صدر حديثًا (أبريل/نيسان 2025م) عن “حكمة يمانية” كتاب “وجهٌ آخر للطُّوفان”، وهو عملٌ قصصيٌّ مميَّزٌ للكاتبةِ أسماء عبد الرَّاضي، تضمَّن مجموعة من القصص والنُّصوص التي كُتبت تحت وهج الجراح الحيَّة، واستُلهمت من مشاهد الطُّوفان الذي اجتاح غزة عقب السَّابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م، وما تزال فصوله تنزف حتى لحظة الكتابة.
في مقدمة الكتاب، تقول الكاتبة:
“كتبتُ هذه النصوص تأثرًا بما عايشناه من عدوان غاشم على غزة… واقعٌ أعجز الخيال، وأربك القصة، وفرضَ لغته على السَّرد، حتى غدا القصُّ نوعًا من الشهادة، لا صناعةً فنية فحسب.”
وفي تقديمه الضافي للكتاب يقول الأستاذ الأريب عبد المنعم أديب: “تُعبِّر الكاتبة عن رغبات الملايين من العرب والمسلمين الذين يسحقهم العجز عن إدراك ذويهم وأهليهم في الأراضي المُحتلَّة المنكوبة؛ وهم يرون الويلات تُسقى بها حُلُوقُ قومٍ مؤمنين، ما طغوا فيها، وما ظلموا، وما يُنقَم عليهم إلا قولُهُم الحق، وتمسُّكُهُم بالأرض وبقضيتهم .. فكان الغليان المحموم، وكان الطوفان، وكان الوجه الآخر للطوفان .. ولعلَّ الكاتبة عبَّرتْ عن هذا جليًّا في كلمات “غسان كنفاني” التي اجتبتها للمقدمة”.
نحن في “حكمة يمانية” نعتزُّ بهذا الإصدار الذي يُؤرِّخ للمأساة من نافذةِ الأدب، ويُوثّق الوجع الإنساني بما يليق به من شرف الحبر وسموّ المعنى، إنه عملٌ يحفظُ شخوصَ غزة في ذاكرة الحكاية، ويوثِّقُ جراحًا لن تُنسى، في زمنٍ كثر فيه الكلام وقلَّت فيه الكلمة الشاهدة.