛ حيثُ مكثَ في تأليفِه أربعينَ عاما، إلا أشهراً وأياما.

غيرَ أنه عملُ بشرٍ لا يسلمُ من النقصِ والخلل، ولا يبقى على أفقِ السلامةِ من الخطأِ والزلل.

ففيه تأويلاتٌ مردودات، وأقوالٌ ضعيفةٌ مرجوحات، وغيرُ ذلك مما يدركُه القارئ المتيقظ، والمتتبعُ المتحفّظ.

فأجزلَ اللهُ لمفسرينا الثوابَ الجليل، وغفرَ لهم الزللَ الكثيرَ والقليل.

قالَ الراوي: ثم أنهى أبو الحارثِ حديثَه ووقف، وكفّ قطرُه المتدفقُ بعدما وكف.

فجئتُ بعد هذا إليه، وسلمتُ بشوقٍ عليه، وودعتُه بالدعاء، ووعدتُه بتكرارِ اللقاء، وأبتُ إلى رحلي وقد انجلتْ قساوةُ الفؤاد، وتحلّى الحجا بأنوارِ المعرفةِ والإرشاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى