Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقابسات

اليمن.. ألف عام في الظلام (ج2)

الوقائع المحزنة لمذبحة المطرفية!

إن هول المأساة وجسامة الفاجعة ووحشية الممارسة لإنكار الآخر وعظم ما حدث في عهد الإمام عبدالله بن حمزة أحد الأئمة وأكثر الملوك تعصباً ووحشية، كل ذلك أعطى صورة واضحة عن بعض ما قام به الأئمة الأدعياء المتزلفون الذين غالوا في التشدد والتعصب للسلالة والمذهب وضاقت صدورهم وهم يلهثون وراء نعيم السلطة والمال والقداسة والتعالي على الآخرين ليطول بطشه أناساً إن لم يكونوا أغلبهم من أبناء مذهبهم وسلالتهم فهم من أبناء شعبهم ويعتنقون الاسلام  الذي يدعون حمايته.

احتكار مدى الحياة

فعلى الرغم من أن المطرفية هي احدى فرق الزيدية والتي بذلت جهوداً حثيثة لنشر افكارها في أوساط القبائل والمزارعين معتبرة ذلك رسالتها الحقيقية في الحياة فاستطاعت نشر التعليم في الأوساط الشعبية التي لم تكن -تاريخيا – من الأسر التي تهتم بالتحصيل العلمي الذي كان حكراً فقط على فئة معينة وعلى رغم ذلك فقد حارب عبدالله بن حمزة ومن قبله ومن بعده من الأئمة تلك الفرقة معتبرينها فرقة منشقة وخارجة ليس عن الزيدية والهادوية فحسب ولكن عن الإسلام بشكل عام، فأخذوا يطاردون اتباعها ويضطهدونهم بتهمة (الردة) ليلحق الأذى والوحشية والطغيان والجبروت أناسا آخرين ليس لهم فيما يدور من خلاف (لاناقة ولاجمل) وتعددت التهم من شكوك في الولاء إلى السكن بالقرب أو مع المطرفية إلى أن أعتبر الأئمة مناطق كثيرة في اليمن دار كفر (والجميع يعلم ماذا يترتب على ذلك) وإذا بحثت عن السر الذي يقف وراء ذلك الغضب ستجده رفض تلك الفرقة مبايعة أحفاد الإمام الهادي الراغبين في الإمامة وعدم اعترافها بوجود أي تفوق ديني أو سياسي للاشراف والأئمة على ما عداهم من أبناء الأمة والشعب اليمني.

القتل حق مشروع

لم يكتف الإمام عبد الله بن حمزة بمواجهة المطرفية (فكريا) بل الحق ذلك بالابادة (الجسدية) وبذلك وطد أسس وأركان المنهج الاستبدادي الطاغوتي المواجه للاختلاف والنصح لكل ماهو جديد ومختلف والذي لم تمح آثاره اللاإنسانية حتى نهاية القرن العشرين الذي ودعناه قبل عدة اشهر فقد تعرض رجال المطرفية للذبح وسبيت و استعبدت نساؤهم وأطفالهم وفرض على هجرهم العلمية السكوت عن تلاوة القرآن الكريم وعن تدارس كتب العلم ونهبت ودمرت مساجدهم وبيوتهم وأحرقت كتبهم وكسرت أقلامهم وسفح مداد محابرهم حتى جفت وخلا جدال الإمام واتباعه معهم مما عرف في تراثنا الإسلامي ب(حمل المخالف على السلامة ) فاغلقوا باب الجدل من خلال الجدل نفسه تحويله إلى (حكم إدانة ) وليس محاولة إقناع وبحث عن الحقيقة وهذه الطريق أدت بالضرورة إلى فتح باب العنف والقسوة واستباحة الدم والمال والعرض وإغلاق باب الحوار والتعايش الضروري ليس بين المسلمين من أبناء اليمن وحسب !! ولكن أبناء المذهب الواحد والسلالة الهادوية الواحدة فاصدروا أحكامهم الجائرة على الآخر وبالغوا في توظيف العنف والغلبة وكل ما أدى إلى استباحة الحقوق والحريات. وحرمان الخصم من أي حق واعتبار الخلاف معه تضاد يستحيل حلها إلا بسحقه التام فكريا وجسدياً وفق مبدأ رفع قوة الغلبة فوق (الحق).

الطريق الى الوحشية

ومما لابد أن يقال أن دماء المطرفية وكل الدماء والتي سالت في عهد عبد الله بن حمزة أو قبله أو بعده بسبب تعصب الأئمة المقيت ووحشيتهم الدائمة ستظل معلقة في أعناقهم ووصمة عار في جبينهم إلى يوم القيامة وأما بداية المأساة التاريخية فتعود إلى فترة تعقد العلاقة بين من اشترطوا للإمام النسب وحصروا ذلك في بعض الأشراف (البطنين) وبين العلماء العاملين من أبناء القبائل والحرفيين

وكما ذكرنا سابقاً فالبداية كانت من عهد الإمام أحمد بن سليمان (فكريا) ليأتي عهد الإمام عبد الله بن حمزة الذي كان من أكثر الأئمة علما وشهرة وتعصباً ضد الآخر من غير مذهبه وأكثرهم تشدداً لرأيه وموقفه وكان أيضاً شديد الوطء على مخالفيه وناصحيه من نفس السلالة والمذهب، فقد أعلن حربه الشرسة ضد المطرفية – فكريا وجسديا – رغم مبايعة علماءها وقادتها حينما دعا لنفسه بالامامة وتابعوا جمعته وجماعته لكنهم أنكروا عليه مخالفته للإمام الهادي في نصوص بعض المسائل مع أنه القائل: “إننا نهاب نصوص الهادي كما نهاب نصوص القرآن” ولذلك وبسبب فهمه المنفعي للإسلام والإمامة ( بقصد السيطرة السياسية) وإقدامه على تحالفات مع بعض القبائل نزل بالإمامة إلى مستوى غيرها من السلطات التي لا شرعية لها سوى (الغلبة) .

حضر التفكير في زمن التكفير

بدأ الإمام عبدالله بن حمزة مسيرته في الإبادة من خلال إعادة قراءة فكر المطرفية من وجهة نظره ليقدم حقيقة ما يخفون على نحو يجردهم من أي انصار وحاصرهم (فكريا) ليسوغ لنفسه إبادتهم (جسدياً) فقدم مجادلتهم حول الفضل والشرف وعدم تفاضل الناس بالانساب ولكن بالعمل على اعتبار أن ذلك (معاونة لآل الرسول) وضلال يعود إلى أنهم أخذوا علمهم عن غير (عترة) رسول الله ﷺ الذين هم الوصلة إلى الله ومن خلال تشويه فكرهم و اعتقادهم بني حكمه الذي قضى منطوقه باخراجهم من الزيدية والهادوية والحاقهم بالطبائعية ومن ثم الحكم بإلحادهم جميعا ليقول أنهم “مترددون بين الطبائعية والثنوية والمجوس والنصارى” فقضى بذلك باخراجهم من ملة الإسلام.

ونجد تفاوت و اختلاف في احكامه عليهم من حيث درجة التشدد – في بداية عهده -وذلك تبعاً لاشتداد توتر العلاقة بينه وبينهم أو تراخيها ولكن ذلك الحال لم يدم كثيرا فبعد انتصاره على الأيوبيين في صنعاء تمكن من الوصول إلى مناطق المطرفية واخذ يحسم أمره معهم فاصدر حكمه الأخير والذي لا استئناف فيه والقاضي بقتل البالغين من ذكورهم واسترقاق نسائهم وأطفالهم ليتناقض في ذلك مع ما كان قد قاله من قبل “إن استرقاق العرب مفسدة”

فريق الأقوال

واخذ يتقول عن المطرفية اقوال ويعلن أحكاما وينسبها إلى من سبقوه ابتداء بالصحابي علي ابن ابي طالب وولديه -رضي الله عنهم – وزيد بن علي ويحيي ابن الحسين الرسي (الهادي) وانتهاء باحمد بن سليمان وذهب أكثر في حكمه اللاحق حين اختتم رسالته الناصحة بقوله بأن المطرفية «خرجوا من جملة المسلمين فلا تحل مناكحتهم ولاذبائحهم ولا رطوباتهم ولا تقبل شهادتهم ولا يجوز دفع الزكاة وغيرها من حقول الله إلى أحد منهم ولايجوز دفنهم في مقابر المسلمين ولا الصلاة على أحد من موتاهم ويحكم فيهم بأحكام الكفار ويحكم في هجرهم وأماكنهم التي غلبوا عليها وحكموا فيها على ساكنيها بأتباعهم في مذاهبهم بأحكام (دار الحرب). وأمام هذا الحكم التكفيري الحاسم والفئوي المغالية والمتشددة لم يعد ينفع ولا يجدي قولهم بتمسكهم بأقوال القاسم بن ابراهيم أو المرتضى بن الهادي ولم يشفع لهم انقطاعهم للعبادة والزهد وأعمال البر فكل ذلك في نظره مظاهر خارجية» لا تجديهم عنده شيئا ولا تنفي خروجهم من الإسلام -كما رأى بل جعل عصيان الإمام وحده كافياً لادخالهم في جملة الكافرين الخارجين عن ملة الإسلام.

دم المطرفية المراق:

وبعد أن نضجت طبخة عبدالله بن حمزة ( فكرياً) ونجح في الإبادة الفكرية وإلغاء وإنكار المطرفية عبر الفكر والكلمة الفاحشة بدأ يشن حملة الابادة الجسدية عن طريق عسكره وأتباعهم أو القبائل التي أباح لها قتلهم ونهبهم وسبي ذراريهم وأخذ يلاحقهم حتى إلى المناطق التي لم يكن لهم فيها وجود مستقل أو هجر فابتدأ قتله لهم عام ٦٠٣هـ عندما دشن ذلك بمذبحة شنيعة في هجرة (قاعة) في جبل عيال يزيد إلى الغرب من عمران والتي سد بعدها باب التوبة والتراجع أمامهم وحرم الأسير من أية حماية إنسانية ليذهب به غلوه ووحشيته إلى أن يكفر أكثر الأمة بتهمة شتم العترة أو بتصويب شاتم العترة فيسرى عليهم حكم الشاتم ورأى أن من لم يتمسك بالعترة فهو ليس كافراً حكما فحسب بل يضيف إلى ذلك أن المتأخر عن إجابة دعوتهم كافر (طبعا يقصد دعوته هو) وواصل غلوه وتكفيره ذلك فكفر المقلد للمطرفية “والمحب لهم ومحسن الخلط بيه والشاك في كفرهم “.

وبهذا استشكل أبواب التعاطف مع خصومهم من المطرفية فبرزت أنياب وحشيته أكثر وظهر غلوه وتطرفه وعصبيته العمياء أكثر من ذي قبل حين قاتل (المشرقي) أخ الأمير المنتصر والذي ناصر المطرفية فوصفه عبد الله بن حمزة بأنه رأسهم وسيفهم ولسانهم وعندما سئل عن حكم من تابع المشرقي وحارب معه لما ظهر منه من الصلاح سواء صوبه وأحبه أو حارب معه ولم يصوبه ولم يحبه ؟!

فاجاب “من تابعه ومن صوبه كفر ومن أحبه كفر” ومن البديهي “من حارب معه كفر” وتجرأ على اصدار هذا الحكم رغم كون المشرقي هو من آل الهادي ومن أبناء عمومته ومن يدعو إلى حصر الإمامة فيهم.

باي ذنب قتلت المطرفية ؟!

من يبحث في أخبار وأحداث وأعمال الإمام عبدالله بن حمزة مع المطرفية تصيبه الدهشة والفاجعة معا لعظم ما وصل إليه من فحش في القول وجسامة الوحشية المتأصلة في عقله وفكره وفعله وممارسته والغريب في الأمر أن المطرفية التي لحق بها كل ذلك وطالها ظلم وجبروت وطغيان الإمامة هي أصلاً أبرز من شايعوا الإمام الهادي واعتقد اتباعها حرمة الخروج على مذهبه ولكن ما يبعد الغرابة عن ذلك أنهم لم يشترطوا (النسب) وحسب فيمن يكون إماماً، فاحدث عبد الله بن حمزة فيهم كل ذلك في الوقت الذي سكت فيه ولم يشتط غضباً ولم يغار مما تدعيه وتعتقده (طائفة الحسينية) – ذكرناها سابقا – والتي اعتقدت غياب الحسين العياني وعودته واعتقادات باطلة منها أنه المهدي المنتظر وتفضيله على رسول الله ﷺ وان كلامه أبهر من القرآن الكريم وغير ذلك من الأقوال الفاجرة.

ونعود إلى حرب عبدالله بن حمزة الذي واصل طغيانه فارسل عسكره تحت قيادة أخيه يحيى إلى القرى الواقعة غربي (مدع) فقتلوا ونهبوا واحرقوا وأخذوا النساء سبايا وواصلوا هجومهم على القرى المجاورة ليهرب الناجون من تلك الوحشية الإمامية إلى (مسور) ويتركوا أهل القرى التي اوتهم وناصرتهم عرضة للقتل والنهب والسبي فينتشر الرعب والذعر بين الناس ويهرب من استطاع منهم هلعا وخوفا من المجزرة التي ستلحق بهم كما حدث لأمثالهم سابقا وعاد يحيى بن حمزة مصطحباً معه ستمائة سبية من النساء واقتسمهن مع عسكره بقاع طيسان عندما سبى عسكر عبدالله بن حمزة نساء صنعاء التي اعتبر أهلها من المجبرة والمشبهة وحكمهم حكم كفار التأويل وكل ذنبهم انهم يقبعون تحت الايوبيين وليس تحت حكم إمام من آل الهادي ولم يذكر أنه من أمر بسبي النساء وحين سئل عن ذلك فقال: “أما السباء فنحن الأمرون به”

e1727539442644 اليمن.. ألف عام في الظلام (ج2)

حرج الأعراض:

ولم يحصر الإمام عبدالله بن حمزة أعمال النهب والسلب والسبي والتخريب والتدمير والإبادة الوحشية للمخالفين والمشكوك في ولائهم للإمامة لم يحصر ذلك في عسكره واتباعه فقط لكنه أخذ يحث القبائل على انتهاج نفس الطريق اللاإنساني وحرضهم على ذلك قائلاً: “وقد أبحناهم لمن اعتقد إمامتنا من المسلمين غيلة ومجاهرة ومن جاءنا بأحد من ذراريهم اشتريناه بثمن مثله وأجزناه بما يرضاه “وزاد في حثه وتحريضه فأباح للقبائل التمثيل بجثث القتلى وكان من أهم ما جلب انكار بعض الأشراف عليه وكره أغلب الناس من أنصاره له ما تعرضت له النساء اللاتي تم سبيهن فقد كن يتعرضن للوطء حال اخذهن من ديارهن أي قبل انتهاء المدة التي أقرها الشرع الإسلامي مع السبيات من أهل الكفر بغرض التاكد من خلو أرحامهن من الأجنة فما بالكم بنساء المسلمين واللاتي كان بعضهن من بنات الهاشميين ومن حفيدات الهادي وذنبهن مخالفة أهلهن له وعندما بلغه إنكار الناس بما فيهم انصاره لما حدث برر ذلك بقوله “كتبنا إلى أشرافهم الذين اقتدوا بهم في الكفر بانكم إن تماديتم في مشايعة القوم وأظهرنا الله عليكم نسفك دماءكم ونسبي ذراريكم وإن قربت أنسابكم منه قالوا نسبي بنات الهادي ؟ قلنا نعم نسبيهن لكفر أهلهن.

إغلاق باب الذمة والجوار

وتظهر سوداوية العصبية وشهوية السلطة وجنون العظمة ورغبة التملك للبلاد والعباد في ذروتها عندما جوز لنفسه اكراه الناس على دفع ما يزيد من الأموال على الزكاة كونه يمتلك -حسب رأيه – حق التصرف في الأموال والنفوس لينطلق بعد ذلك باكمال ما تبقى لديه من وحشية واجرام ويعتبر أن أي دار تظهر فيها كلمة المطرفية لا تستند إلى ذمة أو جوار أحد من المسلمين لأنها دار كفر، وبذلك أغلق باب الذمة والجوار وصد الناس عن العطف على ضحاياه ومحاولة انقاذهم.

ويضيف إلى ذلك” حتى لو كانوا في ذمة وجوار من يعتقد صلاحهم فهو كافر” لممالاته وبالتالي فداره دار حرب يحل فيها قتل البالغين من الرجال وسبي النساء والأطفال.

وانتهى به الأمر ليكفر بصورة صريحة كل من يسكن في دار خصومه باعتبارها دار حرب فيجري على ساكنيها وأولادهم ونسائهم وأموالهم ما يجري على خصومه من قتل ونهب وسبي ليعلل فتواه تلك قائلاً ” لان العدو ما حاربنا إلا بأموالهم ولارمانا إلا بنبالهم ولا تمكنا من زواله إلا بزوالهم”.

وحشية حتى العظم

لا يستطيع أحد أن ينكر أن المذاهب الإسلامية في فترات مختلفة أصيب القليل من أتباعها بعلل وأمراض التعصب والغلو والمبالغة والتشدد وإنكار الآخر ومحاولة إقصاءه عن الحكم أو القضاء أو الفتوى أو المسجد إلا أن ما وصل إليه أئمة اليمن خلال ما يزيد عن ألف عام فاق التصور وتميز عن الجميع من حيث الوحشية والغاء الآخر وإنكار وجوده واقصائه وابادته في صورة مأساوية مظلمة لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلاً فهاهو الإمام عبدالله بن حمزة في نهاية المطاف يوسع دائرة التكفير بالالزام والحكم بكفر كل من لا يتابعه سواء من الزيدية أو من غيرها والذي يعد في حد ذاته حكما بإباحة وقتل رجال وسبي نساء وأطفال غالبية سكان اليمن في عصره كون الزيدية في حينه كانت أقلية في اليمن وأكثر الزيدية هم مطرفية وقد تضمنت رسائله المتعددة التي كان يؤلفها كسيوف للإبادة الفكرية تضمنت أحكاما قاطعة وجازمة بذلك ونذكر على سبيل المثال بعض عناوين رسائله تلك “الهادوية وشرح الناصحة و ملحقها والإمامية وملحقها” وتواصلت الحرب الظالمة لتمتد خلال عام ٦٠٩ هـ والعام الذي يليه شاملة المطرفية وغيرها من السكان المقيمين على الإسلام دون إلمام بعقائد المتكلمين من المطرفية وغيرهم.

التوبة غير مقبولة

رغم وصول سكان المناطق التي هاجمها الإمام عبد الله بن حمزة إليه معلنين توبتهم إلا أنه لم يقبلها منهم فامر بتخريب بيوت كل المخالفين بعد بيعه ما أمكن بيعه منها وتوجه في شهر رمضان المبارك ٦١٠ هـ إلى (الشرف) فاستسلم له بعض أهل حجور وقاتلة الممتنعين عن الخضوع لسلطته وعندما انتصر عليهم قتل الرجال وسبى النساء وقسمهن على عسكره بعد أن أخذ الخمس لنفسه منهم ومن الغنائم الأخرى فامتلء معسكر (قلحاح) بالنساء السبيات.

وتوجه بعدها إلى قرية (وقش) في بني مطر لينفذ حكمه الذي سبق أن كان في المناطق الشمالية والغربية من صنعاء رغم استسلامهم من البداية هربا منه فقتل البالغين من الذكور وسبى النساء والأطفال وأباح تلك القرى للقبائل وأمعن في نهب دورهم ومساجدهم التي قال أنها ضرارية وبالغ في خراب هجرهم العلمية بما في ذلك المساجد وحملت بعض أخشاب المساجد إلى عاصمته أنذاك ( ظفار ذيبين) لبناء منازله فيها.

الهوامش:

  1. هجر العلم ومعاقله في اليمن للقاضي / إسماعيل الأكوع
  2. تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري للدكتور / علي محمد زيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى