أدب

من مسافة صفر

مَسافةُ الصِّفرِ في أَنباْ فِلسطينا

أَضحتْ مؤرِّقةً أبناءَ صُهيونا 

تَكسوهُمُ مِن غُيومِ الرُّعْبِ ما لِبثوا

في هولِ صَولتِهِ إلا مجانينا 

تَطيشُ أحلامُهمْ مِن ذِكْرِها ونَرى

قلوبَهمْ تَصطليْ في حَرِّ كَانونا 

توتَّرُوا في لهيبِ الحرْبِ مُذْ دَ خلوا

ولم يَروا مِن أُوارِ الخوفِ تَسكينا 

حتى تَذوبَ  لَدى اللُقياْ بُطُونُهمُ

فأصبحتْ بأذَى الإسهالِ يَجرينا 

لمْ يشتكوا مرضَ الإسهالِ بينهمُ

مِنْ أَكلِهمْ أبداً إذْ ظلَّ مَخزونا 

بلِ المسافةُ صِفرٌ بالحُتوفِ أَتتْ

محمولةً في حشاْ مقذوفِ ياسينا 

هذيْ المسافةُ تغدو اليومَ حاضرةً

في أرضِ غزّةَ تَقتاتُ المَلاعينا 

لكنّها فرحةُ الأبطالِ إخوتِنِا

أهلِ الجهادِ فكمْ صادوا الشياطينا 

ففيْ هُبوبِ رياحِ الصِّفرِ عندهمُ

تكونُ صولتُهمْ نصراً وتَمكينا 

جاءوا فَريستَهمْ كالأُسْدِ كمْ خَفِيتْ

بالطائراتِ تَظنُّ الدربَ مَأمونا 

والأُسْدُ تَرقُبُها مِن كلِّ زاويةٍ

تختارُ للفُرصةِ الكُبرى الميادينا 

حتى تَصيرَ إلى صِفْرِ المسافةِ فيْ

ميدانِها وهُنا تَشويْ المُعادينا 

في غزةَ العزِّ يُضحيْ الصفرُ ذا خطرٍ

فكمْ بَشائرُ منهُ اليومَ تَأتينا 

فأجملُ الخَبَرِ المسموعِ يَبلُغُنا

صِفرُ المسافةِ في هَيْجاْ فلسطينا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى