فكر

فحيح الأفاعي: قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث (ج2)

مثلث الكذب الموت لإسرائيل .. فيلق القدس .. يوم القدس

إتمامًا للجزء الأول من هذه الدراسة، نشرع في تفكيك التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث، وحين نقيم الخطرين الإيراني والإسرائيلي على العرب، بعيدًا عن التعصب الذي يطغى على العديد من الذين يدلون بدلوهم في هذا الأمر، نجد أن المشروعين معاديان للعرب، ولإيران تاريخ في معاداة العرب وتعاظم هذا الدور بعد وصول خميني إلى السلطة عام 1979م، واعتماده مبدأ تصدير الثورة، الذي ما كان إلا على حساب العرب والمسلمين.

ولم يكن رفع إيران شعارات تحرير فلسطين إلا ذرًا للرماد في العيون، فعلى سبيل المثال، لم يعرف العرب عن فيلق القدس منذ تأسيسه، إلا قتل العرب وخصوصًا السنة منهم، فيما لم يحرك ساكنًا تجاه إسرائيل اطلاقًا.

كما لا يحتل الصهاينة (اليهود) أي مقدسات للشيعة لأن المسجد الأقصى عند الرافضة هو الذي موجود في السماء وليس في ارض فلسطين المحتلة حتى أن مسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى.

فقد أكد الكاشاني في تفسيره بأن المسجد الأقصى المذكور في أول سورة الإسراء إنما هو البيت المعمور الذي في السماء وليس المسجد الأقصى المعروف في بيت المقدس فقال: قال الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى وذلك ” ذاك في السماء، إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله “(1).

وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي: والمشهور يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد بالمسجد الأقصى هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد (2).

وعليه حرَّف الشيعة حديث شد الرحال المشهور في الصحيحين لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى) وجاؤوا برواية مكذوبة على علي رضي الله عنه ونصها “عن محمد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول عليه السلام، ومسجد الكوفة”(3).

وقد زعم الشيعة أن كل ما جاء في السنة النبوية من فضائل المسجد الأقصى إنما هو من صنع الأمويين.

والقول إن هناك عداء حقيقيا بين الشيعة وإسرائيل، وأن الحرب بينهما سوف تندلع إذا اكتملت شروطها الموضوعية، مجانبٌ للصواب؛ فالشعارات الإيرانية الشيعية تجاه إسرائيل والكيان الصهيوني ليس سوى مفرقعات إعلامية، بدليل أنه لم يحصل، منذ أكثر من 40 عاما، أي منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية أي تهديد حقيقي ووجودي لإسرائيل.

تخادم أفاعي لبنان مع الأفعى الإسرائيلية

ولعل ما قامت به حركة أمل الشيعية (حزب الله) حاليا في لبنان هروبا من الجرائم التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين والقضية الفلسطينية والأمة الإسلامية خدمة للمشروع الصهيوامريكي، برهان ساطع وحجة دامغة تؤكد التخادم الشيعي الصهيوني، المتجانس في الرؤية، والفكرة، والهدف، والأطماع.

ففي شهر رمضان المبارك من عام 1985م أعلنت منظمة (أمل) الشيعية حربًا على سكان المخيمات الفلسطينية في بيروت.. واستخدموا في عدوانهم كل الأسلحة.. واستمر عدوانهم شهرًا كاملًا، بدعم إسرائيلي، يقول مؤلف كتاب “وجاء دور المجوس” في جزئه الثاني:” كان السُّنة من اللبنانيين والفلسطينيين طرفاً، والشيعة والموارنة واليهود والنصيريون طرفًا آخر…  وكانت المعارك طاحنة ليس فيها رحمة ولا شفقة، وشهد المسلمون في المخيمات شمس يوم الثلاثاء 18 يونيو بعد أن اعتادت عيونهم على ظلام الملاجئ التي لا يضيئها غير وميض الرصاص ولهيب الحرائق، واعتادت أنوفهم على استنشاق روائح الجثث العفنة، خرج المسلمون الفلسطينيون من المخابئ بعد شهر كامل من الخوف والرعب والجوع دفعهم لأكل القطط والكلاب، خرجوا من المخابئ ليشهدوا أطلال بيوتهم.

وردد مقاتلو (أمل) في شوارع بيروت الغربية في مسيرات 2/6/1985م احتفالًا بيوم النصر، بعد سقوط مخيم صبرا: لا إله إلا الله العرب أعداء الله، وقال مسلح من أمل إنه على استعداد للاستمرار في القتال مهما طال الزمن حتى يتم سحق الفلسطينيين في لبنان.

وذكرت وكالات الأنباء الكويتية في 4/6/1985م والوطن في 3/6/1985م أن قوات (أمل) اقترفت جريمة بشعة، حيث قامت باغتصاب 25 فتاة فلسطينية من أهالي مخيم صبرا وعلى مرأى من أهالي المخيم.

ومما يؤكد أن ما قامت به حركة أمل الشيعية ليس سوى إحدى حلقات التخادم الشيعي الإسرائيلي، تصريح نقلته جريدة معاريف اليهودية في تاريخ 8/9/1997م، لأحد ضباط المخابرات الإسرائيليين قال فيه:” إن العلاقة بين إسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية، ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية، وخلقت معهم نوعًا من التفاهم؛ للقضاء على التواجد الفلسطيني، والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد”.

ويقول حيدر الدايخ -أحد زعماء حركة أمل الشيعية-نحمل السلاح في وجه إسرائيل، ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا، وأحبّت مساعدتنا، لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني الوهابي من الجنوب (4).

وكانت مجلة (الايكونومست) البريطانية قد ذكرت في تقرير لها أنه في نهاية الشهر السابع من سنة 1982 انضم حوالي 2000 عنصر من مقاتلي حركة أمل الشيعية إلى قوات مليشيا العميل سعد حداد المسيحي (التي أنشأتها إسرائيل في جنوب لبنان). وذكرت وكالة رويترز 1/7/1982 أن القوات الصهيونية لما دخلت بلدة النبطية لم تسمح إلا لحزب أمل الشيعي بالاحتفاظ بمواقعه وكامل أسلحته!!

يقول أرييل شارون في مذكراته: “توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى، لا سيّما الشيعة والدروز، شخصيًا طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين، حتى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضًا مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل، لم أرَ يومًا في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد”(5).

أما صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحركة أمل الشيعية، وبعد خلافه مع حسن نصر الله، فيعترف في لقاء مع قناة العربية بأن الشيعة هم حرس حدود للعدو الإسرائيلي (6).

وبحسب صحيفة هافينغتون بوست، النسخة الإنجليزية، فإن إسحاق رابين في عام 1987، قال: “إيران هي أفضل صديق لإسرائيل، ونحن لا ننوي تغيير موقفنا فيما يتعلق بطهران” وأوردت صحيفة معاريف في 23 سبتمبر/أيلول 1997 مقالة للصحفي اليهودي أوري شمحوني قال فيها: “إيران دولة إقليمية، ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل” وأضاف: “التهديد القائم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا، بل من الدول العربية المجاورة، فإسرائيل لم تكن أبدا ولن تكون عدوا لإيران”(7).

وبناء عليه يتضح جليا أن المناوشات التي يقوم بها (حزب الله ) الشيعي اللبناني، لا يمكن أن نسميها، حربا ولا مقاومة لأنها لا تتصف بصفات وميزات الحرب ولا بصفات وميزات المقاومة، وإنما يمكن اعتبارها تمويهات للتكفير عن مخازي شيعة لبنان، بقيادة حركة أمل الشيعية (حزب الله حاليا) كما هي مناوشات لخدمة أجندات إيرانية مصلحية، سياسية ودعائية؛ لأنه لا يمكن للمقاومة الحقيقية والشريفة أن تتخذ صفة الظرفية والانتهازية في التعامل مع الأحداث مثل ما حدث في حرب تموز 2006م، بل تكون مقاومة مشتعلة في كل وقت لا تعطي مجالا للعدو كي يستجمع أنفاسه، مثلما تفعل المقاومة الفلسطينية، وكل حركات التحرر الحقيقية في العالم.

الأفاعي قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث ج2 2 فحيح الأفاعي: قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث (ج2)

الاحتلال الأمريكي للعراق .. وخيانات آيات الله العظمى.

عند ما قررت الإدارة الأمريكية وحلفها الصهيوبريطاني احتلال العراق في العام 2004م لم تكن بحاجة إلى صناعة حاضنة شعبية عراقية ترحب بالاحتلال وتمهد له الطريق وتكون يده وذراعه التي تبطش بكل حر وتنكل بأي مقاوم، فقد سبق وأن صنع حاضنة كبيرة تجري ماء الخيانة في عروقها وأصبحت جينا من جيناتها تتوارثه عصرا بعد عصر، وتربطها به علاقات تخادم ضاربة في أعماق التاريخ، ابتداء من ابن العلقمي ومن سبقه وتلاه حتى تاريخنا المعاصر، وليست هذه الحاضنة سوى الشيعة وحوزاتها وملاليها وعبيدها السالكون دربها، وهو ما كان وسجله التاريخ في صحائفه السود. وقد بدأت بوادر غدر جمهور الشيعة من قرابة أسبوع من الغزو حيث كان لبعضهم دور استخباراتي خطير في توجيه العدو إلى الأماكن الحيوية المؤثرة لاستهدافها بالقصف، كما غدر ضباط الشيعة الذين كانوا في الجيش، وإن كانوا قلة إلا أن غدرهم كان مؤثرا.

وتظهر فتوى المرجعية الأولى للشيعة آية الله السيستاني الخيانة العظمى والتخادم المتين بين الشيعة والاحتلال الأمريكي البريطاني حيث افتى السيستاني بحرمة قتال المحتل (8).

وتلك الفتوى وهذا التخادم لم يكن دون مقابل، ففي مذكراته أكد (دونالد رامسفيلد) وزير الدفاع في الإدارة الأمريكية إبان إدارة الرئيس بوش أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني تسلم 200 مليون دولار وأصدر فتاوى “دينية” للمساعدة في سقوط العراق في أيدي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، كما كشفت المذكرات عن العلاقات التي كانت مرتبطة مع المرجع الشيعي وعن الأموال التي أعطاها له وجعلته يفتى الفتاوى لصالح قوات التحالف.

وأكد رامسفيلد إنه تربطه بالسيستاني علاقة صداقة قديمة ترجع الي عام 1987م، مؤكدا اتساع ذلك التخادم وديمومته، بقوله أخذت علاقاتنا مع السيستاني تتسع أكثر فأكثر وكانت آنذاك تواجهنا مشكلة (السلاح) حيث ترك النظام العراقي السابق في متناول العراقيين أكثر من ستة ملايين قطعة سلاح خفيف، كانت هذه القطع تسبب لنا إرباكا في السيطرة على هذا الكم الهائل من الأسلحة، وفعلا تم التوصل إلي اتفاق مضمونه أن يصدر الزعيم السيستاني فتوى تحظر استخدام هذه الأسلحة ضد قوات التحالف، وكان لهذه الفتوى الفضل الكبير لتجنب قوات التحالف خسائر جسيمة(9).

وقد افضى هذا التخادم الخبيث إلى تسليم العراق للشيعة وأصبح تحت الوصاية الإيرانية الأمريكية ليتحول العراق إلى خنجر مسموم في خاصرة الأمة العربية والإسلامية.

أكذوبة مقاطعة البضائع الإسرائيلية الأمريكية

يعد شعار مقاطعة البضائع الإسرائيل الأمريكية أحد الشعارات البراقة التي سوقت له الثورة الخمينية في إيران وعزف على وترها وامتداداتها في المنطقة، لكن وعلى الرغم من التصريحات العدائية المتبادلة بين إيران وإسرائيل وأمريكا، والتهديدات المستمرة بضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا أنه على المستوى الرسمي فإن العلاقات بين طهران وتل أبيب وواشنطن تأخذ منحنا مغايرا.

وإذا ما استبعدنا صفقات شراء الأسلحة الإسرائيلية، على اعتبار أنها ضرورة حتمية وخيار اضطراري، أملته ظروف الحرب وتوغل الجيش العراقي في الأراضي الإيرانية، إلا أننا نجد تخادما واضحًا لا يدع مجالا للشك بأن شعار مقاطعة البضائع الإسرائيلية الأمريكية أكذوبة وستار خداع توراي به إيران واتباعها سوءة خيانة الأمة والتخادم مع أعدائها.

فقد كشفت صحيفة (يديعوت احرونوت) في تقرير لها أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن إسرائيل تعتمد على التين والبلح الإيراني، بالإضافة إلى أن هناك العشرات من الشركات الإسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران (10).

وفي تقرير مفصل لها كشفت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن أن العلاقات التجارية بين تل أبيب وطهران في العقدين الماضين لم تقتصر على ما نشر مؤخرًا عن صفقات تجارية بين شركة الأخوة عوفر مع شركات نفط إيرانية، فقد أسس في بداية تسعينات القرن الماضي لجنة برئاسة ريتشارد شيفر، ورونالد نيومان، وكانت هذه اللجنة تجتمع سرّا كل ثلاثة شهور في القاهرة و لندن ولاغوس عاصمة نيجيرياـ وحينها كان الرئيس الإيراني محمد خاتمي يدعم تطوير بنية تحتية لعلاقات اقتصادية مع الدول الغربية وساعدته في ذلك ابنة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني التي كانت تشغل منصب المبعوثة الإيرانية لهذه اللجنة، وكذلك كانت (إسرائيل) لها ممثل في هذه اللجنة.

وبعد تولي أرئيل شارون منصب رئاسة الوزراء طلب من مسؤولين روس أن يكونوا وسطاء بين (إسرائيل) وإيران، وحينها انتعشت العلاقات الاقتصادية بين (إسرائيل) وإيران، مشيرة إلى أن تعاون الأمريكان ساهم في تعزيز التبادل التجاري مع إيران، علما أن ذلك كان خلال فترة تولي احمدي نجاد للحكم في إيران (11).

أما صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية فقد أكدت على أن الحكومة تتجاهل حقيقة وجود حوالي 200 شركة إسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران من بينها ما هو متعلق بالاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني الذي تستخدم طهران إيراداته لتطوير المشروع النووي في إيران، وذلك رغم دعوات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران ومقاطعتها من أجل إرغامها على وقف تطوير برنامجها النووي.

وذكرت (هآرتس) أنه على الرغم من سن قانون في الكنيست العام 2008م يحظر على الشركات الإسرائيلية إقامة علاقات تجارية مع إيران إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تتخذ أية خطوات رادعة (12).

أعلن مكتب الإحصاء الأمريكي أن حجم التبادل التجاري بين إيران والولايات المتحدة في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023م بلغ 17.8 مليون دولار بنسبة انخفاض 2٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، كما ارتفعت قيمة الصادرات الأميركية إلى إيران في الأشهر كانون الثاني إلى نيسان 2023 بنسبة 29٪، وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022م، تم تصدير ما قيمته 13.5 مليون دولار من البضائع من أمريكا إلى إيران، والتي ارتفعت إلى 17.5 مليون دولار في نفس الفترة من هذا العام، واردات أمريكا من إيران في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023 انخفضت بنسبة 93٪ إذ بلغت 0.3 مليون دولار(13).

الأفاعي قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث ج2 فحيح الأفاعي: قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث (ج2)

شيعة اليمن تاريخ حافل بالخيانة والتخادم

تعمدت الحركة الحوثيّة، منذ بداياتها الأولى خطابًا تعبويًا لقواعدها، ومن ثم للمواطن اليمني بوجه عام بعد انقلابها على السلطة، ليخاطب قادتها الرأي العام اليمني والعربي، بأنهم ما وجدوا إلا ليقاتلوا أمريكا وإسرائيل، ولعن اليهود صباحًا ومساء، مستغلين بذلك رصيد الكراهية الثاوي في قلوب الجماهير، التي يتسم أغلبها بالغنى العاطفي والفقر المعرفي، وحالة الشعور بالانكسار والهزيمة التي تعاني منها شعوب العالم الإسلامي أمام استكبار أعداء الأمة من اليهود والنصارى وتسلطهم وإمساكهم بزمام الأمور، فلم يكن أسهل للوصول إلى تعاطف الجماهير من رفع شعارات العداوة لليهود والنصارى، وتقمص أدوار الممانعة والمواجهة لهم؛ غير أن حبل الكذب قصير، والشعار مهما أغرى فلا بد له من الانكشاف.

والحقائق التي تتكشف يوما عن يوم وتفوح رائحتها من أروقة المخابرات الدولية، ويرويها الباحثون الأجانب بمن فيهم الإسرائيليون أنفسهم، تُظهر عمق العلاقات الوطيدة التي ربطتهم وتربطهم بالحوثيين وأسلافهم الإماميين.

ورغم أن تلك الشعارات الخادعة كانت ولا زالت تأخذ حجمها الهائل من الضجيج، أنها لا تملك أي قدر من الحقيقة على الأرض، فلا عداوة لليهود والنصارى، ولا مواجهة للأعداء والمتربصين، وتشهد سجلات التاريخ الغابر والحاضر، بأن فرق الشيعة كانت هي الأقرب دائمًا إلى أعداء الأمة.

وفي التاريخ الحديث بدأت أول عملية تخادم بين نظام الإمامة والمستعمر البريطاني بالتنسيق السري بين البريطانيين من جهة وأسرة حميد الدين المتحكمة بشمال اليمن من جهة، وتم عقد اتفاقية بين الطرفين تضمن علاقة التخادم بينهما.

ومن ضمن بنود تلك الاتفاقية التي عقدت في 11 فبراير من عام 1934م: تأجيل البّت في مسألة الحدود وإلزام الإمام بمراعاة علاقات الودّ وحسن الجوار، وجعل مدة العمل بالمعاهدة أربعين عاما، فالفريقان المتعاقدان الساميان يوافقان على بقاء الوضع القائم بالنسبة إلى الحدود كما هو عليه عند تاريخ توقيع هذه المعاهدة، وأنْ يمنعا بكل ما لديهما من وسائل أي تعدٍّ من قواتهما في الحدود المذكورة، وأي تدخل من أتباعهما أو من جانبهما في شؤون الأهالي في الجانب الآخر من الحدود المذكورة (14).

وقد كشف البطل الجمهوري علي ناصر القردعي عن ذلك التخادم عندما كلفه الإمام يحيى بتحرير شبوة ومن عينه واليا عليها، بالتنسيق مع المستعمر البريطاني بغرض التخلص منه.

وبأمر من الإمام يحيى“قام الإنجليز بتجميع قوة عسكرية كبيرة بقيادة الضابط السياسي البريطاني هاملتون، … استطاع محاصرة قوات القردعي وقطع مياه آبار شرب قواته، وطلب منه التسليم الفوري …، وكان القردعي لا زال ينتظر وصول إمدادات الإمام المزودة بالرشاشات والمدفعية” (15).

واستمر القردعي محاصرا رافضا التسليم إلا بإمر من الإمام، وبعد عدة أيام كان الإمام قد أرسل للقردعي أمر رفع من شبوة ووصوله إلى مقامه، ليقدم له وسام البطولة. وقد أفهموا القردعي أنهم سيجهزون له طائرة تنقله مع رسول الإمام إلى صنعاء تلبية لطلب الإمام في إيصاله إليه وتكريمه، وكما ذكر الإمام للقردعي في رسالته، وقد وافق القردعي على ذلك بشرط أن يحمل سلاحه معه.

وبعد إقلاع الطائرة وبفطنته المعروفة ومن خلال تعرفه على الطريق المؤدية إلى عدن من اتجاه الطائرة، فضلا عن شجاعته النادرة في التعامل مع الموقف، واستعمال قوته وسلاحه في الوقت المناسب، أبطل تلك المؤامرة على حياته وحول مسار الطائرة حيث شاء هو.

وقد عبر الشهيد القردعي عن تلك الحادثة وذلك التآمر في قصيدة خالدة والتي منها:

يالله يامن لـك القدرة وبـك نركـن 

 يا حـي قيـوم وحـدك ما معك ثانـي

قدهم على شور من صنعاء إلى لنـدن

متجاوبة كلهـم سـيـد ونصـرانـي

وتتقسمـوا الأرض كـلا منهـم وثـن

 فرض اليمن كـدروا عاقـل وسلطانـي

يوما وهو في العدا منـا ويـوم اغبـن

واليوم خصمي بفعـل السـوء كوانـي

ضماي له يا ضما متصاب دمعـه شـنّ

ما يروي الظامئ إلا شـرب الاحفانـي

وهذا التنسيق بين أسرة بيت حميد الدين الشيعية الهاشمية لا يخرج عن كونه امتدادًا لتجارب سابقة من التنسيقات والتخادم بين بريطانيا والشيعة في المنطقة وعلى رأس تلك التجارب تخادم الشريف حسين أمير الحجاز الذي تمرد على الدولة العثمانية وارتمى في أحضان أعداء الأمة إثر وعود له بإقامة الدولة العربية الكبرى وتنصيبه ملكا عليها.

الأفاعي قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث6 فحيح الأفاعي: قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث (ج2)

تخادم بلا حدود وإسهام حيوي في تأسيس دولة إسرائيل.

كما أوفت بريطانيا بوعدها لليهود وتم ذلك بالإعلان عن قيام دولة إسرائيل 1948م في أرض فلسطين وعملت على تعزيز وجودها وبقائها فقامت بعمليات تهجير اليهود من جميع أصقاع المعمورة إلى إسرائيل، كان يحيى حميد الدين وفيًا جدًا حيث أسهم في تأسيس الكيان اللقيط، وذلك برفده بالعنصر البشري، والذي تعد الدولة بدونه عدم، حيث كشفت وثائق نُشرت مؤخرًا، عن التعاون والتنسيق الذي جمع بين نظام الإمام يحيى والمستعمر البريطاني في عدن، والولايات المتحدة الأمريكية، على تهجير يهود اليمن إلى إسرائيل، فيما عرف حينها بعملية (بساط الريح، أو البساط السحري) والتي نفذت نهاية الأربعينيات من القرن الماضي.

وخلال عام كامل “بدأت المرحلة الأولى من بساط الريح في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 1948 نُقِل خلالها جوًا 50 مهاجرًا من يهود اليمن إلى أرض فلسطين، تلاها في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من عام 1949 غادر 4500 يهودي يمني، و3300 خلال مارس (آذار) من العام ذاته، وفي 55 رحلة جوية”، ليبلغ إجمالي المهاجرين من اليهود اليمنيين إلى أرض فلسطين خلال المرحلة الأولى من عملية البساط السحري 8000 مهاجر نهاية مارس (آذار) 1949م، ونهاية المرحلة الأولى، ثم استمرت في المرحلة الثانية نقل آلاف أخرى، حتى بلغ إجمالي المهاجرين من اليهود اليمنيين شمالًا وجنوبًا خلال عملية البساط السحري من 16 ديسمبر (كانون الأول) 1948م وإلى 24 ديسمبر (كانون الأول) 1950م نحو 65 ألف مهاجر”(16).

والحركة الحوثيّة قد أثبتت براغماتيّة عالية في التعامل مع من تسمّيهم أعدائها، فعلى سبيل المثال وعلى الرغم من عدائها العلني للولايات المتحدة والمناداة بموتها، قدمت الحركة نفسها كشريك لها يعتمد عليه في حربها على الإرهاب، بل وتعاونت الطائرات بدون طيار الأميركية في أواخر عام 2014، مع القوات البريّة الحوثيّة في معارك الأخيرة في رداع والبيضاء تحت ذريعة مواجهة الحركات الجهاديّة والقَبَليّة في البيضاء ورداع.

وهذا التخادم بين الحوثيين والقوى الغربية ممثلة بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا والتدخل المباشر وغير المباشر لتعزيز الحوثيين وإن بطرق ملتوية وتحت غطاء ذرائع واهية، ليس الأول من نوعه في سياق التخادم الشيعي الإسرائيلي البريطاني الأمريكي في اليمن؛ فقد سبق وإن شاركت كلٌ من إسرائيل وبريطانيا بصورة مباشرة في دعم القوات الملكية ضد القوت الجمهورية.

وقد كشف باحثون عن أن التدخل كان ثمرة للقاء جمع (وياكوف هيرتسوغ) ووزير خارجية الملكيين أحمد الشامي، حصلت فيه إسرائيل بحسب شمعون بيريز على وعدٍ من الإمام البدر حميد الدين بالاعتراف بـ(إسرائيل) إذا دعمته في حربه لاسترداد الحكم من الجمهوريين (17).

مع تعدّد اللقاءات، بدأ العمل على تحقيق هذه الوعود، وتمّ إرسال جاسوس إسرائيلي إلى اليمن عبر عدن، بالتعاون مع البريطانيين وبوثائق مزوّرة، وتم الاتفاق مع الملكيين على كيفية استقبال المساعدات الجويّة والتقنيات المطلوبة لذلك، وترتيب الاتصالات بين المرتزقة البريطانيين والطيران الإسرائيلي، للتأكّد من وصول الشحنات إلى مكانها الصحيح، واتّخاذ ما يلزم لتجنّب الصعوبات والأخطار الكبيرة لهذه العملية عموماً، عسكريًا وسياسيًا.

وفي صيف 1963 أجري ماكلن اتصالا مع الملحق العسكري الإسرائيلي في لندن، العقيد دان حيران، وبحث معه بشأن مساعدة إسرائيل للإمام، نقل حيران الطلب الاستثنائي عبر الوسائل المتبعة، وبعد بضعة أيام وصل ماكلن إلى تل أبيب، والتقى مع موشيه ديان، الذي رغم أنه كان وزيرا للزراعة، إلا أنه كانت له صلاحيات ولديه ذراع طويل في الأمن، والتقى مع مائير عميت، رئيس الموساد. إسرائيل وافقت مبدئيا وخلال خريف 1963 زادت الاتصالات بين الطرفين وبدأت تتبلور خطة عملية. العملية، التي سميت في الجيش الإسرائيلي (عملية روتب) (18).

واستمرّت هذه العملية السريّة -التي لم يعرف بها حتى أعضاء في الحكومة الإسرائيليّة! – قرابة عامين من ربيع 1964 إلى ربيع 1966، وأنشأت 13 جسرًا جويًّا أنقذ اثنان منهما “قائد الملكيين عبد الله بن الحسن بينما كان في منطقة جبلية معزولة وقصيّة من هزيمة مؤكدة”

في 31 آذار 1964 في أثناء الليل حلقت طائرة نقل إسرائيلية في سماء اليمن. وجه الطاقم، برئاسة الطيار المقدم آريه عوز، الطائرة نحو شمال الدولة بين معسكرات الجيش المصري بعد لحظات شخص عوز في الأسفل عددا من الحرائق الصغيرة، وأضاء الضوء الأخضر في أسفل الطائرة. بدأ إلقاء مظلات التموين، 12 صندوقا من الخشب مملوءة بالوسائل القتالية، الذخيرة، والمعدات الطبية شقت طريقها بهدوء عبر المظلات نحو الأرض. عزز نجاح الإسقاط ثقة الطرفين.

بالإضافة إلى المساعدات الإسرائيليّة العسكريّة والطبيّة، أرسل الموساد عدّة جواسيس إلى شمال اليمن لجمع معلومات تفصيليّة عن الجيش المصري وحركة الملاحة في البحر الأحمر، كما استُخدمت مجموعة من يهود اليمن المهاجرين إلى (إسرائيل) خضعت لتدريب من المخابرات الأمريكيّة. بيد أن أشهر جواسيس “إسرائيل” في اليمن كان مصريًا يُدعى باروخ مزراحي، ظلّ ينشط في البلاد لسنوات بعد انسحاب القوات المصريّة، قبل أن تعتقله السلطات اليمنيّة في مدينة الحُديدة الساحليّة عام 1972م، وتُسلّمه للسلطات المصريّة التي أفرجت عنه في عملية تبادل أسرى بينها وبين “إسرائيل” عام 1974م (19). وعلى خطى أسلافهم ودربهم المعبد بالخيانة كشفت دارسة عن قيام الحوثيين في مارس 2016م، بتهجير اليهود إلى “إسرائيل” من مطار صنعاء مرورًا بالأردن، غير أن ما يسترعي الانتباه؛ أن هذه الهجرة الأخيرة حدثت والبلاد تعيش حربًا طاحنة، وقوّات الحوثيين هي المسيطرة على مطار صنعاء، مما يؤكد أن عملية ترحيل اليهود من مطار صنعاء في سياق هذه الظروف مؤشرًا على وجود تفاهم إسرائيلي مع الحركة الحوثيّة (ليس مباشرًا بالضرورة).

ولم يقم الحوثيّون بالتنسيق لهجرة اليهود فحسب، بل سمحوا بحملهم لمخطوطات توراتيّة أثريّة قديمة معهم، يؤكد ذلك اتهام وزير الثقافة اليمني لهم بأنهم هربوا آثارًا يمنيّة إلى إسرائيل (20).

فمع انقلاب مليشيا الحوثي، التي تواجه تهمًا بأنها من تقوم بعملية التهريب والمتاجرة بتاريخ البلاد، لا يكاد يمر أسبوع دون الإعلان عن مزاد عالمي لبيع آثار يمنية مهرّبة، وهي ظاهرة تعاظمت مؤخرا أعلن مزاد “آرتيميس” للمجوهرات القديمة والآثار، في العاصمة البريطانية لندن، عن طرح وَعْل برونزي من آثار اليمن القديم على قائمة معروضاته للبيع في الثلاثين من نوفمبر 2023م).

وفي تقرير لقناة بلقيس أكدت “مؤسسة كلوني للعدالة إن أعمال النّهب المستمرة في هذه الفترة، استهدفت المواقع الأثرية، بسبب الحرب، حيث تم نهب ما يقدر بـ 12 ألف قطعة من متحف ذمار، و16 ألف قطعة نُهبت من المتحف العسكري في صنعاء، و120 ألف قطعة نُهبت من المتحف الوطني في صنعاء”. كما أوضحت المؤسسة بأن “مليشيا الحوثي نهبت الآثار التي في بيت مهدي مقولة، والآن يتم مشاهدتها تعرض للبيع في المزادات العالمية” وأن وصول هذه الآثار المنهوبة من اليمن إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، يتم عبر شبكات دولية معقّدة، تشمل المهرّبين والتّجار، وأن تلك الآثار، التي يتم بيعها، تذهب أموالها إلى مليشيا الحوثي، لكي تستمر بقتل اليمنيين حتى اللحظة”(21).

وحسب موقع الإصلاح نت فإن مصادر عاملة في هيئة الآثار في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، ذكرت لـ(الشرق الأوسط) أن هذه المناطق تشهد عمليات تهريب ونبش للمواقع الأثرية بصورة لم تعرفها البلاد، منذ البدء في عمليات التنقيب في خمسينات القرن الماضي، وبالذات في محافظة إب التي توجد بها عاصمة الدولة الحميرية، ومحافظة الجوف التي كانت عاصمة لدولة معين وعاصمتها براقش، ومديرية صرواح في غرب محافظة مأرب، والتي تعدّ من المواقع الأثرية المهمة في المحافظة ويتم ذلك بالتوازي مع نشاط ملحوظ في تجارة القطع الأثرية وتهريبها؛ حيث ساعد في ذلك إلغاء الحماية العسكرية عن كل المواقع الأثرية، ونظرة الميليشيات الحوثية إلى الآثار باعتبارها رموز جاهلية لا تستحق أي اهتمام، وينبغي عدم الاعتزاز بها.

الهوامش:

  1. تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 
  2.  القمي، منتهى الآمال، ص70. 
  3.  وسائل الشيعة 5/257. 
  4.  مجلة الأسبوع العربي – 24/10/1983م. 
  5.  مذكرات أرييل شارون، ترجمة أنطوان عبيد، ط1، مكتبة بيـسان، بيروت،1992م، ص 583-584. 
  6.      https://www.youtube.com/watch?v=Sc12xHdPkv4
  7.  آدم يحيى، شيعة إيران ويهود إسرائيل. عداء حقيقي أم فرقعة إعلامية؟https://www.alestiklal.net/aN]l 
  8.  نص فتوى السيستاني بتحريم قتال قوات الاحتلال في العراق http://alqadisiyya3.com/up/uploads/7c62dd9c7c.jpg 
  9.  http://n4hr.com/up/uploads/4323507043.gif 
  10.  العلاقات السرية بين إيران وإسرائيل استثمارات-بـ 30 مليار دولار، https://shaam.org/news/international-news 
  11. أحمد أبو دقة، تفاصيل العلاقات التجارية بين إيران و(إسرائيل)خلال العقدين الأخيرين: https://www.albayan.co.uk/AuthorPage.aspx?authorid=152Hpl] 
  12.  https://arabic.rt.com/news/558563-
  13. https://www.elnashra.com/news/show/16254 
  14.  ينظر: ثورة اليمن الدستورية، تأليف ضباط من رؤساء خلايا القيادة العسكرية لثورة 1948م، المشير عبد الله السلال، العميد حسين الدفعي، وآخرون، صادر عن مركز الدراسات والبحوث اليمنية – صنعاء، ط1، دار الآداب – بيروت، 1985م، صـ194-195. 
  15. سلطان ناجي، التاريخ العسكري لليمن 1839 1967م، ط1، دار العودة، بيروت، 1988م، صـ124-125. 
  16. جمال شنيتر، في ذكرى “بساط الريح”… ماذا تبقى من يهود اليمن؟  اندبندنت عربي https://www.independentarabia.com/video 
  17. Asher Aviad Orkaby, (2014). “The International History of the Yemen Civil War, 1962-1968”. Harvard University p 270.  نقلا عن أيمن نبيل، مائة عام من السياسات الإسرائيليّة في اليمنhttps://metras.co/%d9%87%d9%84- 
  18.  يوسف الباز، قصة 13 طلعة جويّة إسرائيلية في سماء اليمن العام 1964م، https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12fa03ady3183 
  19.  أيمن نبيل، مائة عام من السياسات الإسرائيليّة في اليمنhttps://metras.co/%d9%87%d9%84- 
  20. فس المصدر. 
  21.  آثار اليمن في مزادات عالمية.. ما السّبل الكفيلة لحمايتها من التهريب والتجريف؟ https://www.old.belqees.net
placeholder فحيح الأفاعي: قراءة في التخادم الشيعي الغربي في التاريخ الحديث (ج2)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى