أدب

على ساقيين

أخبرني صديقي بموته، وطلب مني الحضور إلى الجنازة قبل أيام. كنا نحن الاثنين فقط من يعرف بالأمر، ومع ذلك بدأ الناس يتوافدون. ازداد تعجبي مع تزايد الحاضرين، وتساءلت: “من أخبرهم ومتى؟”

أدهشني امتلاء بيته بالناس، وسطوع الأنوار، وتنوع المشروبات. توالت أمامي مشاهد غريبة؛ الكفن ليس أبيض، والحاضرون بملابس أنيقة تفوح منها العطور. يتبادلون الحديث دون دموع، وحتى أفراد عائلته يستقبلون الجميع بابتسامات، كأنما اليوم مهم للجميع، وكلهم يبدون في غاية الحماس.

تساءلت في حيرة: “غريب… الحاضرون بين شخص لم يلتقه منذ زمن، وآخر لم يدعه للحضور، فلماذا يتسابقون للتقرب منه؟”

لا صوت يصلني. طال بقاؤهم على هذا الحال حتى قاربت الشمس على الغروب. وأخيرًا، نظروا إلى الساعة وقالوا: “هيا… حان الوقت.”

التفوا حوله، ترحموا عليه، ثم خطوا به بضع خطوات. غلبني الدهشة عندما تسلّمت جثته امرأة. قالوا إنها ستصبح زوجته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى