آثار

الإمامة والقبيلة.. جدلية الصراع المستدام (3-3)

د. ثابت الأحمدي

براجماتية القبيلة اليمنية

1 1 الإمامة والقبيلة.. جدلية الصراع المستدام (3-3)

إن ما يُلفت الانتباهَ، ويستدعي التأملَ، هو مدى ذكاء وسياسة القبيلة اليَمَنِيَّة ذات التَّارِيْخ العريق والمجد المؤثل، فقد كانت كل حروبها التَّارِيْخِيَّة سيَاسِيَّةً تغلب عَليْها “البراجماتية” ولكن البراجماتية العشوائيَّة، غير المنظمة، وعادة ما تميلُ أي قَبِيْلَةٍ إلى من يدفعُ أكثر، أو ستكون مصلحتُها معه، وهِي أخف الحروب بطبيعتها، وأقل ضررًا من الحروب المذهبيَّة أو الدينيَّة. وتروي المصادرُ التَّارِيْخِيَّةُ أنَّ بعضَ القَبَائلِ كانتْ تبايعُ مرتين لإمامين متصارعين، أو لثلاثة، وربما لأكثر، كما هو الشَّأنُ مع الإمَامِ المتوكل على الله إسماعيل الذي بايعتْه بعضُ القَبَائلِ مرة ثانية لأنه اشتُهر بالكرم، وقَدْ كانتْ بايعتْ أخاه أحمد بن القاسم قبل ذلك الذي لم يعطهم شَيئا. وغيرهما الكثير.![1]

 كما أن هَذِه الحالةَ التي سَارتْ عَليْها جعلت القبيلةَ مع مرور الزمن تتخندقُ أكثر حول مكونها الاجتماعي الذي تعصبتْ له أكثر من تعصُّبِها للدولة، لأن الدَّولَةَ في نظر القبيلي ـ وهِي بحق كذلك ـ ليست غير مجرد “سلطة” سِيَاسِيَّة اسْتحواذية، فاقدة للشرعيَّة مهما كانتْ ادعاءاتها؛ غيْر أن ما فات القبيْلة، أو مما لم تفطنْ له ـ أيضا ـ بدورها، هو ذلك التكتيكُ الخطير، المنطوي على خُبثٍ سِياسي، مُتمثلا في أن قادة هَذِه الحروب ـ على الأغلب ـ لم يكونوا من أقرباء الأئمَّة أو من ذويهم، إلا ما ندر، وفي حال اقتضى الموقفُ تحقيقَ امتيازِ النصرِ لشخصٍ ما من أقرباء الإمام، وما عدا ذلك فرؤساءُ القَبَائلِ هم رأسُ حربة المعارك التي أدارها الأئمَّة، التي تنتهِي بهم أو بغيرهم. وهَذا ما أكسب القَبَائلَ اليَمَنِيَّةَ ـ خلال مئاتِ السنين ـ تجربةً حربيَّة وعسْكرية، قل أن نجدَ لها نظيرًا بين كل الشُّعوب، فلم يخرجْ اليمنيُّ من بطنِ أمِّه إلا إلى دُخان البارود، وما أنْ يصلَ مرحلةَ اليفاعَة، إلا وقَدْ قذفتْ به ثاراتُ الصِّراعات إلى جبهاتِ القتال، لتكون مرحلةُ الشباب لديه هِي الأكثرُ صخبًا قتاليًا، والأكثرُ شَراسَة حربيَّة، ليلقى حتفَه في الأخيرِ خلفَ أكمةِ التمترسِ أو بينَ منعرجاتِ الفرار. وقلَّ أن تجدَ من يموتُ على فراشِه، فذاك بالنسبة لبعضِ القَبَائل من الموتِ الخاسِر “لا قضاء ولا سَلف”! كما أنَّ الأمرَ من وجهةِ نظرِ الأئمَّةِ أمرٌ طبيعي، إنْ لم يكن لا بد منه..

طبقية العلم والعلم بالوراثة!

لم يتوقف الأمرُ لدى النظرية الهادويّة عند خلق التراتبيَّة الاجتِمَاعيَّة للمجتمعِ بشكل عَام فحسب؛ بل تعداه إلى ما يتعلق بالعلم والعُلماء والتعلم، فالعلماء وفقًا لأدبياتِ هَذِه النَّظَرِيَّةِ قسْمان: علماء آل البيت، وعلماء من يسمونهم “العَامة”!

فعلماء آل البيت علمهم لدُنِّي، أزلي، بالوراثة. وفيه الخير واليُمن والبركة؛ أمَّا العُلماء الآخرون فدون عُلمائهم وإن  كانوا يفوقونهم عِلما! بل إن فتاواهم غيرُ مقبولة، وغيرُ معمول بها، وإن من اجتهاد أو إبداع من غيرهم من العُلماء فلا بدَّ أن يتم عرضُه عليهم أولا للموافقة عَليه، وإلا فهو عِلم منقوص!

يقول عبدالله بن حمزة:

العلم في آل النبي من صِغر     نصَّ عليه جدُّهم خيرُ البشر

وغيرُهم ليس بمغنيه الكبر    لو شَاب شعرُ رأسه أو انتثر

كما يقول ـ أيضا ـ وهو يتحدث عن الإجماع في مَسائل الفقه: “فلا معنى لجعل إجماع الأمَّةِ إجماعا ثابتًا غير إجماع العِترة، فقد صَح لك أن مدار الحَق على العترة في الحالتين جميعا، وذلك يكشفُ عن أنَّه لا اعتبار بمن سِواهم..”[2]

موضحا في قصيدة أخرى:   

ومن شَام علما نافعًا من غيرنا     فإنه يشيم ما لا يُرتجى

ومما يبعث على الغرابة والعجب ــ ولا غرابة ولا عجب لدى الكيان الإمامي ــ أن مَشائخَ العِلم غير الهاشميين من أبناء القبائل الذين كان يتعلَّم على أيديهم أبناء الهاشميين، كانوا حين يمنحونهم الإجازات العلميَّة، يقدمون أسْماء طُلابهم بلفظة “سَيدي” مهما كان سنه، أو مستواه التعليمي، ومهما كان مستوى شَيخه وأسْتاذه أيضا![3]

10846590003 9b5e687a76 b الإمامة والقبيلة.. جدلية الصراع المستدام (3-3)

وإذا كانت هَذِه سِيَاسَةُ رجل الدولة، فإن ثمة نصيحة “فقيه مقامي” آخر، من أقاربِ الإمام، هو المفتي أحمد بن محمد زبارة الذي وجَّه رسَالَة للشهيد الزبيري، ينصحُه هو ورفاقه بعدم الاهتمامِ بالقبائل وأبنائها، وتركهم على حالهم: “.. وإن من الأوفق لهم ألا يسعوا إلى تحسينِ وضع القَبَائلِ وتعليمهم، وإدخال الوسَائل الحديثةِ لإسعادِ أهل اليَمن، من بناء مدارسَ ومُستشفياتٍ وطرقاتٍ، وأنَّ عليهم السمعَ والطاعةَ للإمام وإن ضرب ظهرهم.. وأنه لا حاجةَ لهم من التعليم غير معرفة فروضِ العبادة، وأن الأولى والأجدر بالقبيلي أن يبقى فلاحًا، فلا يحتاج إلى نعال، ولا إلى ملابس، ولا إلى علاج؛ بل يجبُ أن يستمرَّ في جهالته وشقائه وبؤسِه ومرضِه، بجوار ثوره ومحراثه وماشيته”[4]

“وكما فعلَ السَّادة في تثبيتِ وضْعهم في الأيديولوجيَّة الحاكمة، سَعوا مُنذ قُدومهم إلى اليَمَنِ إلى تكريس النَّظَرِيَّةِ السِّيَاسِيَّة المناسِبَة التي تخدمُهم في بَسط نفوذهم وسَيْطرتهم على مَجَالات القُوة السِّيَاسِيَّة والقُوة الاجتِمَاعيَّة في المُجتمع، حتى أصبحَ وجُودهم مقرونًا نظريًا وعَمليا بالسُّلطةِ السِّيَاسِيَّةِ الشَّرعيَّة، وبالسَّيْطرة المباشِرة عَلى الدَّولةِ وأدواتها المختلفة، بوصفهم سَادة، وارثين للمَكانة ومُستحقين لها… فكلُّ سَيدٍ قادر ـ نظريًا على الأقل ـ أن يتبوأ مَنْصبَ الإِمَامَةِ إذا كان له عَصبيَّة وقُدراتٌ خاصَّة للوصُول إليها”[5]

وقد خاطب الإمَام أحمد أثناء افتتاح مَدرسَة ابتدائية بالعاصمة صَنعاء إبان حكم أبيه الطلابَ قائلا: “من أرَاد منكم أن يتعلم غير الفاتحةِ وأركان الوضوء وضعتُه في فمِ المدفع”[6]

ومما يزيد مقولة الإمَام أحمد تأكيدًا، ما ذكره العزي السنيدار في مذكراته عن النقيب حمود شريان، أحد أعيان بكيل، حين خاطبَ أحد الأمراء بلهجته المحلية قائلا: “أنا مستغرب لأعمال الإمام، كأنهم يدرسون دراسة أخرى، أما نحن فلا يسمحون لنا بالقراءة إلا إلى سورة الزلزلة، وأنتم تقرؤون مطلع مطلع كيفه”؟![7]

“لقد سَيطرَ على اليَمنِ، والمجتمعِ القبلي فيه على وجه الخصوصِ الجمودُ والتخلفُ الفكري والثقافي في كل نواحي الحياة؛ حيثُ توقفت الحياة الفكريةُ والثقافيَّةُ طيلة عهود الإِمَامَةِ عند مستوى الدراسَات الفقهيَّة، والتي اقتصر العملُ فيها على الملخصاتِ الفقهيَّة وشروحِها التي حولتْها الإِمَامَةُ من أصُولٍ ومبادئ تتمشى مع جوهر العقل الإنسَاني، وتتفق مع الفطرة الإنسَانية إلى غطاءٍ سِياسي، ومن ثم فقدْ وقفتْ عندما وصل إليه السلف في ميدان العلوم الفقهيَّة بعد الإحالة في تفسيراتها وتفاصيلها، وانصرفتْ كليَّة عن العلومِ العقليَّة والإنسانيَّة الحديثة والعصريَّة في عُهودها الأخيرة”[8]

079 001 1 780x405 1 الإمامة والقبيلة.. جدلية الصراع المستدام (3-3)

ويختزل الشَّاعر الزبيري هَذا المشهد ببيت شعر، قائلا:

جهل وأمراض وظلم فادح    ومجاعة ومخافة وإمام!

كما اختزله البردوني أيضا نثرا بقوله: “لم يكن لليمنِ وجودٌ قبل ثورة سبتمبر. إن عمرَ اليَمَنِ هو عمر الثورة، لم يكن في اليَمَنِ قبل الثَّورَة أي مستوى من التعليم، ولا أي نصيبٍ من الثقافة، ولا أي مقدارٍ من الطب”[9]

أما الشَّاعر أحمد عبد الوهاب الوريث، فقد قال:

أفي اليَمَنِ الميْمونِ وهو مُقدَّسٌ        نرى الملك مشغولا بجمع الدراهم

أفي اليَمَنِ الميْمُونِ ننظر أهْلَــه         يتيهون في ليــل من الجَهْل فاحـم

أفيه يسود الظلم والجهل والرُّشا      وفيه نــرى الدينــار أحكــم حاكــم

إضَافة إلى هَذا مَنحوا أنفسَهم لقب “سَيد” دُون غيرهم، مع العلِم أن مَدلول كلمة “سَيد” في المُجتَمعِ اليَمني مُختلفٌ كليًا عن المدلول المتعارفِ عليه عَالميا، كما أنها بالنسبة لبقيَّةِ الطَّبَقاتِ أو الفئات الأُخْرى في المُجتَمعِ ـ ومن وجْهة سَيْكولوجية ـ حَالة من “الاسْتعلائية” بطريقةٍ غِير مُباشِرة عَلى تَفاوتٍ بين هَذِه الطبقَات، وتَميَّزُوا حتى بأشْكالهم وملبسِهم عَن الآخرين، ناهيْك عن أنهم لا يُزوجون أبناء القبائل، ولا يتزوجون منهم، وإن كان الزواجُ من القبائل بالنسبَة لهمْ جَائزا، لكن تزويج أبناء القبائل من بَناتهم غَيرُ جائز، وربما من الفواقر، وخَوارم المروءة، فاكتسَبوا إلى جَانبِ الجَاه الاجْتماعِيْ والنفوذِ السِّيَاسِي الثَّراء المادي، لأن الجَاه الاجتماعي في حَد ذاته مدرٌ للمال كما يشير إلى ذلك ابن خلدون. فقد حرَّم الإمَام أحمد بن سليمان زواج الفاطميَّة من غير فاطمي، وكان أولَ من قَال بهذه الفتوى في اليَمن، كما ذكر ذلك العَلامة ابن الأمير، والذي ذكر أن الإمَام الهَادي قد زوّجَ بناته من الطبريين.[10]

وقد ظلَّ هَذا المعتقدُ سَائدًا إلى اليوم، وإن كان بصورة أقل عند البعض، فيما لا يزال كما هو عند البعض الآخر، باعتباره عقيدةً ودينا، فالهاشميَّةُ لا يجوز لها الزواج إلا من هَاشمي فقط، في الوقت الذي يجوز للهاشمي أن يتزوج من غيرِ هاشميَّة، على اعتبار الكفاءة في النَّسب حدَّ توهمهم، ومن “أخطأ” من الهاشميين وزوج ابنته لرجل غير هَاشمي من أبناء القبائل فإن سيفَ “الحسبة” مصلتٌ على رأسِه من أقرب مُتعصب، ولدى أقرب محكمة؛ بل إنهم يعتبرون تزويج الهَاشِميَّةِ لغير الهاشِمي إسْقَاطًا للمروءة، حتى لو رضيت المرأةُ ورضِي الوالي، كما تذكرُ ذلك أكثرُ مراجعهم الدينيَّة، مشددين أن ذلك مما يجب على الإمَامِ وعَلى المُسلِميْن إنكاره، وعلى الجميع وجوب التفريق مَبَاشرة بينهما إن حَدث، حتى لا يتمادوا في الذنب، مُشيْعينَ وهمًا بين النَّاسِ أن من تجرَّأ على الزواج من هَاشمية التهم البرصُ أعضَاءه!

على الصَّعيد ذاته، يجوز للهاشمي التزوج من غير الهاشميَّة، من بنات القبائل، مع أن هَذِه الزوجة لا يمكن أن تحظى بما يمكن أن تحظى به أيةُ امرأة أخرى هَاشميَّة، وتبقى في مرتبتها الدونيَّة ليس أَمَامَ زوجها الهَاشمي فحسب؛ بل وحتى أمَام أبنائها الهاشِميين، الذين لا يجوز لها أن تناديهم بأسمائهم مُباشرة، بل لابد أن يسبق نداءها لابنها بقولها يا سيدي، ولا يدري عاقلٌ متى كان الفرعُ أفضلَ من الأصْل؟!

8ce85eb9 1f03 4f85 91fa b1f67c740afc الإمامة والقبيلة.. جدلية الصراع المستدام (3-3)

بلْ لقد ذهبَ بعضُهم أبعد من ذلك، حين رأى أن الهاشميَّ إذا تزوج من غير هاشميَّة، ومات عنها أو طلقها فإن عَليْها البقاء أرمَلة بعد ذلك، ولا يجوزُ لها أن تبتعل غيرَه أبدًا إلا إذا كان هَاشميًا!

قال العَلامة المجتهد صالح بن مهدي المقبلي عن مَسألة جواز زواج الفاطمية من فاطمي: “ومثال ما اسْتصغر في الفروع ما فعله الزَّيْدِيَّةُ في عَصرنا هذا، ولم يكن في أوائلهم، وهو تحريم الفاطميَّات على من ليس بفاطمي.. فإنما هو كذب ومخرقةٌ مثل ما يُروى من الأحَاديثِ الجمَّة في تزويج فاطمة، رضي الله عنها وأحوالها من الموضوعات المعْلومَة، رَفَع الله شأنها بما أغناها به من الاختصَاصاتِ عن تلك الهنَّات التي جاؤوا بها، قالوا: فيلحق بها بناتها. وعلى قود كلامهم هذا، كانت بناتها ممنوعات الأزواج شَرعا؛ لأنه لم يكن حينئذ إلا في إخوتهن، كما في بنات آدم، إلا أن بنات آدم جعل الله لهن مخرجًا، وهؤلاء لا مَخرج لهنَّ عند الزيديَّة..”[11]

مسك الختام.. 

إن تعاطي النظرية الهادوية مع أبناء القبائل هو جزء من تعاطيها مع أبناء الشعب جميعا، فالكل في نظرها مواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، ولا يمكن القبول بأحد ما مشاركا أو متشاركا أبدا، إلا أن يكون تابعا فقط، ومتى ما حاول تجاوز هذه النظرية فقد خرج من ربقة الدين، وفقا لمفهوم هذه النظرية، وهو خروج يستحلون بموجبه دمه وماله وعرضه، وشواهد التاريخ أكثر من أن تُحصى أو تُستقصى. 

هوامش

1)      في العَام 1275هـ أشاع الإمَام حسين بن محمد الهَادي أن الله مكَّنه من كنوز الأرض، وأن تحت يده من المال ما لا حصر له ولا عد؛ وذلك ترغيبا للقبائل لمبايعته، خاصَّة أن الرجل كان شائعا عنه أن له علاقة بعلم الجفر وتحضير الأرواح وكتابة التمائم.. وفعلا، بايعته كما تذكر المراجع التَّارِيْخِيَّة قبائل المشرق والمغرب، بعد أن أجزل لهم الأعطيات وأنفق عليهم الأموال. وقَدْ كان حازما وإداريا ناجحا؛ إذ تحسنت في عهده العملة، وارتفع قدرها، خلافا لما كان عليه الأمر قبل ذلك..

2)      مجموع مكاتبات الإمَام عبدالله بن حمزة، تحقيق: عبدالسلام بن عباس الوجيه، مؤسسة الإمَام زيْد بن علي الثقافية، ط:1، 2008م، 241.

3)      رأيت ذلك بنفسي في إحدى الإجازات العِلمِيَّة للدكتور محمد عبدالملك المتوكل، أثناء تخرجه، قبيل ثورة 1962م، من المدرسة في حجة، وعليها ثمانية توقيعات لأساتذته الذين تعلم علي أيديهم، منهم الأستاذ أحمد محمد النعمان. “صورة منها بإرشيفي الشخصي”.

4)      هجر العلم، 604/2.

5)      التَّارِيْخ الاجتماعي للثورة اليمنية، رؤية سوسيولوجية لتحول بناء القوة. د. عبد الملك المقرمي، دار الفِكر المعاصر، ط:1، 19991م، ص: 177.

6)      اليمن.. الثورة في الجنوب والانتكاسة في الشمال، د. محمد علي الشهاري، دار ابن خلدون، بيروت، 1972م، 13. ثمة قصة أوردها الأستاذ البردوني عن الإمَام أحمد تعكس مدى سادية الرجل ووحشيته وتجرده من الإنسانية وهِي حادثة محمد علوس، مضحك الإمام، فقد كان مضحك الحركة والكلام، وكان يتسلى به ولي العهد أحمد “قبل أن يكون إماما” وكان أكثر ما يكون إضحاكا إذا خوَّفه أحد بتسليط حيوان أو رمي حبل أو تحريك حشرة، فقد كان يتصور الحبل حية، والعصفور صقرا، ويتحرك حركة خائفة تفجر الأعماق من الضحك، وذات يوم أراد ولي العهد أحمد أن يتمتع أكثر، فدلى محمد علوس في حبل إلى بئر، فانقطع الحبل، فسقط علوس، وولي العهد ومن حوله يضحكون!! وقَدْ انتشرت القصائد الشعرية التي نددت بالحادثة، ومنها قصيدة لحسين أحمد العنسي، قَال فيها:

حادث أضحك الأنام وأبكى           هل سمعتم بُكاً يخالط ضحكا؟

ضحكوا إذ أتى يمثل عصرا           تتريـــا بغيـــــا وعســـــفا

ومزاحا أودى بمهجة مزاح           مضيفا للسيف فعلا وتركا

كيف أودى علوس في غيهب الجــب صريعا يا ما أشد وأنكى!

وثمة قصة أخرى لا تقل عنها بشاعة، وهِي أن قَام الإمَام أحمد برمي رجل إلى قاع البئر في تعز بينما كان يتحاكم لديه مع زوجته، تأديبا له! انظر: مغامرات مصري في مجاهل اليمن، د. مصطفى الشكعة، 99.

7)      الطريق إلى الحرية، مذكرات العزي صالح السنيدار، ط:2، 1998م، 91. وقوله: مطلع، مطلع، تعني فصاعدا، و “كيفه” لهجة يمنية، لعلها تختصر السؤال: كيف هي؟ أي كيف هِي الحكاية؟

8)      القبيلة والدولة في اليمن، سابق، 118.

9)      الثقافة والثورة في اليمن، عبدالله البردوني، د. ن، ط:4، 1998م، 59.

10)   يقتضي الإنصاف هنا أن نشير إلى الإمَام الشافعي وهو إمَام مَذهَب سني، فقد قَال بعدم جواز القرشية إلا من قرشي؛ لأنه قُرشي “مطلبي” وأمه حسينية. وقَدْ ذكر البعض أنه ليس لقريش إمَام متبوع سواه.

11)   العَلَم الشَّامخ في تفضيل الحَق على الآباء والمشايخ. العلامة المحقق المجتهد الشَّيْخ صالح المقبلي اليمني، المكتبة اليَمَنِيَّة للنشر والتوزيع، صنعاء، ط:2، 1985م، 282.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى