أدب

عجائب غربية

زمانٌ أُمطرتْ فيه العجائبْ

 وزادتْ في ملامحِه الغرائبْ

 تَرى قسماتِهِ تُوحِي بهمسٍ 

 بأنّ وراءها أُخرى تُعاقِبْ

 تُفاجئُنا بِوُلْدٍ كلَّ حينٍ 

تَرِنُّ له المشارقُ والمغاربْ 

يَحارُ بما يُتابِعُهُ حليمٌ

ويَسلبُ لُبَّهُ في الدّهْشِ سالبْ

يقارِنُ بين إبداعٍ ومسخٍ

أتى العقلُ الموظّفُ بالعجائبْ

مع حالِ الهبوطِ إلى الرزايا

وحبسِ اللبِّ في شرِّ القوالبْ

يقولُ: تقدّمَ الإنسانُ علمًا

وحلّقَ فوقَ هاماتِ الكواكبْ

 وأبدعَ في تطورِه الصناعي

وأثرى في نجاحاتِ التجاربْ

وأنتجَ جهدُه في كلِّ يومٍ

نتائجَ عن حجا في الصنعِ صائبْ

فأبهرتِ الأنامَ وكمْ توالتْ

مثيلاتٌ على تلك المساربْ

 نعمْ، صنعوا لإنسانٍ زمانًا

يُبلِّغُ يُسرُه نيلَ المطالبْ

ولكنْ هلْ لهمْ صنعٌ بديعٌ

لإنسانيةٍ تأبى المعاطبْ

فتسمو في سما الأخلاقِ جَذلى

وتنفرُ من معانقةِ المعايبْ

وتَرقَى عن معاقرةِ الدنايا

وتهجرُ في الورى كدرَ المشاربْ

وتجعلُ من حجا الإنسانِ نوراً

يُبلِّغُه سَنيّاتِ المراتبْ

 ولكنْ حاربوا حربًا ضروسًا

نقاءَ النفسِ في كلِّ المذاهبْ

فلا فِطَرَ الأنامِ حموا بحِجْرٍ

يُنزِّهُ عن مواقعةِ الشوائبْ

 ولا راعوا لإنسانٍ سموّاً

عن الحيوانِ في طلبِ المآربْ

بهذا ضيّعوا الإنسانَ حقّاً

ولو بلغوا بعلمِهمُ الكواكبْ

فنحمدُ ربَّنا حمداً كثيراً

على الإسلامِ في كلِّ الجوانبْ

فقدْ أعلاكَ يا إنسانُ حتى

سموتَ على سواكَ فلا تُغالِبْ

 ودعْ غربيةً ساختْ بقصدٍ

إلى قاعِ التدنسِ والمعاطبْ

وأضحى المرءُ فيها دون وعيٍ

يُفضِّلُ عيشَه بين الأكالبْ

نَرى منها قتالاً مستمراً

لفطرتِها وما فتِئتْ تُحارِبْ

 تُغالبُ ربَّها وترومُ نصراً

وربُّ العرشِ منتصرٌ وغالبْ

وقد بلغتْ معيشتُها انحطاطًا

تَعجَّبُ من بشاعتِه العجائبْ

فماذا بعدُ يا أمَّ الرزايا

فهلْ من سوأةٍ أخرى؟ نُراقِب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى