أدب

معلقة امرئ القيس

تحقيق وتعليق

مقدمة:

هذه معلقة امْرُئِ الْقَيْس بن حُجْر بن الْحَارِث بن عَمْرو بن حجر آكل المرار أكثر شعراء الجاهلية تأثيرا، وكان يطلق عليه «الملك الضليل» لمجونه وضلاله فترة شبابه، ولُقِّب بذي القروح لقوله:

وَبُدّلْتُ قَرْحًا دامِيًا بَعدَ صِحّةٍ 

فَيا لكِ من نُعمَى تحَوّلنَ أبْؤسا

و”امرؤ القيس” ينتمي إلى قبيلة كندة التي هاجرتْ من اليمن، واستقرتْ في نجد، وقد عاش في القرن السادس الميلادي، ومات قبل ولادة الرسول بسنوات قليلة ودفن في أنقرة من أثر الجدري بعد أن كساه ملك الروم حُلة مسمومة، وقد ذهب إلى ملك الروم يستنجد به  فأكرمه وضم إليه جيشًا كثيفًا أراد من خلاله امرؤ القيس الثأر لأبيه الذي قتله بنو أسد، فلما فَصَل من عنده وشَى به الطماح أنه كان يراسل ابنة الملك، والطماح رجل من بني أسد كان امرؤ القيس قد قتل أخًا له، فأرسل الملك لامرئ القيس حلة ذهبية مسمومة وكتب إليه:”إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك، فالبسها واكتب إلي بخبرك من منزل منزل” . فلبسها امرؤ القيس وسر بذلك، فلما أن لبسها ظهر فيه الجدري ثم إنه لما استشرى في جسده السم توقف بجيشه عن المسير ومرض عدة ليال وتقّرح جسده ومات ودفن في سفح جبل يقال له عسيب في أنقرة، وقيل: إن ذلك سنة ٥٣٨ للميلاد، أي سنة ٨٤ قبل الهجرة، وقيل غير ذلك.

وقد ذكرَ لوحة أليمة لمرضه وتساقُطِ جسمه وسَمّى الطماح فيها فهاهو يقول في آخر قصيدة له:

وَما خِفتُ تَبريحَ الحَياةِ كَما أَرى 

 تَضيقُ ذِراعي أَن أَقومَ فَأَلبِسا

فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً 

 وَلَكِنَّها نَفسٌ تُساقِطُ أَنفُسا

فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً 

 وَلَكِنَّها نَفسٌ تُساقِطُ أَنفُسا

لَقَد طَمِحَ الطَمّاحُ مِن بُعدِ أَرضِهِ 

 لِيُلبِسَني مِن دائِهِ ما تَلَبَّسا

وتقول مصادر تركية: إن المكان الذي دفن فيه الشاعر الجاهلي يقع في تلة هيديرليك (جنوب شرق) العاصمة التركية.

أما عن سبب إنشاء القصيدة فذهب بعضهم إلى أنّ الدافع الذي دفع امرأ القيس إلى نظم المعلّقة هو يوم “دارة جلجل” وهو غدير في منازل (كِنْدَة) بنجدٍ حيث التقى بعُنَيْزةَ ابنة عمه تتنزه مع العذارَى فذبح لها ناقته وأنشد في ذلك معلقته.

وإذا كان هذا هو السبب لنظمها فقد أَخذ عليه بعضهم عدم وحدة الموضوع كونه تشعب في وصف جواده والصيد ووصف الليل والبرق والسحاب.

ومن المحتمل أن يكون يوم الغدير سببًا من جملة الأسباب، وأن امرأ القيس كان مهوسا بالشعر فنظم هذه القصيدة في مُتَعه وهواياته، حيث استهل قصيدته بالغزل ثم استدعى الذكريات بوصف يوم الغدير لغرامه وهيامه، ثم عرّج على وصف الجواد؛ لأن ركوب الخيل في المنزلة الثانية عنده من اللذاذة والمتعة بعد متعة النساء والمجون.

واستطرد إلى وصف الصيد والطبيعة، جريًا على سَنَن الجاهليين في عدم الوحدة واشتمال القصيدة الواحدة على أغراض شتى.

وامرؤ القيس في نظر الشعراء أمير الشعر العربي، ورأس العمود الشعري، وقد قيل فيه أنه أول من أجاد القول في استيقاف الصحب، وبكاء الديار ، والوقوف على الأطلال، وتشبيه النساء بالظباء والمها والبيض، وفي وصف الخيل بقيد الأوابد، وترقيق النسب، وتقريب مأخذ الكلام، وتجويد التشبيه، وحسن الاستعارة وتنويع البديع.

وقد شرحها بعض الأدباء قديماً وحديثاً لكن لم أطلع حسب علمي على القصيدة مُقتصَراً فيها على أهم الألفاظ الغريبة وبيانها بشكل مختصرٍ لمن أراد حفظها من طلبة العلم ومحبي الشعر الجاهلي، مع فهم مُجملها، فجمعتُ معانيها من كتب الشُراح ومعاجم اللغة؛ لتبدو وحدة متكاملة دون فصل، أو حشو بين أبياتها بالشرح الطويل أو المقتضب المُخِل حتى تكون قريبة المأخذ سهلة المتناول فاتحة للمبتدئين ونهاية للمقتصدين والله وحده المعين..

العرب في الجاهلية معلقة امرئ القيس

معلقة امرئ القيس

   قِفَا  نَبكِ مِن ذكرَى  حبيبٍ  ومنزلِ 

 بسَقط   اللِّوى   بينَ   الدَّخول   فحَومَل

السقط: منقطع الرمل حيث يستدق طرفه وفي السين ثلاث لغات، اللوى: رمل يعوج ويلتوي، الدخول وحومل: موضعان، وجبال الدخول وحومل تبعد عن الرياض خمسمائة كيلو غربا، وعن محافظة بيشة من الجهة الشمالية الغربية ما يقارب مائة وتسعون كيلو.

   فتُوضِحَ  فالمِقراةِ  لم يَعفُ  رسمُها 

 لما   نسجتها   من    جَنوبٍ    وشَمأَلِ

توضح والمقراة: موضعان قريبان من الدخول وحومل، لم يعفُ: لم ينمح أثرها ولم يدرس، الرسم: ما لصق بالأرض من آثار الدار، مثل البعر والرماد وغيرهما، “لما نَسَجَتها” بسبب ما نسجتها من جنوب وشمأل.

  تَرَى  بَعَرَ  الأرْآم   في  عَرَصاتها  

 وقِيعانها       كأنَّهُ       حَبُّ      فُلْفُلِ

الأرْآم: الظباء البيض الخالصة البياض، العرصات: جمع عرصة، وهي الساحة. القيعان: جمع قاع، وهو الموضع الذي يُستنقع فيه الماء.

كأَنِّي  غَداةَ   البَينِ   يومَ    تَحَمَّلُوا 

 لدى   سَمُراتِ   الحيِّ    نَاقفُ  حَنظلِ 

 السمرات: جمع سمرة، وهي إحدى السمر وهو الشجر المعروف، غداة البين: صبيحة التفرق ولم يسمع بتذكيرها،  ناقف الحنظل: هو الذي يُنقفه ليستخرج حَبّه، وهو تدمع عيناه لحرارة الحنظل.

وُقوفًا  بها  صحبي  عليّ   مطيَّهم 

  يقولون    لا تهلك      أسىً    وتجمّلِ

وقوفًا: حال تقدمت على صاحبها، المطي: جمع مطية، وهي الناقة، وسميت مطية لأنه يُركب مطاها أي ظهرها، ومطيهم: مفعول وُقُوفًا.

وإنّ  شِفائي    عَبْرةٌ       مُّهراقَةٌ 

 فهل   عند رسمٍ    دارسٍ    مّن  مُّعوَّلِ

العبرة: الدمعة. مهراقة: مصبوبة، الرسم الدارس: آثار الدار الذّاهبة، المعوّل: موضع عويل أي بكاء، أو بمعنى موضع ينال فيه حاجة.

كدَأبك  من  أمّ   الحُويرثِ   قبلها 

وجارتِها      أمّ      الرَّبابِ      بِمأسَلِ

كدأبك: أى كعادتك، وروي ” كدِينك”، ومعناه: كما تعودت، والدين: ما يعتاده الإنسان حتى يصبح خلقا لديه،  أم الحويرث: هي أم الحارث بن حصن بن ضمضم الكلبي التي كان كثير الذكر لها في أشعاره أم الرباب: امرأة من بني كلب أيضا، مأسل: اسم موضع.

إذا قامتا  تَضَوَّع   المسكُ  منهما 

نسيمَ   الصَّبا   جاءت   بِرَيَّا    القَرَنفُلِ

تضوع المسك: انتشرت رائحته، و”نسيم الصبا” منصوبة على ما ناب عن المطلق تقديره فوحًا كنسيم الصبا”، فالنسيم هو: الريح اللينة الخفيفة التي تمر مرًّا خفيفًا، “جاءت بريا القرنفل” معناه: مرت على نبات حسن الرائحة يسمى القرنفل، جاءت برياه.

فَفَاضَت دُمُوعُ العينِ منّي  صَبابةً 

على النَّحرِ  حتى   بَلَّ   دَمعيَ   مِحمَلِي

الصَّبابة: رقة الشوق وهي مفعول لأجله أو مفعول مطلق، المحمل: حمالة السيف.

ألَا  رُبَّ  يومٍ   لَّكَ  منهنَّ   صالحٍ

ولا   سِيَّما    يومٍ      بدارةِ      جُلجُلِ

ولا سيما يومٍ بدارة جلجل: معناه: ولا مثلما يوم بدارة جلجل، ورُوي ((ولا سيما يومٌ بدارة جلجل)) بالضم، فإذا جُرّ فذلك بناء على إضافة سي إليه وكأن “ما “مهملة وإذا رُفع فمعناه: أن “ما” كفت سي فاكتفت بها عن الإضافة ورفع يوم بعدها، وهما وجهان محتملان في الإعراب، دارة جلجل: اسم لغدير ماء معين، ودارات العرب في الجاهلية تنيف على مائة وعشر.

ويومَ   عقَرتُ   للعَذَارَى   مَطيّتي

 فَيَا     عَجَبَا      لِرَحلِهَا        المُتَحَمَّلِ

العذارى: جمع عذراء، الرحل: رحل لبعير.

فَظَلَّ  العَذَارَى  يَرْتَمِينَ   بِلَحمِهَا

وشَحْمٍ     كَهُدَّابِ      الدِّمَقْسِ    الْمُفَتَّلِ

يرتَمين: يُناولُ بعضُهن بعضًا، الهُدَّاب والهُدْبُ: اسمان لما استرسل من الشيء، الدّمقس: الحرير   الأبيض، المُفَتَّل: بمعنى المفتول.

ويومَ  دَخَلْتُ   الْخِدْرَ  خِدْرَ عُنَيزَةٍ

 فَقَالَت   لَكَ   الوَيْلَاتُ    إنَّكَ    مُرْجِلِي

الخِدر: الهودج، عُنيزة: هي المرأة التي حملته في هودجها، مُرجِلي: جاعلي أمشي على رجليَّ.

تقُولُ  وقَد  مَالَ  الْغَبِيطُ   بِنَا  مَعًا

عَقَرْتَ  بَعِيرِي  يَا امْرَأَ  الْقَيْسِ،  فَانزِلِ

الغَبيط: الهودج بعينه.

فَقُلْتُ لَهَا  سِيرِي  وَأرْخِي  زِمَـــــامَـــــهُ 

وَلَا   تُبْعِدِينِي     مِن    جَنَاكِ    المُعَلِّلِ

الزمام: ما تقود به البعير- الحبل الذي يحطم به البعير – الجني: اسم لما يجتنى من الشجر، والمعلَّل: معناه: المُعطر وقتًا بعد وقت، ورُوي “من جناك المعلِّل” والمعلِّل معناه: الملهّي، علّلت المرأة الصبي معناه: لهته عن المنام فشغلته فكذلك ما يصل إليه منها.

فمِثلِكِ  حُبْلى قد طَرقتُ  ومُرضِعٍ 

فألهَيتُها  عن  ذي    تمائمَ    مُحوِلِ

ألهيتُها: شغلتها، التمائم: التعاويذ، مُحول: أتى عليه حول، ويروى” مُغيلِ” وهو من تُأتى أمه وهي ترضعه.

إذا ما بَكَى من خَلفِها انصَرَفت له 

 بِشِقٍّ    وتحتي   شِقُّها    لم   يُحَوَّلِ

انصرفت له بشق: أمالت طرفها إليه. والشق نصف الشيء.

ويومًا على ظهرِ الكثيبِ  تَعَذَّرَت 

عليَّ   وآلَت     حَلفةً     لّم    تَحَلَّلِ

الكثيب: الرمل المجتمع المرتفع على غيره، تعذّرت: امتنعت، أو جاءت بالمعاذير، آلت: حلفت، لم تَحلَّل: لم تستثن. ولم تقل” إن شاء الله”.

أفَاطمَ، مَهلًا  بعضَ   هذا  التَّدَلُّلِ 

وإن كُنتِ قد أزمَعتِ صُرمِي فأَجمِلِي

أزمعتِ صرمي: عزمت على هجري، أجملي: أحسني.

أغَرَّكِ  منّي   أنَّ   حُبَّكِ    قَاتِلِي

  وأنَّكِ  مهما   تَأمُرِي   القَلْبَ   يَفعَلِ؟

وإن تكُ  قد ساءَتكِ  منّي  خَليقةٌ

 فسُلِّي    ثيابي   من    ثيابِكِ   تَنسُلِ

ساءتك: آذتك، الخليقة، الطبيعة، سُلِّي ثيابي من ثيابك: استخرجي قلبي من قلبك يفارقه.

ومَا ذَرَفَت  عَينَاكِ  إلا لتَضْربِي 

بِسَهمَيكِ   في  أعشارِ   قَلبٍ    مُّقَتَّلِ

سهميكِ: عينيكِ، أعشارُ القلب: قطعه وكسره وأجزاؤه، مُقَتَّل: مذلّل منقاد، وقد ذكر بعض الأدباء أن هذا أغزل بيت قالته العرب.

وبِيضَةِ  خِدرٍ لّا  يُرَامُ   خِبَاؤُهَا 

تَمَتَّعتُ  من  لَهوٍ   بها   غَيرَ  مُعجَلِ

بيضة خدر: امرأة كالبيضة في صيانتها، وقيل: في صفائها ورقتها، الخباء: ما كان على عمودين أو ثلاثة، غير معجل: غير خائف.

تَجاوزتُ أحراسًا  إليها ومَعشَرًا

 عليَّ   حِرَاصًا   لّو  يُسِرُّون    مَقتَلِي

المعشر: قومها، حراصًا: جمع حريص، يسرّون: معناه لو يقدرون عى قتلي سرًّأ. وقيل: معناه: لو يقدرون على قتلي جهرًا، لأنّ أسرّ من الأضداد.

إذا ما الثُّرَيَّا في السّماء تَعَرَّضت 

 تعرُّض    أثناءِ    الوِشاحِ   المُفصَّلِ

الثريا: نجوم مجتمعة، تعرضت: التعرض الاستقبال، الوشاح: خَرز يعمل من كل لون، والمُفصّل: الذي فُصل بالزبرجد.

فجئتُ  وقد نَضَت  لنومٍ   ثِيابَها 

 لَدَى   السِّترِ   إلّا   لِبسَةَ    المُتَفَضِّلِ

نضت: ألقت، المُتفضّل: الذي يبقى في ثوبٍ واحدٍ لينام أو ليعمل عملًا.

فقالت: يمينَ   الله  ما   لَكَ   حِيلَةٌ

 ومَا  إن  أرى عنكَ   الغَوايَةَ   تَنجَلِي

الغواية: الضلالة، تنجلي: تنكشف، و”يمين” يصح فيه النصب على أنه ” حلفت بيمين الله” ثم حذف حرف الجر، ويصح فيه الرفع على الابتداء وخبره محذوف والتقدير ” يمين الله قسمي” وهذا أغنج بيت قالته العرب كما ذكر بعض الأدباء.

فقُمتُ  بِها   أمشي   تَجُرُّ  وراءَنَا

على   إثرِنَا    أذيَالَ    مِرطٍ    مُّرَحَّلِ

المرط: إزار خز مُعلَم، والمُرَحّل: الذي فيه صور الرّحال من الوَشْى.

فلمّا أجَزنَا سَاحَةَ  الْحَيِّ   وانتَحَى

بِنَا  بَطنُ   خَبْتٍ   ذي   قِفَافٍ   عَقَنقَلِ

أجزنا: قَطَعنا، انتحى: اعترض، الخَبت: بطن من الأرض غامض قِفاف: جمع قُفٍّ، وهو ما ارتفع من الأرض وغلُظ، ولم يبلغ أن يكون جَبَلًا، ورُوي “حقاف” على أنه جمع حقف، وهو ما اعوج من الأرض وانثنى، وجمع أحقاف وحقاف، العقنقل: هو الرمل المُنعقد الداخل بعضه في بعض.

هَصَرتُ  بِفَودَي  رأسِهَا  فَتَمَايَلَت

علَيَّ   هَضِيمَ   الْكَشْحِ   رَيَّا   الْمُخَلْخَلِ

هصرت: جذبت وثنيت، الفودان: جانبا الرأس، الكشح: ما بين منقطع الأضلاع إلى الورك، والمخلخل: موضع الخلخال.

مُهَفهَفَةٌ   بَيضَاءُ    غيرُ   مُفاضَةٍ

  تَرائبُها        مَصقُولَةٌ       كَالسَّجَنجلِ

المهفهفة: الخفيفة اللحم التي ليست برهلة ولا ضخمة البطن، المُفاضة: المسترخية البطن، السجنجل: الترائب.

تَصُدُّ  وتُبدِي  عن  أسيلٍ   وتَتَّقي

 بنَاظِرَةٍ   مّن   وَحش   وَجرَةَ   مُطفِلِ

تصد: تعرض، أسيل: خد ناعم طويل، وجرة: موضع، مطفل: ذات طفل.

وجِيدٍ  كجِيدِ   الرِّيمِ  ليس  بفاحشٍ

إذا    هيَ     نَصَّتهُ    ولا     بمُعَطَّلِ

الجيد: العنق، الريم: الظباء الأبيض الخالص البياض، نصته: رفعته، المعطل: الذي لا حلي عليه.

وفَرعٍ   يَزِينُ  المَتنَ   أسوَدَ  فاحِمٍ

أثِيثٍ      كقِنوِ     النَّخلَةِ      المُتَعَثكِلِ

الفرع: الشعر التام، الفاحم: الشديد السواد، أثيث: كثير أصل النبات، القنو: الذق، وهو الشمراخ، المُعثكل: المتلف الأغصان.

غَدائرُهُ    مُستَشزَرَاتٌ  إلى   العُلا 

تَضِلُّ   العِقَاصُ   في   مُثَنًّى   ومُرسَلِ

الغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة، مستشزرات: مرفوعات، العقاص: جمع عقيصة، وهو ما جمع من الشعر ففتل تحت الذوائب، المُثنى: هو الذي فُتل بعضه على بعض، المُرسل: المُسرّحُ غير مفتول.

وكَشْحٍ  لَّطِيفٍ   كَالْجَدِيلِ   مُخَصَّرٍ 

وسَاقٍ    كَأُنبُوبِ     السَّقِيِّ       المُذَلَّلِ

الكشح: الخَصر، اللطيف: أراد به الصغير الحسن، الجديل: أراد به زمام الناقة الذي يتخذ من السيور، فيكون حَسَنًا ليّنًا ويتثنى، الأنبوب: البردِيّ، السَّقيّ: النخل المسقيّ، المُذلل: الذي ذُلل وسُقي بالماء حتى يطاوع كل من مد يده إليه، وقيل: المُذلل الذي يُفيئه أدنى الرياح لنعمته، وقيل غير ذلك.

ويُضْحِي فَتِيتُ المِسْكِ فَوقَ فِرَاشِهَا

 نَؤُومُ  الضُّحَى  لَم  تَنتَطِق عن   تَفَضُّلِ

فتيت المسك: ما تفتَّت منه، لم تنتطق عن تفضّل: لم تنطق فتعمل وتطوف، ولكنها تتفضل ولا تنتطق.

وتَعطُو  بِرَخصٍ غَيرِ  شَثْنٍ   كَأنَّهُ 

 أسَارِيعُ     ظَبيٍ   أو مَسَاوِيكُ    إسْحِلِ

تعطو: تُناولُ، برخص: ببَنَان رَخص، غير شَثن: غير كَزٍّ غَليظ، أساريع: جمع أُسروع ويَسروع،    وهو دود يكون في البقل، والأماكن الندية، تُشبّه أنامل النساء الحِسان به، ظبي: اسم كثيب، إسحِل: شجر له أغصان ناعمة.

تُضِيءُ  الظَّلَام َ  بالعِشَاءِ     كَأنَّهَا 

 مَنَارَةُ      مُمسَى     رَاهِبٍ      مُّتَبَتِّلِ

المنارة: محل مرتفع يوضع فيه ضوء في الليل، المتبتّل: المجتهد في العبادة.

إلَى  مِثلِهَا   يَرنُو  الحَلِيمُ   صَبَابَةً   

 إذَا مَا   اسْبَكَرَّت   بَينَ  دِرعٍ   وَمِجوَلِ

يَرنو: يُديم النظر، الصبابة: رِقة الشوق، اسبكرت: امتدت، الدِّرع: قميص المرأة الكبيرة، والمجول للصغيرة، أي أنها بين من يلبس الدّرع وبين من يلبس المجول.

كَبِكرِ   المُقَانَاةِ   البَيَاضِ   بِصُفرَةٍ  

غَدَاهَا   نَمِيرُ    المَاءِ   غَيرَ   مُحَلَّلِ

البكر هنا: أول بيض النعامة، المُقأناة: المُخالطة، والنمير من الماء: الذي ينجع في الشاربة، وإن لم يكن عذبًا، غير محلّل: أراد أنه ينقطع سريعا.

تَسَلَّت عَمَايَاتُ  الرِّجَالِ عَن الصِّبَا 

وليس   فُؤَادِي  عن   هَوَاهَا   بِمُنسَلِ

العمايات: جمع عَماية، وهي الجهالة، الصّبا: أن يفعل فعل الصبيان، مُنسل: منفعل من السُّلوّ.

ألا رُبَّ خَصمٍ  فِيكِ  أَلْوَى  رَدَدتُّهُ 

 نَصِيحٍ    على   تَعذَالِهِ   غَيرِ   مُؤتَلِ

ألوى: الشديد الخصومة، كأنّه يلتوي على خصمه، مُؤتل: أى مُقصّر.

وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ  أرخَى  سُدُولهُ

 عليَّ      بِأنوَاعِ      الهُمُومِ     لِيِبتِلِي

كموج البحر: يعني في كثافة ظلمه، سُدوله: سُتوره، ليبتيلي: لينظر ما عنده من الصبر والجزع.

فَقُلتُ   لَهُ   لَمَّا    تَمَطَّى   بِصُلبِهِ

وَأَردَفَ    أعْجَازًا    وَنَاءَ      بِكَلكَلِ

تمطى بصلبه: تمدد بوسطه، وأردف أعجازًا: يعني حين رجوت أن يكون قد مضى أردف أعجازًأ، ونَاء بكَلكَل: تَهيّأ لينهض، وروي” منكَ” بدل فيك”.

ألَا  أَيُّهَا اللَّيلُ  الطَّوِيلُ  ألَا  انجَلِ

بِصُبحٍ،   وَمَا  الإصبَاحُ   فِيكَ   بِأمْثَلِ

الانجلاء الانكشاف، وما الإصباح فيك بأمثل: أى إن جاءني الصباح وأنا فيك فليس ذلك بأمثل، ورُوي “وما الإصباح منك بأمثل”، ما الإصباح بأمثل من الليل.

فَيَا  لَكَ  مِن  لَّيلٍ   كَأنَّ   نُجُومَهُ

 بِكُلِّ    مُغَارِ   الفَتلِ    شُدَّت    بِيَذبُلِ

يذبل: جبل، المُغار: المُحكم الفتل.

كَأنَّ الثُّرَيَّا  عُلِّقَت  في  مَصَامِهَا

 بِأمْرَاسِ    كَتَّانٍ   إلَى    صُمِّ   جَندَلِ

مصامها: موضع وقوفها، الأمراس: جمع مرس، وهو الحبل المفتول، الكتان: نبات له زهر أزرق تنسج منه الثياب، صم جندل: حجارة صلبة.

وَقَد  أَغتَدِي  وَالطَّيرُ  فِي  وُكُنَاتِهَا

بِمُنجَرِدٍ     قَيدِ    الْأَوَابِدِ    هَيْكَلِ

وُكُناتها: جمع وُكُنّة وهي عُشّ الطير ووكره، منجرد: قصير الشعر، وذلك جيد في الخيل، الأوَابد: الوُحُوش، الهيكل: الضخم.

مِكَرٍّ   مِّفَرٍّ    مُّقْبِلٍ     مُّدْبِرٍ   مَّعًا 

كَجُلْمُودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِن عَلِ

مكرّ: يصلح للكرّ، مفرّ: يصلح للفرّ، مُقبل: حسن الإقبال، مُدبر: حسن الإدبَار، الجُلمود: الحَجَر العظيمُ الصّلب، حطّه السَّيل: حَدَرَه.

كُمَيْتٍ  يَزِلُّ  اللِّبْدُ  عَن  حَالِ  مَتْنِهِ

كَمَا    زَلَّتِ    الَّصَّفْوَاءُ    بِالمُتَنَزِّلِ

كُمَيت: هو الذي لونه بين الأسود والأحمر، يزل: يزلق ولا يثبت، اللّبد: ما يتلبد من شعر أو صوف، وأراد به هنا هنا ما يوضع على ظهر الفرس من سرج وجُلٍّ وغيره، حال متنه: وسط الظهر، الصفواء: الحجر الصلب الأملس، المتنزل: الذي ينزل في مهلة.

عَلَى العَقْبِ  جَيَّاشٍ  كَأَنَّ  اهْتِزَامَهُ

إذَا جَاشَ  فِيهِ   حَمْيُهُ  غَلْيُ   مِرْجَلِ

العَقب: جري يجيء بعد جري، جيّاش: الذي يجيشُ في عَدْوه كما تجيشُ القِدْرُ في غَلَيَانها، اهتزامه: صوته، حَميُه: غَليُه، المرجل: القِدر من صفر أو حديد أو نُحاس.

مِسَحٍّ إذَا مَا السَّابِحَاتُ على  الونَى

أَثَرْنَ   الغُبَارَ    بِالكَدِيدِ    المُرَكَّلِ

مِسَح: معناه يَصُبُّ الجريَ صبا، السابحات: اللواتي عَدوُهنَّ سِباحة، والسِّباحة في الجري: أن تدحُوَ بأيديها دوحوًا، الوَنَى: الفُتُور، الكديد: الموضع الغليظ، المركل: الذي يُركل بالأرجل.

يُزِلُّ  الغُلَامَ  الخِفَّ عن  صَهَوَاتِهِ 

 وَيُلْوِي   بِأَثْوَابِ   العَنِيفِ   الممُثَقَّلِ

الخفّ: أراد به الشاب الخفيف الحاذق بالرّكوب، الصهوة: موضع اللّبد، وصهوةُ كل شيء أعلاه، ويُلوي بأثواب العَنيف: أي يرمي بثيابه يُذهبها ويُبعدها، المثقّل: الثقيل.

دَرِيرٍ   كَخُذرُوفِ   الوَلِيدِ   أَمَرَّهُ

تَتَابُعُ     كَفَّيهِ     بِخَيطٍ     مُّوَصَّلِ

درير: مُستدرٌّ في العَد، يصف سرعة جريه، الخذروف: الخَرَّارة التي يلعب بها الصّبيان تسمع لها صوتًا، أمَرّه: أحكَم فتله، تتابع كفيه: يريد متابعتَهما في التخرير.

لَهُ   إطِلَا   ظَبْيٍ   وَسَاقَا   نَعَامَةٍ 

وَإرْخَأءُ   سِرْحَانٍ   وتَقْرِيبُ   تَتْفُلِ

له إطلا ظبي: هما كَشْحاه، وهو ما بين آخر الضلوع إلى الوَرك، والإرخاء: جَرْي ليس بالشديد، السِّرحان: الذئب، والتقريب: أن يرفع يديه معًا ويضُمهما معًا، والتّتفٌل: ولد الثعلب، وهو أحسن الدواب تقريبًا.

ضَلِيعٍ  إذَا  استَدبَرتَه  سَدَّ  فَرجَهُ

بِضَافٍ  فُوَيقَ  الأَرضِ  لَيس  بِأَعْزَلِ

ضَليع: يُقال: فرس ضليع وبعير ضليع، إذا كانا قوبين منتفجي الجنبين، وهي الضلاعة، بِضَاف: أي بذَنَب ضاف، وهو السابغ.

كَأَنَّ  سَرَاتَهُ  لَدَى   الْبَيْتِ   قَائِمًا

مَدَاكُ   عَرُوسٍ  أو  صَلَايَةُ   حَنظَلِ

سَرَاتَه:  ظهره، وإنّما أراد ملاسة ظهره واستواءه، والمَدَاك: الحجر الذي يُسحق به الطيب وغيره، الصَّلاية: الحجر الأملس الذي يُسحق عليه حَب الحنظل وغيره.

كَأنَّ دِمَـــــــاءَ   الهَادِيَـــــــاتِ    بِنَحرِه

عُصَارَةُ     حِنَّاءٍ     بِشَيبٍ    مُّرَجَّلِ

الهَاديات: المتقَدِّمات من كل شيء، عصارة الحِنَّاء: ما بقي من الأثَر، المُرَجَّل: المُسَرَّح.

فَعَنَّ   لَنَا   سِربٌ  كَأَنَّ    نِعَاجَه

عَذَرَى    دَوَارٍ   في   مُلَاءٍ    مُّذَيَّلِ

عَنَّ: اعترض، السِّرب: القطيع من البقر، دَوار: صنم يَدورُون حوله، الملاء: المَلاحف، مُذيّل: سابغ، وقيل: له هُدب، وقيل: معناه أن له ذَيلًا أسود، وهذا أشبه بالمعنى.

فَأَدبَرنَ  كَالجَزعِ  المُفَصَّلِ  بَينه

بِجِيدٍ    مُعَمٍّ   في   العَشِيرَةِ    مُخوَل

الجَزع: الخَرَز الذي فيه سواد وبياض، مُعمٍّ ومُخول: أي له أعمام وأخوال، وهم في عشيرة واحدة.

فَأَلحَقنَـــــــا  بِالهَــــــــادِيَـــــــاتِ   ودُونَه

جَوَاحِرُهَا    في    صَرَّةٍ    لم   تَزَيَّلِ

الهاديات: أوائل الوحش، جواحرها: مُتخلّفاتُها، الصَّرَّة: الشِّدّة، وقيل: الصّيحة، وقيل: الغُبار، لم تَزَيّل: لم تتفرق.

فَعَادَى  عِدَاءً  بَين   ثَورٍ وَنَعجَةٍ

دِرَاكًا   وَلَم   يَنضَح    بِمَاءٍ    فَيُغسَلِ

عَادَى: والى بين اثنين في طَلَق، ولم ينضح: لم يَعرق، أى أدرك صيده قبل أن يعرق، فيغسل: أى لم يعرق فيصير كأنه قد غسل بالماء.

فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحمِ مِن بَينِ مُنضِجٍ

صَفِيفَ    شِوَاءٍ    أو   قَدِيرٍ   مُّعَجَّلِ

الطهاة: الطباخون، واحدهم طاهٍ، والصّفيف: الذي قد صُفِّفَ مُرقّقًا على الجمر، والقدير: ما طُبخ في قدر.

وَرُحنَـــــــا وَرَاحَ الطِّرفُ يَنفُضُ رأسَهُ

مَتَى  مَا  تَرَقَّ   العَينُ    فِيه    تَسَهَّلِ

الطِّرف: الكريم من كل شيء، وقيل: الطرف الكريم الطرفين، يَنفُض رأسه: أي من المَرَح والنشاط، متى ما ترقّ العينُ فيه تسهّل: أى متى ما نظر إلى أعلاه نظر إلى أسفله لكماله ليستتمَّ النظر إلى جميع جسده.

فَبـــــــَاتَ عَلَيـــــــهِ    سَرجُهُ   وَلِجَامُه 

وَبَاتَ   بِعَينِي   قَائِمًا  غَيرَ   مُرْسَلِ

بَاتَ بعَيني: حيث أراه، غير مُرسل: غير مرسل إلى المرعى.

أَصَاحِ تَرَى بَرقًا  أُرِيكَ  وَمِيضَه 

كَلَمعِ   اليَدينِ   في    حَبِيٍّ    مُّكَلَّلِ

وميضه: الوميض والإيماض اللمعان، كلمع اليدين: كحركتهما في سرعة، والحَبيّ: ما ارتفع من السحاب، والمُكلّل: المُستدير كالإكليل.

يُضيءُ سَنَاهُ  أو مَصَابِيحِ  رَاهِبٍ

أهَانَ    السَّلِيطَ     بِالذُّبَالِ     المُفَتَّلِ

السَّنا: مقصور الضوء، أهان السَّليط: أى أنه لا يكرمه عن استعماله وإتلافه في الوَقود، والسَّليط: الزيت، الذُّبال: جمع ذبالة، وهي الفتيلة. و” مصابيحِ” بالجر معطوف على” كلمعِ اليدين” فالمعنى” أو كمصابيحِ”.

قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتِي  بَينَ  ضَارِجٍ

وَبَينَ   العُذَيبِ،  بُعدَ    مَا    مُتَأَمَّلِي

قعدت له: أى قعدت لذلك البرق أنظر من أين يجيء بالمطر، ضارج والعذيب: مكانان، بُعد ما مُتأملي: ما أبعد ما تأملت.

على  قَطَنٍ  بِالشَّيمِ  أيمَنُ  صَوبِه

وأيسَرُهُ     على    السِّتَارِ     فَيَذبُلِ

قَطَن: جبل، الشَّيم: النظر إلى البرق مع ترقُّب المطر، وصوبه: مطره الذي يُصيب الأرض منه، وأيمنُه: إما أن يكون من اليَمن، أو أن يكون من اليمين، وأيسره: إما أن يكون من اليُسر أى السُّهولة، أو أن يكون من يُسرته، الستار ويذبل: أسماء جبال في بلاد الشام.

فَأضحَى يَسُحُّ المَاءَ  حَولَ  كُتَيفَةٍ 

 يَكُبُّ  على  الأذْقَانِ  دَوحَ   الكَنَهْبُلِ

فأضحى يسح الماء: أضحى السّحاب يصبّ الماء، كُتيفة: اسم أرض، يكُبّ: يقلبها على رؤوسها، الأذقان: يريد بها الرؤوس وأعالى الشجر، والدوح: جمع دوحة، وكل شجرة عظيمة دوحة، والكنهبل: شجر معروف من العضاة.

وَمَرَّ  على   القَنَانِ   مِن   نَفَيَانِه 

 فَأنزلَ مِنهُ  العُصْمَ  مِن  كُلِّ  مُنزَلِ

القَنان: جبل لبني أسد، النَّفيان: هو هنا ما شذّ عن معظمه، العُصم: الوُعُول، والأعصم هنا: ماكان في معصمه بياضٌ أو لون يخالف لونه.

وَتَيمَاءَ لَم  يَترُك بِهَا  جِذعَ  نَخلَةٍ

وَلَا   أُجُمًا    إلَّا    مَشِيدًا    بِجَندَلِ

تيماء: قرية في الحجاز تقع شمال المدينة المنورة، الآجام: البيوت المُسقفة، والشيد: الجصّ، والمشيد: يحتمل أن يكون المبني بالجصّ وأن يكون المطوّل، الجندل: الصخرة العظيمة.

كَأنَّ   أبَانًا   في   أفَانِينِ   وَدْقِهِ

كَبِيرُ    أُنَاسٍ    في   بِجَادٍ    مُّزَمَّلِ

أبَانًا: يصف جبلًا آخر في شرق الحجاز يسمى أبانًا، أفانين ودقه: أفانين ودق هذا المطر، والبِجاد: كِساء مُحطّط من أكسية الأعراب من وبر الإبل وصوف الغنم مخيطة، مزمّل: مُلتف.

كَأنَّ ذُرَى  رَاسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً 

مِن   السَّيلِ   والغُثَاءِ    فَلكَةُ   مُغزَلِ

ذُرى: الأعالي، والواحدة ذروة، المجيمر: أرض لبني فزارة، الأغثاء: جمع غثاء، وهو ما يحمله السيل من الحشيش والشجر والتراب وغيره، فلكة المغزل: حديدة مستديرة في أعلاه.

وَألقَى بِصَحرَاءِ  الغَبِيطِ   بَعَاعَهُ

نُزُولَ   اليَمَاني  ذِي  العِيَابِ  المُحَمَّلِ

صحراء الغبيط: الحَزْنُ، وهي أرض بني يربوع، والغبيط: نجفة يرتفع طرفها ويطمئن وسطها، بعاعه: ثقله، العِياب: جمع عيبة وهي وعاء تجمع فيه الثياب.

كَأنَّ    مَكَاكِيَّ   الجِوَاءِ    غُدَيَّةً

صُبِحنَ   سُلَافًا   مّن  رَّحِيقٍ    مُّفَلفَلِ

المكاكيّ: جمع مُكَّاء، وهو طائر كثير الصفير، الجِواء: البطن العظيم من الأرض، وقد يكون الجواء جمعًا واحده جَوٌّ، صُبحن: من الصَّبوح وهو شرب الغَداة، السُّلاف: أول ما يُعصر من الخمر، الرّحيق:  صَفوة الخمر، والمُفلفل: الذي قد ألقيت فيه تَوَابِل، وقيل: الذي يَحذي اللسان.

كأنَّ  السِّبَاعَ  فِيه  غَرقَى  عَشِيَّةً

بِأرْجَائِهِ   القُصوَى   أنَابِيشُ   عُنصُلِ

الأرجاء: النواحي، الأنابيش: جماعات من العُنصُل يجمعها الصبيان: والعُنصُل: بصل برّي يعمل منه خلّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى