س: ما المقصود بـــ(التعريف)؟
ج: التَّعْرِيفُ: هو تحديدُ المفهوم الكلي للشَّيءِ بذكْر خواصِّه المميِّزةِ، أو تقديم معلوماتٍ عنه.(1)
س: ما تعريف الكلمة؟
ج: الكلمة: هي أصغر وَحدة تُبنى عليها اللغة، وهي أقسامٌ ثلاثةٌ: اسم، وفعل، وحرف. وتشكل الكلمة اللبنة الأساسية التي يعتمد عليها الكاتب والناطق في هندسة وبناء كلامهمـا؛ أي إنشاء الجمل التي يتم بها التواصل والإفهام والتفاهم.(2)
س: هل لـ(ـالكلمة) معنىً واحد فقط؟
ج: لا.. بل غالباً ما يكون للكلمة الواحدة عدة معانٍ، وعلى سبيل التفصيل فهناك مستويات متعددة من المعنى لــ(الاسم)؛ فهناك المعنى اللغوي، وهناك المعنى الاصطلاحي أو الاستعمالي.. وبالنسبة للمفردة القرآنية فهناك المعنى الشرعي، وأحياناً يكون للكلمة معنى عرفي، وفي كل واحدة من هذه المستويات قد تكون هناك عدة معان للكلمة الواحدة. وهذا الأمر واضح بجلاء في معاجم اللغة العربية.
س: ما المقصود بالمعنى اللغوي للكلمة؟
ج: المعنى اللغوي – أو الدلالة اللغوية- للكلمة هو جذرها اللغوي كما ورد في معاجم اللغة، أو ما تواضع عليه أهل اللغة حين ضبطوا المصطلحات لفهم مراد كلام العرب.. أو هو ما وضع اللفظ بإزائه أصالةً.. أو هو تفسير المقصود من اللفظ بصفة عامة.
وله غالباً مدلولات متعددة فلا يمكن الاعتماد عليه وحده في البحوث العلمية. (3)
س: من أين تؤخذ المعاني اللغوية لمفردات اللغة العربية؟
ج/ تؤخذ المعاني اللغوية للمفردات العربية من معاجم اللغة المعروفة، وهي مراجع لغوية جمعت المُفردات والألفاظ اللغويّة، وشرحت مَعانيها وصفاتها ودلالاتها وفق ما تكلم به العرب قديماً بمختلف لغاتهم ولهجاتهم، ومن أشهرها: تهذيب اللغة لابن الأزهري الهروي، وتاج اللغة وصحاح العربية للجوهري، والمحكم لابن سيده، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط للفيروز آبادي.(4)
س: ما الأمثلة على تعدد المعاني اللغوية للمفردة الواحدة؟
ج/ على سبيل المثال تتعدد التعريفات اللغوية للفظة (القرآن) على الأقوال التالية: (5)
1- منهم من قال إنَّ القرآن اسم عَلَمٍ غير مُشتقٍّ من جذرٍ لغوي وغير مهموزٍ (أي قران)، وهو بذلك اسمٌ اختصَّ الله تعالى به الكتاب الذي نزل على النّبي -ﷺ- كما في أسماء الكتب الأخرى التّوراة والإنجيل، وهذا القول مُنتقلٌ عن الشافعيّ وغيره.
2- ومن العلماء من ذهب إلى القول إنَّ (القرآن) اسمٌ مشتقٌّ من القرائن؛ لأنَّ الآيات يُصَدِّق بعضها بعضاً، ويُشابه بعضه بعضاً كالقرينات، أي المُتشابهات، وهذا قول الفرَّاء.
3- وقيل إنَّه لفظٌ مهموز أي: (قرآن)، وهو مشتقٌّ من قَرَأ ومصدرٌ له، وهذا ما ذهب إليه اللحيانيّ وغيره.
4- وذهب الزَجَّاج وغيره إلى القول بأنَّ القرآن وصفٌ مشتقٌّ من القَرءِ أي الجمع، ومثال ذلك: قرأت الماء في الحوض؛ أي جمعته فيه، وسُمِّي القرآن بذلك لأنَّه جمع السّور بعضها إلى بعضٍ، أو لأنَّه جمع ثمرات وفوائد الكتب السَماويَّة التي نزلت قبله كما قال الرّاغب.
5- مصدر من قرأ وتأتي بمعنى الجمع والضم، والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل.
مثال ثان؛ فــ(الشريعة) في اللغة هي مورد الماء، والطريق والسبيل إليه، أو المواضع التي يُنْحَدَر إلى الماء منها.(6)
ومثال أخير؛ فــ(الصلاة) في اللغة تعني: موضع الصلاة، والدعاء، والتبريك، والتمجيد، وتليين العود بالنار، وعرق متصل بالظهر، وراكب الخيل التالي إذا سبقه راكب في السباق.(7)
س: ما المقصود بالمعنى الاصطلاحي للكلمة؟
ج: المعنى الاصطلاحي – أو الاستعمالي- هو الذي يكون المعنى فيه مخصوصاً أو ذا مدلول محدد. وقيل هو عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما ينقله عن موضعه الأول، أو اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى، أو لفظ معين بين قوم معينين، أو هو إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما لبيان المراد. والمصطلحات هي مفاتيح العلوم على حد تعبير الخوارزمي، وقد قيل إن فهم المصطلحات نصف العلم.(8)
وبالنسبة للمفردات القرآنية فبها اكتسبت الكلمة: (المعنى الشرعي) أو (الدلالة الشرعية)، وهي التي تدل على مقصود صاحب الوحي من اللفظة التي أعطاها القرآن معنى خاصا يجب الوقوف فيها عند ذلك المعنى والسياق.(9)
وعلى سبيل المثال يُعرَّف (القرآن) الكريم في المعنى الشرعي بأنَّه:
– [كلام الله تعالى المُعجَز، المُوحَى به إلى النّبي محمد -ﷺ- بواسطة المَلك جبريل – -، المنقول بالتّواتر، المَكتوب بين دفَّتَي المُصحف، المتعبَّد بتلاوته، المَبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النّاس].(10)
وأما (الشريعة) في التعريف الشرعي فهي:
– [بها سميّ ما شرع الله للعباد شريعة من الصوم والصلاة والحج وغيره، والشريعة. والشرعة: ما سنّ الله من الدين وأمر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أعمال البر.. ومنه قوله تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (المائدة: 48)، قيل في تفسيره: الشرعة: الدين، والمنهاج: الطريق.. وقال الفراء في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ﴾ (الجاثية:18) أي: على دين وملة ومنهاج.. ويقال: فلان يشترع شرعته، ويفتطر فطرته، ويمتل ملته، كل ذلك من شرعة الدين وفطرته وملته. وشرع الدين يشرعه شرعا: سنّه. وفي التنزيل: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا﴾ (الشورى:13).. قال ابن الأعرابي: شرع أي أظهر. وقال في قوله تعالى: ﴿…شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ (الشورى:21).. قال: أظهروا لهم. والشارع: الرباني، وهو العالم العامل المعلم..].(11)
وأما (الصلاة) فهي: [العبادة المخصوصة المبينة حدود أوقاتها في الشريعة، وهي تتضمن أقوالاً وأفعالاً مخصوصة، مفتتحة بتكبير الله ومختتمة بالتسليم.].(12)
س: ما مصادر المعاني الاصطلاحية للكلمات؟
ج/ هناك عدد مهم من معاجم المصطلحات المخصصة لشرحها وتوضيح مفاهيمها؛ وأبرز أنواعها: معاجم الألفاظ، ومعاجم المعرب والدخيل، ومعاجم المفردات، ومعاجم المصطلحات العلمية والفنية، ومنها: المفردات في غريب القرآن للأصفهاني، ومفاتيح العلوم لأبي عبدالله الخوارزمي، والتعريفات للجرجاني، وأساس البلاغة للزمخشري، والمحكم لابن سيده، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط للفيروز آبادي، والمعجم الوسيط. (13)
س: ما هو المعنى العرفي؟
ج: المعنى العرفي أو الدلالة العرفية هي التي تخضع للتغير تبعاً لتغير العادات والتقاليد في استخدام الألفاظ، أو يقصد به معنى آلت إليه الكلمة حسب ما تعارف عليه الناس لتدل على معنى يريده الناس في زمن ما.
والمثال على ذلك: كلمة (الدابة) فمعناها اللغوي: من دبَّ يدبُّ أي يتحرك على الأرض، والمعنى الاصطلاحي: كل ما يتحرك على الأرض ويدبُّ عليها من بشر أو حيوان أو حشرة.. إلخ، وفي الاستعمال الشرعي فهي إحدى علامات الساعة كما ورد في قوله تعالى: ﴿…أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ (النمل:82).. أما المعنى العرفي فهو اقتصار إطلاق (الدابة) على الحيوانات. وكذلك كلمة (السمك) فالناس عرفا لا يسمونه لحما لكن القرآن الكريم سماه (لحما طريا)(14) كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾ (النحل:14)
وفي بعض السياقات يساوي بعض اللغويين بين المعنى الاصطلاحي والمعنى العرفي بوصفهما معنى واحدا.
س: ما العلاقة بين كل من المعنى اللغوي وكل من المعنى الاصطلاحي والمعنى الشرعي؟
ج: يستلزم الشروع في تفسير مصطلحات كل فنٍّ البُداءةَ بتوضيح المعنى اللغوي؛ للارتباط بين المعنيينِ؛ فإن المصطلحاتِ أعلامٌ على المعاني المستخدمةِ في فُنونها، والأعلام منها المرتَجَل ومنها المنقول عن معنى آخرَ، والمصطلحات من جنس الأعلام المنقولة التي رُوعِيَ فيها لَمْحُ الأصل المنقولِ عنه؛ على طريقة: “سَمَّيْتُهُ يَحْيَى لِيَحْيَى”، وقد قيل لعبد المطَّلب – عندما سمى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم محمَّدًا -: “مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ سَمَّيْتَهُ مُحَمَّدًا وَلَمْ تُسَمِّهِ بِاسْمِ آبَائِهِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَيَحْمَدَهُ النَّاسُ فِي الأَرْضِ”. (ذكره البيهقيُّ في دلائل النبوة بإسناد مرسل، وانظر فتح الباري: 7/163).(15)
س: هل يجوز اعتماد المعنى اللغوي للكلمة دون المعنى الاصطلاحي أو الشرعي؟
ج: أصل الكلام إنما هو أداة للتعبير عن المرادات ضمن ما انتهت إليه المصطلحات؛ سواء أكان ذلك في لغة الأمة بشكل عام، أم في مصطلح فئة منهم ذات تخصص في موضوع من موضوعات الحياة، أو في علم من العلوم، أو فن من الفنون. ومن المهم ومن الواجب العلمي التفريق بين (التعريف اللغوي) وبين (التعريف الاصطلاحي أو الاستعمالي) عند استخدام (الكلمة)، وعدم الوقوف فقط على التعريف اللغوي؛ فجذور الكلمات ونشأتها اللغوية ومعاني الكلمات وتطورها لا ينظر إليها لدى فهم النصوص؛ لأنها جذور ميتة في الاستعمال بل ينظر إلى ما استقرت عليه دلالة الكلمات في مصطلح المخاطبين، وورود النص بمقتضى هذا المصطلح… لكن كان العلماء – بسبب هذه العلاقة- يُرجِّحون بعض المعاني الاصطلاحيَّة على غيرها؛ لكونها أقربَ إلى المعنى اللغويِّ من غيرها؛ ومن ذلك ترجيح الجلالِ المحليِّ كونَ أصول الفقه اصطلاحا يطلق على أدلة الفقه لا على معرفة تلك الأدلة؛ “لكون الأول أقربَ إلى المدلول اللغوي؛ إذ الأصول لغةً: الأدلة؛ كما في تعريف جميعهم الفقهَ بالعلم بالأحكام لا نفسها؛ إذ الفقه لغة: الفهم”.(16)
س: ماذا يترتب على عدم التفريق بين المعاني الثلاثة: اللغوي من جهة والشرعي والاصطلاحي من جهة، والاعتماد على المعنى اللغوي ونبذ أو العدول عن الثاني والثالث أو فك الارتباط بينها؟
ج: يترتب على ذلك خلل كبير واضطراب أكبر في العقل المسلم والفكر الإسلامي، وبل والإنساني بشكل عام، وتجرد كل المباديء والأحكام والقيم من معانيها، فكلمة (الشريعة) في اللغة تعني: مورد الماء، ولو وقف على هذا المعنى فتصير الكلمة في القرآن بلا معنى جاد، والآيات التي جاءت فيها محرفة المعنى؛ فمثلا في قوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ﴾ (الشورى:13) تصير: حدد لكم مورد الماء من الدين، وقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ﴾ (الجاثية:18) تصير: جعلناك على مورد الماء، و﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (المائدة:48) تصير: لكل منكم جعلنا مورد ماء! وهكذا يؤول الأمر كما يلي:
– العقل سيكون معناه وفق معناه اللغوي: ربط الناقة، وليس الملكة والغريزة التي يفقه بها الإنسان!
– الإسلام: يصير لغويا معناه الطاعة لأي كان؛ ولو كان طاغوتا وليس دين الله الواحد!
– الصلاة: يصير معناها لغويا: مجرد الدعاء لأي كان، وليس العبادة المصطلح عليها!
– والصوم: مجرد الإمساك أي إمساك وليس الامتناع عن المحرمات!(17)
س: ماذا ينتج عن إلحاق الدلالتين اللغوية والشرعية بالدلالة العرفية من حيث التطور والتغير في المعنى؟
ج/ لا شك أن ذلك يؤدي أيضا إلى خلل كبير كما هو حادث عندما نجعل الدلالة الشرعية للمفردة القرآنية ملحقة بالمعنى اللغوي المجرد.. فهو مثلا يجعل فهم المفردة القرآنية ليس على مراد الله تعالى ولكن على ما يفهمه البشر المكلّفون أيا كان هذا الفهم وأيا كانت أغراضهم! والأخطر أنه يجعل مراد الله تعالى خاضعا لتطورات العصور ولهوى كل إنسان تلبية لشهواته ورغباته، وفي المحصلة يؤدي إلى إفراغ الدين من محتواه.
س: من أين ظهر منهج فك الارتباط بين مراد الوحي من المفردة وبين المعنى العرفي واللغوي لها؟
ج/ ظهر هذا المنهج في أوربا المسيحية في إطار منهج اللسانيات أو القراءة المعاصرة للنص بغرض إعادة قراءة النص المقدس بما يتوافق مع العلم، وللخروج من المأزق المعرفي بين العلم والنص المقدس، ولإحداث قطيعة مع القراءات والتفسيرات الكنسية له المحتكرة لفهم النص المقدس، والتي كانت تتهم كل من يخالفها الرأي بالهرطقة والتجديف.. ففي مواجهة هذا المأزق كان الحل هو التأويل أي نقل المعنى المرفوض إلى معنى مقبول، وإنتاج معنى وتفسير جديد للنص المقدس يتوافق مع روح كل عصر.. لكنه في الخلاصة يؤدي إلى زجِّ الناس في متاهة جديدة إذ لا معنى نهائياً للألفاظ لأن اللغة مثلها مثل المادة هي في حالة تطور مستمر. والنتيجة المنطقية تكون الوصول إلى فكرة:
– طالما ليس للألفاظ معانٍ نهائية فما حاجتنا للإيمان بها أصلاً؟ فالكفر بها هو الحل للتعامل مع كلام ومرادات إله لا نعرف ما نريد منه، وفي كل زمان لكلامه معنى مختلف عن الذي قبله، وتصير التكاليف الشرعية وعبودية الله تعالى نوعاً من العبث واللامعقول.(18)
س: عرفنا أن الكلمات في اللغة العربية وفي القرآن خاصة لها غالباً أكثر من معنى واحد لغة واصطلاحاً، ويفهم المراد منها وفق السياق القرآني أو غيره.. فهات أمثلة على تعدد معنى الاسم الواحد؟
ج/ من الأمثلة على ذلك: (19)
أ/ الكتاب:
1- اسم لما كتب مجموعاً، وما كتب فيه، وهو كل شيء يكتب فيه، والصحف المجموعة= ﴿وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ﴾ (الطور:2،1).
2- الرسالة= ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ﴾(النمل:29)
3- اللوح المحفوظ = ﴿وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ ﴾(الأنعام:59) و﴿إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (الحج:70)
4- علم الله وإيجابه وحكمته= ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ﴾ (الروم:56)
5- الحكمة الثابتة= ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ (الحج: 8)
6- التوراة= ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ (البقرة:53). و﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ (البقرة: 87)
7- الإنجيل= ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ﴾. (مريم:30)
8- القرآن= ﴿الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ (يونس:1)، و﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ…﴾ (الكهف:1)، و ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ…﴾ (البقرة:231) ، و ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ … ﴾ (الجمعة:2)، و﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ…﴾ (البقرة: 129) ، و ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ..﴾ (النحل:89)، و ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا..﴾ (الزمر:23).
9 – الفرض والوجوب= ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ (النساء:103)، و ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ (المائدة: 45)، و﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ (البقرة:183).
10- الأحكام= ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴾. (البينة:3،2)
11- الحُكم= ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ…﴾. (الأنفال:68)
12– الأجل= ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾ (آل عمران:145).
13- الكتابة= ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ .(النبأ:29)
ب/ الفرقان:
1- القرآن= ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ﴾ (الفرقان:1) و ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ…﴾ (آل عمران:3،2).
2- التوراة= ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ﴾. (الأنبياء:48)
3- يوم بدر الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل= ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ (الأنفال: 41).
4- النور والتوفيق= ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا﴾.(الأنفال:29)
5- الكلام المفرّق بين الحق والباطل= ﴿وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ…﴾ (البقرة:185)، و ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا﴾ (الأنفال:29).
ج/ الذكر:
1- القرآن= ﴿وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ﴾ (الأنبياء:50)، و﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9)، و﴿أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا﴾ (ص:8).
2- الشرف= ﴿ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ (ص:1)، و ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ (الزخرف:44)
3- أهل الكتب المتقدمة= ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾ (النحل:43).
4- ما يستحضره الإنسان مما يقتنيه من المعرفة، أو حضور الشيء بالقلب أو القول.
د/ القرآن:
1- اسم الكتاب المنزل على محمد ﷺ فصار كالعلم الشخصي= ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ﴾ (الأنعام:19)، و ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ﴾ (يوسف:3).
2- القرآن كاملاً أو كل آية من آياته= ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا﴾ (الأعراف:204).
3- كلام الله= ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ..﴾ (التوبة:6)، و﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:75).
ه/ الحكمة:
1- الحكمة من الله هي إيجاد معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام= ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ (التين:8).
2- الحكمة من الإنسان هي معرفة الموجودات بأفضل العلوم، وفعل الخيرات، والعلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضاه، والتفقه، كل كلام موافق للحق= ﴿لَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ (لقمان:12)، و ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ﴾ (البقرة :269)، و﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125).
3- الإنجيل= ﴿وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ..﴾ (الزخرف:63).
4- السنة= ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ (الأحزاب:34)، و﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ…﴾ (البقرة:231)، و ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ..﴾ (الجمعة:2)، و ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..﴾ (البقرة:129)، و ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:151).
6- العلة، وحكمة التشريع، وما الحكمة في ذلك؟ = (ما الحكمة في قانون ما)؟
و/ الرسول:
1- المبعوث برسالة= ﴿فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي﴾ (الأعراف:79)، و﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ﴾ (الأحزاب:39).
2- المرسَل (للمذكر والمؤنث والواحد والجمع)= ﴿إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. (الشعراء:16)
3- الرسول من الملائكة: من يبلغ عن الله= ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ﴾ (هود:77) ، و﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ﴾ (هود:81)، و ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ (مريم:19).. ومن الناس: من يبعثه بشرع يعمل به ويبلغه= ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾. (آل عمران:144) (وهذا أحد الآراء في التفريق بين الرسول والنبي).
4- المسلّط= ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ (مريم:83).
ز/ النبي:
1- المُخبر – أو المنبيء- عن الله عز وجل.
2- المرسَل إلى الأقوام التي تخالف شريعة الله وتعبد غيره.
3- الشخص الذي أوحى له الله بما يقوم به من أعمال لهداية البشر، وينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى.
4- صاحب المكانة العظيمة.
ط/ زوج:
1- كل واحد معه آخر من جنسه= ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ (الذاريات:49)، و﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ (الشعراء:7).
2- الشكل يكون له نقيض كالرطب واليابس، والذكر والانثى= ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ (هود:40).
3- الليل والنهار.
4- الحلو والمر.
5- القرين والنظير والمثيل.
6- بعل المرأة= ﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾ (البقرة:230)، و﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾ (المجادلة:1).
7- الزوجة= ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ (البقرة:35)، و﴿وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ﴾ (النساء:20).
8- خلاف الفرد.
9- كل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان.
10- الصنف= ﴿وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ (الحج:5)
ي/ الحديث:
1-كل ما يُحدّث به من كلام وخبر.
2- كلام رسول الله ﷺ.
3- في اصطلاح المحدثين: قول أو فعل أو تقرير نسب إلى النبي ﷺ.
4-الجديد.
ك/ الظن:
1- اسم لما يحصل عن أمارة ومتى قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جدا لم يتجاوز حد التوهم.
2-العلم بيقين: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ﴾ (البقرة:249) و ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا﴾ (الكهف:53)
3-العلم بغير يقين: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ (يونس:36)، و﴿وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ (النجم:28).
4-الاتهام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ (الحجرات:12).
س: هات أمثلة على تعدد معاني الفعل الواحد؟
ج: من الأمثلة على تعدد معاني الأفعال:
1- كلمة{جعل} لها خمسة أوجه أشهرها:
أ/ خلق أو أوجد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ (الأنعام:1)، و ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ﴾ (الملك:23).
ب/ صيّر أو أوجد شيئاً من شيء وتكوينه منه: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ (البقرة:22)، و﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ﴾ (التوبة:40)، و﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا﴾ (القصص:4)، و﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (الزخرف:3)، و﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ…﴾ (فصلت:44).
2- كلمة (تلا) ومصدرها تلو وتلاوة، ولها عدة معاني منها:
أ/ تلا ومصدرها (تلو) = تبع، وقد تكون بالجسم (تلوت الرجل = تبعته)، وتتالت الأمور = تتابعت، أو بالاقتداء في الحكم (ويتلوه شاهد) = يقتدي ويعمل بموجب قوله.. وتارة بالقراءة، أو تدبر المعنى ومصدرها: تلاوة = ﴿قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ﴾ (يونس:16)
ب/ التلاوة: وهي من القراءة، وتختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة، وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهي، وترغيب وترهيب. و﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ (البقرة:121) = أي اتباع له بالعلم والعمل. و﴿ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران:58) = أي ننزله عليك.
ج/ يتلون= يتبعون، قال البعيث:
على متن عادي كان أرومه
رجال يتلون الصلاة خشوعُ
أي يتبعون الصلاةَ الصلاةَ لا يفترون.
د/ تلا: اتبع، وتخلّف، وخذل، وترك، طرد. و(تلا الكتاب تلاوة)= قرأه. و(تلا الكتاب والسنة) اتبع ما فيهما، و(تلا الخبر) أخبر به.
س: هات أمثلة على تعدد معاني الحرف الواحد؟
ج: من الأمثلة على ذلك:
1- حرف (الواو) وله 12 وجها من وجوه المعاني أشهرها: [ واو القسم- واو ربّ- واو الحال- واو المعية- واو الضمير- واو الاستئنافية- واو علامة الرفع- واو العاطفة لمطلق الجمع فقط].
2- حرف (ما) وله 11 وجها من وجوه المعاني أشهرها: [ ما الاستفهامية- ما الشرطية- ما التعجبية- ما حرف مصدري- ما حرف زائد- ما حرف نفي لا عمل له- ما التي تعمل عمل ليس- ما الكافة- ما الموصولة وتستخدم للعاقل ولغير العاقل.].
س: ما العثرات التي وقع فيها من أصر على معنى اصطلاحي واحد لمثل هذه الكلمات؟
ج/ من العثرات الشهيرة إصرار بعض متكلمي الفرق الإسلامية القديمة على أن كلمة (جعل) في قوله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (الزخرف:3)، بمعنى (خلق) لتأكيد صحة رأيهم أن (القرآن مخلوق)، وحكموا على أن القول بأن (القرآن غير مخلوق) شرك بالله لأنه يقتضي تعدد الأول أو القديم. والتأمل في الآية لا يفرض معنى (الخلق) لأن مقصودها ليس الحديث عن خلق القرآن بل عن صيرورة شيء من شيء.
ومن الكلمات التي فهمها البعض خطأ كلمة (زوج) فقد فهموها على أن معناها (البعل) فقط؛ فقالوا إن الله خلق الأنثى قبل الذكر أو خلق حواء قبل آدم عليه السلام بدليل قوله تعالى: ﴿…الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ (النساء:1).. فكلمة (زوجها) هنا عندهم هو (آدم)، و(نفس واحدة) مقصود بها (حواء)، والآية تقول عن الله أنه خلق (زوجها) من (نفس واحدة) فإذن: الأنثى خلقت قبل الذكر فهي إذن الأصل وليس الفرع! وأولا فليس المقصود ب(زوجها) (آدم) الذكر/الرجل لأن ذلك يتناقض مع آيات صريحة تنص على أن الله تعالى بدأ خلق الجنس البشري بخلق آدم، فكلمة(زوجها) مقصود بها الأنثى الزوجة، والجزء الآخر المقترن بــ(النفس). وأما أن كلمة (نفس) جاءت موصوفة بكلمة (واحدة) المؤنثة فلأن كلمة (نفس) أصلا مؤنثة، والتأنيث فيها ليس إشارة إلى المرأة/ حواء زوج آدم.
وكلمة (تلاوة) قد تعني الاتباع بالعلم والعمل، أو القراءة، ولكن البعض يصر على معنى واحد هو (القراءة) لينفي أن تكون كلمة (الحكمة) معناها السنة في قوله تعالى مخاطبا نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ (الأحزاب:34) بحجة أن التلاوة معناها القراءة، والسنة النبوية لا تتلى تلاوة، فالقرآن وحده هو الذي يتلى.
• (ما) لغير العاقل وللعاقل:
وبالنسبة للحروف فقد أصرَّ البعض أن (ما) تستعمل لغير العاقل فقط، ومن ثم فهموا أن (ما) في قوله تعالى ﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ (النساء:36) لا يقصد بها النساء؛ لأن الشارع لو كان يقصد بالكلام: النساء لاستخدم كلمة (من) التي هي للعاقل وليس (ما) التي هي لغير العاقل، وقد أدى هذا الفهم إلى توجيه اتهام للمسلمين زمن الفتوحات الإسلامية أنهم اغتصبوا النساء وانتهكوا أعراضهن باسم ﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ (النساء:36).. والصحيح أن (ما) و(من) يتعاقبان فيقع كل واحد منهما مكان الآخر، و(ما) أكثر استعمالاً لغير العاقل لكن تستخدم أيضا للعاقل في عدة حالات مفصلة في كتب النحو؛ ومنها:
1- إذا اختلط العاقل بغيره وقصد تغليب غير العاقل: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (الجمعة:1)، و ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ (النحل:49).
وكقول الشاعر:
إذا لم أجد في بلدة ما أريده
فعندي لأخرى عزمة وركابُ
2- المبهم أمره وعدم تبين نوعه مثل قوله تعالى على لسان امرأة عمران: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي﴾ (آل عمران:35)، و﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ﴾ (البقرة:228)، و﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾ (الرعد:8).. وكقول القائل إذا رأى من بعيد شبحاً لم يتبين أمره: (ما ذاك؟).
3- إذا اختلط في الكلام التعبير عن ذات العاقل وبعض صفاته: (أكرم ما شئت من المجاهدين الأحرار). وأورد الزمخشري في تفسيره لسورة الشمس أن العرب كانت تقول في كلامها: (سبحان ما سخركنّ لنا).
وهذه مجموعة من الأمثلة القرآنية الإضافية على استخدام (ما) للعاقل بمعنى (مَن):
1- ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء:23).
2- ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾ (الفرقان:60).
3- ﴿لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾ (الزمر:4).
4- ﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ﴾ (الزخرف:16).
5- ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ (الشعراء:166).
6- ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ (لقمان:34).
7- ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ (الشمس:7،6،5).
8- ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ﴾ (الليل:3).
9- ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ (التين:7)
10- ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ (العاديات:9).
11- ﴿وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾. (الكافرون:3).
[ لكيلا يقال إن استخدام (ما) في الحديث عما في القبور مناسب لأن ما فيها تراب وعظام نخرة؛ نورد هاتين الآيتين المشابهتين في الحديث عما في القبور، وفيهما استخدمت (من) للعاقل في قوله تعالى: ﴿…وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ (الحج:7)، و﴿وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ﴾ (فاطر:22)].
وعلى هذا المنوال استخدمت (ما) في عديد مرات في الإشارة إلى النساء عموماً كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ…﴾ (النساء:22)، و ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ…﴾ (النساء:3). وكمثل قوله تعالى بشأن النساء المسترقات في حالات عديدة يستحيل أن يكون المقصود بـــ(ما) غير النساء كمثل قوله: ﴿..فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ (النساء:3)، و﴿… فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ (النساء:25)، و ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ…﴾ (النساء:24)، و ﴿إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ…﴾ (المؤمنون:6)، و﴿…وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ﴾ (الأحزاب:52).
والتفسير البلاغي لهذا الاستعمال أن المرأة في حالة الزواج تكون تحت سيطرة الرجل؛ ولذلك جاء في كتب لغة العرب أن (الإملاك = التزويج)، (وأملكت فلاناً فلانة = زوجناه إياها)، ويقول الزمخشري في أساس البلاغة: (ومن المجاز: ملك المرأة = تزوجها، وأُملكها = زُوجها).. ومن باب أولى أن تكون المرأة في حالة السبي مملوكة لسيدها بأكثر مما هو الحال مع المرأة الحرة الزوجة، فالملكية أقوى من الزوجية، والأولى تلغي الثانية؛ ذلك أن الإنسان في حالة الرق يفقد جزءاً من حريته القانونية فيصير تابعاً ناقصاً في إرادته تجعله أقرب إلى (الشيء) أو في حالة (تشيؤ) إن جاز التعبير، ولا شك أن المرأة تكون في حالة الرق أكثر تجسيدا لهذه الحالة، ولعل مما يؤكد هذا المعنى أن الذكور الأرقاء استخدم في الإشارة إليهم أيضا الحرف (ما) نفسه في قوله تعالى: { لا جناح عليهنّ في آبائهنّ ولا أبنائهنّ ولا إخوانهنّ ولا أبناء إخونهنّ ولا أبناء أخواتهنّ ولا نسائهنّ ولا ما ملكت أيمانهن..}الأحزاب 55.
والأمر ليس مقصوراً على الحرف (ما)؛ فكلمة (من) التي هي اسم موصول للعاقل؛ إلا أن أكثر استعمالها في العقلاء وقد تستعمل لغير العقلاء كقوله تعالى عن الدواب: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ﴾ (النور:45)، وكقوله تعالى عن الأوثان: ﴿يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾ (الحج:13).
س: ما صحة القول أن: (الاختلاف في المبنى يؤدي إلى اختلاف في المعنى) لأنه لا يمكن أن يكون هناك لفظان اثنان لمعنى واحد؟
ج: بصورة عامة فمن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في معاني الكلمات في حالة اختلاف الحروف أو المبنى اختلافاً مثل: (الجبل والسهل- الشر والخير- السيارة والبقرة)؛ ومع ذلك فهناك كلمات كثيرة في اللغة رغم اختلافها تماماً في مبناها إلا أنها تؤدي إلى أصل ومعنى واحد مثل (بيت- سكن– دار- منزل)، لأنها تؤدي إلى أصل معنى واحد وهو المحل الذي يعيش فيه الإنسان، والاختلاف هو في وصف هذا المحل من محل (يبيت) الإنسان أو (يسكن) أو (ينزل) فيه، وكمثل كلمات: (العشق، والغرام، والهيام، والوجد) فرغم مبناها المختلف إلا أنها تؤدي إلى أصل معنى واحد وهو التعلق العاطفي (الحب) بالشيء، والتفاوت هو في وصفها لدرجة التعلق.
وقريباً منها ما يمكن ملاحظته في حالة أسماء الجمع التي كثيراً ما تتعدد في التعبير عن معنى واحد؛ رغم حدوث تغيير في بنيتها مثل: [تلاميذ وتلامذة- أبالسة وأباليس-الضيوف والأضياف- الإخوان والأخوة وآخاء- وأرانب وأران- بعران وأباعر وأباعير – بعول وبعال وبعولة (جمع بعل= الزوج أو الزوجة)].
والقاعدة المعروفة التي ربما كانت مقصودة بالإشارة هي التي تقول: (زيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى) وليس إلى تغييره؛ إذ تطرأ عليه زيادة في المعنى بحسب زيادة حروفه أو زيادة مبناه، فهناك فرق بين زيادة المعنى وبين تغيير أو اختلاف المعنى، والمثال على النحو التالي:
– [كسر- انكسر- كسّر- كاسر- مكسور- كسّار- مكاسر].
– [ضرب- انضرب- ضرّب- ضارب- مضروب- أضرب- مضارب- ضرّاب].
فالذي يحدث في هذه الحالتين هو زيادة معنى في إطار الفعلين: (كسر) و(ضرب) وليس تغيير معنى الكلمتين تغييراً كاملاً.. وفي الحالتين يبقى هناك معنى أساسي مشترك هو: الكسر والضرب مع اختلاف بسيط في المعنى في اتجاه تحديد نوعية الكسر أو الضرب وكيفية حدوثه ذاتياً أو من جهة أخرى.. إلخ.(20)
س: هل يفرض وجود (الواو) العاطفة بين كلمتين المغايرة التامة بينهما؟
ج/ ابتداء فإن (الواو) العاطفة – أو عطف النسق- هي بالإجماع لمطلق الجمع فقط دون تحديد معنى آخر إلا بقرينة.. ويقول النحاة في هذا السياق إن التغاير أو المغايرة في معنى المتعاطفين هي الأصل الغالب في عطف النسق، ويريدون بذلك أن يكون المعطوف مغايراً للمعطوف عليه في لفظه ومعناه وفقاً لقاعدة: (إن الشيء لا يعطف على نفسه)، لكن التغاير ليس مقصوداً به التغاير المطلق أو تمام التباين بين المتعاطفين فلو حصل التغاير ولو في اللفظ مع اتحاد المعنى ساغ العطف.. ولذا فقد عرفت لغة العرب عطف النسق بين متماثلين لأغراض بلاغية، والمسألة عموماً فيها تفصيل؛ فواو العطف نوعان:
1- (واو المغايرة) ومنه هذه الحالات:
أ/ تغاير الذات والصفات تغايراً تاماً مثل: تغاير الذات والصفات ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ (السجدة:4).
ب/ تغاير الصفات لا الذات: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾ (الحج:52)، ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ (البقرة:53)، و ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ…﴾ (مريم:96)، و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى *وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾ (الأعلى:3،2،1)، و(السيف- الصارم- المهند- اليماني- الصمصام).
ج/ تغاير التلازم أي بما يعرف لزومه: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:42)، و﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النساء:115). فكتمان الحق لازم لإلباس الحق بالباطل.. واتباع سبيل غير المؤمنين لازم لمشاققة الرسول ﷺ.
2- (واو المماثلة):
ومعه يجوز عطف العام على خاص وهو جزء منه: ﴿…تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (النمل:1)، أو عطف خاص على عام يشمله أي جزء منه: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ﴾ (البقرة:238). (21)
س: طالما وأن لغة العرب عرفت عطف النسق بين المتعاطفين المتشابهين أو المتماثلين لأغراض بلاغية فلم القطع في فرض التغاير التام بين المتعاطفين؟
ج/ قول البعض إن (الواو) إذا جاء بين كلمتين فهو يفرض مطلقاً المغايرة التامة في المعنى بين المعطوف والمعطوف عليه ليس دقيقاً، وهدفهم من ذلك إثبات التغاير بين كل من جاءت بينهما الواو العاطفة، للوصول إلى نتيجة أن: (الكتاب غير القرآن، فالقرآن شيء، والكتاب شيء آخر، والفرقان شيء ثالث، والذكر شيء رابع، والذي بين يديه شيء خامس، وأم الكتاب شيء سادس، وتفصيلُ الكتاب شيء سابع …إلخ)، وهي مفردات جاءت متعاطفة مع بعضها في آيات قرآنية عدة، ومن ثم فرضوا أحكاماً قاطعة تخالف ما اتفق عليه جمهور المسلمين. (22)
لكن الملفت للانتباه أن هذا البعض يصر على أن (الواو العاطفة) هي للمغايرة قطعاً في حالة أرادوا التفريق التام بين معنى كلمتين كمثل الكلمات المذكورة سابقاً، أو كلمتي: (الرسول) و(النبي) في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾ (الحج:52) للتفريق القاطع بين مهام كل من الرسول والنبي ثم يرتبون على ذلك أحكاماً قطعية لا تقبل الجدل.. مع أن الواضح أن (واو العطف) بين الرسول والنبي في الآية لم يكن الغرض منها التفريق التام بين معنى كل من النبي والرسول؛ بل جاءت في معرض التأكيد على أنه لا فرق بين الرسول والنبي في العصمة والحفظ من محاولات الشيطان تزوير الوحي.
هذا البعض في حالة أخرى يرفض أن تكون (الواو العاطفة) للمغايرة؛ إن كانوا يريدون لكلمتين أن تكونا شيئاً واحداً غير متغاير مثل كلمتي (الكتاب) و(الحكمة) في مثل قوله تعالى :﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ (الجمعة:2) فهنا (الواو العاطفة) بين (الكتاب والحكمة) ليست بزعمهم للمغايرة، ويتهمون من يقول بأنها للمغايرة بأنهم واهمون، ليدحضوا كلام من قال عن (الحكمة) هنا أن المقصود بها السنة النبوية وأنها وحي سماوي، ومن ثم صارت كلمتا: (الكتاب والحكمة) عندهم شيئاً واحداً هو القرآن الكريم والكلمة الثانية صفة للكلمة الأولى؛ رغم وجود (الواو العاطفة) التي قالوا إنها للمغايرة قطعاً!
س: ما المعيار الصحيح لفهم المعنى المراد من الكلمات ذات المعاني المتعددة؟
ج/ نصوص القرآن والسنة النبوية جاءت باللغة العربية، والمعيار السليم لفهمها هو الاجتهاد في محاولة فهم المعنى المراد من مفرداتها وأحكامها من خلال السياق التي وردت فيه وفقاً لمقتضى الأساليب في اللغة العربية، وطرق الدلالة فيها، وما تدل عليه ألفاظها مفردة ومركبة. (23)
الهوامش:
1- انظر: موقع المعاني لكل رسم معنى، والمعجم العربي الجامع، وموقع الألوكة.
2- منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية (مفهوم الكلمة)، موقع الألوكة الأدبية اللغوية.
3- ويكيبديا: تعريف معنى: لغوي.
4– المعاجم اللغوية، موقع الألوكة.
5- المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، كلمة: اقرأ، ص441، ط1، 2012، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع. وموقع: موضوع، تعريف: القرآن الكريم.
6 – لسان العرب، مادة شرع، جزء4، ص2238و2239، نقلا عن: سقوط الغلو العلماني، د. محمد عمارة،1981، دار المعارف.
7- المفردات في غريب القرآن، ص313، المعجم الوسيط، المجلد1، مجموعة مؤلفين، ص522، كلمة: الصلاة، ط2، دار إحياء التراث العربي
8 – الفرق بين المفهوم والمصطلح والتعريف، د. أحمد إبراهيم خضر، شبكة الالوكة، والفرق بين المفهوم والمصطلح، موقع/ موضوع.
9 – فهم النص النبوي وفق الدلالة الشرعية ثم اللغوية، موقع/ شبكة السنة النبوية وعلومها.
10 – موقع/ موضوع: القرآن الكريم، وموقع: موسوعة، الموسوعة العربية الشاملة، مباحث في علوم القرآن، د. مناع القطان، ص20، مؤسسة الرسالة.
11- سقوط الغلو العلماني، مصدر سابق، ص194.
12- انظر عن الفرق بين المعنى اللغوي والاصطلاحي: ملتقى أهل الحديث، وموقع إسلام ويب.
13- موقع: موضوع، ومواقع عدة في شبكة الإنترنت مخصصة بمصادر المعاني الاصطلاحية بمختلف أنواعها.
14- كيف يحرف محمد شحرور القرآن؟ شريف محمد جابر، مدونة الجزيرة،12/6/2017.
15 – التحريف المعاصر في الدين- تسلل في الأنفاق بعد السقوط في الأعماق، مكيدة الماركسية والباطنية المعاصرة تحت شعار قراءة معاصرة للنصوص الإسلامية المصادر، الشيخ/ عبد الرحمن حبنكة الميداني، ص35 وما بعدها، دار القلم، دمشق، 1977، ط1. والتعريف الاصطلاحي ومصادره، أ/ مصطفى حسنين عبد الهادي، موقع الألوكة. ولماذا لا نفسر القرآن لغويا؟ شريف جابر، مدونة الجزيرة، 25/9/2017.
16- الشيخ عبد الرحمن حبنكة، مصدر سابق. موقع/ الألوكة مصدر سابق.
17- سقوط الغلو العلماني، ص195، مصدر سابق. و: لماذا لا نفسر القرآن لغويا؟ مصدر سابق.
18- نقض منهجية القراءة المعاصرة للنص القرآني عند المهندس محمد شحرور، الشيخ عباس شريفة، ص15/ مؤسسة رؤية للثقافة والإعلام، 1/9/2018 (نسخة إلكترونية). وللمزيد انظر: الهرمنيوطيقا ومحاولة فهم النص الديني، حارث رسمي الهيتي، موقع الحوار المتمدن. و: الهرمنيوطيقا: من الفهم إلى النقد، عبد الحكيم كرومي، موقع مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.
19 – اعتمدنا في إيراد هذه الأمثلة ومعانيها على كل من: المفرادت في غريب القرآن، مصدر سابق، أساس البلاغة للزمخشري، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري، لسان العرب لابن منظور، النحو الوافي للأستاذ/ حسن عباس، والمعجم الوسيط، مصدر سابق، معجم النحو والصرف والإعراب د. يعقوب بديع.
20 – انظر مقالة الترادف في اللغة.
21 – انظر: النحو الوافي، عباس حسن، جزء3، ص49. و: موقع طريق الإسلام، فصل عن عطف الشيء على الشيء في القرآن يقتضي المغايرة، بيضة الديك: نقد لغوي لكتاب: الكتاب والقرآن، يوسف صيداوي، ص42 وما بعدها.
22 – بيضة الديك، يوسف صيداوي، ص37 وما بعدها، مصدر سابق. التحريف المعاصر، عبد الرحمن حبنكة، ص58، مصدر سابق.
23- التحرير والتنوير، العلامة الطاهر بن عاشور، جزء1، المقدمة الثانية ص18، الدار التونسية للنشر، 1984، نسخة إلكترونية. علم أصول الفقه، الشيخ عبد الوهاب خلاف، ص140 و141، ط10، 1972، دار القلم-الكويت. السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي، د. محمد رمضان البوطي، ص80.