أشتات

 الحرب السلالية في اليمن: الاعتبار ومواجهة الآثار الفكرية (2)

تكامل ثقافتي الخلاق والعَرَض الأدنى

تكامل ثقافتي الخلاق والعَرَض الأدنى:

1- يتساءل المهتمون عن وجه الخلاف بين الشيعة والسنة؛ ذلك أنَّ فريق السنة يعتقد تحصين الطغيان سواء كان سلاليًّا أو غيره.. والشيعة معروفون في تأليه معمميهم الخ.. باختصار، الفريقان يتوحلان ثقافة الخلاق؛ فلم الصراع؟؟

2- ثقافة العرض الأدنى تتكامل مع ثقافة الخلاق، ويلاحظ المتأمل نتاج الصفتين في واقعنا- سجال في سجال فلا منهج ولا حلول.. الخلاق مأخوذ من الخلوق- الصبغة الباهتة، وهنا تتكامل مع العرض الأدنى في الهشاشة والتفاهة!

قال تعالى: (كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر اموالا واولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون) {التوبة:69}.

3- لا شكَّ أنَّ دلالة الخلاق أكثر تحقيرًا؛ فالخلاق أشبه بمادة (المكياج) يُطلى بها الوجه فتضفي عليه بهرجًا خادعًا وفور انتهائه يظهر الوجه مقرفًا!

4- دلالة الخسران:

الحِجاج القرآني دقيق جدا في مقاصد دلالاته اللافتة للنظر؛ فالنص انتهى مقررًا حال السابقين أنهم (حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون)!

هذا النوع من الحجاج المتين تحدث عن استمتاع وخوض الفريقين، ثم قرر أنَّ الخسران ملازم للسابقين؛ فهذا لا يعني أنَّ المتأخرين ناجون من الخسران!

وإنما.. أسلوب الحجاج متعدد الوجوه في القرآن.. وفيه أسرار أبرزها تحريك التفكير تحذيرًا وفتحًا لباب التوبة من سلوك سنن السابقين..! ومالم يبادر المتأخرون بالتوبة السننية فإنَّ العقل حتمًا سيحكم عليهم بالخسران دون تردد (ليس بأمانيكم ولا أماني اهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به).

وحسب علماء الألسن أنَّ هذا النوع من الحجاج يفتح أمام العقل بعدًا نظريًّا اعتباريًّا ثم الوصول إلى استنتاج الحكم! وهنا يكون استنتاج الحكم أكثر قوة وتأثيرًا واقتناعًا!!

مظاهر ثقافة العرض الادنى:

تتجلى حصائد العرَض الأدنى في مجالات كثيرة.. وعميقة.. وشاملة لكل مجالات حياتنا الاسلامية!

سنذكر أهم المظاهر من خلال المجالات التالية:

المجال الأول:

غياب المنهج المقاصدي:

– المنهج المقاصدي يتكون من مقاصد الخلق ومقاصد التكليف ومقاصد القرآن المختلفة..

ومقاصد البيان النبوي العملي- فقه التطبيق النبوي الراشدي وفقه الصحابة الذين فتحوا البلدان وكان فقههم هو النظر في حكمة الشرع ومقاصده..!

– المنهج المقاصدي متصل بمقاصد القيم الكونية ومقاصد التزكية الخلقية والسنن الحاكمة للاجتماع!!

– عماية وفشل نظري!

نظرًا لغياب المنهج المقاصدي فالعقل الفقهي يدور في حومة (محلك سر)! وحسب علماء النَّفس (حالة العجز المكتسب)!!

انتبه أخي القارئ: عجز.. لا عن جهل وإنما عن معرفة مغلقة!!

فالعقل الفقهي لم يمتلك قدرات تساعده على معرفة السِّياق الذي نشأت فيه التطبيقات الفقهية.. ومن هنا يأتي العجز!

والدليل أننا قطعنا 100عام ولم يستطع العقل الفقهي تقديم نظرية وفقًا للمعنى العلمي المتعارف عليه!!

– الغيبوبة الحضارية:

هذا توصيف لحالة الفكر الفقهي في مجال العلوم الانسانية؛ والسبب هو البقاء في نفق التقليد من زاويتين:

الزاوية الأولى: التقليد في الفروع.

الزاوية الثانية: زاوية التقليد في الأصول وهي الزاوية الأخطر بل والأكثر ارباكًا للعقل للفقهي..! وإليكم البرهان القاطع!

من منتصف تسعينيات القرن الماضي وحتى اللحظة انطلقت الكتابات في مجال المقاصد، أطروحات ورسائل جامعية وبحوث كثيرة.. وبحسب ما وقفت عليه من تلك الأعمال لم أجد فيها مثال واحد للتجديد، وانما اجترار لأمثلة قديمة من التراث! نعم.. أحد الأصدقاء قدم أطروحته المقاصدية حول التَّأمين التجاري! وقد أجاد وافاد لكن طالته سياط التكفير ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 الحرب السلالية في اليمن: الاعتبار ومواجهة الآثار الفكرية (2)

المجال الثاني:

غياب مقاصد التزكية:

1- حضر التصوف الفلسفي الهندي الحامل لأفكار التشيع الباطني فاحتل ميدان التزكية وبصورة رسمية؛ فانتشرت الزوايا في أنحاء العالم الاسلامي؛ فتقيأ أفكاره المسمومة في سبيل تحقيق أهدافه الرامية إلى إزاحة الإسلام وذلك من خلال ما يلي:

2- إضاعة مقاصد التزكية:

لقد عمل التصوف الفلسفي والتشيع جنبا الى جنب، تغييبًا و إفسادًا.. وتمييعًا لمقاصد التزكية.. تأمل المفهوم الاجرامي التالي:

3- الطبيعة ميدان كوارث الخالق

والإنسان ميدان كوارث طغيان السلطان.. وبما أنه لا يجوز الاعتراض على الله فكذلك لا يجوز الاعتراض على الطغيان المفسد المهلك للحرث والنسل!

هذا المفهوم الإفسادي، عقيدة وقيما وشريعة الخ. انتشر في الفضاء الفقهي والثقافي والاجتماعي، ولكن بتحريف ألعن وأقذر.. للتكيف مع عقل لعامة:

أنه قدر الله! (1).

4- صبر العلماء دستور نافذ

نكبات العلماء بدأت مبكرًا والعجيب أنه تمَّ حفظها ذهنيًّا وخطيًّا.. وتداولتها المنابر والزوايا وغيرها.. وقد تعاورتها إضافات وتحريف؛ تكريسًا لثقافة(العرض الأدنى)وقد آتت أكلها أضعافًا مضاعفة، كيف لا وفي مقدمة العلماء أئمة المذاهب الأربعة حتى اللحظة!

5- فقدان آليات كبح الطغيان:

كل ما سبق من الحصائد السَّابقة واللاحقة عطلت العقل الفقهي عن التفكير باي آليات تحمي كرامة الإنسان فردًا ومجموعًا؛ فصبر العلماء هو الدستور الإسلامي السليم النافذ بل والوجب الاتباع والالتزام!

6- الدستور الآنف رسخ قبول كرباج التزكية المنحرفة:

ثقافة الرضى بالدونية.. ثقافة العرض الأدنى والتي افقدت المؤمن عزته وأنفته؛ فتولد عنها حصائد عنقودية أسوأ أبرزها دفن كرامة الإنسان وما يتفرع عنها من حقوق!! فهل توقف الأمر..؟ كلا..! بل إنَّ المنابع المنحرفة للتزكية زورت روايات كثيرة على الرسول صلى الله عليه وسلم. مختلفة في صيغتها، لكنها تصبُّ في بؤرة الانبطاح للطغيان مقرونة بوعود في الدار الآخرة تخالف القرآن والسنة وتضحك الثكالى في آن!

وتجنبًا للإطالة فقد دمجت الروايات على النحو التالي:

علماء أمتي.. بل كل أمتي.. من طالته مظالم السلطان.. ففضيلة أمتي هي الصبر على ظلم السلطان.. والجزاء للصابرين هو شفاعتي لهم، وهناك جزاء آخر هو أنَّ المظلوم يأتي في المحشر فيعطيه الله يهوديًا بيمينه ونصرانيًّا بشماله، ثم يقول له الق بهما في النار وأنت ادخل الجنة!!

السؤال: أين الطاغي الفاجر؟

السفاح.. المفسد المهلك للحرث والنَّسل؟

لا عقاب.. المهم.. الكتابيان يغطيان موقع المظلوم في النار!! وأين موقع الطاغي في النار؟؟

هل هناك دجل وتظليل وكذب على الله والرسول ومخالفة للقرآن ولعدل الله أكبر من هذا؟ انظروا.. الكتابيان بيد المظلوم لا بيد الظالم…!

إذن.. المظلوم يقدم الكتابيين فدية للظالم؛ فتغمره السعادة…!!

لاحظوا.. كيف أن التزكية الفاسدة المفسدة جعلت دين الاسلام – تعالى الله- جعلت عدل الله حصنًا للطغيان في الدنيا يجلدك ولا ذنب عليه.. وفي الأخرى المظلوم يتسلم الفدية.. والطاغي لا وجود له!! المفسد في الأرض لا يجوز الإساءة إليه في الحياة الدنيا وفي الآخرة.. ليس على الظالم أي حساب؟!  المظلوم يقوم بمهمة فدية الطاغي.. ثم.. يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم .يشفع لبقية الظلمة؛ نظرًا لنفاد أهل الكتاب من عرصات المحشر!

الخلاصة.. الانبطاح للظلم والطغيان عقيدة لازمة في الدنيا وفرحة غامرة في القيامة!

هكذا نصَّت الأكاذيب على الله ورسوله!!

مثال: الطاغية السُّلالي:

الطاغية السُّلالي مقدَّس هنا؛

ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم .قال: عن السلاليين الطغاة: صالحهم لي.. وطالحهم عليّ !! كيف لا.. ها هو الله يقول للرسول ص: (ولسوف يعطيك ربك فترضى)

نعم.. الرسول.. قادر يدخل من يشاء الجنة بدون إذن من الله يوم القيامة ! ومالم نسلم بهذا سنكون والعياذ بالله مكذبين بالآية:

(ولسوف يعطيك ربك فترضى)!

وسنكون مكذبين بعظمة محمد وامتيازاته.. هكذا يقول الشيعي المتصوف محمد بن علوي المالكي في كتبه.. وامعانا في الدجل يقرر هذا أن خلود الاسلام يتمثل في وجود قبر الرسول. صلى الله عليه وسلم. بخلاف بقية الرسل قبورهم ضائعة.. كذلك أديانهم!

 الحرب السلالية في اليمن: الاعتبار ومواجهة الآثار الفكرية (2)

7- كُرباج انحراف مفهوم التوبة:

كرباج التوبة يجلد النفوس والعقول..وعااااظ..طيلة1200 عام يصرخون.. توبوا إلى الله.. توبوا إلى الله.. هكذا لغة وضجيج عالي ينبذ تعاليم القرآن الذي نص صراحة أن لكل ذنب توبته الخاصة(يريد الله أن يتوب عليكم) وردت هذه التوبة في سياق القرآن حول الاخذ بالسنن الحاكمة للاجتماع كما أشرنا أعلاه!

8- غياب فقه الوسائل:

حرمت أمتنا من التفكير باجتراح وسائل وآليات تحاصر الطغيان وتقلم اظافر المستبدين

وتمنع تغول المفسدين في الأرض.. بسبب صبر العلماء هو دستورنا الأبدي الخالد!!

نعم.. صبر العلماء فضيلة خاصة بهم؛ فمن قال إن صبرهم دستور واجب علينا الالتزام به؟؟

لقد مر على أمتنا1200 من العجز القاتل الفاشل بسبب غياب المنهج المقاصدي الداعي الى ابتكار أنواع الوسائل لخدمة مقاصد القرآن وحماية كرامة الشعوب والأفراد !!

وها نحن المسلمين مرتكسين في وهاد التخلف الشامل بسبب ثقافة القطيع الضحله!!

بالمقابل:

حقيقة التوبة السننية: ثقافة تستهوي الافئدة !!

شخص أمريكي أخطأت المحكمة في حقه فسجن40 عاما !! وبعد قضاء المدة الظالمة تقدمت إليه المحكمة باعتذار ثم قال له القاضي اطلب التعويض الذي تريد؟؟

رفض الرجل.. أي تعويض

بعد انتهاء عمري سجينًا!؟

إن كان ولابد من تعويض فالغوا تلكم القوانين المجرمة في حق المواطنين؟؟

يا الله.. يا الله.. هكذا تقول ثقافة الأمريكي؟!!

دعت المحكمة الى اجتماع مع كل الجهات ذات العلاقة وألغت كل القوانين الماسة بكرامة الانسان !!

أين المسيحي من كرباج الوعظ والدجل والزيف والكذب على الله؟!

الجدير ذكره أن هنالك مظاهر كثيرة، حصائد ثقافة العرض الأدنى التي حذر منها القرآن…!! ولكن ثقافة القرآن ضائعة منبوذ بطريقة أو بأخرى.. والبديل ثقافة الرجل الأمريكي!! فمن الذي قرأ قول الله:

(والذين يُمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنّا لا نضيع اجر المصلحين) الأعراف 170.   العقليات المتوحلة استمرأت (العرض الأدنى.. والقرآن يرسم طريق الارتقاء الى معالي الأمور قائلًا:

(أفلا تعقلون) (أنّا لا نضيع اجر المصلحين) ولكن أنى للعقل المقلد أن يرتقي؟؟

(إنّا لا نضيع أجر المصلحين)؛ يعني بوضوح أن الشريعة جاءت لمصلحة الإنسان وكل ما يخدم مصلحة الإنسان- دنيا وأخرى.. هكذا قررها المنهج الرباني بوضوح أن غاية الرسالة هي:

(رحمة للعالمين) عموم العالمين!!

– الرحمة غاية، والمصلحة غاية، والعقل المهتدي بالنص حمايته غاية؛ لأن العقل يهدي الى الوسائل الخادمة لتحقيق الرحمة والمصلحة وآليات حماية الغايات.. منهج قررته مقاصد القرآن ومعارف الوحي، والبيان النبوي العملي،(ويعلمهم الكتاب والحكمة).

الجرح المتقيح:

1  الحرب السلالية في اليمن: الاعتبار ومواجهة الآثار الفكرية (2)

غياب مقصد الشورى!

1- ثقافة العرض الأدنى بدأت مبكرة؛ حيث انزلق مبدأ الشورى من موقعه العتيد، صدارة السنن الحاكمة للاجتماع إلى مكان لا وجود له بين تكاليف الشريعة!

هذا المبدأ العظيم قاعدة فلسفية فرضها الله لصالح الامة فامتلكت الامة ولايتها على نفسها لأنها صاحبة المصلحة أولًا وأخيرًا…!

لكن الذي حصل اننا وجدنا الشورى في مكان لا علاقة له بالشريعة الكاملة لا من قريب ولا من بعيد (الشورى مُعْلِمَةٌ).

(لا ملزمة)!! ما معنى معلمه؟؟

أيش مرتبتها في سلم التكاليف الشرعية؟؟ معلمة.. وكفى!؟

المحصلة النهائية.. لا تجريم ديني ولا دنيوي ضد من خالف الشورى وصادر وزور وانتهك حقوق الأمة وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنسل.. فالرسول شافع والبديل في جهنم يهودي أو نصراني!!

أيًّا كان اجتهاد السابقين في هذا المجال الخطير قد أودى بأعظم سنة كونية.. آلية تحمي الأمة؛ فذاك شأنهم وواقعهم.. نحن نعبد الله وليس أقوال الرجال!!

الخلاصة.. الذي يلزمنا هو الاخذ بالمنهج الاصولي المقاصدي لا غير!!

المحور الخامس

ما العمل؟

خارطة المواجهة-مبادئ.. معالم:

المبدأ الأول:

تحديد السبب الحقيقي:

يجب ضرورة تحديد السبب الحقيقي وراء تخلفنا أيًّا كان في ضوء مقاصد القرآن  وتقديم العلاج المناسب وغير ذلك فلن نخرج من دائرة مغالطة الذات!! ذلكم هو المبدأ الاول!

المبدأ الثاني:

إعادة ضبط المفاهيم:

اعادة ضبط المفاهيم ضرورة شرعية:

هناك مفاهيم كثيرة تحتاج إعادة ضبط؛ انطلاقا من مقاصد القرآن ومقاصد البيان النبوي العملي والمنهج المقاصدي في فقه الراشدين والصحابة وكبار فقهاء الاصول.

وتقديم إجابات فكرية ثقافية تعالج هموم وتطلعات العصر، وهذه أهم المفاهيم:

1- مفهوم التزكية:

ضبط مفهوم التزكية أنها تنمية الخلق.. وأنَّ معيار صحتها أثرها في تنمية (القيام بالقسط) والتي ينبثق عنها القيم التأسيس الحاضنة وفي طليعتها الرحمة، والتعارف والتعاون، والأخوة، والتكافل، وحب النظام، والإحسان، والتواضع، والوسطية!

2- أنَّ التأسي بخيرية القرون يجب أن يستند على العقل المهتدي بمقاصد القرآن الواضحة الدلالة أنها جاءت للصلاح الإنساني، دينًا.. ودنيا.

بل إنَّ نصوص القرآن تضمنت التأييد الإلهي للمصلحين (..إنا لا نضيع عمل المصلحين) الأعراف،170. والنصوص كثيرة.

نكرر القول: إن التجديد والإصلاح المنشود هو في ميدان متغيرات الحياة الدنيا وإعادة تأصيلها كما سياتي!

3- التوعية المستمرة بالعرف الفطري الوارد في القرآن (وأمر بالعرف)؛ مع التوضيح المستمر بأن العرف الذي أمر به القرآن هو عرف فطري متجدد يواكب العصور وهو من لوازم خاتمية الرسالة وخلودها.. والمقصود بالعرف- إعادة ترتيب سلم القيم في بناء المجتمع- وسائل.. أهداف.. غايات، وحسب ابن تيمية (أن صور العدل تتجدد زمانا ومكانا)*؛ الأمر الذي يعني تجدد الوسائل وترتيب سلم القيم والاولويات وصولا الى حفظ وحماية كرامة وحرية الفرد والمجموع وتحقيق مصالح الاجتماع !!

4- ترسيخ مفهوم ان الحق لا يتناقض، ترسيخ مفهوم كليات ومقاصد القرآن وتقديمها على غيرها بلغة سهلة وأسلوب التدرج!

5- العمل على ميلاد الفقيه الفيلسوف، والمقصود هنا الفقيه الذي بُني عقله في ضوء مقاصد القران والتأسي بوظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم.(تعليم الكتاب والحكمة).

6- تصحيح مفهوم احترام وتقدير السلف بدء من خيرية القرون وهلم جرا.. بأن الاحترام هو المطلوب وليس التقديس!

وأن الشخصية المطلوب تكوين عقليته الثقافية يجب أن تتحقق فيه صفتان:

 الحرب السلالية في اليمن: الاعتبار ومواجهة الآثار الفكرية (2)

– صفة المعترف.. بفضل السلف.

– صفة المتجدد: الواعي بهموم عصره.. والسعي الجاد نحو تحويل القيم التأسيسية الحاضنة إلى آليات حامية لمقاصد الدين، انسانيًّا وحضاريًّا.

7- أن التأسي بخير القرون هو اليقظة العالية- واليك نماذج.. أوليات.. الفاروق السياسية والقضائية.. الشافعي تأسيس أصول الفقه.. الجويني تأسيس ربط السياسة بالمنهج المقاصدي، العز بن عبد السلام.. تأسيس قواعد الأحكام في مصالح الانام، وتلميذه القرافي تأسيس ربط الأحكام بمقاصدها..

والشاطبي تأسيس نظرية المنهج المقاصدي.. وابن عاشور تأسيس علم الاجتماع انطلاقًا من المنهج المقاصدي.. كما أضاف مقصد الحرية والعدل والمساواة إلى مقاصد الشريعة؛ هذه الأعمال الجبارة تعني أن خيرية السلف هي يقظة عقلية مهتدية وهادية إلى إعادة بناء ثقافة المجتمع الحي.. وليس تحويل المجتمع إلى كائنات دينية لا تتشوف للكرامة ولا تمتلك ولايتها على نفسها التي منحها الله(وأمرهم شورى بينهم)، باختصار.. الإسلام يأبى تحويل المسلم إلى كائن ديني!!

8- ربط القيم والسنن بركني الإيمان بالله واليوم الآخر:

وهذا يتطلب تكثيف الأدلة من القرآن والسنة وهي كثيرة جدًا، وتوضيح خطورة الفصل بين القيم والإيمان.. والتأكيد المستمر على أنَّ الأخذ بالسنن لا ينفصل عن الإيمان وإن السنن هي أمر الله ومراده وقضاؤه الكوني! وأنَّ الله حكم على الذين يفصلون بين القيم والسنن وبين ركني الايمان بالله واليوم الآخر إنهم مفسدون في الأرض.. قال تعالى: ( والذين يقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار)!

9- خلق جو ثقافي سنني وصولًا إلى غرس رغبة وتطلع مجتمعي نحو الإصلاح وترسيخ حرية وإرادة واختيار المجتمع كي يحمي المجتمع حقوقه بإرادة واعية واقتدار صادرين عن قناعة نابعه من أسس دينية حقيقية راسخه! وتحويل القيم والسنن إلى آليات وضمانات تحصن الشعب من أي تغول!

10- تنمية وعي المجتمع بما يمكنه من صناعة الثقافة السننية الناقدة في عقول الاجيال الناشئة، وحسب فلاسفة الاجتماع في التعليم أنَّ المجتمع هو الأقدر على بناء الثقافة السننية الناقدة لدى الناشئة وتحويل القيم والسنن إلى ثقافة عامة لدى الأجيال، استبانة (ديوان عمران) الآنف مؤشر داعم يلتقي مع فلاسفة الاجتماع!!

وأضاف فلاسفة الاجتماع أنَّ دور التعليم العام هو صناعة العقلية العلمية المنهجية!!

11- ترسيخ مفهوم مقاصد تصرفات (الرسول صلى الله عليه وسلم) بأنه. صلى الله عيه وسلم. هو المشرع العملي لقيم التأسيس الحاضنة لشبكة العلاقات الاجتماعية والمنتجة لأدوات الحضارة، ابتداء من العهد المكي الذي استغرقت سورة من القرآن زاخرة بالقيم المختلفة التي تشبّع بها جيل الصحابة- عقدة.. ووسائل وغايات! والدليل القاطع على التشبع بالوعي الثقافي القيمي ووسائل توليد الحضارة هو:

التضحيات والثبات الأسطوري وصولًا إلى ترك وطنهم شوقًا إلى الهجرة؛ الأمر الذي يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم غرس الأهداف بوضوح- عقيدة.. ووسائل.. وغايات- دستور المدينة نموذجًا!

12- توضيح وترسيخ مفهوم المنهج المقاصدي أنه متصل بمقاصد الخلق- التوحيد وعمارة الأرض- ومتعلق بالقيم الكونية والقيم الخلقية والسنن الكونية.. والبيان النبوي العملي.. في الوسائل المتجددة المحققة لغايات الرسالة الخاتمة في بناء المجتمع- انسانيا وحضاريا!!

13- إعادة ضبط مفهوم الوعظ انطلاقا من الاستعمال القرآني.

تلك هي أهم وأبرز مبادئ تمثلت في تصحيح المفاهيم؛ فإلى المعالم. نتناولها في المقال القادم بحول الله .

الهوامش:

  1. ينظر: د. عبد المجيد الصغير: الوساطة العلمية. أطروحة جامعية. محمد الخامس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى