تزكية

أعظم مرسوم إلهي

هذه الآية هي الآية التي صَدّر بها أعظمُ ملك في الكون أعظمَ كتبه، وجعلها تاجا له وديباجة عليه وبها افتتحه فصارت بذلك أعظم مرسوم إلهي سطر في القرآن. 

وأنت عندما تفتح المصحف فتجد البسملة فيه رقم واحد ألا يستدعيك هذا للوقوف والتأمل حول هذا المرسوم؟

 ألا سألت نفسك يوما لماذا هي رقم واحد؟ 

وكيف ارتقت إلى عظمة أن تكون أول آية وأول جملة في أعظم كتاب في هذه الدنيا؟

ولأن الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن فقد افتتحها الله بهذه الآية وهذا يبيّن لك عظم قدرها ورفعة مقامها، وكما أن سورة الحمد هي فاتحة الكتاب فالبسملة هي مفتتح الفاتحة، وكما أن الفاتحة سر القرآن فالبسملة سر الفاتحة، ولو أنّ ملكا أرسل لك رسالة لبهرك مفتتحها وحسن مطلعها وروعة ديباجتها وفخامة مقدمتها كونها دالة عليه وعلى مكانته فالملوك يحرصون في كتابة رسائلهم على براعة الاستهلال وجودة المطلع وجمال المفتتح مبرهنين على جلالتهم وقدرهم فما بالك برسالة ملك الملوك عزوجل الذي صدر كتابه بهذه الديباجة العظيمة التي تحار في جمالها الأفكار فهي إذن تدل على عظمته وجلاله وكبريائه، وفيها سر أسمائه، ومخزن بركته، وأصل فتحه ونصره وإعزازه وقوته.. 

ولأنّ كل الأمم والقيادات والأنظمة والدساتير تبدأ بمقدّمات مُحكمة متقنة عليها سيما الإبداع والإحكام فما بالك بكتاب ملك الملوك الذي بلغ غاية الإتقان والإبداع والإحسان والإحكام، وكتابه هذا ليس كأيّ كتاب بل هو كتابٌ أريد له البقاء والخلود الأبدي فهو خالد عبر الزمن، والخلود الذين نقصده ليس خلود الدنيا فقط بل ليبقى خالدا حتى في العالم الأخروي:” اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا…” فهو مقروء في الحياتين_ الدنيا والآخرة_.

وهو للعالمين جميعا إنسهم وجنهم، ذكرهم وأنثاهم، عربيهم وأعجميهم، أولهم وآخرهم منذ فجر الرسالة إلى أن ينتهي عمر الدنيا، فهو ليس لقومٍ معيّنين، بل لكل إنسان كما قال عنه عزوجل :” وأوحيَ إلي هذا القرآن لأنذِركم به ومن بلغ” وفي الحديث الصحيح:” ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار”(١) إذن هو كتاب خالد خلودا أبديا لكل العالمين لا يطرأ عليه الفناء وما دام أنه بهذه العظمة فينبغي أن تكون مقدمته مقدمة عظيمة جامعة، وتصديره لابد أن يليق بهذا السمو والقدر والعظمة، ولا شيء أعظم من أن يبدأ القارئ بالاستعانة باسمه ولذلك كانت البسملة هي أوّل آية يصدر بها هذا الكتاب الخالد العظيم. 

وبما أنها مفتتح القرآن واللفظ الأول الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل الوحي عليه  “اقرأ باسم ربك” كان في هذا إشارة إلى بدء الأمور ذات الشأن بالبسملة، وأن تُفتتح بها الأقوال والأفعال. فالمبارك يستفتح شؤونه بها لا باسم ملك أو زعيم أو حزب أو أمة. 

والبدء بالبسملة في الكلام والكتابة والأقوال والأفعال مأخوذٌ من افتتاح القرآن بها فهي أفضل ما يُبدأ به في كل مفتتح، وهي أفضل ما قِيل ويقال، وهي أول أمر وأعظمه وأجلّه فقد طرق جبريل مسمع النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه بلفظ “اقرأ باسم ربك” فمن يقرأ الحياة باسم ربه يكون مسلما حقا لهذا قَدّم الله هذا الأمر على بقية الأوامر فما أعظمه وأسماه وأكرمه من أمر.. 

ولقد عرف العرب في الجاهلية قدر هذا الاستفتاح وجلالته ومكانته وفخامته فكانوا يُصدّرون رسائلهم  ويستفتحون كتبهم ب ” باسمك اللهم” تبركا باسم الله الذي ينزل منه كل خير، وتيمّنا بحسن الافتتاح فكانت أجمل عبارة، وأفضل كلمة كتبتها العرب في الجاهلية، ثم إن  النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل هذا اللفظ ثم عدل عنه إلى ” بسم الله الرحمن الرحيم”.

ولقد عرف العرب في الجاهلية قدر هذا الاستفتاح وجلالته ومكانته وفخامته فكانوا يُصدّرون رسائلهم  ويستفتحون كتبهم ب ” باسمك اللهم” تبركا باسم الله الذي ينزل منه كل خير، وتيمّنا بحسن الافتتاح فكانت أجمل عبارة، وأفضل كلمة كتبتها العرب في الجاهلية، ثم إن  النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل هذا اللفظ ثم عدل عنه إلى ” بسم الله الرحمن الرحيم”.

وقد أﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ‏« ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ: ﺑﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﻜﺘﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ: ﺑﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻟﺖ: ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺠﺮﺍﻫﺎ ﻭﻣﺮﺳﺎﻫﺎ، ﻓﻜﺘﺐ: ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ: ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻜﺘﺐ: ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻵﻳﺔ، ﻓﻜﺘﺐ : ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ‏».( ٢)

مرسوم إلهي 2 أعظم مرسوم إلهي

وقد نُقِلت البسملة في المصاحف من زمن الصحابة إلى زماننا هذا وقد كان الصحابة أحرص الأمة على تجريد القرآن من غيره فلو لم تكن من القرآن ما صدّروا بها فاتحته وسوَرَه  فهم أعظم الأمة أمانة وصدقا وعدلا ولا مرية في ذلك أبدا.

وكما أنّ الفاتحة سر الفتح فالبسملة فتح السر، وبالاستفتاح بها في كل عمل يتنزّل الخير وتحصل البركة،  والكون لو علمت كله ينفتح بفتحها، وبها مجرى سفن الحياة ومرساها، وهي أصل كل قوة في الكون، ومن يستعصم بها لن تغلبه قوة، ألم يعجز أحد الملوك بين جنوده وحشوده أن يقتل طفلا مجردا من كل قوة حتى قال:” بسم الله رب الغلام”  بتعليمات من ذلك الفتى؟

في البسملة أصل كل الأسماء الحسنى بل فيها الاسم الأعظم “الله” وأعظم صفة ” الرحمة”. وما عاش معها مؤمنٌ وزيّن حياته بها إلا ظهرت أسرارها عليه، وجرت بركاتها بين يديه..

وكما أن الله افتتح كتابه بالبسملة، فقد زاد تأكيدا على ذلك بافتتاح سوَره بها لتتضاعف بركاتها، وعندما هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم أول مرّة أمره أن يستفتح رسالته وقراءته بالبسملة لتكون رسالته مباركة فمِن  “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ” انتثرت البركات على محيّاه الشريف، وقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالة ربه محاطة ببركات البسملة وهي أبرك رسالة وزمنها أبرك زمن، وهو أبرك رسول،  ولأن القرآن مبدوءٌ بها كان مباركا بل أصبح كتاب البركة الأعظم، فمن يبدأ عمله وقوله بالبسملة تفيض عليه البركات، وتهطل عليه غيوث الرحمات..

إنّ المسلم يعيش حياته كلها بباء البسملة التي تعني الاستعانة فهو من دون عون الله لا شيء يُذكر، فلا ذكاء ولا مال ولا جاه ولا توفيق، بل لا خلق ولا رزق دون الاستعانة به، ومطلوب منه أن يجعل حياته كلها على اسم الله، شعاره ودثاره ” باسمك اللهم نحيا” فمن يحيا على اسم الله فهو المؤمن حقا، ومن عاش حيّا على اسم الله مات على اسم الله، ألم يرد الدعاء المأثور عند النوم «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا». ( ٣).؟

وعندما يستشعر المسلم في ليله ونهاره أنه لابد أن يموت ويحيا على اسم الله يزيد تعلّقه بها، فالحياة والموت لابد أن يكونان على اسم الله حتى يحاط هذا المسلم دوما بالأمن والسكينة والطمأنينة وليس الموت والحياة فحسب بل لابد أن تكون أيضا تفاصيل الحياة محاطة بهذا الاسم فعند كل حركة ونأمة وسكون وهجوع يعيش المؤمن مع اسم الله كما في الدعاء الوارد ضمن أذكار النوم أيضا: «بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ» (٤)  فحتى على مستوى أن تضع جنبك أو ترفعه لابد أن تكون هذه الحركة على اسم الله وهي إشارة لما فوقها من تحركات وتنقّلات وأمور مفصلية في حياتك كدراسة وزواج ووظيفة وسفر وعمل إذ لا غنى لك عن الاستعانة بالله كل طرفة عين من حياتك..والمسلم  السائر على طريق الله ينبغي أن يقيم نظام حياته على أمر الاستعانة بالله في كل صغيرة وكبيرة وقد ورد في الحديث:” كل أمر ذي بال لايبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر” .( ٥)

ومعنى أبتر أي مقطوع الأجر، أو قليل البركة، أو معدومها ، وقيل: إنه من البتر ، وهو القطع قبل التمام والكمال.

إنها حياة جميلة أن تكون كلها ماضية على أنوار البسملة، محاطة بخيرها، محميّة بدرعها، ثم إنّ مَن يستفتح حياته الزوجية بافتتاحية البسملة مستشعرا بركتها كان زمنه الزوجي مباركا فقد ورد في الحديث:

“إذا تزوّج أحدكم امرأة فليأخذ بناصيتها، وليسمّ الله عز وجل، وليدع بالبركة..”( ٦)

إنها أول كلمة في الحياة الزوجية فبها يكون المفتتح الجميل لتغدو حياة جميلة هادئة طيبة مباركة وما سواها من حيوات لا تلبث أن تتعثر بل بعضها تُدَمر وتُدَمِر لأنها لم تكن مبدوءة على اسم الله بل على اللهو واللعب والبعد عن الله، إذ من المحال أن يستعين إنسانٌ بربه ثم يخيب..

إنه إعلان في غاية الأهمية من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أن يستفتح الإنسان حياته الزوجية بالبسملة ترى كيف ستكون حياته بعدها وهو يستشعر قيمة هذه الكلمة ودلالتها وعظمتها مستعينا بالله وحده في كسب حياة جميلة غامرة بالرضا عامرة بالحب سعيدة بالوصال وقد يعيش في هذا العش الزوجي هانئا آمنا مباركا عشرات السنين إلى أن يودع هذه الحياة والسر في ذلك أنه استفتح زمنه بهذه الافتتاحية الجميلة..

مرسوم إلهي 3 أعظم مرسوم إلهي

وهي مع العبد مصاحبة له منذ أن كان نطفة في صلب أبيه حين الوقاع إلى أن يدخل قبره، ففي اللقاء الزوجي الحميم وأثناء معاشرة الزوجة ورد التوجيه النبوي الكريم أن يكون هذا اللقاء محاطا ببركات البسملة ففي الحديث:” لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا”. ( ٧)

فهي أجمل استفتاحية بمولود لا زال نطفة وسيتكوّن علقة ثم مضغة ثم جنينا من لحم ودم كل ذلك على اسم الله، ثم يخرج بشرا سويا ويكون طفلا ثم غلاما ثم فتى ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا فهو يمضي على اسم الله في كل أطوار عمره حتى يغادر دنياه لا يستحوذ عليه الشيطان وليس له عليه من سبيل لارتباطه بعون الله خالقه ومدبّر حياته..

فهو كما دخل نطفة إلى رحم أمه ببسم الله، وكانت حياته على اسم الله فإنه أيضا عند إدخاله قبره سيكون على اسم الله فقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسمي الله ففي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا وضعتُم موتاكم في قبورِهم فقولوا: بسمِ اللهِ ، وعلى سنةِ رسولِ اللهِ» .( ٨)

فجَنينٌ على اسم الله، وحياة على اسم الله، وموت على اسم الله، ومن كانت حياته وموته على اسم الله فقد عاش الحياة كما ينبغي..

ما أجملها من حياة يعيشها المؤمن في كنف:” باسمك اللهم نحيا” إنها حياة مفعمة بالبركة والرزق والخير والعطاء لأن الله هو المستعان به عليها، فعندما يحيا المؤمن على اسم الله يجد العون في حياته، والبركة في رزقه وأهله ووقته وقوته، ويجد الطمأنينة في قلبه، والانشراح في صدره وهذه هي الحياة الحقيقية أما ما سواها فهي حياة البهائم والأنعام بل ليست بحياة..

أول ما تقرأ في أعظم كتاب أنزل على خير نبي أرسل ” بسم الله الرحمن الرحيم” ينقدح في ذهنك معنى: باسم الله أبدأ قراءتي، ولفظ (اسم) يعمّ جميع الأسماء الحسنى فهو شامل لكل اسم لِله سمّى الله به نفسه، وهذا من بركات البسملة وفيوض نورها، و«اسم»  مشتق على الصحيح من «السموّ» وهو على وزن «العُلوّ»، ومعناه الارتفاع ولا يوجد اسم بلغ غاية السمو ونهايته وجلالته وعظمه ومنتهى رفعته كاسم الله تعالى..

ثم إنّ المتأمل للبسملة يجد أنها حوت لفظ الجلالة وهو لفظٌ جامعٌ لأسمائه وصفاته تعالى فأنت أول ما تقرأ لفظ ” اسم”  تجد لفظ الجلالة يبرق ماثلا أمام عينيك وهو اسم صاحب الملك والعظمة والكبرياء والجلال وهو أعظم أسمائه وأشملها وهو الاسم الجامع المحيط بكل الصفات والكمالات الإلهيّة، وهو المصدر لبقية الأسماء فهو أصل وبقية الأسماء فروع له، وهو العُمدة وبقية الأسماء تضاف إليه فمثلا «الغفور» و«الرّحيم» و«السميع» و«العليم» و«البصير»  و«المتين» و«الخالق» و«البارئ» و«المصوّر». كلها أسماء لله تعالى لا العكس.

فكلمة «الله» جامعة لكل أسمائه، ومن هنا جاء الخطاب القرآني بهذا المعنى  حيث يقول تعالى: (هُوَ آللَّهُ آلَّذِى لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ آلْمَلِك آلْقُدُّوسُ آلسَّلَـمُ آلْمُؤْمِنُ آلْمُهَيْمِنُ آلْعَزِيزُ آلْجَبَّارُ آلْمُتَكَبِّرُ)[6].

وﺍﻟﺮﺣﻤﻦ: ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ويأتي ترتيبه بعد لفظ الجلالة “الله” كما في البسملة، وكما في قوله تعالى” قل ادعو الله أو ادعو الرحمن” ، ومعنى الرحمن: ﺫﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ، وقد جاء على ﻭﺯﻥ ﻓﻌﻼﻥ الذي ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ والامتلاء، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ ﺃﺧﺺ وألصق ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ: ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎئه تعالى وﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : ‏«ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻮﻡ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻮﺻﻒ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﻓﺎﻷﻭﻝ ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺻﻔﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺣﻢ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻗﻮﻟﻪ “ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺣﻴﻤﺎ” ﻭﻗﻮﻟﻪ:” ﺇﻧﻪ ﺑﻬﻢ ﺭﺀﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ” ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺊ ﻗﻂ ﺭﺣﻤﻦ ﺑﻬﻢ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺭﺣﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﺭﺣﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺣﻢ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ‏» .( ٩)

مرسوم إلهي 4 أعظم مرسوم إلهي

إن الإنسان عبر شريطه الزمني في هذه الحياة إما أن يكون في بيته أو خارج بيته وهذه الفترة الزمنية التي سيقضيها لا بد أن تكون محاطة بالبسملة فقد ثبت في الحديث الصحيح عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل بيته : «بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا» . ( ١٠)

 وفي ” السنن” كان يقول عند الخروج من المنزل : «بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله» ( ١١) فهو يخرج ببسم الله ويدخل بسم الله ولن يصيبه ضر ما دام خارج البيت لأنه محفوظ ببسم الله الذي يقي ويكفي ويهدي وهذه الثلاث منتهى الرغائب وأصول المطالب فإن شيطانه يتنحى عنه ويقول لشيطان آخر ” كيف بك بشخص قد هدي وكفي ووقي” وفي داخل بيته سيجد الطمأنينة والسكينة ولن تهبط عليه المزعجات، وسيقيه الله الكدر والغم لأنه دخل حين دخل مسمّيا الله، وكم تتفاقم من المشاكل في البيوت وتفارقها السكينة لأن راعي البيت حين يلج بيته يلج معه الشيطان على غفلة منه حين غفل عن اسم الله..

والبسملة أجمل افتتاحية ليومك حيث تفتتح بها صلاتك..وردك.. عملك.. ذهابك.. وليس للمسلم أبدا غنى في أن يستفتح يومه وعمله  بدونها إذ معها تحل البركة وينزل الخير وتهطل غيوث الرحمة وبدونها يصبح اليوم أبترا قليل الخير منزوع البركة، فمع اسم الله أبشر بيوم جميل مزهر ينفح شذاه بالطيب والجمال وتعبق أردانه بالبشر والهناء والسعادة، وحتى يمضي الزمن جميلا بهيا مباركا سعيدا آمنا هانئا مطمئنا عش معها عند إشراقة كل شمس وغروبها، فإنك إن أحطت بها يومك من طرفيه حُفِظت من كل شر وجنّبت من كل سوء فهي السياج الحامي والسد المانع والحاجز الواقي وهي بمثابة الحصانة اليومية لك فإذا كان الملوك والزعماء والكبار يتمتّعون بحصانة أرضية ضعيفة فأنت تتمتع بحصانة سماوية لا أقوى منها في الوجود  ففي كل صباح ومساء يردّد المسلم باسم الله لِما ورد في الحديث: «ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ و مساءَ كلِّ ليلةٍ: بسمِ الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرضِ و لا في السماءِ، و هو السميعُ العليمُ ثلاثَ مراتٍ ، فيضرُّه شيءٌ» (١٢).

 إنها الحصانة التي تحجب عنك الشر وتحميك من الضر وتقف حائلا دون المصائب والأزمات، وتقيك الضر والنكبات، ولا أعظم من الحماية الإلهية المقرونة باسمه..

 وقد اشتهر عند أكثر المفسرين أنّ صفة «الرّحمن» عامة، فهي تشمل الخليقة جميعا المحسن منهم والمسيء فهو ذو رحمة واسعة تعمّ المخلوقات جميعا. حيث قال تعالى في الآية (156) من سورة الأعراف: (وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ)، لكن صفة «الرّحيم» ذكرت في كثير من المواضع مقيدة، لدلالتها الخاصّة، كقوله تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَّحِيمًا)[7].

 وأفعال الله قائمة على الرحمة، والعقاب أمر استثنائي له حالات استثنائية فقد كتب كتابا عنده تعالى قبل أن يخلق الخليقة أنّ رحمته سبقت غضبَه، ولأنها أعظم صفة له تعالى فقد ربطها بذكر أعظم مخلوقاته وهو العرش حيث قال في محكم كتابه:”{ الرحمن على العرش استوى} طه” 6″”.

والمسلم في كل مضيقٍ يستنجد برحمة الله ويستغيث بها ويهرع للتّشبث بمعاقدها كما حكى الله عن قوم موسى وهم يدعون الله أن ينجيهم برحمته من فرعون (وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِك)[8]، وقد حكى الله لنا عن هود عليه السلام وقومه، بقوله:  (فَأَنْجَيْنَاهُ وَآلَّذِينَ مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنَّا)[9]. 

ولفظ الجلالة “الله” هو الاسم العلم على الذات الإلهية الحقة المستحق وحده للعبادة لما اتصف به من الألوهية والربوبية والكمال والقداسة والجلال والعظمة والكبرياء.

مرسوم إلهي 1 أعظم مرسوم إلهي

وهو مرتجلٌ غير مشتق عند الأكثرين وإليه ذهب سيبويه في أحد قوليه، وقيل: هو مشتق وإليه ذهب سيبويه أيضا ولهم في اشتقاقه قولان:

أ- أن أصله إلاه على وزن فعال من قولهم: أله الرّجل يأله إلاهة أي عبد عبادة ثم حذفوا الهمزة تخفيفا لكثرة وروده واستعماله. 

ب- أن أصله لاه ثم أدخلت الألف واللام عليه واشتقاقه من لاه يليه إذا تستر كأنّه، سبحانه، يسمّى بذلك لاستتاره واحتجابه عن إدراك الأبصار ويحسن قول الشريف الرّضي هنا: «تاهت العقلاء في ذاته تعالى وصفاته، لاحتجابها بأنوار العظمة. 

وتحيّروا أيضا في لفظ الجلالة كأنه انعكس إليه من تلك الأنوار أشعة بهرت أعين المستبصرين، فاختلفوا: أسريانيّ هو أم عربي؟ اسم أو صفة؟ مشتقّ وممّ اشتقاقه؟ وما أصله؟ أو غير مشتق؟ علم أو غير علم؟».

والجار والمجرور في (بسم) متعلق بمحذوف وهذا المحذوف أثرى النص وزاد من مساحة دلالته، فالمحذوف قد يكون فعلا وقد يكون اسما وكلاهما يصح تقديمه وتأخيره فإن كان فعلا مقدما تقديره (أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم)  وإن تأخر فتقدره ب(بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ).

أما إن كان اسما فإن قدمته كان التقدير (ابتدائي بسم الله الرحمن الرحيم ) وإن تأخر فالتقدير(بسم الله الرحمن الرحيم )(ابتدائي)

وكل هذه الاحتمالات ولدها المحذوف المقدر المتعلق به حرف الجر الباء، وهذا من سعة دلالات حرف واحد في البسملة فكيف ببقية حروفها وكلماتها الثرية بالمعاني اللطيفة.

والراجح أن يقدر ﺍﻟﻔﻌﻞ لسببين:  لوروده في القرآن  فقد ورد ” بسم الله مجريها ومرساها”  وورد” اقرأ باسم ربك” والسبب الثاني: لما في معنى الفعل من التجدد والاستمرار، فعلى كل قول أو فعل يجدد المسلم التسمية، ثم إنه لو كان التقدير  على التأخير كان أحسن من وجهين: ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻴﻔﻴﺪ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺃﻱ ﺃﺑﺪﺃ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺑﺎﺳﻢ ﻏﻴﺮﻩ.

وعندما يقول القائل: (باسم الله) هو لا يقصد اسمًا واحدًا من أسماء الله بل يعني جميع أسماء الله الحسنى، وهذا يدلك على عظمة هذه البسملة وكرمها وعلو مقامها؛ أنك تَبْتَدِئ متبركًا ومستعينًا بكل اسم من أسماء الله عز وجل.

وقد قال بعض العلماء عن المعنى الإجمالي للبسملة: “قسمٌ من ربنا أنزله عند  رأس كل سورة يقسم لعباده أن هذا الذي وضعت لكم في هذه السورة حقٌّ وأني أوفي لكم بجميع ما ضمنت في هذه السورة من وعدي ولطفي وبري” (١٣)

ولا ينبغي أن تنحصر البسملة في اللفظ فقط، بل لا بدّ أن تكون واقعا مُعاشا حتى يرتبط هذا المخلوق الضعيف بالخالق الكبير، فلا يفتتح أمرا إلا أحضرها فيه لفظا واعتقادا، وهي عظيمة جد عظيمة فلا يبدأ بها أمر صغير إلا عظم وبورك، بل إنّ بقاء العمل وسر استمراره وخلوده يتوقف على ارتباطه بالله تعالى واستنزال العون منه، وتأمل كيف بدأت الرسالة المحمدية ب” اقرأ باسم ربك” ليكتب لها الخلود والهيمنة والرفعة وعلو الشأن.

والمسلم وهو يبسمل يتبرأ من أنّ هذا الشيء الذي قاله أو فعله باسمه أو باسم غيره إنما هو باسم الله الذي يطلب منه العون والمدد والقوة فلا إقدام ولا احجام إلا به ولا أخذ ولا ردّ إلا باسمه.

والبسملة كما تحمل في طيّاتها الاستعانة بالله فهي داعية إلى الرحمة ولأن هذا الكتاب موصوف بالهدى والرحمة فقد صُدّرت به جميع سور القرآن إلا سورة واحدة وهي سورة ” براءة” لأنها بمثابة إعلان حربٍ على مشركي مكة، وناكثي العهود، ومنافقي المدينة وهو أمر يتنافى مع الرحمة، أو لأنها تابعة للسورة التي قبلها.

 وعندما يبسمل المسلم يعلن تحدّيه للأخطار واستقواءه بربه القهار فلا خطر محدق مع البسملة فهذا نوح عليه السلام يقول لمن معه (وَقَالَ آرْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ آللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَيهَا)[3] . 

وماذا عسى أن تفعل سفينة بدائية أمام أمواج عاتية كالجبال؟

 كم يمكن أن تصمد أمام هذا الخطر؟

 كيف يمكن أن تنجو وهي من ألواح ودسر؟

 إن سفينة بدائية تواجه طوفانا يغرق العالم كله ما كانت لتنجو أبدا لولا أنها تجري باسم الله وترسو على اسمه ومن يجري على اسم الله لا ينكسر..

 وبالبسملة يتبرأ الإنسان من حوله وقوته مستمدا عون ربه وحوله وقوته، فكأنه بها يعيش آمنا في حراسة مشددة عليه، وهي الرقية من الأمراض، والشفاء من الأسقام، والكفاية من أعين الحساد..

والمسلم يبدأ أعماله ب”بسم الله” لأنه ضعيفٌ لا يقوى على فعل شيء دون عون ربه فهو يستعين به طالبا المدد والقوة والعزم والفتح والتوفيق وإلهام الرشد وهو بهذا يعلن استغناءه عن كل أحد وافتقاره لعون الواحد الأحد، كما أنه يعلن استعلاءه بها وعزته بعزتها وتمكينه بتمكينها فهذا سليمان عليه السلام يكتب لملكة سبأ  (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَـنَ وَإِنَّهُ بِسْمِ آللَّهِ آلرَّحْمَـنِ آلرَّحِيمِ)[4].

مرسوم إلهي 5 أعظم مرسوم إلهي

وقد يقول قائل: 

لِم لَم تَرد صفة أخرى غير الرحمة في البسملة ؟

 وكيف يمكن أن نفسر ورود صفة الرحمة في هذا التصدير العظيم؟ 

والجواب على هذا التساؤل من وجهين: 

الوجه الأول: هو أن المستعين على أي أمر من أمور حياته لابد أن يضمّن استعانته بصفة عظمى لربه ولا أعظم من صفة الرحمة فأنت لو استعنت _ على سبيل المثال _ بمخلوق لخاطبته بأعظم صفاته، والله أعظم صفاته الرحمة. 

الوجه الثاني: أنت عندما تستمد عونه أنت تريد صفة له عمت آثارها الكون كله وشمل وجودها كل موجود لذا كان حقيق بالبسملة أن تتضمن هذه الصفة.

وخذ أربعة من نتائج الاستفتاح بها:

أولا: ما تبثّه من اعتقادِ الضعف والعجز لدى المستفتح وأن هناك قوة عظمى تملك العون، فهو مع كل بسملة يعلن ضعفه وفقره، وقوة وغنى المستعان به. 

ثانيا: طلب الإرشاد من ربه إلى أقوم السبل، والهداية إلى المنافع. 

ثالثا: إرادة الحفظ من المضلات ونزغات الشيطان والأهواء. 

رابعا: طلب البركة في أموره واستمطارا لغيوثها حتى يعيش في ظلال الخير والرحمة. 

فما أزكى البسملة من جملة،  وما أحسنها من عبارة، ومن أبركها من كلمة، وما أحلاها في لسان قائلها وقلبه وسمعه، لقد حوت صنوف البلاغة والإعجاز، وقد وقف أمامها الفصحاء، وتحيّر من سبكها البلغاء، وتحلّق حولها علماء اللغة درسا وشرحا وإيجازا وإطنابا، ونحت فيها علماء البلاغة وما بلغوا جذورها، ونهل المفسرون منها وما شبعوا من معينها، وساحوا في جمالها فما بلغوا غاية منتهاها، وكم طافوا حول وردها الصافي منذ نزولها إلى اليوم، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه عليا رضي الله عنه أخذ بيده بعد صلاة العشاء وخرج به إلى البقيع وبقيَ يحدثه عن باء البسملة إلى الفجر فكم إذن في البسملة من معانٍ ..!!!

إن البسملة أعظم مرسوم إلهي كونها تحوي الألوهية والربوبية، فالألوهية في ” الله” حيث العظمة والقهر، والربوبية في اسمي “الرحمن الرحيم” حيث التربية والإنعام واللطف، وهي أعظم مرسوم إلهي كون العبادات والفرائض والأحكام والشرائع والشعائر وجميع القُرَب واليوم الآخر كلها تقع تحت التّأله، والتأله يعود إلى الألوهية، والألوهية تتفرع من اشتقاق اسم الله جل جلاله، وهي أعظم مرسوم إلهي لأن علوم الدين والدنيا كلها مندرجة تحتها فمن اسم ” الله” كل علوم الدين، ومن الرحمن الرحيم كل علوم الدنيا إذ المستعان برحمته على كل عمل وجهد، وهي أعظم أمر لأن القراءة بسم الله تبصّرك  أمور دينك فتؤدي جميع ما أمرك الله به، فكان أن استحقت البسملة أن تكون أعظم مرسوم إلهي.

الهوامش:

  1. رواه ابن حبان في صحيحه  والحاكم بشرط مسلم وصححه الألباني وأحمد في المسند( 4/103).
  2.  مصنف ابن أبي شيبة 261/7.
  3.  صحيح البخاري69/8 . 
  4. صحيح البخاري 70/8 . 
  5. مسند أحمد395/ 8. 
  6.  سنن ابن ماجه بتحقيق الارنؤوط105/ 3 وإسناده حسن.. 
  7. صحيح البخاري40/1 
  8. صحيح ابن حبان 376/7 وصححه الألباني في الإرواء 747. 
  9.  بدائع الفوائد لابن القيم 1/24.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى