أدب

لولاه

لولا تَعلُّقُنا باللهِ لانفطرَتْ

قلوبُنا وبَكتْ مِنَّاْ العيونُ دَمَا 

وسافرتْ في متاهاتِ القُنوطِ نُهى

وغادرَ الفألُ مِن أفواهِنا أَلما 

ورعرعَ الشَّكَ في قيعانِ أُنفسِنا

هولُ المآسي الذي في حالِنا جَثما 

تكاثفتْ في سَمانا سُحْبُ مَرْزَأَةٍ 

والحُزْنُ أضحى مع الأيامِ مُحتدِما 

لو كان في أمةٍ أخرى مصائبُنا

لأصبحتْ مثَلاً في الناسِ قد قَدُمَا 

لكنها أمةٌ صار الأسى قَدَراً

تحيا بصحبتِه إنْ خفَّ أو عظُما 

كمْ حلَّ في أمةِ الإسلامِ من وجعٍ

وكلَّ يومٍ تَرى في جسمِها سَقما 

زعازعٌ إثْرَها أُخرى تُرقِّقُها

تَبغي لها في الحياةِ العجزَ والهَرما 

تفنّنَّ الكفرُ في تنكيلِها وغدا

في عيشِها الآمرَ الناهيَ والحَكما 

وسامَها من صنوفِ الضَّيمِ فانتهجتْ

مسالكَ الذُّلِّ إرضاءً لمَن ظَلما 

مشاهدُ القتلِ والتعذيبِ شاخصةٌ

والدمعُ يجري على الآهاتِ مُنسجِما 

يا ويحَنا يا بني الإسلامِ كم قَتلتْ

منّا اليهودُ ومَن في حلفِها انتظما 

ألا ترونَ أياديْ الشرِّ كيف سَطتْ

بأُمةٍ جاوزتْ في عدِّها أُمما! 

لو أنها اتّحدتْ ما رامَها بأذَى

أعداؤها وغدتْ يومَ الهياجِ سَما 

لكنَّ فُرقتَها أَغرَى بها فبَدَا

عذابُها في شتاتِ الجمعِ قد لَزِما 

ما حُرِّكتْ نخوةٌ للقادرينَ رأوا

مذابحًا أسمعتْ مِن هولِها الصَّمما! 

كمِ استغاثتْ دموعٌ من فواجعِها

وكم حروفٍ تُنادي الصِّيدَ والكُرما! 

فلا ترَى نجدةً تَسلوْ بطلعتِها

ولم تجدْ بيننا في غمِّها رُحمَا 

كم كدّرتْ عيشَنا آلامُ إخوتِنا

فوحدَهمْ واجهوا الأعداءَ والنِّقما 

ولو سمِعْنا فقطْ أخبارَهم زمنًا

لكنّنا نُبصِرُ التعذيبَ والألما! 

وتنقلُ الصورةُ الرعناءُ مَشهدَهمْ

والويلُ يقذفُهم من حرِّهِ حُمَما 

وللعدوِّ مرادٌ في تداولِها

حتى يُعذِّبَنا طُرّاً بما اجترما 

فنحنُ في لهبِ الأحزانِ تُوقدُنا

 بلفحِها صورةُ اللأوا تَسيلُ دَما 

ملء الفؤادِ غمومٌ لا يُبدِّدها

إلا صباحٌ بيُسرِ الحالِ قد بَسما 

للهِ في قَدرِ الآلامِ عاقبةٌ

حُسنى لمن قبِلوا ما اللهُ قد حَكَما 

هو الحكيمُ الذي يَقضي بحكمتِه

وهْو القديرُ على من في خلقِه ظَلما 

وهْو الرحيمُ بِنا في كلِّ حادثةٍ

فليسَ من أحدٍ كاللهِ إنْ رَحما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى