Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
علوم

مناقشة حول التعقيد غير القابل للاختزال

سنعرضُ لمناقشةٍ افتراضية بين البروفيسور مايكل بيهي والبروفيسور كينيث ميلر حول التعقيد غير القابل للاختزال, ويحسُن بنا ابتداءً أن نعرِّفَ بشكلٍ موجز بكلا العَالِميْن, على النَّحو الآتي:

 

1- البروفيسور مايكل بيهي :-

هو بروفيسور الكيمياء الحيوية و البيولوجيا الجزيئية كلية العلوم جامعة ليهاي بنسلفانيا الولايات المتحدة الأمريكية وهو من مؤيدي نظرية التصميم الذكي .

البروفيسور مايكل بيهي
البروفيسور مايكل بيهي

 

2- البروفيسور كينيث أو كين ميلر :-

هو بروفيسور البيولوجيا الجزيئية والأحياء الخلوي كلية العلوم جامعة براون الولايات المتحدة الأمريكية وهو من مؤيدي نظرية التطور .

البروفيسور كينيث أو كين ميلر
البروفيسور كينيث أو كين ميلر

 

بدء المناقشة:

1- بروفيسور بيهي ما هو التعقيد الغير قابل للاختزال؟

هو نظام واحد مكون من أجزاء متعددة مترابطة بشكلٍ جيد متفاعلة فيما بينها تسهمُ في وظيفة أساسية متى أزيل جزء من الأجزاء في النِّظام   سيتوقف – هذا النظام – عن العمل .

أو بتعريف أيسر: هو أجهزة مترابطة بشكل صحيح تؤدي وظيفة واحدة بحيث لو نقص أو تلف أي جزء من هذه الأجزاء فسوف يتوقف النظام عن أداء هذه الوظيفة المنشودة من هذا التركيب المعقَّد وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا النظام قد ظهر نتيجة تغيرات طفيفة متدرجة ومتوالية.

 

2- بروفيسور مايكل لماذا يعتبر التعقيد غير القابل للاختزال حجة ضد الداروينية؟

سوف أقوم بتوضيح ذلك:-

إنَّ أي نظام غير قابل للاختزال لا يمكن أن يكون نتاجًا مباشرًا لتغيرات طفيفة ومتوالية لنظام معد سلفًا؛ لأنَّ النظام الغير قابل للاختزال إذا نقص منه عضو سوف يتوقف هذا النظام عن العمل و تظهر قوة مفهوم التعقيد الغير قابل للاختزال, في مقابل نظرية التطور, حيث تفترض نظرية التطور نشأة التعقيد والتركيب البالغ في الكائنات الحية عن طريق وقوع تغيرات صغيرة تدريجية على مدى زمني بعيد, مما يؤدي إلى ظهور هذا التعقيد, في حين يفترض التعقيد الغير قابل للاختزال عكس ذلك, فهو ليس نتاج لتغيرات طفيفة و متوالية لنظام معد سلفًا, وبالتالي إذا كان الانتقاء الطبيعي لا ينتقي سوى الأنظمة التي تؤدي عملها جيدًا عند انتقائها,  وإذا كان النظام الحيوي لا يمكن أن يكون قد تم إنتاجه تدريجيًا؛ فهذا يدل على أنه ظهر كوحدة متكاملة في خطوة واحدة حتى يستطيع الانتقاء الطبيعي أن يعمل عليه.

 

3- عظيم لكن هل يمكن أن نضرب مثالًا واقعيًا على الكائناتِ الحية في محاولةٍ لتبسيط الأمر للجمهور؟

تكمن قوة التعقيد غير القابل للاختزال في تعريفه, ولذلك علينا أن نتساءل كيف يمكن لنا أن نلاحظ نظامًا معقدًا لا يقبل الاختزال وعند معرفة طبيعة الطفرات متى نستطيع أن نبقى على يقين بأن نظامًا حيويًا ما هو نظام معقد لا يقبل الاختزال؟

لدينا عدة خطوات في تحديد التعقيد غير القابل للاختزال:-

– الخطوة الأولى في تحديد التعقيد غير القابل للاختزال تتمثل في تعيين كل من وظيفة النظام والأجزاء المكونة له كافة حيث أن أي شيء معقدًا تعقيدًا لا يقبل الاختزال سوف يكون مشكلًا من أجزاء متعددة تساهم جميعًا في الوظيفة ولتجنب المشاكل في صعوبة الشرح سوف نعطي مثال أولًا ميكانيكيًا بسيطًا, وهو مصيدة الفئران .

 

مثال لتوضيح التعقيد الغير قبل للاختزال:-

إنَّ وظيفة “مصيدة الفئران” هي تقييد حركة الفأر وذلك لمنعه من ارتكاب أفعال تسبب لنا إزعاج مثل مضغ الجبن وعقب أكياس الطحين وغيرها, لذلك فإنَّ مصيدة الفئران هي المثال الميكانيكي القريب من التعقيد المقصود في الكائنات وها أنا بهذا المثال أقوم بمحاولة التقريب, تتكون هذه المصيدة من:

(1) قاعدة خشبية مسطحة.

(2) مطرقة معدنية تتولى سحق الفأر أو الإمساك به.

(3) نابض ذو أطراف ممتدة للضغط على القطعة الخشبية والمطرقة عندما تكون المصيدة ملقمة.

(4) لاقطة حساسة تسقط عند أي ضغط عليها.

(5) سلك معدني متصل باللاقطة يمسك بالمطرقة عندما يكون الفخ ملقمًا وكذلك هناك أيضًا أشياء ضرورية لربط أجزاء هذا النِّظام بعضها ببعض.

أما الخطوة الثانية في تحديد ما إذا كان هذا النظام معقدًا  تعقيد لا يقبل الاختزال فهو أن نتساءل هل جميع مكونته مطلوبة لأداء الوظيفة.  فإن كان الجواب, نعم وبشكل واضح لنرجع للمثال الذي قمنا بطرحه قبل أن نطرح مثالًا حيًا, تخيل أنك جالس للقراءة في ليلة من الليالي فسمعت صوت أقدام صغيرة في غرفة المؤن فذهبت مسرعًا وأتيت بمصيدة الفئران إلا أنك لاحظت أنَّ المصيدة ينقصها أحد أجزائها هذا الأمر هو المقصود بالتعقيد غير القابل للاختزال حيث أنَّ المصيدة لن تؤدي العمل المرجو منها إذا فقدت أي جزء من أجزائها فإذا كانت القاعدة الخشبية غير موجودة فلن يكون هناك مكان لتثبيت بقية الأجزاء و إذا كانت المطرقة غير موجودة فلن يتم إمساك الفأر و إذا لم يكن النَّابض موجودًا فلا المطرقة ولا القطعة الخشبية سيكونان مشدوديْن جيدًا, وهكذا, كل جزء مهم لتحقيق الهدف المنشود من الأمر .

لنطبق ذلك بمثالٍ حي:-

 

السوط البكتيري مناقشة حول التعقيد غير القابل للاختزال

 

ما هو السوط البكتيري؟

السوط البكتيري هو أحد أهم الأدلة على حجة التعقيد غير القابل للاختزال, يبدو السوط البكتيري مثل خيوط خارجية طويلة تساعد على دفع البكتيريا وتمكنها من السباحة والحركة من خلال السائل المحيط بها, إذ يتحرك السوط بآلية ميكانيكية تمامًا حيث يوجد عند قاعدة كل سوط بكتيري محرك دوار يحركها آلاف المرات في الدقيقة الواحدة ويتكون السوط البكتيري من الخيط الذي يرتبط مع الجسم القاعدي وذلك بواسطة قطعة وسطية تسمى الخطاف يحاكي هذا النظام في السوط البكتيري أنظمة الحركة الميكانيكية الموجودة في وسائل النقل المائية بألية الدفع اللولبي وذلك بواسطة محركات دوارة لا يمكنها العمل مع فقد أحد أجزائها و كما قلنا فإنَّ هذا النظام لا يقبل التدرج في التكوين بواسطة التطور فالتطور بواسطة الانتخاب الطبيعي والطفرة يجب فيه المضي الحثيث أي تحسين وظيفة واحدة في كل خطوة ولذلك فإنَّ المحرك الدوار في البكتيريا لا يمكن اختزال أجزائه حيث لا يمكن أن يعمل إلا إذا كان كل جزء في مكانه الصحيح وبالتالي التعقيد غير القابل للاختزال هو حجة تجعل الداروينية في مأزق.

ولذلك, في السوط البكتيري إذا استبعدت المروحة أو المحرك أو المشابك التي تتعلق في غشاء الخلية إذا قمنا باستبعاد أي من الأجزاء المختلفة فلن يدور السوط لا بنصف سرعتها ولا ربعها, سوف يتعطل عن العمل, ولهذا يعتبر من أفضل الأدلة على هذا التعقيد؛ آلية السوط الموجودة في بعض أنواع من البكتيريا, السوط البكتيري يكون على شكل سوط أو ذنب هذه الآلية معروفة منذ زمن طويل كانت دائمًا هذه البنية تثير دهشة العلماء وأنا واحد منهم, هذا السوط البكتيري يعمل بواسطة آلية تذبذبية ليست بسيطة كما كان يعتقد البعض بل تعمل بواسطة محرك عضوي معقد كما قلنا تستعمل البكتيريا السوط لكي تتحرك, يعتبر هذا السوط هو العضو الوحيد في عالم الكائنات الحية الذي يتمتع بحركة دورانية واقعية وبفضل هذا السوط تتحرك البكتيريا في أي اتجاه تريد, وكذلك يمكن لها أن تقوم بتوقفات فجائية و القيام بمناورات متميزة, أضف لذلك أنه بفضل ألياف السوط اللولبية والمحرك والساق يمكن للبكتيريا التحرك كآلية دفع هذا المحرك الذي يجعل البكتيريا تتحرك, ويحتوي على جزئين منفصلين, الجزء المتحرك وكذلك الجزء الثابت, يعمل الجزأين على مساعدة بعضهما في عملية الدوران, أضف لذلك آلية حفظ الطاقة الجاهزة, فهناك تدفق للأحماض في أغشية البكتيريا يستعمل أيضًا مصدرًا للطاقة.

آلية هذا المحرك تحتوي على (40) مكون مختلف وهي معقدة لا يمكن اختزالها كما قلنا إلى شكل بسيط, وبالتالي لو فقد حتى جزء واحد فقط أو غير مكانه الصحيح فإنَّ هذا المحرك لن يعمل فهو جهاز متكامل غير قابل للاختزال, السوط يحوي بداخلة بنية معقدة, كما يحوي بداخلة (240) نوع من البروتينات, لذلك فهذه المكونات كما أوضحنا لا يمكن أن تتجمع بتغيرات بسيطة عبر الزمن لتنتج السوط البكتيري وهذا يرجع إلى أن كل مكون صغير هو بنية عضوية ليس هدفًا وظيفيًا وحدها وبغياب نظام المحرك الذي يوفر نظام الحركة الدورانية فإنَّ البكتيريا لن تتحرك, وإذا ما عدنا لنظرية التطور سنجد أنَّ الأعضاء التي لا تستعمل لمدة طويلة ستصير أثرية وبلا دور و تختفي وعلى هذا فإنَّ عملية التطور والتي تحتوي (40) تغير منفصل سوف تقضي على أي عضو عن طريق الانتقاء الطبيعي وذلك لأنَّ العضو فشل في تلك الحالة القيام بأي وظيفة وبالتالي تتوقف العملية التطورية عند بدايتها الشيء المهم الذي ينبغي ادراكه عند الحديث عن الانتقاء الطبيعي هو أنه يختار الميزات الوظيفية حيث في أغلب الحالات يقضي الانتقاء الطبيعي على الأشياء التي ليس لها وظيفة أو وظيفة تؤذي البنية أو الكائن وبالتالي فإننا كما قلنا حجة التعقيد غير القابل للاختزال هي ضربة للداروينية حيث أنه إذا كانت البكتيريا بها ذيل لا يعمل كسوط فإن الانتقاء الطبيعي سيقضي عليه, الطريقة الوحيدة إذن لبقاء السوط هي وجود سوط يعمل وتكون لدينا كل أجزاء المحرك منذ البداية وبالتالي فإن الانتقاء الطبيعي لا يمكن أن ينتج السوط؛ لأنَّ عمله يبدأ فقط بعد وجود وحركة السوط, وبالتالي فهذا التعقيد يظهر عكس ما تطرحه الداروينية.

وكما قلنا إنَّ هذه الحالة بالنسبة للسوط البكتيري تنطبق أيضًا على الأجزاء والمكونات الأخرى له, وفي الحقيقة لا يوجد عالم تطوري استطاع أن يفسِّر السوط البكتيري تفسيرًا منطقيًا. فقط يعمل السوط البكتيري إذا كانت كل أجزائه موجودة وتعمل بلا خطأ في نفس الوقت هذا يعني أنَّ هذا التصميم في البكتيريا وجد كما هو وليس بالتدرج كما تدعي الداروينية .


ننتقل لك بروفيسور كينيث ميلر ونطرح سؤالًا:

ما رأيك في هذا الطرح المهم جدًا للبروفيسور مايكل بيهي؟

في الحقيقة أنا غير موافق لهذا الطرح, وسوف أشرح عدم موافقتي على النحو الآتي:

بإمكاننا تفنيد حجة التعقيد غير القابل للاختزال لأنَّ الأجزاء المكونة له لا تحمل أي معنى وظيفي خارجة, وبذلك يمكننا تفنيده إذا ما تمَّ العثور على وظيفة ثانوية لهذه الأجزاء في نظامٍ آخر  حتى مثال “مصيدة الفئران” يمكن استخدام مصيدة الفئران لغرضٍ آخر, فأنا يمكنني استعمالها كمشبك, ما يقارب من 1/4 البروتينات المستخدمة في وظيفة السوط البكتيري تقوم بوظائف في نظامٍ آخر من البكتيريا مثل حقن السم, هذا يعني أنَّ السوط ممكن أن يتطور تدريجيًا من نظامٍ أقل وهو نظام آلة الحقن الأقل تعقيدًا.

الأسواط البكتيرية

إذا ما قمنا باستعمال المجهر الإلكتروني تبين لنا المحرك الأكثر فاعلية وتبين لنا الفرع الذي ينقل العزم الذي ينتجه المحرك مما يجعل المروحة تدور وتدفع البكتيريا في السائل وَفْقًا لما طرحه زميلي البروفيسور بيهي فإنَّ السوط لا يمكن أن يكون نتيجة للتطور وذلك لأنَّ أجزاءه لا يمكن أن تخضع للانتقاء الطبيعي إلا إذا جمعوا, وهذا الطرح سوف نفنده أكثر لنرجع لدليل محقنة السم الصغيرة التي تضخ السم في بعض البكتيريا وهذه نجدها في اليرسينية الطاعونية وهي البكتيريا المسببة للطاعون الدبلي سوف نجد تشابه كبير في البنيه بين نوعي البكتيريا لكن اليرسينية لا تدور لكنها بحاجة لذلك الجزء وهو معادل للفرع في نوع البكتيريا التي طرحها البروفيسور بيهي تحتاج لهذا الجزء لأنها بحاجة للقناة الصغيرة التي تشبه المحقنة لكي يمكنها تصدير النواتج البكتيرية والتي يتم صنعها داخل الخلية أسفل البكتيريا لكي تندفع عن طريق ثقب صغير وتمر عبر الجزء الذي يشبه الإبرة وذلك لتحقن في خلايا الجسم.

وقد تبين أنَّ البنيتين متشابهتين لسبب الحقنة مؤلفة من مجموعة من الوحدات من نفس أنواع البروتينات الموجودة في قاعدة السوط البكتيري رغم أنَّ الحلقة تنقصها بروتينات نجدها في المحرك وبالتالي لا يمكنها توليد حركة دائرية ورغم ذلك هي تعمل على أكمل وجه كجهاز ناقل للمرض وبالتالي فإننا هنا لدينا بروتين ناقص ويعمل والمفروض وفق طرح البروفيسور بيهي لا يعمل إلا أنه يعمل بوظيفة أخرى رغم أنه في هذا النوع من البكتيريا ينقصه عدد كبير من البروتينات ها هنا تعمل العضية البكتيرية, إذن فهي ليست معقدة تعقيد لا يقبل الاختزال.

 

بروفيسور بيهي ما ردك على طرح بروفيسور كينيث ميلر أو ما طرح مؤيدي التصميم الذكي للرد عليه؟

في الحقيقة هذا الطرح غير صحيح أؤكد لكم التعقيد غير القابل للاختزال حجة وحجر عثرة في وجه الداروينية و إلى الآن لا يوجد تقدم دارويني في تفسير الماكينات الجزيئية وسوف نرد حتى على مثال مصيدة الفئران الذي حاول أيضًا البروفيسور “ميلر” إيهام النَّاس أنه يمكن أن يستخدم كشيء آخر .

دعني أبدأ بسوط البكتيريا والنظام الإفرازي الثلاثي حيث إنَّ الفكرة التي حاول الزميل بروفيسور كينيث ميلر ترويجها هي أنَّ النظام الإفرازي الثلاثي والذي هو في الحقيقة يتمثل في أداة حقن صغيرة حيث افترض أنَّ ذلك من الممكن أن يكون سلف أولي أبسط لسوط البكتيريا والذي هو ماطور دوار وهنا سوف أبدأ في ردي بمثال تقريبي جميعنا نعرفه “مصيدة الفئران” والذي علق عليها البروفيسور ميلر كما قلنا في المثال التقريبي أنه يحتوي على مجموعة من الأجزاء المختلفة والضرورية لتحقيق هدف ولا يمكن اختزال أي منها, وذهب الزميل ميلر إلى إمكانية استخدام المصيدة لأشياء أخرى مشبك ماسكة أوراق وغيرها لكن تجاهل البروفيسور ميلر أنها مهما كان استخدامها ستظل مصيدة فئران بحيث أن الداروينيين يريدون اقناعك أن إحداث الانتقالات هو أمرٌ سهل لكن هذا الأمر غير حقيقي .

ولهذا لنفترض أنَّ لدينا آلة جزيئية غير قابلة للاختزال مكونة من ستة أجزاء مكونة من (A) إلى (f) على افتراض أنها بدأت كأسلاف مفردة كل واحدة تمتلك وظيفتها الخاصة بها الآن افترض أنها اجتمعت مع بعضها البعض بطريقة ما الآن سيكون لديك آلة غير قابلة للاختزال ولكن كل من الأجزاء لديه وظيفة خاصة به لذلك سأقول بأنه حتى لو كانت كل هذه الأجزاء تعمل بنفس العمل الذي ستعمله في الآلة الغير قابلة للاختزال سوف تبقى غير قادرة على جمع هذه الأجزاء هنا مع بعضها البعض ولكن قد تسأل لماذا؟ سوف أجيبك بتطبيق واقعي إنَّ البروتينات تلتصق مع بعضها البعض لأنها تمتلك أسطح معقدة جدًا والتي تكون متطابقة مع بعضها البعض, إنَّ الخصائص الفيزيائية و الكيميائية للبروتينات يجب أن تكون كالمغانط الصغيرة المصطفة وذلك بغرض السماح لهم بالارتباط هذه هي المشكلة التي يمكن أن تواجه هذا السيناريو, لنرجع للافتراض من A إلى f سيكون لدينا بروتينات أي بي سي دي لكن لن يكون لديها آلية الارتباط من أجل إنشاء آلة جزيئية غير قابلة للاختزال سيكون عليهم إعادة تكييف جميع أشكالهن لغرض الارتباط ببعضهم البعض وهذا من الناحية الداروينية صعب للغاية .

ما أريد قوله هو أنَّ ادعاء الزميل البروفيسور ميلر لم يدحض حجة التعقيد غير القابل للاختزال ولم يقدم تفسير أفضل, لذلك فإنَّ نظرية النظام الثلاثي أو الخيار البديل للتكيف التي طرحها ميلر والتي تشير إلى أنَّ النظام الإفرازي والجينات التي صنعته كسلف أولي تعطي استنتاجيْن مختلفيْن أحدهما هو أنَّ الجينات والنظام الإفرازي الثلاثي أقدم من سوط البكتيريا والجينات التي صنعته والثانية العكس تمامًا هو أنَّ سوط البكتيريا والجينات التي صنعته هي الأقدم وبالتالي فإنَّ الفرضيتين قابلتين للاختبار,

 

تصور للخلية بدائية النواة

المثير للدهشة هو أنَّ المعطيات تبين أنَّ نظام الإبرة أو النِّظام الإفرازي الثلاثي الذي طرحه ميلر هو حصيلة ثانوية انحدارية للآلة الجزيئية الجينات لكي يتم بناء النظام الإفرازي الثلاثي في عدد من المواضع المختلفة التي تعطي نتيجة متشابهة  لأن المعلومات هنا مشتقة من جينوم أصلي, والجينات اللازمة لبناء النظام الإفرازي الثلاثي غالبًا ما تكون محمولة على البلازميدات وهي غالبًا في الجزر المرضية في البكتيريا وهذا يوضح أنها مجلوبة من خارج النظام إلى الجينوم الأصلي وبالتالي نحن أمام قضية مركزية لأنَّ هناك الجينات التي تعمل على بناء الماطور بأكمله ولكن الجينات المعبر عنها حديثًا لبناء النظام الإفرازي سيجري تعبيرهن وبقية الجينوم ولكن طفرة الإدراج منعت بقية الجينات من أن يتم تعبيرها بشكل كامل لذلك فإن هناك الكثير من الأدلة التي تتراكم حول الجينات لبناء نظام ثلاثي أحدث والجينات لبناء سوط البكتيريا هي الأقدم مما يؤكد طرحي وينفي طرح ميلر, وأريد أن أضيف إنَّ مجرد الإشارة لشيء يعتقد أنه سلف وسطي لا يفي للتحدي الذي وضعته أنا – مايكل بيهي-  لأنَّ التحدي الخاص بي بإعطاء تفسير دارويني كامل لأصل الآلات الجزيئية المعقدة كمحرك (ماطور)  السوط لا تحتاج فقط منصة وظيفية لتسير من البسيط إلى المعقد بل يجب أن تأتي بسلسلة من الوسائط الوظيفية التي يمكن أن تكون قابلة للانتحاب الطبيعي والتي تغيرت على طول الأسلاف ونحن نعرف أن هكذا سلسة غير موجودة على وجه التحديد وذلك لأن هذه الأنظمة غير قابلة للاختزال كما قلنا, وبالتالي إذا ما قام أحدهما باختزال للـ 30 بروتين التي تصنع الماطور السوطي فسوف تخسر الوظيفة وهذا يعني أنَّ الخطوات المتعاقبة من الأبسط إلى الأعقد هي غير وظيفية لذلك فإن التحدي بإحصاء التدرج لأصل هذه الآلات الجزيئية لم يتحقق .

الشكر للبروفيسور مايكل بيهي والبروفيسور كينيث ميلر على هذه المناقشة الرائعة حول التعقيد غير القابل للاختزال.

المراجع :-

  1. كتاب صندوق داروين الأسود: عالم الكيمياء الحيوية: البروفيسور: مايكل بيهي
  2. كتاب فقط مجرد نظرية: عالم البيولوجيا الجزيئية: البروفيسور: كينيث ميلر
  3. كتاب إعادة المحاكمة : الداروينية في قفص الاتهام: الباحث: دكتور: أحمد يحي
  4. رد الداروينيين على حجَّة التعقيد فيديو على قناة التطور بالعربي.
  5. فيديو يشرح التعقيد غير القابل للاختزال تحت عنوان: (irreducible complexity scientific blow to darwinism)  على قناة imadix 14 .
  6. قناة مركز براهين الشكر موصول لترجمة عدة مقاطع .
  7. مناقشة بعنوان ( intelligent design under fire).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى