قال بلسان هجين، عربي غير مبين – ولاكثر الله أمثاله في العالمين- :حماس إيرانية وأيضا حزبيين، ولوعلم الله فيهم خيرا لنصرهم من عنده، ولأمدهم بجنده، ومااحتاجوا للمسلمين!
فعلمت أن هذا ممن انقلبت عليه الموازين، واختلطت عليه الشمال باليمين، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، وحمدت اللهَ العظيم، وصليت على نبيه الكريم، وعزمت على بيانٍ مهمٍ للقضية ِالفلسطينية، يجلي جهاد المقاومة الحمساوية، – نصرهم الله وأيدهم في هذه القضية-
وقلت مستعينا برب البرية، : إن الله سبحانه وتعالى في آياته القرآنية، ونبيَهُ محمداً صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، قد ربطا الأمة الإسلامية، بأرض الشام والديار الفلسطينية،
وتأمل قوله تعالى في أول آية من سورة الإسراء المكية،(1) وتفكر في أحاديث نبينا خير البرية،:
(في ليلة المعراج والإسرا، صلى بالأنبيا، في المسجد الأقصى، ثم عُرِج به إلى السما(2)، وأخبر أنه سيُفتَحُ بعد لحاقه بالرفيق الأعلى، كما في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه خيرَ رضا)(3)
ثم فتحه عمرالفاروق في سنة خمس عشرةَ هجرية، وصار من يومها تحت الخلافة الإسلامية،
(وجاء في حديث أبي ذر حين سأل خاتم الأنبياء، عن أول مسجد في البناء؟، فأخبره أن المسجد الأقصى هو الثاني بعد الكعبة الشمّاء،(4) واستقبله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في المدينة ستة عشر شهراً في صلاتهِم، ثم حُوِّلت القبلةُ للكعبة مرادهِم،(5) واقرأ:(قد نرى تقلب وجهك في السماء)،(6)وبين مزيته بشد الرحل إليه،(7) وزيادة أجر الصلاة فيه،(8)
وأخبرالنبيُ صلى الله عليه وسلم أباحوالة، بأنه سيكون حاضرة الخلافة، وهو من علامات الساعة، فقال:(إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسية…)،(9)
وجلّى النبي صلى الله عليه وسلم مكانة ساكنيه من الأمة المحمدية، وسماهم بالطائفة المنصورة كما في السنة النبوية، (10) وحث على سكنى الشام ومنها الأراضي الفلسطينية، – وصححه الألباني في الأحاديث النبوية- فقال صلى الله عليه وسلم :(عليكم بالشام.. ففيها خير البرية،)(11)
ومازالت القدس منذ الفتوحات العمرية، تتعرض للحملات الصليبية، والمكائد اليهودية، فسقطت في يد إحدى الحملات الصليبية وحررها صلاح الدين من المسيحية وعادت للأمة الإسلامية، إلى أن جاءت الحرب العالمية، وسقطت الخلافة العثمانية، واحتل الانجليز البلاد العربية، وسلمت الأراضي الفلسطينية، للشرذمة اليهودية، فنكلوا بالمسلمين تنكيلا، لم يرحموا صغيراً أوكبيرا، هدموا بيوتهم وشردوهم تشريدا،
وحاولت الجيوش العربية، باسم القومية والناصرية والبعثية، تحريرها من الإسرائيلية، فكانت النكسة العربية، في حزيران سبعة وستين ميلادية، وتغولت إسرائيل في الديار الشامية، ودعمتها الدول الغربية،
ثم انطلقت الانتفاضة الفلسطينية، بحجارة تحملها الأيدي الأبية، تقف في وجه الصهيونية، معلنةً فلسطين حرةً أبية، وستبقى عربيةً إسلامية،
وهاهم اليوم رغم الدمار، والحصار، وقتلِ الكبار والصغار، وتآمر الدول الغربية ، المسيحية واليهودية، وخذلان الدول العربية والإسلامية، إلا من رحم عالمُ النية، صامدون لوحدهم في وجه الصهيونية،
فاللهم عليك بالطغمة اليهودية، وأعوانهم من الصليبية اجعلهم غنيمة لحركة المقاومة الإسلامية، وأخرجهم من الأراضي الفلسطينية، وانصر المجاهدين في غزة عسقلان والضفة الغربية، وكل الأراضي المقدسية، يارب البرية،
وصلِّ اللهم على خير البشرية، وسلم تسليما كثيرا ً صبحةً وعشيةً.
الهوامش:
- (١) سورة الإسراء. آية١.
- أصله في مسلم ١٧٢.
- البخاري ٣١٧٦.
- البخاري (٢٤٦٦) ومسلم (٥٢٠) .
- صحيح مسلم (٥٢٧) .
- سورة البقرة (١٤٤).
- البخاري (١١٨٩) ومسلم (١٣٩٧) .
- صحيح ابن ماجة (١٤٠٨).
- صحيح الجامع (٧٨٣٨) .
- مسند احمد (٢٦٩/٥) .
- صحيح الجامع (٤٠٧٠) صحيح الالباني.