مقابسات

محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

(1)

ما عرفت صورة لصراع أُمَّتِنا العربية في سبيل التَّحرر والاستقلال ومقاومة الاستعمار في العصر الحديث والمعاصر أشبه بها من صورة الصراع الذي تخوضه اللغة العربية مع أعدائها.. فلقد كانت المعارك العسكرية والوطنية والسياسية التي تخوضها الشعوب العربية في أقطارها المختلفة مقترنة أو متزامنة مع المعركة اللغوية مع الأعداء في تلك الأقطار.

فلقد كان في بلاد الشام صراعٌ بين العربية والتركية، وفي مصر صراع للعربية مع الفرنسية، ثمَّ صراع بين الفرنسية والإنكليزية، ثم عاد الصراع بين العربية والإنكليزية.. وكذلكَ كان الصراع في الشمال الأفريقي العربي بين العربية والفرنسية في المغرب والجزائر وتونس، وبينها وبين الإيطالية في ليبيا.

لقد كان الصراع على تحريرِ اللسان العربي صورة لتحرير الإنسان العربي من سلطان المستعمر الغاصب.

وما زلنا إلى اليوم نرى ونسمع ما يمسُّ حرمة الاستقلال في بعض الأقطار العربية، ونرى ونسمع فيها في الوقت نفسه ما يخدش سيادة اللغة ويزاحمها فوق أرضها في حياتها التعليمية، والاقتصادية، والسياحية، والاجتماعية.

وإذا كنَّا نعتقد:

أن لا دقة ولا وضوح في التَّعليم إلا باللغة الأم. 

وألا تقدم في العلم، ولا إبداع إلا باللغة الأم. 

وأن لا سيادة للوطن إلا بسيادةِ لغته. 

وأن لا هوية للأمَّة إلا بثقافتها، ولا انتماء لها إلا بلغتها.

فمن حقنا أن نقف مع من يعملُ على إحلالِ العربية محل غيرها؛ أي مع السَّاعين إلى التعريب. ولسنا بدعًا في تاريخنا حين نطالب بالتعريب في جميع مرافق حياتنا التعليمية والثقافية والاقتصادية والسياحية، ولكنا في حاجة إلى رجال من أولي العزم الصادق، والنية المخلصة كأولئك الرجال الذين عرفتهم مسيرة التعريب وكان لهم فيها مواقف رجولية تجعلنا نقف اليوم معهم في تلك المحطات التي كانت محطات مضيئة في مسيرة التَّعريب.

ولستُ أريد بالتعريب هنا مدلولًا واحدًا مما كانت تدلُّ هذه الكلمة عليه في عصر من عصور تراثنا الثقافي ومسيرتنا اللغوية، بل أريد التعريب بمعناه الواسع الشَّامل لكل ما دلت عليه الكلمة في تاريخنا اللغوي، أريد تعريب الحياة وكل ما فيها من ألسنةٍ وأقلام، وتأليف وتعليم وإدارة وسك نقود، ومن تمكينٍ للعربية في خطها ورسمها وقراءتها وتعبير بها ونقل إليها، وحرص على وحدتها واستعلائها، وكل ما يكفل المنعة والرفعة والسيادة.

03 2 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

المحطَّات:

لم يكن العرب حين كانوا في جزيرتهم العربية في حاجة إلى معارك لسانية؛ لأنَّ الصِّراع بينهم كان قبل الإسلام صراعًا داخليًّا، ولم يكن ما بينهم من تباين في اللهجات ليَحولَ دونَ تواصلهم، ولم يكن حرصهم على لهجاتهم يمنعهم من الوحدة اللسانية التي اجتمعوا عليها في أسواقهم الأدبيَّة.

ويبدو أنَّ الخطأ اللغوي أو اللحن كان قليلًا بينهم، ولعلَّ من بوادر التَّحذير من اللحن تلك التي نبه عليها رسول الله ﷺ حين لَحَنَ رجلٌ في مجلسه، فقال لجلسائه: «أرشِدُوا أخاكم فقد ضل»، وبذلكَ نبَّه على أنَّ اللحن في اللغةِ ضلال، وذلكَ عين الصَّواب؛ لأنَّ الإعراب يُعرب عن المعاني، فالخطأ فيه يؤدي إلى الفساد في الفهم وهو ضلال في الفكر.

وقد فصَّل الضَّلالَ الذي يؤدي إليه الخطأ في اللغة فيلسوف اللغة وأول فقهائها في تاريخنا وهو أبو الفتح عثمان بن جني الذي قال: «إِنَّ أكثر من ضَلَّ من أهل الشَّريعة عن القصد فيها، وحاد عن الطريق المثلى إليها، فإنما استهواه واستخف حلمَه ضعفُه في هذه اللغة الكريمة الشَّريفة، ولو كان لهم أُنس بهذه اللغة أو تصرف فيها، أو مزاولة لها؛ لحمتهم السَّعادة بها، ما أصارتهم الشقوة إليه بالبعد عنها.. لذلك ما قال رسول الله ﷺ لرجل لحن: «أرشدوا أخاكم فإنَّه قد ضل» فسمى اللحن ضلالاً، وقال عليه السَّلام: «رحم الله امرأ أصلح من لسانه» وذلك لما علمه ﷺ مما يُعقب الجهل لذلك من ضد السداد وزيغ الاعتقاد»(2).

ولكن ما إن انطلقوا مع الإسلام إلى خارج جزيرتهم حتى بدأ الخطأ يكثر، ويظهر الصراع اللغوي بينهم وبين غيرهم.

فلقد دخلوا بلاد الشام وكان فيها الروم، ولهم لغتهم. 

ودخلوا بلاد العراق، وكان فيها الفرس، ولهم لغتهم. 

ودخلوا مصر، وكان فيها القبط، ولهم لغتهم. 

ولم يمض قرن من الزمان حتى عمَّت العربية كل تلك البلدان!

-المحطة الأولى : في سنة ١٨ هـ :

وهي السنة التي سكَّ فيها عمر بن الخطاب الدرهم العربي، وكان لابن الخطاب سابقة في إنشاء ديوان الجند لتسجيل أسماء الجند وتحديد أعطياتهم.

وجدير بنا أن ننوه بعمل الخليفة عمر بن الخطاب الذي كان أول من أدرك ارتباط اللغة بالفكر وبالسلوك، فقال: «تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل، وتزيد المروءة»، وبذلك جعل اللغة متصلة بالفكر ، ملازمة له؛ إذ هي الوعاء له، والأداة لتثبيته، وهي التي تمنح المرء مروءته في انتمائه إلى أهله، ونسبته إلى قومه، فإن لم يتعلمها كان شاذًا عنهم. ولذلك كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري عامله على أذربيجان، حين أخطأ كاتبه، ولحن في رسالة بعث بها إلى عمر: أن قنِّع كاتبك سوطًا، واعزله عن عمله. فكان ابن الخطاب أول حاكم عربي يسنُّ قانونًا لا يسمح باستعمال عامل – أي : موظف – لا يُحسن العربية .

رحم الله عمر، فقد كان ذا وعيٍ لغوي سليم، وإدراك عميق بأن سيادة اللغة رمز لسيادة الوطن. وقد عبر عن ذلكَ بالأقوال والأفعال.

لقد كانَ في كل حاضرة من حواضر الدولة في العصر الأموي ديوانان؛ في كل من الشَّام والعراق ومصر، ديوان لإحصاء النَّاس والجند وأعطياتهم، ولغتُه العربية، وهو الديوان الذي أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب .

وأمَّا الديوان الثاني فهو لوجوه الأموال كافة؛ أي: لكل ما يتصل بالحسابات، وكانت لغته هي لغة أهل الحاضرة التي هو فيها؛ فديوان الحسابات في الشَّام لغته رومية، وديوان الحسابات في العراق لغته فارسية، وديوان الحسابات في مصر لغته قبطية.

6 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

المحطة الثانية: في سنة ٧٨هـ:

وكانت عندما تمَّ في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان(3)، وابنه الوليد(4). تعريب الدواوين الثَّلاثة، من الرومية والفارسية والقبطية إلى العربية.

أمَّا الديوان الذي كانت لغته الروميَّة في بلاد الشَّام، فقد كان يتولاه رجل من أهل الذمة اسمه (سرجون بن منصور)، وقد كان سرجون كثير الاعتداد بنفسه حتى توهم بعض الكتاب أنه عماد من أعمدة الحكم الأموي يقوم عليه اقتصاد الدولة! أمره عبد الملك يومًا بأمر فتثاقل وتباطأ في تنفيذه، وعاد عبد الملك يطالبه ويحثه على الإسراع، وأحس منه تفريطًا وتقصيرًا، وكان يعمل عند عبد الملك على ديوان الرسائل رجل عربي متقن ناصح، هو أبو ثابت سليمان بن سعد الخُشَني، فقال له عبد الملك: أما ترى إدلال سرجون علينا؟ إني أظنّه قد رأى حاجتنا إليه وإلى صناعته، فظن أن لن نقدر على الاستغناء عنه، أفما عندك حيلة؟

فقال أبو ثابت: لو شئتَ لحوّلت لك الحساب إلى العربية، قال: فافعل، فحوله، فردَّ إليه عبد الملك كل دواوين الشَّام، وجعله مسؤولًا عنها، وكان ذلك سنة ٧٨هـ، فامتلأت الدواوين بالعاملين من المواطنين بعد أن كانت مقصورة على الأجانب الذين كانت تدار بلغتهم.

وهذا ما يفعله الواعون المخلصون لخدمة لغتهم ومواطنيهم، على حين نرى اليوم فرض الأجنبية على المواطنين العرب في بعض بلادنا، بدلًا من فرض العربية على المستخدمين الوافدين من الأجانب!!

إننا بدلًا من أن نطلب إلى الأجنبي الذي نستخدمه في بلادنا أن يتقن لغتنا ليفيد منه المواطنون، طلبنا من العربي في وطنه أن يتقن اللغة الأجنبية!! ويروي البلاذري أنَّ سرجون بن منصور حين عُرض عليه عمل أبي ثابت سليمان بن سعد قال لجماعته من الكتَّاب: اطلبوا المعيشة من غير هذه الصناعة، فقد قطعها الله عنكم.

وأما ديوان العراق، وكان يُدار بالفارسية، فلمَّا ولَّى عبد الملك الحجاج على العراق سنة ٧٥هـ كان على الديوان رجل فارسي اسمه زاذان بن فروخ، ويساعده رجل عربي، يحسن العربية والفارسية، اسمه أبو الوليد صالح بن عبد الرحمن التميمي، وكان أبو الوليد يتولى ديوان الرسائل، وكان على صلة طيبة بزاذان لمعرفته لغته وبعض أمور الحساب، وشكا إليه الحجاج يومًا شدَّة اعتداد زاذان بنفسه، فلم يبقها أبو الوليد بنفسه، بل أخبر صديقه زاذان قائلًا: لقد خففت على قلب الحجاج، وأخافُ يومًا أن يُحلَّني محلك. فقال زاذان: لن يفعل؛ لأنه أشد حاجة إلي مني إليه. قال صالح: وكيف ذلك؟ قال: لأنه لا يجد من يتولى له أمر الحساب، فقال صالح: أنا لو شئت لحولت الحساب إلى العربية. قال زاذان: حوّل منه شطرًا. فحول صالح منه شيئًا كثيرًا، ولما عرضه على زاذان قال هذا لأصحابه: «التمسوا لأنفسكم مسكناً غير هذا» وهكذا أنذر أصحابه بقرب الرحيل ما دام أصحاب البلاد قادرين على رعاية شؤونهم بأنفسهم.

ويُروى أنَّ بعض الفُرس بلغ من انزعاجهم من إحلال العربية محل لغتهم أنهم عرضوا على صالح مئة ألف درهم؛ ليُظهر عَجْزَهُ عن تعريب الحساب والديوان، فأبى ونقله(5). وكان ذلك في سنة ٧٨هـ(6).

وتمَّ تعريب الحجاج لدواوين العراق في سنة ٧٨هـ.

-المحطة الثالثة: سنة ٨٧هـ:

وأما تحويل ديوان المال في مصر من القبطية إلى العربية فقد قام به عبد الله بن عبد الملك بن مروان (7) الذي ولي حكم مصر سنة ٨٦هـ في أيام أبيه، وقام بالتَّعريب سنة ٨٧هـ.

وهكذا تمَّ تعريب الدواوين في الشَّام والعراق ومصر، وأصبحت تدار باللغةِ العربية.

يقول الأستاذ محمَّد كرد علي: «وفي أيام عبد الملك نقلت دواوين مصر والشام»(8) والعراق من القبطية والرومية والفارسية إلى العربية، فكانَ ذلك من أهم الأسس التي أقيمت في بناء القومية العربية في الممالك الإسلامية كافة، وقُطع به آخر مظهر من مظاهر الأعاجم، فأصبحت البلاد العربية بأوضاعها سائرة نحو التعريب بسكانها(9).

ولم يكتف عبد الملك بتعريف الدواوين في الشَّام والعراق ومصر، وإنما قام بدافع الوعي العربي، وبتخطيط اقتصادي واجتماعي مخلص وذكي بأعمال أخرى في مجال التعريب، كان لها أكبر الأثر في نهضة الدولة وتماسك الأمَّة؛ من ذلك أنه كانت الدولة تتعامل بالنقد الرومي والكسروي وغيرهما؛ فالدنانير في دار الخلافة رومية، والدراهم عربية قليلة من أيام عمر بن الخطاب وهو أول من عربها، وإلى جانبها دراهم كسروية وحميريَّة، فأمر عبد الملك بضرب الدراهم المنقوشة، واتخذ دورًا لسكِّ النَّقد في حواضر الخلافة، وكتب على الدينار «قل هو الله أحد».

وما أظن أحدًا بلغ ما بلغه عبد الملك بن مروان من حماسة للتعريب واندفاع في تحقيقه في الحياة، وذلك أنه لم يكد ينتهي من فرض سلطان الدولة الأمني حتى التفت إلى الواجب القومي في جمع الأمة على لسان قومهم، ولغة كتابهم، فعرَّبَ الدواوين، والإدارة، والنَّقد، وفرض العربية لغة في الحياة؛ نقلًا للعلم وتعريبًا للدواوين ومؤسسات الدولة، ولنقدها، وسوقها التجارية، والاقتصادية.

ولم يكن ذلك بالعمل السهل؛ فقد كانت الأوراق الرسمية التي تستعملها الدولة في دواوينها وجميع إداراتها تصنع في مصر، وكان الأقباط يكتبون في رأس الصفحات بعض مأثورات من ديانتهم، فأمر عبد الملك أن يكتب في رأسها: «قل هو الله أحد» فغضب الروم، وكتب ملكهم إلى عبد الملك مهددًا بأنهم سيكتبون على الدنانير الرومية – وهي المستعملة في دار الخلافة – ما يسيء إلى نبيهم، وخاف عبد الملك من تأثير ذلك؛ لأنَّ النقد الرومي هو المستعمل في كل دار الخلافة، ولأن ذلك إذا حدث سيكون له تأثير سيء يهز الحياة التجارية والاقتصادية في البلاد كلها. وأخذ عبد الملك يفكر ويستشير حتى أشار عليه خالد بن يزيد(10) أن يصنع دينارًا عربيًّا ويمنع استعمال الدينار الرومي.. وكان النقد المستعمل في دار الخلافة من الدنانير الرومية والدراهم العربية والكسروية والحميرية، وبادر عبد الملك فسك الدينار، وكتب عليه بالعربية، ومنع استعمال غيره، فكان أول نقد عربي ذهبي وفضي في تاريخ الأمة العربية، وقد سار سك النقد عند العرب على النحو الآتي:

7 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

في تاريخ النَّقد وسكه:

كان العرب يتداولون في بلادهم نقدًا أجنبيًا هو النَّقد الرومي (اليوناني) والفارسي.

وفي سنة (١٨) من الهجرة ضرب الخليفة عمر بن الخطاب الدراهم، وكتب على بعضها: (الحمد لله)، و (لا إله إلا الله) ، و (محمد رسول الله)، ولما استُخلِف عثمان كتب عليها: (الله أكبر)، وحين حكم معاوية بن أبي سفيان أمر أن يُضرب عليها تمثال يحمل سيفًا…

وظلت أحوال النَّقد في دار الخلافة مختلفة بين دراهم عربية متباينة، ودنانير أجنبية حتى جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ووقع الخلاف بينه وبين جوستنيان إمبراطور الروم، واقترح عليه خالد بن يزيد وضع السكَّة (النقد) الإسلامية.

وهكذا أوجد عبد الملك نقدًا جديدًا خاليًا من النقش الأجنبي، وأبطل الدراهم والدنانير القديمة، وضرب النقد العربي الجديد سنة ٧٥هـ وعمَّمه سنة ٧٦هـ، ووجه الحجاج ففعل فعله في العراق، بصرته وكوفته وواسطه، وأنشأ دورًا للسكَّة .. وعرفت الأمة لأول مرة إذ ذاك النقد العربي، والدينار الذهبي والفضي بنقشه العربي(11).

وهكذا كانت لعبد الملك إنجازاته العربية الرائعة التي تجلت في الأعمال الآتية:

– حول دواوين الدولة كلها وفي جميع أقطارها من الرومية والفارسية والقبطية إلى العربية. 

– كان أول من سك الدنانير في الإسلام، وكان عمر بن الخطاب سك الدراهم. 

– وأول من نقش على النقد باللغة العربية. 

– وسير السكة إلى الحجاج ليعممها في البلاد، ووضع معايير الدراهم والدنانير وأوزانها، فأقيمت دور لضرب النقد في الكوفة والبصرة وواسط.

وسار الحجَّاج في العراق على منهج الخليفة في الحماسة للتَّعريب، وجمع الأمة على عربية واحدة موحدة، فتم في عهده ما أراده من ضبط الحروف بالنقط، وضبط نطقها بالحركات، وجمع الأمة على مصحف عثمان ومنع القراءة بغيره، ولم يكن أقل حماسة من عبد الملك في التعريب أو المحافظة على العربية، وجمع الناس عليها واحدةً موحدة حتى في المصاحف.

فلقد كان مصحف عثمان غير منقوط ولا مشكول، وكان الشكل الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي (ت ٦٩هـ ) هو وضع نقطة فوق الحرف تمثل حركة الفتحة، ونقطة تحت الحرف تمثل الكسرة، ونقطة إلى جانب الحرف تمثل الضمة، ووضع نقطتين تدلان على التنوين.

فأمر الحجاج بالشكل الكامل للحروف نقطًا وضبطًا، فقام نصر بن عاصم الليثي (ت٨٩هـ) بالمخالفة بين الحروف والنَّقط أفرادًا وأزواجًا، وبالمخالفة بين أماكن النقط في الحروف المتشابهة.

وكلَّف الحجاج الحسن البصري (ت ۱۱۰هـ) ويحيى بن يعمر (ت ١٢٩هـ) إحداث الشكل، وطلب من قُرَّاء القرآن وحُفَّاظه أن يحسبوا عدد حروف القرآن، ويحددوا نصفه وثلثه وربعه وسبعه، وأمر بالاكتفاء بمصحف عثمان دون سواه.

وتابع الحجاج مسيرة عبد الملك في سك النقود، فأوجد دورًا للسكة في البصرة والكوفة وواسط، وعمَّم معايير النقود الذهبية والفضية وأوزانها، وشدد في عقوبة المخالفين(12).

إن ما قام به عبد الملك وعماله والحجاج وأعوانه أظهر أثر التعريب في حياة العرب الثقافية والسياسية والاقتصادية، بانحسار دور غير العرب حين أصبحت الدولة عربية اللسان في نقدها من دراهم ودنانير، وفي دواوينها وإداراتها، وبظهور طبقة من الكتاب أشار إليهم الكاتب الأديب عبد الحميد الكاتب بقولته المشهورة: «ولله در صالح -يعني: كاتب عبد الملك الذي عرَّب الديوان الفارسي – ما أعظم منته على الكتاب»(13).

يقول د. الفحام: «لما قامت حركة التَّعريب الكبرى في الدولة الأموية أيام عبد الملك بن مروان الذي ضرب الدنانير والدراهم سنة ٧٥هـ فكان أول من أحدث ضربها ونقش عليها، ثم عرَّب الدواوين بالشام، وحض الناس على لزوم ما في مصحف عثمان الذي اجتمع الناس عليه. كان للحجاج الفضل الكبير في إنجاح حركة التعريب بحماسته واندفاعه لتحقيقها، فقد رآها خير وسيلة تهيئ للعراق سبيل الاستقرار والتلاقي بين مختلف الأجناس على ثقافة موحدة، فقام بتعريب الدواوين على يد صالح بن عبد الرحمن (سنة ۷۸هـ) وكان قد ضرب من قبل النقود العربية، نقش عليها (قل هو الله أحد) فعرفت بالحجاجية.

وعني الحجاج بضبط القرآن عناية بالغة، جمع الحفاظ والقراء أربعة أشهر، ووكل إليهم تبيان عدد حروف القرآن، ومنتصفه، وأسباعه، وحمل الناس على مصحف عثمان، وأبطل ما سواه من المصاحف، وتهدد من يقرأ على قراءة ابن مسعود، وأمر نصر بن عاصم بنقط القرآن وضبطه.

وحركة التعريب التي قام بها الحجاج من أعظم الحركات التي تركت آثارها في الحياة السياسية والثقافية، فقد فسحت الطريق رحبًا لتعريب الموالي الذين يجلسون بمناصب الدولة والارتقاء فيها، وقللت من الفروق التي تنشأ عن اختلاف الألسنة، وهيأت لنهوض الكتابة الفنية وتفتحها، لذلك كان عبد الحميد الكاتب يقول: «لله در صالح ما أعظم منته على الكتاب »(14).

ولقد كان صالح بن عبد الرحمن فصيحًا، استطاع أن يضع للكتاب، والمحاسبين المصطلحات التي استغنوا بها عن المصطلحات الفارسية(15).

وجدير بالذكر قبل مغادرة تاريخنا القديم أن نذكر ما خطت به الدولة نحو التعريب بتنشيط نقل العلوم إلى العربية وترجمة كتبها منذ أيام خالد بن يزيد المتوفى سنة (٩٠هـ) الذي شجع ترجمة كتب الكيمياء وشراء مخطوطاتها.

قال ابن النديم: «كان خالد بن يزيد بن معاوية يُسمى حكيم آل مروان، وكان فاضلاً في نفسه وله همة للعلوم، وخطر بباله الصنعة، فأمر بإحضار فلاسفة اليونانيين ممن كان ينزل مصر، وقد تفصح بالعربية، وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي، وهذا أول نقلٍ كان في الإسلام (من لغة إلى لغة)»(16).

ومن أراد الاستزادة في أخبار النقل إلى العربية في الفلسفة والطب والكيمياء والفلك وسائر العلوم فإنَّ في كتاب «الفهرست» عشرات الصفحات التي ملأها ابن النديم بأسماء الكتب المؤلفة في تلك العلوم، وأسماء الذين نقلوها من لغاتها إلى العربية.

وحسبنا أن بعض الخلفاء أقام دورًا خاصة مجاورة لقصر الخلافة لأعمال الترجمة وسكنى المترجمين، وأن أولئك النقلة والمترجمين أغنوا العربية بآلاف الأسماء والمصطلحات التي امتلأت بها كتب العلوم في تراثنا الثقافي والعلمي، كما أغنوها بالعلوم نفسها.

4 2 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

العبَّاسيون:

وإذا كان التعريب الذي تمَّ أيام عبد الملك بن مروان وأولاده وعماله تعريبًا للدواوين وإصدارًا للدينار العربي؛ أي: تعريبًا للإدارة ولغة التجارة والاقتصاد، فإنَّ المحطة المضيئة في العصر العباسي كانت في توسعة العمل الذي بدأه خالد بن يزيد وجعله من أهم اهتمامات الخلفاء:

١٣٦هـ : وذلك أنَّ الخليفة المنصور (٩٥ – ١٥٨هـ) الذي تولى الخلافة سنة (١٣٦هـ) استقدم العلماء الهنود الذين برعوا في الرياضيات والفلك؛ ليترجموا له ما في مكتبات الهند، وسع عمله حتى صار ما كان ديوانًا للترجمة من قبل وزارة للتعريب في عهد المنصور، وخصَّصَ لذلك العلماء والعمال وما يحتاجون إليه من أبنية وأموال. 

١٧٠هـ: ثم جاء الرشيد (١٤٩ – ١٩٣هـ) الذي تولى الخلافة سنة (١٧٠ هـ) فزاد العناية والاهتمام بالعلماء والمترجمين حتى بلغ العمل غاية الإتقان في: 

۱۹۸هـ : أيام ابنه المأمون ( ۱۷۰ – ۲۱۸ هـ) الذي تولى الخلافة سنة (۱۹۸ هـ)، وولى حنين بن إسحاق ديوان الترجمة، وعين الكتاب والمترجمين، وأقام لهم الدور الخاصة، وأغدق المال على المهرة من المترجمين باللغات المختلفة من سريانية وفارسية ويونانية، وأوفد البعثات للحصول على ما في مكتبات العالم من كتب علمية متنوعة، ووصل الأمر بالمأمون أنه كان يستعيض ممن تُفرض عليه الجزية أن يؤديها كتبًا بدلًا من المال، كما وصل الأمر بحُنين أنه كان يأخذ وزن ما كان ينقله إلى العربية ذهبًا، فكان يختار للكتب أثقل الورق وزنًا ويأمر كتابه أن يكتبوا بخط كبير، وأن يباعدوا بين السطور!

وإنها لمحطات كبيرة مضيئة في مسيرة التعريب ينبغي للدارسين أن يقفوا عندها، وأن يوازنوا بين ما كانت عليه الحال الاقتصادية قبل التعريب، وما آلت إليه بعدها من ازدهار اقتصادي واستيعاب للعمالة العربية ونشر النقد العربي ومسكوكاته.

ورافقت خطوات التَّعريب تلك زيادة اهتمام الخلفاء والأمراء والولاة والحكام بالكتاب والكتابة، حتى أصبحت منزلة كاتب الخليفة أو الوالي من أعلى المراتب.

وأصبحت للكتابة الرسمية أو الديوانية منزلة يتنافس عليها الكتاب، وأصبحت عملًا من أشهر الأعمال في الدولة، وله شروطه وصفاته، ولصاحبه اختصاصاته ومؤهلاته.. حتى بات للكتابة وأساليبها ومصطلحاتها وللكتاب وتراجمهم حيز كبير في كتب التراث، ولعل كتاب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» للقلقشندي من خير الكتب والمصادر التي تتحدث عن ذلك بتفصيل عجيب.

كما أنَّ في كتب التَّاريخ الأدبي ما يكفي من الحديث عن أساليب الكتّاب وتفننهم في عرض الأفكار وتناول المعاني.. كما أن فيها ما يثير الدهشة من تعليقات للخلفاء والولاة فيما يعرف بأدب التوقيعات؛ أي: أدب الجمل التي كانوا يكتبونها في التعليق على الرسائل وما نُسميه نحن اليوم بالحواشي.

ونعود إلى متابعة الحديث عن محطات بارزة في مسيرة التعريب لنقف عند ما كان له أثر بعد عصور انتهت إلى استيلاء العجمة على الحياة العربية الرسمية والشعبية في أكثر أقطارنا العربية لنرى أنه في سنة:

۱۸۲۱م: أنشئت المطبعة الأهلية أو مطبعة بولاق أو المطبعة الأميرية أو الميرية أو مطبعة الحاج محمَّد علي باشا، أو دار الطباعة العامرة، أو دار الطباعة الخديوية. 

وهي أسماء سبعة تعاقبت على المطبعة التي أنشئت في القاهرة واشتهرت باسم مطبعة بولاق. وكان لتلك المطبعة فضل إخراج أقدم كتب التراث التي عاشت الأجيال -حتى جيلي- على طبعاتها، ثم تلتها بعد ما لا يقل عن عشر سنوات المطابع المصرية الأخرى، وكانت كلها مطابع حكومية. وأما المطابع الأهلية فلم تلحق بها إلا بعد أربعين سنة! 

وصدر عن مطبعة بولاق كتب كان كل منها الأول في بابه أو موضوعه، كأول معجم، وأول كتاب طبي مترجم إلى العربية وغيرها، وعنها صدرت الطبعات العربية الأولى «للسان العرب» و «القاموس المحيط» و «تاج العروس»(17).

۱۸۲۷م: أنشأ محمد علي باشا مدرسة الطب في أبي زعبل، ثم انتقلت إلى قصر العيني، وكان التدريس فيها بالعربية، واستمر كذلك سبعين سنة، حتى دخل الإنكليز – وما دخلوا بلدًا إلا أفسدوا فيه – فجعلوا التعليم فيها بالإنكليزية.

١٨٦٦م: تأسَّست في بيروت «الكلية الإنجيلية» وهي التي أصبح اسمها فيما بعد «الجامعة الأمريكية» والتي تضم كليتين هما كلية الآداب، وكلية العلوم. 

١٨٦٧م: افتتحت في الكلية الإنجيلية «كلية الطب». 

۱۸۷۱م: افتتحت في الكلية الإنجيلية «كلية الصيدلة». 

وكان التدريس في جميع الكليات الإنجيلية باللغة العربية. 

۱۸۸۲م: توقف التدريس بالعربية في الكليات الإنجيلية، وتركها محتجًا عدد من المدرسين والطلاب. 

١٨٨٦م: ألقى الشيخ حمزة فتح الله محاضرة في فيينا عنوانها الترجمة والتعريب. وهو شيخ أزهري أصدر في تونس جريدة (الرائد التونسي)، ثمَّ أصدر في القاهرة جريدة (البرهان)، ثمَّ جريدة (الاعتدال)، وكان يمثل مصر في مؤتمرات المستشرقين. 

۱۹۱۳م: أسِّست في بيروت «مدرسة الحقوق» وكان مركزها مدرسة الصنايع. وكانت المقررات الشرعية كالفقه وأصوله والأوقاف والفرائض والأحوال الشخصية تدرس بالعربية. وأمَّا غيرها فكان يدرس باللغة التركية، وهي الكلية التي نقلت إلى دمشق، ثم أعيدت إلى بيروت وتوقفت. 

۱۹۱۹م: أُنشئ في دمشق «المعهد الطبي العربي»، وكان التدريس فيه باللغة العربية، وهو الذي أصبح فيما بعد كلية الطب في الجامعة السورية التي حملت بعد ذلك اسم جامعة دمشق، وهو المعهد الوحيد الذي حافظ على العربية في التدريس منذ أنشئ إلى اليوم. 

۱٩١٩م: أُنشئ معهد الحقوق بدمشق، وكان اسمه «مدرسة الحقوق». 

۱۹۱۹م: تأسَّسَ المجمع العلمي العربي بدمشق، ثمَّ أصبح اسمه منذ قامت الوحدة بين سورية ومصر «مجمع اللغة العربية». 

۱۹۱۹م: عُين الشَّيخ طاهر الجزائري مديرًا للمكتبة الظاهرية بدمشق، وكان له فيها نشاط ظاهر في إدارتها وتزويدها بعدد كبير من الكتب والمخطوطات عن طريق الشراء والاستهداء. 

۱۹۱۹م: أصدر علي رضا باشا الركابي رئيس الحكومة العربية أيام الأمير فيصل قرارًا بتأليف لجنة للتعريب برئاسة ياسين باشا الهاشمي، وعضوية رشيد بقدونس، وعبد القادر المبارك، ومراد الاختيار. وقد استمرت هذه اللجنة بوضع المصطلحات وتعريبها ولا سيما المصطلحات العسكرية حتى سنة ١٩٤٣م برئاسة رشيد بقدونس؛ لأن الهاشمي لم يشارك فيها بسبب سفره إلى العراق. 

۱۹۲۱م: أصدر المجمع العلمي العربي العدد الأول من مجلته، التي ما زالت تصدر إلى اليوم. 

۱۹۲۳م: قامت (الجامعة السورية) وكانت تضم كلاً من «معهد الحقوق» و «المجمع العلمي العربي» و «متحف دمشق».

5 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

صدر في ٢٠ شباط سنة ۱۹۲۸م مرسوم بتأسيس مجمع لغوي علمي لبناني غايته المحافظة على اللغة العربية وسمى أعضاءه، وكانوا ستة عشر عضواً روعيت فيهم النسب الطائفية.

-افتتح المجمع أعماله في ۹ آذار سنة ۱۹۲۹م بحضور الشيخ بشارة الخوري رئيس الوزراء ووزير التربية الوطنية وانتخب مكتبه التنفيذي. وكان مركزه في وزارة التربية، ثم انتقل إلى دار الكتب الوطنية، ثم استقل ببناء خاص به. 

-تعذر حضور خمسة من أعضائه، فجعلهم مراسلين، وانتخب خمسة بدلاً منهم.

۱۹۲۸م : – اجتمع المجمع في ٢٥ تشرين الأول سنة ١٩٢٨م وانتخب وديع عقل رئيسًا له.

-وفي جلسة الانتخاب من السنة الثانية، والتي عقدت في ١٨ تشرين الأول سنة ۱۹۲۹ فاز في الانتخاب جميل بيهم رئيساً للمجمع والشيخ إبراهيم المنذر ووديع عقل معاونين للرئيس. 

-ألف المجمع أربع لجان الإدارية، اللغوية، لجنة التاريخ والجغرافية، لجنة المخطوطات. -قام رئيس المجمع باتصالات نشيطة مع مجمع دمشق لإقامة تعاون وعقد مؤتمر لغوي عام. 

– في ۳ شباط سنة ۱۹۳۰ أصدر الرئيس إميل إدة مرسوماً بإلغاء المجمع توفيراً للنفقات على الخزينة! 

-أعضاء المجمع اللبناني الأوائل هم: الشيخ إبراهيم المنذر، الشيخ عبد الله البستاني، الشيخ أمين تقي الدين الشيخ منير عسيران، الشيخ محمد الحسيني، الأستاذ بولس خوري، البطريرك أغناطيوس أفرام الرحماني، الشيخ عبد الرحمن سلام، الخوري بولس عبود، الأستاذ وديع عقل، الأستاذ إلياس فياض، الشيخ أحمد عمر المحمصاني، الأستاذ عيسى اسكندر المعلوف، الأب لويس المعلوف، الشيخ حسن مغنية. 

– تغيب فأصبح عضوًا مراسلًا كل من: عبد الله البستاني، لويس المعلوف، محمد الحسيني، حسين مغنية. وانتخب بدلًا منهم: الشيخ علي زين الخوري جورجي ستيتي (مطران دمشق فيما بعد)، جرجي صفا، أسد رستم، محمد جمیل بيهم.

۱۹۲۸م: أنشئت في دمشق (مدرسة الدروس الأدبية العليا) تابعة للجامعة السورية، وهي تدرس اللغة العربية والأدب والفلسفة وعلم الاجتماع، ثم أصبح اسمها في سنة ۱۹۲۹ مدرسة الآداب العليا واستمرت حتى سنة ١٩٣٤(18).

۱۹۳۲م:  تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة. تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

۱۹۳۸م:  صدر قرار مؤتمر الأطباء العرب بتوحيد المصطلحات الطبية. 

١٩٤١م: بدأ العمل بتوحيد المصطلحات بين مصر وسورية.

١٩٤٦م: وافق وزراء التربية العرب في الكويت على اتفاقية ثقافية للوصول باللغة العربية إلى تأدية جميع أغراض الفكر والعلم الحديث، وجعلها لغة الدراسة في جميع المواد في مراحل التعليم في البلاد العربية.

١٩٤٦م: استكملت جامعة دمشق تأسيس كلياتها، ومنها كلية العلوم وكان التدريس فيها باللغة العربية في جميع الأقسام، وألفت الكتب بالعربية لكل المقررات (المرسوم ١٠٠٥ في ١٩ / ١٠ / ١٩٤٦م).

١٩٤٧م: تأسس مجمع اللغة العربية في بغداد.

١٩٥٢م: أوصى مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة المنعقد في عمان بترجمة المصطلحات الحراجية إلى اللغة العربية.

١٩٥٢م: أصدر الرئيس الشيشكلي مرسومًا لحماية اللغة العربية، ومنع استعمال الأسماء الأجنبية على المحلات العامة والخاصة.

عقد في دمشق (مؤتمر المجامع اللغوية العلمية العربية) من ٩/٢٩ – ٤/١٠/١٩٥٦ م وكان مؤتمرًا ناجحًا عبر عن تطلع المجمعيين العرب إلى وحدة العمل لتحقيق نهضة لغوية تمكن الأمة العربية من مسايرة ركب الحضارة الإنسانية العالمية في تطورها المستمر في ميادين الحياة كافة.

وتم في هذا المؤتمر اتخاذ القرارات الآتية: [جريدة الفيحاء – دمشق ٨/١٠/١٩٥٦م العدد ١٩٦٤]:

1-  تأسيس اتحاد المجامع اللغوية العربية، ووضع نظام تشكيله، وصلته بالجامعة العربية، ووزارات المعارف، والإدارات الثقافية. 

2- التزام الإذاعات العربية اللغة الصحيحة في الأحاديث ومعظم التمثيليات والأغاني. 

3- الإكثار من استعمال اللغة الصحيحة في الروايات المسرحية. 

4- التزام الشكل الكامل في الكتب المدرسية الابتدائية، ويُخفف منه في مرحلة التدريس الثانوي حتى يقتصر على ضبط ما يُشكل. 

5 – تشجيع التأليف وحمايته، وحماية ملكيته بين البلاد العربية. 

6 – إزالة الموانع والقيود التي تحول دون انتشار الكتب، وإلغاء المكوس والضرائب على المطبوعات، واعتبار البلاد العربية وحدة ثقافية. 

7- أن تصدر الجامعة العربية نشرة دورية بالمطبوعات العربية. 

8- أن تكون العربية لغة التدريس في الجامعات.

بين العباسيين والعلويين3 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

إلى قرارات أخرى تتصل بالترجمة ونشر المخطوطات وإعادة تحقيق ما نشره المستشرقون.

١٩٥٦م: تُرجم إلى العربية معجم كليرفيل، وهو معجم المصطلحات الطبية بالفرنسية، والإنكليزية، والألمانية، والعربية. 

١٩٦١م: عقد المؤتمر الأول للتعريب في الرباط. 

١٩٦٤م: عقد في الجزائر مؤتمر توحيد المصطلحات العلمية. 

١٩٦٥م: اقترح مؤتمر المجامع اللغوية في بغداد تشكيل لجنة بإشراف الجامعة العربية والقيادة الموحدة لتوحيد المصطلحات العسكرية. 

١٩٦٥م: أصدرت وزارة التربية في السودان قراراً بتعريب التعليم في جميع مواد المرحلة الثانوية. وكان من قبل باللغة الإنكليزية. 

١٩٦٦م: ألف اتحاد الأطباء العرب لجنة لتوحيد المصطلحات الطبية. 

١٩٦٩م: أوصى المؤتمر الثقافي العربي الثامن في القاهرة باستعمال اللغة العربية في التدريس والبحث العلمي في جميع مراحل التعليم. 

۱۹۷۰م: أصدرت الجامعة العربية «المعجم العسكري الموحد». 

۱۹۷۱م: تأسس اتحاد المجامع اللغوية العربية.

۱۹۷۳م: عقد مؤتمر التعريب الثاني في الجزائر، وأهاب بالملوك والرؤساء أن يسلكوا أقرب الطرق المباشرة التدريس بالعربية بدءاً من العام ٧٤ – ١٩٧٥م في جميع مراحل التعليم، ولكل المواد العلمية والأدبية. 

۱۹۷۳م: صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرسمية. 

١٩٧٥م: عقدت في ليبيا ندوة الثقافة والتعريب. 

۱۹۷۷م: تأسس المجمع اللغوي الأردني، وانضم في السنة نفسها إلى اتحاد المجامع العربية. 

۱۹۷۸م: عقد في بغداد مؤتمر تعريب التعليم العالي، وأعاد توصيات المؤتمرات السابقة، وزاد عليها توصيات تتعلق بلغة الإعلام واختيار المذيعين وعقد الدورات التدريبية لهم. 

۱۹۸۰م: تأسَّسَت (الأكاديمية) المغربية، وانضمت إلى اتحاد المجامع العربية سنة ١٩٩٦م. 

۱۹۸۲م: عقد مؤتمر التَّعريب في دمشق. ۱۹۸۳م: صدر بدمشق مرسوم جمهوري يلزم تدريس اللغة العربية في المرحلة الجامعية الأولى في جميع سنوات الدراسة في الكليات والمعاهد العليا. 

۱۹۹۱م: أصدر الرئيس الشاذلي بن جديد في الجزائر قانون استعمال اللغة العربية وجاء في هذا القانون:

– منع كتابة اللغة العربية بغير حروفها.

-التزام الإدارات العمومية والهيئات والمؤسسات والجمعيات على اختلاف أنواعها استعمال اللغة العربية وحدها في كل أعمالها الإدارية، والمالية، والتقنية، والفنية. 

-أن تكتب بالعربية وحدها العناوين واللافتات والشعارات والرموز واللوحات الإشهارية، وكل الكتابات المطلية والمضيئة والمجسمة أو المنقوشة التي تدل على هيئة، أو مؤسسة، أو محل، أو التي تشير إلى نوعية النشاط الممارس، مع مراعاة جودة الخط، وسلامة المبنى والمعنى، ويمكن إضافة اللغات الأجنبية إلى الأماكن السياحية. وأضاف القرار أموراً أخرى كثيرة تشمل ميادين الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

۱۹۹۱م: بدأ التعريب الجامعي في السودان في السنة الجامعية الأولى على أن يتدرج سنة بعد سنة حتى نهاية السنوات الجامعية المختلفة. 

۱۹۹۳م: تأسَّسَ مجمع اللغة العربية في تونس. 

۱۹۹۳م: تأسَّسَ مجمع اللغة العربية في الخرطوم، وانضم إلى اتحاد المجامع العربية سنة ١٩٩٥. 

١٩٩٤م: تأسَّسَ مجمع اللغة العربية في ليبيا، وانضم إلى اتحاد المجامع العربية سنة ١٩٩٧. 

١٩٩٤م: تأسَّسَ مجمع اللغة العربية في فلسطين، وانضم إلى اتحاد المجامع العربية سنة ١٩٩٥م. 

١٩٩٦م: عقدت في دمشق ندوة التعريب والحاسوب.

١٩٩٦م: صدر دستور (تشاد) الذي جعل اللغة العربية لغة رسمية ثانية للدولة إلى جانب الفرنسية، وبذلك أصبحت العربية لغة تعليم في المدارس والجامعة ولغة المؤسسات الحكومية والتواصل الاجتماعي مع اللغات المحلية. 

۱۹۹۷م : عُقدت الدورة الثَّالثة والستون لمجامع اللغة العربية، وصدرت عنها توصية بالعمل على تعريب التعليم العالي والجامعي حتى لا تبقى جامعات الأمَّة العربية هي الجامعات الوحيدة في العالم التي تدرس العلوم بلغة أجنبية، وتوصية بإنشاء هيئة كبرى للترجمة تضع خطة لترجمة العلوم والتكنولوجيا الغربية، وتوصيات أخرى تتصل بالترجمة من العربية وإليها، والتدريب على ذلك، وبالمصطلحات، ولغة الإعلام. 

۱۹۹۸م: في هذه السنة استكملت إجراءات تأسيس مجمع اللغة العربية الجزائري، وقد كان قانون تأسيسه صدر في ۱۹/۸/۱۹۸۹م. 

وضم المجمع الجزائري إلى اتحاد المجامع عام ٢٠٠١م.

في القراءةِ والكتب3 محطات مضيئة في مسيرة العربية والتعريب

۱۹۹۹م: أصدر حاكم الشَّارقة الشَّيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في ٢٧ تشرين الثَّاني من هذه السنة قرار حماية اللغة العربية، وتعزيز مكانتها في المؤسسات العامة والمحلية واللافتات والإعلانات، ومنحت بلدية الشارقة وجمعية حماية اللغة العربية صلاحية التنفيذ والمتابعة.

۲۰۰۷م: صدر بدمشق قرار جمهوري (رقم ٤) بتشكيل لجنة تمكين اللغة العربية، والمحافظة عليها، والاهتمام بإتقانها والارتقاء بها. 

۲۰۰۷م: جاء فيما صدر عن إعلان القمة العربية في الرياض تعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت وفي مجالات العلوم والتقنية.

 ۲۰۰۸م: صدر في دمشق إعلان القمة العربية لإيلاء اللغة العربية اهتماماً ورعاية خاصة واعتبارها وعاء الفكر والثقافة العربية لارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا؛ لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفة، ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التغريب والتشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربية.

۲۰۰۸م: صدر قانون إعادة تنظيم مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو ينص على إلزام دور التعليم والمشرفين على الجهات الثقافية والوزارات والهيئات العامة ووحدات الإدارة المحلية وغيرها من الجهات الخاضعة للجهات المشار إليها بتنفيذ ما يصدره المجمع من قرارات لخدمة سلامة اللغة العربية، وتيسير تعميمها وانتشارها وتطوير وسائل تعليمها وتعلمها، وضبط نُطقها الصحيح، وتوحيد ما فيها من مصطلحات، وإحلالها محل التسميات الأجنبية الشائعة في المجتمع. 

۲۰۰۸م : عُقد في عمان مؤتمر التَّعريب الحادي عشر (۱۲ -۱۹ /۱۰/ ۲۰۰۸م) وأوصى بالتمسك باللغة العربية لغة ثقافة وعلم وتعليم وعمل وتواصل اجتماعي، ليس استجابة للمشاعر القومية ومقتضيات تحصين الهوية فحسب، وإنما هو أيضًا وأساسًا استجابة للحقائق الموضوعية التربوية والنفسية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية التي أثبتت على مر العصور وعند كل الأمم أن تعلم الإنسان بلغته واستخدامه لها ضرورة من ضرورات ازدهار شخصيته الفردية والاجتماعية وعامل أساسي من عوامل التماسك الاجتماعي، وأداة رئيسية من أدوات النَّجاح الاقتصادي والتقدم الحضاري، والجدير بالذكر أنَّ هذا المؤتمر يسجل السَّنة الخمسين من عمر مؤتمرات التَّعريب.

۲۰۱۰م: صدَرَ قرار الجمعية العامَّة للأمم المتحدة بتحديد يوم ١٨ ك١ للاحتفال باللغة العربية (وهو تاريخ إدخالها لغة رسمية في الأمم المتحدة). 

٢٠١٥م: صدَرَ في عمان قانون ملكي لحماية اللغة العربيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المحطات التي وقفت عندها كانت سردًا تاريخيًا لا تفصيل فيه، وأنها حلقة أولى ستتلوها إن شاء الله حلقات أخرى تتناول مسيرة العربية والتعريب في لبنان، وما قامَ به العلماء اللبنانيون من خدمةِ العربية وعلومها والتَّأليف في ميادين المعجمية وعلوم اللغة والنَّحو والصَّرف، في القرنين التَّاسع عشر والعشرين، من أمثال الشرنوبي وضومط وعطيّة والشدياق وآل اليازجي والبستاني وأمين ناصر الدين والعلايلي وأحمد رضا والغلاييني، فقد أحيوا العربية تدريسًا وتأليفًا، ووصلت آثارهم إلى مصر وبلاد المهجر.

وستتلوها حلقة أخرى عن مصر منذ أيَّام محمَّد علي وما تمَّ في العربية من إنجازات في الطباعة وإحياء التراث، وإحياء الأساليب العربية وتجديدها في النَّثر والشِّعر، وحلقة ثالثة عن العراق وما ظهرت فيه من آثار تصل الجديد بالقديم، وأخرى عن الجزائر، وما قامت به جمعية العلماء المسلمين والشيخان ابن باديس والإبراهيمي من جهود لحفظ العربية التي سعى الفرنسيون إلى وأدها، وما تم من مراحل التعريب.

وأما السودان فهو جدير بحلقة خاصة به؛ لأنه حاز قصب السبق في مسيرة التعريب وأصبح القطر العربي الوحيد الذي سار التعريب فيه بخطة حكيمة تضافر فيه القرار السياسي الملزم والتنفيذ الإجرائي الحكيم، فأعطى ثمرات أنضج وأطيب مما كان ينتظر من آثار التعريب.

وأتمنى لو أنَّ بقية الأقطار العربية كالمغرب وتونس وليبيا تتناولها أبحاث تفصل أخبار العربية والتعريب فيها؛ فأنا لم أستطع أن أجد المصادر الكافية التي تمدنا بالمعلومات اللازمة للحديث عن مسيرة العربية والتعريب فيها.

الخاتمة:

وبعدُ: فحين نتحدث عن جوانب أو محطات مضيئة في مسيرة التعريب فنحن نعلن الجانب الأكثر أهمية في رسالة المجامع اللغوية… التي تحيي التراث وتضع المصطلح، ولكنها لا تغفل عما هو أسمى وأمضى وأبقى، ألا وهو إلقاء الضوء ورفع الصوت تنبيهًا وتبصرة وتوعية بضرورة هتك أستار المبطلين والمقصِّرين والمترددين في تلبية الدعوة إلى التعريب، وإعلاء شأن أصحاب رسالة التنوير، والتنويه بأعمالهم في تاريخ التعريب، وهو الذي سيكون له حيز في تاريخنا الثقافي والحضاري، وسيكتب فيها بحروف من نور.

إن أهم أولويات المجمع أن يصون اللغة ويُمدها بما يبقيها حبلًا متينًا يصل ماضي الأمة بحاضرها، وأن يُهيئ لتبق اللغة صلة حاضر الأمة بمستقبلها؛ لأن أهم أولويات أعداء العرب والمسلمين أن يسلخوا الأجيال من لغتهم ليخرجوهم من تراثهم وينتزعوهم من تاريخهم وثقافتهم، فإذا هم بلا هوية ثقافية ولا لغة موحدة تجمع شعوبهم حاضراً وتصلهم بماضيهم مستقبلاً!

إنَّ الذين يقفون في وجه التعريب يريدون أن يبقى العرب مستوردين للعلوم ولمنتجاتها وتقانتها… لأنهم لن يكونوا علماء بحق ومنتجين للعلم إلا إذا تعلموا بالعربية وفكروا بالعربية وعلموا بالعربية… ولو بقينا على ما كان عليه أوائل الجامعيين والمجمعيين لكنا اليوم أهل علم وصانعي علم، ولم نكن مجرد مترجمين للعلم ومستوردين للتقنيات، إن أمتنا لن تبدع كما أبدعت في غابر أيامها، وكما تبدع الأمم المتقدمة اليوم إلا إذا دخلت ميادين صنع الحضارة، وهي لن تدخلها حتى تجعل لغتها العربية علم ولغة وحضارة.

إنني أدعو إلى أن نجعل في مقدمات مقاييسنا لتقدم الأمم ورقيها مدى عنايتها بلغتها الأم؛ إذ هي التي تعي بها ذاتها، وتدرك بها أركان وحدتها، وأمان مستقبلها.

وليس مقياس الرقي والتقدم أبراجًا تناطح السماء، ولا مدنية تستورد استيرادًا بكل محدثاتها وتقنياتها، ولا فنونًا مارسها غيرنا من أبناء الأمم المتقدمة بعد أن بلغوا أرقى الغايات من العلوم، وبعد أن جالوا وصالوا من أعماق المحيطات إلى أعالي السماء، ثم جاؤوا ينصبونها في البلاد المتخلفة، وينفخون فيها إعلاميًا؛ لتكون أهدافًا يتنافس على البراعة فيها أبناء الشعوب المتخلفة.

إن لغتنا الأم هي وعاء فكرنا وثقافتنا، ورمز هويتنا، وإنَّ علينا نشر الوعي اللغوي، وصيانة اللغة مما يؤذيها، ويضعف ثوابتها وأن نحميها من الضرائر المحلية والخارجية وأن نبقيها متطورة في ضوء أصولها، وأن نمدها بالمفردات والمصطلحات التي تكون جناحاً تركبه إلى خوض ميادين العلوم المعاصرة، والتي يحتاج إليها الكتاب في كل ميدان.

لقد أجمعت أمم الأرض على أنَّ التقدم والعلم والحضارة لا تنال إلا بلغة من يريدها ويطلبها، ولم يشذَّ عن هذا الإجماع العالمي إلا الأمة العربية التي خاطبها كتابها بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ [إبراهيم: ٤] ، ومازال الواعون المخلصون من حكام العالم يهيبون بشعوبهم للتمسك بلغاتهم والارتقاء بها؛ لأنها الوسيلة إلى تقدم حضاري أصيل غير مستورد.

ولقد صدق رئيس سابق للجمهورية الفرنسية حين قال منذ سنوات قريبة لشعبه (19):

«إنَّ العالم لن يستمع إلى أمة تتحدث بلسان غيرها، وإنَّ العلم والثقافة لن يُستَنْبَتَا في أرضٍ بغير لسانها، وإنَّ التَّاريخ لم يسجل قط أنَّ أمَّة من الأمم حققت التنمية والتقدم الحضاري الحقيقي بلغة غيرها من الأمم!»(20).

هذا المبحث تم مقابسته من “مقالات الأستاذ الدكتور مازن المبارك، ج1.

الهوامش:

  1. محاضرة علمية ألقاها أستاذنا الدكتور مازن في مجمع اللغة العربية، بتاريخ ٢٠١٩/١/٣٠م، وأخبرني أنه سينشرها في مجلة المجمع في أعدادها القادمة إن شاء الله تعالى. 
  2.  «الخصائص» ( ج ۳ ص ٢٤٥) ط: دار الكتب المصرية، ١٩٥٦م. 
  3.  ولد سنة ٢٦ هـ، وتقلد الخلافة سنة ٦٥ه، وتوفي سنة ٨٦هـ.. 
  4.  تولى الخلافة سنة ٨٦ بعد وفاة أبيه عبد الملك، وتوفي سنة ٩٦هـ. 
  5.  البلاذري، «فتوح البلدان» (۳۰۸)، و «الحجاج المفترى عليه»: (۱۰۸). 
  6.  وفي «الفهرست» أن ابن زاذان هو الذي قال لصالح: قطع الله أصلك كما قطعت أصل الفارسية.. «الفهرست» (۳۳۸). 
  7. ولد عبد الله سنة ٥٩هـ، وتولى حكم مصر سنة ٨٦هـ في خلافة أبيه عبد الملك، وأقره أخوه الوليد كما في «الأعلام» ٤ / ١٠٠ . 
  8.  وفي «الفهرست»: أن ديوان الشام عرب أيام هشام بن عبد الملك: (ص ۳۳۹). 
  9.  «الإسلام والحضارة العربية»: (١٦٨ و۱۹۸). 
  10.  انظر تفصيل ذلك في «الموسوعة العربية» (١٢ / ٨٥٤) وما بعدها. 
  11.  «حياة الحيوان» للدميري (۱/۷۷)، و «الحجاج المفترى عليه» (۱۰۷). 
  12.  «الحجاج المفترى عليه» (۱۰۷) وما بعدها. 
  13.  «الحجاج المفترى عليه» (۱۰۸). 
  14.  «کتاب الفرزدق» د. شاكر الفحام (ص۳۹)، و«وفيات الأعيان»: لابن خلكان، ١/ ٣٤٤. 
  15.  الكامل للمبرد: ٢/٧٢٩. 
  16.  «الفهرست»: (۳۳۸). 
  17.  للاستزادة في معرفة الطبعات العربية الأولى للكتب العلمية، ينظر كتابي «اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي»، ص (۹۲) وما بعدها. 
  18.  وانظر أسماء الخريجين في كتاب «المجمعيون الأوائل» (ص ١٥٧ و١٥٩). 
  19.  نقلا عن د. هيثم الخياط «في سبيل العربية» (ص ١٧٥). 
  20. المصادر والمراجع:
    1- «الإسلام والحضارة العربية»، محمد كرد علي.
    2 – «الحجاج المفترى عليه»، د. محمد زيادة، القاهرة، دار السلام، ط ٤، ٢٠٠٥ م.
    3- «حياة الحيوان الكبرى» للدميري.
    4 – «فتوح البلدان» للبلاذري، تحقيق: عبد الله أنيس الطباع، بيروت، ١٤٠٧ هـ – ١٩٨٧م.
    5 – «الفرزدق»، د. شاكر الفحام، دار الفکر، دمشق، ۱۳۹۷هـ – ۱۹۷۷م.
    6 – «الفهرست»، لابن النديم، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
    7 – «في سبيل العربية»، د. هيثم الخياط، مصر، المنصورة، دار الوفاء، ١٤١٨ / ١٩٩٧م.
    8- «الكامل» للمبرّد، تحقيق: د. محمد أحمد الدالي، بيروت، مؤسسة الرسالة، ١٤٠٦/١٩٨٦م.
    9 – «اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي»، د. مازن المبارك، بيروت، دار النفائس، ط٤، ١٤١٨ – ١٩٩٨م.
    10 – «مقدمة ابن خلدون».
    11 – «الموسوعة العربية» – دمشق.
    12 – «الوزراء والكتاب» للجهشياري.
    13 – «وفيات الأعيان» لابن خلكان.
    14 – «وهذا لسان عربي مبين»، د. مازن المبارك، دمشق، دار البشائر ١٤٣٢هـ -٢٠١١م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى