Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
فكر

مسوِّغات العلمانية بين الحقيقة والوهم (ج4)

النظرية السياسية الإسلامية: أصول أم فروع؟

النظرية السياسية الإسلامية: أصول أم فروع؟

إننا – قارئي العزيز- حين نميّز بين توافر النظرية وسلامتها من جانب، والتطبيق وما قد يعتريه من أخطاء محتملة  وطبيعية، شأن أي عمل إنساني من جانب آخر؛ فإننا نهدف كذلك إلى إبراز الفرق بين هذه الحالة وحالة فقدان الفكر الكنسي  تلك الميزة الإيجابية، وهذا محدّد أساس للحوار.

إننا – قارئي العزيز- حين نميّز بين توافر النظرية وسلامتها من جانب، والتطبيق وما قد يعتريه من أخطاء محتملة وطبيعية، شأن أي عمل إنساني من جانب آخر؛ فإننا نهدف كذلك إلى إبراز الفرق بين هذه الحالة وحالة فقدان الفكر الكنسي تلك الميزة الإيجابية، وهذا محدَّد أساس للحوار.

لا يخرج تطبيق النَّظرية السِّياسية الإسلامية عن أي تطبيق إنساني، أي أنه عرضة للخطأ كأي عمل يقوم به فرد أو جماعة، وهنا تبرز المساحة الواسعة للمرونة وإعمال العقل والاجتهاد، والاستفادة من تجارب الآخرين، في ضوء المحدِّدات الكلية للنَّظرية.

وهنا – ومع التأكيد على أنَّ المقارنة بين الخلاف في المذاهب الإسلامية والمذاهب المسيحية؛ مقارنة غير منهجية ولا موضوعية-؛ فلعلَّه من المناسب التمييز بين حالتين من فهم النَّظرية السِّياسية الإسلامية لدى الأمة بسوادها الأعظم، من مختلف المدارس والمذاهب، التي يجمعها شعار عام واسع “أهل السُّنَّة”، فتلك حالة عامة هي التي أعنيها بتوصيفي، وبين حالة خاصة، هي حالة طائفة من طوائفها بكل تفرعاتها ترفع شعار “التشيُّع لأهل البيت” ، فهذه الحالة خارجة عن سياق هذا التَّقرير.

إنَّ التمييز بين الحالتين هام للغاية، لأنه يقرّر لنا في الحالة الأولى أن الحكم في ضوء النظرية السياسية الإسلامية -على أهميته وضرورته -يظل في تفاصيله مبحثًا فقهيًّا فرعيًّا قابلًا للاجتهاد، بالصواب والخطأ، وليس ركنًا عقائديًّا أصوليًّا، كما هو الشأن في الحالة الأخرى (طائفة الشيعة)، ولا سيما لدى الشيعة الإمامية الجعفرية، تلك التي تعدّ هذا المبحث في أصول العقيدة، حيث تؤمن بالنص الجليّ على أئمتها، بمن فيهم الإمام الثاني عشر الغائب- وَفْق توصيفها- على أنَّ الملاحظة الجديرة بالتأكيد في هذا السياق تكمن في أن كون مبحث الحُكم أو السلطة السياسية، أو الدولة- بتعبير أدق- في الفكر السياسي الإسلامي ، وفق الحالة العامة المشار إليها؛ لا تؤذن بالاجتهاد الذي يتجاوز أحكام الإسلام ونظمه الكليّة  في التشريعات المختلفة في مجالات : القضاء و الاقتصاد و التربية و الاجتماع والعلوم والإعلام والثقافة والفن والعلاقات الدولية …إلخ، ذلك أنه وإن جاءت مسألة الحُكم  ضمن المباحث الفقهية الفرعية لكنها – بالمقابل- تُعدّ قضية كليّة في جوهرها، وموقعها  في خارطة الفكر الإسلامي،  إذ هي  من- حيث الأصل- من  قبيل القضايا المعلومة من الدّين بالضرورة، بمعزل حتى عن أبعد الاجتهادات مذهبًا، وهي تلك التي ترى أن الدولة في الإسلام وسيلة لا غاية، فالواقع أنه لا يوجد مجتمع بشري من غير سلطة وحكم، إلا إذا خرج عن طبيعته البشرية، واختط له خطًّا ملائكيًّا، خارجًا عن علم الاجتماع الإنساني والسياسي، تحت أيّ مسمّى، ولذلك فالسلطة ضرورة بشرية وشرعية في آن، وحتى على  فرض التسليم بذلك القول الذي يرى أن الدولة في الإسلام  وسيلة لا غاية، فالوسيلة هنا تأخذ حكم الغاية، من قبيل القاعدة الأصولية المحكمة “مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب”، وتظل العبرة بالمرجعية، فهل مرجعية هذه الدولة “الوسيلة” هي الشَّريعة الإسلامية”؟ أم مرجعية أخرى؟ فإن كانت الشريعة فلا فرق عملي – ساعتئذٍ- أما إن كانت المرجعية لغير الشريعة، فلا يجدي – حينئذ – حديث عن غاية ناهيك عن وسيلة.

وقد جلّى هذه الحقيقة بعض المفكّرين أمثال محمد عمارة في كتابه (الإسلام بين التزوير والتنوير)(1)، وكتابه (الدولة الإسلامية بين العلمانية والسلطة الدينية)، رغم أن هذا الأخير يعدّ من الكتابات القديمة نسبيًّا لعمارة، وهي التي كان بعضها معتمد اليسار العلماني العربي، وإحدى مرجعياته المعتبرة يومًا، سواء لتثقيف أعضائه وأنصاره، أم للشغب على النظام السياسي في الإسلام والدولة الإسلامية، قبل أن يجري عمارة مراجعات شاملة جريئة، بعد ذلك، تجلت في مجمل نتاجه في الـ 30 سنة الأخيرة من حياته- على الأقل- . ومع ذلك فهو في هذا الكتاب الأخير يؤكّد على  ضرورة الدولة في الإسلام، مشيرًا إلى أن  المسلمين اتفقوا إلا أبا بكر الأصم (ت: 279هـ) من المعتزلة والنجدات من الخوارج “على ضرورة الدولة ووجوبها”، شرعًا أو عقلًا، أو للاعتبارين(2)،  ثم نراه يورد ما يعزِّز ذلك، عن الجاحظ في رسائله، من مثل قوله: “ويتظالم الناس فيما بينهم  بالشره والحرص المركّب في أخلاقهم، فلذلك احتاجوا إلى الحكام”(3)، كما يورد عمارة عن بعض علماء السياسة الشرعية القدماء؛ ما يعزّز ذلك كذلك، مع تأكيده  في الوقت نفسه عدم تعارض ذلك مع ما هو معلوم في الفكر السياسي الإسلامي من كون مسألة الدولة وشؤون الحكم والسياسة ليست من الأصول إلا عند الشِّيعة، أما عموم الأمة فمن الفروع(4)، ولكن ثمّة ما يجدر التنبيه عليه  في هذا السياق، من مثل ذلك  الاستنتاج الخاطئ الذي قد يقع فيه بعض من لا يميّز بين حالتي الدولة في الفكر السياسي الإسلامي “السنّي” والفكر السياسي الإسلامي “الشيعي” وخلفياتهما، فتأخذه ردّة الفعل – من غير تحقيق غالبًا- ليستنتج أن كون الدولة في الفكر السياسي “الشِّيعي” من قبيل الأصول لا من قبيل الفروع،  مع إيمانها بالنص الجليّ الصريح على الأئمة، يعني أن أمر الدولة لدى الفكر  (السنّي)، يُصبح  من قبيل الاجتهادات التي تتيح للأمة الاقتصار على المبادئ الكليّة العامة، والقيم  المقاصدية، المراعية فقط للشورى والعدالة والحرّية ونحوها، من غير استصحاب  مطلقًا للنصوص  الواردة،  المتضمنة لتفاصيل تلك المبادئ والقيم  ونحوها، والمبيّنة كذلك  لجملة النظم الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والقضائية والثقافية والإعلامية والفنيّة  وغيرها، وهي وإن لم تكن متضمنة بالضرورة  لكلِّ حادثة ومسألة،  ولا تعفي العقل المسلم المؤهّل – في الوقت ذاته- من الاجتهاد في تنزيل تلك  النصوص على الوقائع والأحداث؛ لكنها لا تؤذن بترديد  مقولة أن النظرية السياسية في الإسلام، مجرّد مسألة فرعية، يمكن أن تبلغ أحياناً،   درجة التخلّي عن القضية برمّتها ومرجعيتها، إذا  رأى المجلس النيابي- مثلاً-   أو ما في حكمه أن تصبح المرجعية لغير الشريعة، بوصف ذلك أمرًا اجتهاديا  فرعيًّا، وليس قضية أصولية عقدية منصوصًا عليها، كما هو الحال في الفكر الشيعي،  ويغيب عن إدراك من ينحو ذلك المنحى، أن كون مبحث الحُكم أو النظرية السياسية  في الفكر السياسي الإسلامي “السنّي” مبحث في الفروع، لا يختلف من هذه الناحية عن مبحث “الصلاة: الذي هو في الأصل  الركن الثاني من ركان الإسلام، بحيث لا يستقيم إسلام مسلم من غير الصلاة إجماعاً، على أن أحكام الصلاة مبحث فرعي، يُبحث عادة في المصادر  والأبواب الفقهية، ويوضع  كذلك  في سياق مسائل الفروع، وتصنّف أحكام الصلاة ضمن مجال  أحكام العبادات (فقهيًّا)،  لكن هل  يحيلها ذلك من موقع (الركن الثاني من أركان الإسلام وعموده)، ومرتبة (المعلوم من الدّين بالضرورة)؛ إلى مسألة اجتهادية فرعية عادية، حتى يصل بالمسلم الحال – مثلًا-  إلى درجة تجاوزها، أو بعض أحكامها الأساسية،  لمجرّد ورود مباحثها التفصيلية الفرعية في المصادر أو الأبواب الفقهية- وليس العقدية-؟!  ذلك هو المثال الأقرب لمقصود علماء أهل السنّة، بقولهم: إنَّ نظرية الحكم في الإسلام قضية تتعلق بالأحكام الفقهية لا بأصول العقيدة، فهي من هذه الناحية فقط، لا من ناحية أن مسألة الحكم والنظام السياسي والدولة، من المسائل التي لا تعني المسلم، فيما لو أنه صرّح أو أضمر عدم إيلاء الإسلام لتلك القضية اهتمامه، بحيث لا تعني المسلم سوى ما تعنيه مسائل الفروع الجزئية، تلك التي يمكن تجاوزها أحياناً، وعدم الاشتغال بها ربما من الأساس!

ولتتأكد – قارئي العزيز- أنني إذ أشدد على هذه القضية؛ فلك ان تدرك أن  أول شخصية  شذّت  عن اتفاق الامة ، على ضرورة  النظام الإسلامي والدولة الإسلامية، ووجوبها، وبدهية قيام نظام سياسي متكامل فيها، إلى القول بنفي كل ذلك؛ كان الشيخ علي عبد الرازق (ت: 1386ه/1966م)، في كتابه (الإسلام وأصول الحكم)؛ حيث كان قد  استند – بحسب بعض من أيّده واستمات في سبيل  الدفاع عن كتابه-في شذوذه  الفكري الكلّي ذاك-  إلى هذه الفكرة ذاتها، أعني فكرة أن  مبحث الحكم والنظام السياسي في الفكر الإسلامي (السنّي )، من قبيل الفروع، على عكس ما هو قائم لدى الفكر (الشيعي)، ولهذا  ففي أجواء الصخب  والجدل اللذين لم تشهد لهما الامة مثيلاً – في هذا الباب-  في القديم والحديث، على خلفية صدور كتاب الشيخ عبد الرازق، آنف الذكر؛ فقد  ورد في واحدة من المقالات العديدة -حينذاك-مقالة اتسمت  بالأسلوب السَّاخر، وكان عنوانها (بعد قرار العلماء)، من غير ذكر لكاتبها ، لكن الدكتور محمد عمارة يستنتج من خلال أسلوب الكتابة أنها  للدكتور محمد حسين هيكل(ت:1376هـ/1956م)! وكم هو صادم حقيقة أن يصل أمر الاخلاط والاضطراب في استيعاب مسألة فرعية مبحث الحكم والدولة في (الفكر السنّي)، التي عبّر عنها هيكل بالخلافة، (وهو إنما يقصد النظام والدولة بداهة، حيث كان رمزهما الخلافة) مقارنًا بـ(الفكر الشِّيعي)؛ إلى ذات ما حاذرنا منه آنفًا، وهو ما وقعت فيه حتى شخصيات كبيرة، من مثل الدكتور محمد حسين هيكل،  فتصرخ بأعلى صوتها: أنه مادام أن شأن الدولة (في الفكر السنّي)؛ أمر فرعي ( في مقابل أصولية الفكرة وعقديتها في (الفكر الشيعي)؛ فإنَّ (الفكر السنّي) يقبل حتى رأي من يذهب إلى إنكار وجود نظام سياسي وحكم ودولة من الأساس، كما فعل علي عبد الرازق، وأن من يرفض مثل هذا القول متناقض مع تلك المقولة، مغزوّ أو مصهور بالفكر السياسي الشيعي، دون أن يدري! وأن يصدر ذلك الاستنتاج ليس عن أيّ أحد، بل عن شخصية بحجم الدكتور محمد حسين هيكل؛ لهو أمر جلل يستدعي التنبيه وإدراك المآل الخطير، الذي آل إليه ترديد مقولة:  فرعية مبحث الحكم والدولة، في (الفكر السني)، مقابل أصولية المبحث في (الفكر الشيعي)، من غير توضيح المقصود بالقدر الكافي، في ظل هذا الاضطراب، وما تصنعه ردود الأفعال المتشنجة، حتى قبل أن تصبح الطائفية السياسية  عاملاً جدّ مؤثر وكبير، على عدد من مواقفنا الفكرية والسلوكية، في العقود المتأخرة ، على أن الإشارة جديرة  بأن ذلك  الرأي المنسوب إلى الدكتور هيكل؛ جاء في المرحلة التي كان لا يزال فيها  الرجل منبهراً بالحضارة الغربية،  وداعيًا إليها،  من غير تمييز بين غثها وسمينها، كآخرين، وقبل أن  يستقر  في رحاب الفكر الإسلامي العام، ويكتب فيه كتابيه البديعين -بشهادة بعض القرّاء والباحثين- (حياة محمد، وفي منزل الوحي)، أيًّا كانت الملحوظات من قبل البعض عليهما، فالعبرة بالغالب، أما  الكمال فلله -تعالى- وحده.

والآن لنأتِ إلى جانب من مقال هيكل، المشار إليه آنفًا. فلقد ورد في مقاله (بعد قرار العلماء) مخاطبته الشيخ عبد الرازق بأسلوب ساخر تهكمي: “… تعال نضحك… فقد كان كتابك مصدر التغير الأرثوذكسية في الإسلام، ولست أنت الذي غيّرها، أيها الطريد المسكين، وإنما غيّرها الذين طردوك وأخرجوك من الأزهر،  نعم كان أهل السنة وما زالوا يرون أن الخلافة ليست ركنًا من أركان الدّين، وأن الشيعة فسقوا حين عدّوها كذلك، فلمّا قلتَ للناس في كتابك ما أجمع عليه أهل السنّة، غضب عليك أهل الأزهر، ورموك بالابتداع والإلحاد، وأخذوا يقولون: إنَّ الخلافة أصل من أصول الدِّين. وقد كنّا نعلم أن القاهرة مركز أهل السنّة، وموطن الأشاعرة، ومستقر الأرثوذكسية الإسلامية، فسبحان من يغيّر ولا يتغيّر! أصبحت القاهرة “كطهران” مركز الشيعة، وانهار بناء صلاح الدِّين؟! ولِمَ لا؟! الشيعة هم الذين بنوا القاهرة، وهم الذين بنوا الأزهر وشيّدوه، أليس الفاطميون هم الذين أنشأوا المدينة، ومسجدها الجامع؟!  فأيّ عجب أن تعود مدينة القاهرة شيعية، كما كانت يوم أسسها الفاطميون؟! وأيّ عجب في أن يعود الأزهر شيعيًّا، كما كان يوم بناه الفاطميون؟”(5).

أحسب أن ما مرَّ استطراد له أهميته، لكنني أعود إلى موضوع كفاءة النظام السياسي الإسلامي فأؤكّد أنه في حالة واحدة فقط يحق لنا أن نبحث عن صيغة توفيقية تحت أيِّ عنوان من تلك العناوين أو سواها،  إذا ما تم البحث العلمي والسبر المنهجي الدقيق للنظام السياسي الإسلامي، وتوصلنا إلى أن الإسلام نظام عاجز عن تقديم الحل في مجال التربية أو السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع، أو سواه؟ أما الإصرار على تقديم بدائل علمانية، بسبب استعارة نماذج أخرى، على خلفية فكرية معيّنة، وظروف مختلفة اختلافًا بعيدًا، فهو اعتباط منهجي، وخلل في التفكير، وإشكال أساس في نظرية المعرفة.

الهوامش:

  1. راجع: محمد عمارة، الإسلام بين التزوير والتنوير، 1423هـ-2002م، ط الثانية: القاهرة : دار الشروق،  ص 42-51.
  2. راجع: محمد عمارة، الدولة الإسلامية بين العلمانية والدولة  الدينية، 1409ه/1989م، ط الأولى: القاهرة : دار الشروق،  ص 210. 
  3.  أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، رسائل الجاحظ، (تحقيق وشرح عبد السلام هارون)، 1384ه/1964م، ط الأولى، القاهرة: مكتبة الخانجي، ج1، ص161. 
  4. محمد عمارة، الدولة الإسلامية بين العلمانية والدولة الدينية، مرجع سابق، ص 210.
  5. محمد عمارة، الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق (دراسة ووثائق)، 2000م(الطبعة العربية الجديدة،، بيروت:  المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ص34-35

أ.د أحمد الدغشي

أ.د أحمد محمد الدغشي أستاذ الفكر التربوي الإسلامي بجامعتي صنعاء - اليمن وإغدر (الحكومية) التركية لديه 28 كتابًا منشورًا، وكتب أخرى تنتظر النشر. -حاصل على جائزة رئيس الجمهورية التشجيعية للبحث العلمي في 2009م. -شارك في عدة فعاليات وأنشطة فكرية وتربوية في العالم العربي وفي أوروبا وأمريكا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى